أفرح في وقت الحزن، وأحزن في وقت الفرح!!

منذ 2017-05-02

إذا جاء فترة حزن أشعر ليس بالسعادة وإنما بنوع من السلوى من الله والقادم خير بينما الذين هم حولي يقولون لي بأنني بارد الشعور وليس لي إحساس ومن هذا القبيل يعني ما أظهر الحزن الذي هم يظهرونه مع العلم أن هذه الحالة تأتيني أحيانا وليس دائما

السؤال:

أشعر بالحزن إذا جاء وقت فرح كمناسبة عائلية أو نجاح أو تخرج أو أي شيء يبعث الفرح بين العائلة وخاصة إذا كانت العائلة كلها مجتمعة وفرحة لهذا الشيء والعكس.

يعني إذا جاء فترة حزن أشعر ليس بالسعادة وإنما بنوع من السلوى من الله والقادم خير بينما الذين هم حولي يقولون لي بأنني بارد الشعور وليس لي إحساس ومن هذا القبيل يعني ما أظهر الحزن الذي هم يظهرونه مع العلم أن هذه الحالة تأتيني أحيانا وليس دائما. وشكرا

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. أخي الكريم.

الحزن والفرح الذي يصيب الإنسان لا يرتبط بالأشياء الخارجية التي يمر بها الإنسان فقط، وإنما في نفسيته الداخلية وطريقة تفكيره في هذه الأشياء الخارجية.. ودعني أشرح لك بشكل أكبر.

 

المال من الأمور التي يسعى الناس كلهم لها، وهو لا شك من دواعي الفرح. ولكن عندما يرزق إنسان بالمال ويبدأ عقله بالتفكير أن كل من حوله من زوجة أو أولاد أو أقارب يريدون أن يسلبوه هذا المال، أو أن علاقة الآخرين معه مبنية على هذا المال فهي علاقة مصالح لا غير. يتحول هذا المال في نظره إلى عامل من عوامل أحزن والتعاسة، علماً بأنه لم يتغير شيء إلا طريقة تفكيرنا في هذا المال، بمعنى أنه من الممكن أن يرزق شخص آخر بهذا المال ولا يفكر بنفس هذه الطريقة فلا يصيبه مثل هذا الحزن بالطبع.

 

وبناءاً على هذا. فإن ذلك يعني أننا بحاجة إلى أن نحسن من طريقة تفكيرنا ونجعلها إيجابية، وهنا يأتي حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (تفاءلوا بالخير تجدوه) (مجمع الزوائد: 5/179)

 

فالفأل هو طريقة تفكير معتمدة على نفسية الإنسان الداخلية لا على العوامل الخارجية فحسب.. بل الإنسان المتفائل يحول القضايا السلبية إلى قضايا إيجابية.

 

وأما قولك بأنك عندما تأتي القضايا المحزنة فإنك تشعر بالسلوى وأن ما هو قادم هو خير... فإن هذا تفكير وسلوك جميل منك.. وهو يتوافق مع يقين المسلم وصبره، وليس في ذلك برود كما يقول لك من حولك، بالرغم من إن إظهار شيء من مشاعر الحزن مطلوب أحيانا من باب المشاركة مع أحزان الآخرين على أقل تقدير.

 

وأخيراً أخي الكريم:

 من المهم أن تعلم أن إظهار الفرح بما ينعمه الله على العبد من أمور الخير هو بحد ذاته عبادة يؤمر العبد بها ويؤجر عليها.. قال تعالى {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ[يونس: 58] فالنجاح والعيد واجتماع العائلة على الخير كلها من مسببات الفرح المشروع..

جعل الله حياتك سروراً وحبوراً.. ومتعك بها..

المستشار: أ. وليد الرفاعي

 

  • 0
  • 2
  • 19,836

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً