هل أقبله زوجًا برغم فارق السن؟
أنا فتاه أبلغ من العمر 25 سنة، تقدم لخطبتي رجل في الأربعين من العمر، مُتدين ومُقتدِر ماديًّا، إلا أنه: مُطلِّق، ولديه ولد مُعاق، وتسكن معه والدته، ويكبرني في العمر كثيرًا.
وأنا في حيرة من أمري، أخشى أن يفوتني قطار الزواج؛ فأندم على ترك الفرصة، خاصة وأن الرجل متدين.
وما يثير قلقي - أيضًا - والدته، التي ستسكن معنا، أخشى أن تكون سليطة اللسان؛ فتستحيل حياتي إلى جحيم لا يطاق.
ولا أعلم؛ هل سيكون ولده تحت رعايتي، أو عند والدته؟
أرشدوني إلى ما ترون أنه الصواب، بارك الله فيكم.
الأخت الكريمة،
أهلاً وسهلاً بكِ في هذا الموقع المبارك، وأسأل الله لكِ التوفيق والسداد، وبعد:
فمن محاسن الصفات لدى المرأة المسلمة، أن تحرص على بناء بيتها على البِرِّ والتقوى، وأن تأخذ بأسباب السعادة الزوجية؛ فتحرص على اختيار الرجل الصالح الذي يتقي الله ويخشاه، وهذا ما لمَستُه في رسالتكِ.
ولذا؛ فإن الإجابة على سؤالك تتلخص فيما يلي:
أولاً: أرى أنه لا يوجد ما يمنع من الموافقة على الزواج من هذا الرجل، المتديِّن المقتدر.
وفارِق العمر الذي ذكرتِ لا يُعدُّ عائقاً؛ فتوكلي على الله بعد أن تتأكدي من حسن أخلاقه، وتصلي صلاة الاستخارة؛ فعن جابر - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُعلِّمنا الاستخارة في الأمور كلها، كالسورة من القرآن: «إذا همّ بالأمر، فليركع ركعتين ثم يقول: اللهم إني أستخيركَ بعلمكَ، وأستقدِركَ بقدرتكَ، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تَقدِر ولا أقدِر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علاّم الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال في عاجل أمري وآجله - فاقدره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال في عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضِّني به، ويسمي حاجته» (أخرجه البخاري في "صحيحه").
واعلمي أن الذي يُقَدِّره الله لكِ - بعد الاستخارة - هو الخير كله.
ثانياً: حاولي ألاّ تبني حياتك على فرضيِّات قد تكون غير صحيحة، فربما تكون والدته على خلاف ما يدور في خَلَدكِ الآن، وابدئي حياتكِ الزوجية بحُسن الظن.
ومن هنا، فإن الواجب عليكِ أن تعينيه على البِر بها، عسى الله أن يرزقك أولاداً يَبَرُّونَكِ حال ضعفكِ.
ثالثاً: يمكنك الاستفسار عن وضعك في المنزل مع ابنه، وتوضيح كل ما تريدينه منه قبل عقد الزواج؛ حتى تكوني على بَيِّنة من أمرك، وما دام رجلاً مُقْتَدِرًا؛ فيمكن أن يُهيئ لابنه من يقوم على خدمته، ولا تتردي في بذل المعروف لهذا الابن الضعيف، قَدْرَ استطاعتك.
أسأل الله أن يوفقكِ في حياتكِ، وأن يرزقكِ ذُرِّيةً طيبةً؛ إنه سميع الدعاء.
محمد الحازمي
ماجستير في أصول التربية من جامعة أم القرى بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى عام 1425هـ، ويحضر درجة الدكتوراه حالياً.
- التصنيف:
- المصدر: