شتات في بحثي عن الذات!!

منذ 2017-05-02

أصبحتُ أحس بخوف، وعدم سيطرة على أحاديثي، وبضعف في الشخصية، وعدم المقدرة على النظر في أعين الآخرين، وأشرد في التفكير، وعدم التركيز، والإحساس بأني مراقبٌ ومكروهٌ من الآخرين، وأني مركزٌ مع الآخرين، ودائماً خائف على مشاعر الآخرين..

السؤال:

أشكر الموقع على هذا المجهود الجميل، بارك الله فيكم. أنا شابٌ في الثلاثين من العمر، من الله علي بالسفر إلى أوروبا لتحضير الدكتوراه وعمري 26 عاماً، كنتُ شاباً مرحاً، متقرباً إلى الله دائماً، وأصبحت أكثر قرباً لله في أوروبا،

ولكن حصل من المدير بعض المعاملات العنصرية، وتفضيله للطلاب الأوروبيين علي، وإعطائم الفرص، ووصفي بتهكم بأني إرهابي، وبما أني محتاج للحصول على الدرجة العلمية فقد عاملني بالذل، وهذا الذي كان يزعجني، لكني كنت صبوراً، وفي منتصف الدراسة سنة 2011 أحسستُ بضغطٍ نفسيٍ، وكنتُ أُخفي ذلك،

ولكن عند نزولي في الإجازة للوطن لمح أحد الأقارب الحزن ظاهراً على وجهي في المطار، وبدأت تظهر معالم الحزن والأسى والحساسية من بعض الأمور،

لماذا لم يُسلم علي هذا؟

ولماذا هذا يتجاهلني؟

وفي السنة الثانية أصبحتُ أحس بخوف، وعدم سيطرة على أحاديثي، وبضعف في الشخصية، وعدم المقدرة على النظر في أعين الآخرين، وأشرد في التفكير، وعدم التركيز، والإحساس بأني مراقبٌ ومكروهٌ من الآخرين، وأني مركزٌ مع الآخرين، ودائماً خائف على مشاعر الآخرين.

 أحاول ان أبتسم، ولكن ليست ابتسامة من القلب، فأحزن على نفسي، فأنا لم أكن هكذا، ولكن أنا أحب الله، وظني بأنه سيأخذ بيدي لينتشلني من هذا الشتات.الحمد لله أخذت الدكتوراه، ولكني تعبت، وما زلت أحاول التشافي. أرجو منكم النصيحة، سددكم الله للتوفيق.

الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ونشكر لك ثقتك بموقع مستشارك الخاص، ونسأل الله تعالى المزيد من التألق، والنجاح للجميع.

توصيف المشكلة:

المشكلة حسبما فهمت من كلامك ظهرت بعد حصولك على درجة الدكتوراه وعودتك للوطن، وأنك حللت أسباب ذلك بأنه يرجع إلى أسلوب المدير في تعامله العنصري تجاهك، وظهرت لديك المشكلة عبر سلسلة من المشاكل

أبرزها: الخوف، ضعف في الشخصية، شدة في الحساسية من خلال التركيز على الآخرين.

الحلول والعلاج:

1- الذي يبدو لي -والله أعلم- من خلال التأمل في مشكلتك أن هذه مرحلة مؤقتة تمر بها، وأنك تمر بمنعطف عدم الاستقرار، حيث حصلت على درجة الدكتوراه، ولم تحصل بعد على العمل، وهي مرحلة تبعثُ على القلق أحياناً في ظل الظروف الحياتية التي يمر بها العالم.

2- أنت محتاجٌ إلى جرعةٍ قوية من الثقة بالنفس، والتركيز على نجاحك وفوزك بهذه الدرجة العالية، والتي بلا شك ستخولك أن تكون شخصية مرموقة وفاعلة في المجتمع، ومستقرة على المستوى الشخصي.

3- ننصحك بأن تصرف تفكيرك عن الأشخاص، وعن نقد الآخرين، وأن تركز على مشروعك الذي سيكون مصدر استقرارك وهدوئك النفسي.

4- عليك أن تمحو من ذاكرتك تماماً جميع الكلمات والتعاملات والتهكمات التي كان يفعلها ذلك المدير؛ فهي مرحلة مرت وانتهت -والحمد لله- بفوزك بالدرجة العلمية، بالرغم من كل التحديات، ولا شك أن ذلك المدير في الظرف الحالي لا يدري عنك شيئاً، فأنت طالب من جملة مئات الطلبة الذين مروا به وتجاوزوه، فينبغي عليك أن تتجاوزه تماماً، وألا تفتح ملفات الماضي المأساوية، فجميع الطلبة مروا بتحدياتٍ أيام دراساتهم، وتجاوزوها بعد التخرج.

5- ركز على شخصيتك الجديدة، فأنت الآن الدكتور فلان، وابحث عن أهل الخبرة في تخصصك لمشاورتهم والتعاون معهم لتنجح في عملك.

وفقك الله، وسدد خطاك، ونتمنى لك مستقبلاً زاهراً، وحياة سعيدة.

المستشار: د.يحيى الغوثاني

  • 0
  • 0
  • 3,673

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً