أفتقد إلى السند، حتى من والدي، ماذا أفعل؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا امرأة متزوجة وأم لولدين، لدي مشكلتين وأتمنى منكم النصيحة والدعاء لي بالفرج العاجل.
المشكلة الأولى متعلقة بأبي: لا يريد التكلم معي منذ أكثر من شهرين، حدثت مشكلة بيني وبين زوجي، فما كان من أبي إلا أن يدير ظهره لي بدون سابق إنذار، أصبحت كلما أذهب لزيارة منزل والدي لا ألقاه في المنزل، فهو يتفاداني، ولا يريد التكلم معي ولا رؤية أولادي، مع العلم أن أبي كل حياته جاف وقاس معي ومع إخوتي.
أكره ذلك الوضع ولا أتحمله، ولا أدري ما الحل؟ حاولت التكلم معه فلم يرد، اتصلت به على هاتفه فوجدت بأنه حظر رقمي، أنا محتارة لا أدري لماذا يفعل أبي معي هكذا؟ عندما أسأل أمي لا تجيبني، وتكتفي بالقول بأن كل الأمور سترجع إلى نصابها، وتلمح لي ألا أذكر لها هذه القصة مرة أخرى فأسكت.
المشكلة الثانية زوجي: لم أحبه يوما، ولا أستطيع ذلك، أشعر وكأنني أخونه بعدم مبادلته المودة، ماذا أفعل؟ ليس لي ملجأ ألتجىء إليه، حتى أبي سندي في هذه الحياة لا يطيقني، (علما أن زوجي أهانني وكسر خاطري وقلبي وسحقني أمام أهله)، حتى أنني اصبحت أشعر بأنني منبوذة وليس لي قيمة من طرف الجميع، لا أتحمل ذلك، أرجو منكم النصيحة والدعاء لي بالفرج.
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يرزقك بر والديك، وأن يُوفِّق بينك وبين زوجك، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.
أنت تُشكرين على حرصك على بر الوالد، وأرجو أن تتابعي وتُكرري المحاولات، واعلمي أنك تقومين بما عليك من خلال هذا الحرص على أن تنالي رضا الوالد، والوالدة صادقة في كلامها، فالوقت جزءٌ من الحل، ما عليك إلَّا أن تستمري في الدعاء، وتستمري في المحاولات، واجتهدي في معرفة الأشياء التي تُغضبُه، فالاعتذار منه أيضًا له أثر كبير، ولكن الإنسان إذا قام بما عليه بهذه العبادة -التي هي برُّ الوالدين- ولم يجد من الوالد أو الوالدة قبول، فإن الأمر لا يعني أن الإنسان ما دام قام بالذي عليه، لأن الذي يُجازي هو الله تبارك وتعالى، وفي ذلك يقول ربنا العظيم بعد آيات البر: {ربكم أعلم بما في نفوسكم}يعلم بما في نفوسكم من البر والإخلاص والصدق والخير، {ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورًا}.
إذًا باختصار: استمري في المحاولات، واجتهدي في فهم الذي أغضب الوالد تحديدًا، واحرصي على أداء ما عليك حتى ولو رفض الوالد، المهم أن تحاولي أن تتصلي، وتزوري، وتذهبي، حتى تنالي رضاه، وإذا كان هناك مجال لإدخال العمَّات أو الأعمام بينك وبين والدك، فإن لهم تأثير على أخيهم، هذا أيضًا من الحلول الممكنة.
أمَّا بالنسبة لمسألة الزوج: فأنتم بينكم أولاد وما كل البيوت تقوم على الحب، لكن تقوم على رعاية المصالح والحلول المشتركة وعلى الإيمان وعلى رعاية الأبناء والبنات، فهناك أكثر من مصلحة، ولذلك نتمنّى أن تصبري، ويُوشك هذا كله أن يتغيّر -بإذن الله تبارك وتعالى-، ومن المهم جدًّا أن تُشعري زوجك بالاهتمام به، والقيام بما عليك؛ لأن العلاقة الزوجية هي طاعة لرب البرية، فتقصير الزوج لا يُبيح لك التقصير، فقومي بما عليك، وتعوذي بالله من شيطانٍ لا يريد للناس الخير ولا الاستقرار في بيوتهم، واستمري في التواصل مع الموقع، واعلمي أن قيمتك في طاعتك لربِّك، فلا تتأثري بما يحدث من المواقف، نحن نُدرك أنه صعب، ولكن المؤمنة إذا عرفت أن قيمتها في طاعتها لله، ومن الطاعة لله الصبر على الوالد والصبر على الزوج، وإذا لم يصبر الإنسان على الوالد وعلى الزوج فعلى مَن يكون الصبر؟
إذًا تحمّلي المعيشة، واستعيني بالله، وتوكلي عليه، وقومي بما عليك، فإن هذا هو الذي يسألك الله عنه، وبهذا ستتغيّر الأمور بحول الله وقوته، نسأل الله أن يعوضك خيرًا بالأبناء البررة، وأن يُعينك حتى تعود الأمور إلى وضعها الصحيح، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
- التصنيف:
- المصدر: