رمضان الفضي.. وإخواني
أَمْتَلِكُ سُلْطَة في البيت لا بأس بها، وقد سمح لي والِدِي بعد كبر سِنِّه بتربيتهم على الالتزام والعلم، ولكن المُصِيبة الكُبْرى التي تُزْعِجُنِي وجود الدِّش في المنزل، فأنا أستطيع السيطرة على التِّلْفَاز في الشهور الماضية؛ بحكم وُجُودي في البيت بكثرة، وكذلك علاقتي الطيبة مع إخوتي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تَحِيَّة طيبة وبعد،،
فأقصد طبعًا برمضان الفِضِّي، رمضان الشاشة الفضية التلفاز، تبدأ الحكاية بأنني شابٌّ مستقيم على طاعة الله، أو هكذا أرجو في المظهر والمخبر بإذن الله ووالِدَايَ ليسا كذلك؛ لكنهما يُتِيحان لي ولإخوتي الاختياراتِ الشخصية من حيث التدين وغيره، وأنا أكبر إخوتي.
ويَعْقُبُني ذكور وإناث، وأَمْتَلِكُ سُلْطَة في البيت لا بأس بها، وقد سمح لي والِدِي بعد كبر سِنِّه بتربيتهم على الالتزام والعلم، ولكن المُصِيبة الكُبْرى التي تُزْعِجُنِي وجود الدِّش في المنزل، فأنا أستطيع السيطرة على التِّلْفَاز في الشهور الماضية؛ بحكم وُجُودي في البيت بكثرة، وكذلك علاقتي الطيبة مع إخوتي.
ولكن الآن أَقْبَلَ رمضان ومعه حَشْدٌ كبير من المسلسلات، فأنا أخرج للتراويح مُبَكِّرًا ولا أعود إلاَّ متأخرًا، فكيف أتعامل مع هذا الموقف؟ والمشكلة الأكبر أن إخوتي يجلسون مع والِدَيَّ في سُفْرة واحدة؛ يَرَوْن القنوات الفضائية والأفلام، ومن الصعوبة أن أطفئ الجهاز، أو أن آمرهم بالخروج كذلك، وأما المصيبة الأعظم أن الإفطار يكون في صالة التلفاز، وهو يَعْرِضُ المسلسل المشوق.
فماذا أفعل؟
الأخ الكريم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بداية أسألُ اللهَ أن يُوَفِّقَك ويُثَبِّتَك على الحق، ويكتب لك الأجر جزاء اهتمامك بالدعوة إلى الله، ومحاولة إصلاح والِدَيْكَ وإخوتك والاهتمام بهم.
وبعدُ: فيمكن حل مشكلتك باتباع الآتي:
♦ توضيح خطر الفضائيات التي تَبُثُّ المُحَرَّمَات، وأنها من أعظم أسباب ضعف الدين والعقل والأخلاق.
♦ بيان فضل شهر رمضان وفضائله وحُرْمَته؛ وأنه شهر الرحمة والتقوى والقرآن والعبادة والطاعة والتوبة، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانََ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 183 185].
يقول ابن كثير: "يمدح الله تعالى شهرَ الصيام من بين سائر الشهور، بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم فيه، وكما اختصه بذلك، قد ورد الحديث بأنه الشهر الذي كانت الكتب الإلهية تَنْزِل فيه على الأنبياء. [تفسير ابن كثير / ج1 / ص 501].
♦ اللِّين والتواضع والهدوء أثناء بيان الحق، والصبر، ومُحَاولة التقرب إلى إخوتك بالهدايا مثل: الكتب؛ والأشرطة المفيدة التي تُوَضِّح خطر الفضائيات على الفرد والمجتمع.
♦ التدرج في النصيحة، والمُنَاقشة الهادئة، ولتنظر إلى أقرب إخوتك لتَقَبُّل الحق فتحاول إقناعه شيئا فشيئًا، وهكذا مع الآخرين.
♦ مُحَاوَلة إيجاد البدائل المُبَاحَة مثل: إقناعهم بأن تكون قناة المَجْد بديلة عن القنوات التي تَبُثُّ المُحَرَّمَات؛ واقتراح أن تكون هناك مُسَابَقَات ثقافية، وبرامج مُشَوِّقَة، ووضع جوائز مناسبة.
♦ الدُّعاء لوالِدَيْك بالصلاح والهداية، واعْلَمْ أن هذا مِنْ حَقِّهما عليك، وكذلك الدعاء لإخوتك في هذه الأيام المُبَارَكَة؛ عسى الله أن يَمُنَّ عليهم جميعًا بالتوبة والمغفرة.
اللهَ أَسْأَلُ أن يكتب لوالِدَيْكَ وإخوتك الهدايةَ والتوبة في هذه الأيام المُبَارَكَة، وأن يُثَبِّتَنَا وإياكم على الصراط المستقيم. والله المُوَفِّق والمُعِين
أ. محمد الحازمي
- التصنيف:
- المصدر: