عدم التكافؤ بيني وبين خطيبي

منذ 2021-08-29

فتاة ثلاثينية خُطبتُ لرجل في منتصف الأربعينيات، وترى أن بينهما فروقًا في الشخصية والطموح، وهي في حيرة بين القبول والرفض، وتسأل: ما الرأي؟

السؤال:

أنا فتاة في الثلاثين، خُطبتُ من قبل لرجلٍ لكن لم يتم أمر الزواج، والآن تقدم لي شخص قريب لنا، في منتصف الأربعينيات، لم يسبق له الزواج، بسبب ظروفه المادية الصعبة، إذ كان لا يستطيع الزواج، وبعد الرؤية الشرعية لحظتُ أنه إنسان بسيط جدًّا، طيب، ملتزم، هادئ، لم يكمل تعليمه، فليس لديه شهادة، حاليًّا لا يوجد لديه عمل أيضًا، يعمل لكن في القطاع الخاص، وتارة يعمل على سيارته، من عيوبه أنه مدخن، ومُصاب منذ فترة يسيرة بمرض السكري، وقد وعدني بأنه بعد الزواج سوف يبحث عن وظيفة،

أنا على النقيض له تمامًا؛ فأنا حيوية، وأحب الإنجازات، ولدي شغف، وأحب التعلم والتطور، محتارة جدًّا بين الرفض والقبول؛ فدافع الأمومة والأبناء يجعلني أريد الارتباط، وأيضًا عمري ليس بصغير، مع هذا كله أنا خائفة جدًّا من فشل الزواج والفروقات بيننا، وخائفة من تردُّدي فيه؛ إذ كنت أطمح لرجلٍ أفضلَ في المواصفات؛ على الأقل يكون مستقرًّا بوظيفة ما، علمًا بأن أهلي يرغبون في زواجي، لكن القرار الأخير قراري، أرشدوني، بارك الله فيكم.
 

الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فمرحبًا أختي الكريمة، ونشكركِ على الثقة بهذا الموقع.

 

هناك أمور يستطيع الإنسان السير إليها، والمُضِيَّ نحوها عبر خطوات محدَّدة لِيَصِلَ إليها بعد توفيق الله؛ كالتعليم والوظيفة، أما ما يتعلَّق بشَرِيكِ الحياة، فهذا من جملة الأرزاق التي لا تستطيع المرأة في الغالب بذل الجهد في تحصيله، وإنما الأمر قائم على الفُرَص التي تأتي من حِينٍ لآخَر، وما دام الأمر كذلك، فينبغي أن نتأمل الفرصة، ونتفحَّص الأمر بعناية، وإليكِ - أيتها الكريمة - بعض النقاط التي تفيدكِ في ذلك بإذن الله:

أولًا: استقامة حال الزوج دينيًّا وأخلاقيًّا وبشكل عام - مُؤشِّرٌ جيد في الاختيار.

 

ثانيًا: الرجل الذي يُكافِح من أجل لقمة العيش، ويعمل بجد واجتهاد قادرٌ بإذن الله على رعاية أسرة، المهم ألَّا يكون اتكاليًّا في ذلك، ويعتمد على الغير.

 

ثالثًا: من أسباب السعادة في الحياة الزوجية، كون الزوج يتسم بالطِّيبة والرحمة، ودماثة الخُلُق، ولِين الجانِب.

 

رابعًا: عندما يكون الزوج شخصًا معروفًا لدى الأهل، يعرفون أُسرتَه ونشأته ومسيرة حياته، فهذا أمر يبعث على الاطمئنان.

 

خامسًا: مُشاركة الزوجة لزوجها، ومساعدته بالرأي والتوجيه لتحسين مسيرته العلمية والعملية أمرٌ يحصُل بالعادة، وهناك العديد من التجارب الناجحة في هذا الشأن.

 

سادسًا: وهو الأهم، هل أنتِ مُرتاحة لطِباعِه وطريقة تفكيره؛ بحيث لا يكون هناك تصادم في الأفكار مستقبلًا؟ وهل تلحظين انسجامًا في الحوار معه وقبولًا لأفكارِك؟

 

سابعًا: أوصيكِ أختي الكريمة بالاستخارة؛ فعن جابر رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: «إذا همَّ أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علَّام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري وآجله - فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضِّني به، ويسمي حاجته»  [رواه البخاري].

 

سائلًا الله لكِ التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

  • 3
  • 0
  • 2,106

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً