ما هو معنى التغيير !؟

منذ 2017-05-03

ليس كل تغيير يعتبر تغييراً إيجابياً.. فالتغيير ليس هدف بحد ذاته، ونحن لا نحاول التغيير لمجرد التغيير، لأن الذي يسعى دائماً للتغيير دون أن يكون على بصيرة تتحول حياته إلى مجموعة من التقلبات المتكررة..

السؤال:

كثيرة هي الحكم التي تقول إن الإنسان يستطيع تغيير العالم حين يغير نفسه والمحيطين به.

لكن ما هو التغيير المقصود؟

هل هو أن يسلم غير المسلم؟!

أم هل هو بذل الجهد للوصول إلى الأهداف؟!

أم هل هو اتباع ما يسمى الاتيكيت؟!

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

التغيير باختصار محاولة مستمرة من الإنسان إلى تطوير ذاته وواقعه من السيء إلى الحسن.. ومن الحسن إلى الأحسن.. إنه معالجة الخطأ.. وتطوير الصواب.

وما ذكرته أنت من أمثلة في سؤالك كلها من أوجه التغيير ولكن يبقى أن مفهوم التغيير أوسع وأشمل

والله سبحانه وتعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} والمقصود هنا التغيير الإيجابي نحو الأفضل.

♦ فـالتغيير يحمل معنى مهم، وهو قدرة الإنسان على إدارة ذاته، وامتلاكه الإرادة والقوة والعزيمة الصادقة لتحقيق ذلك..

♦ كما إنه يحمل معنى بصيرة الإنسان بذاته ومعرفته بعيوبه ونقاط ضعفه.

 

♦ ويحمل معنى ثالثاً أيضًاً وهو موضوعية الإنسان وتجرده من الانتصار لذاته والدفاع الدائم عن مواقفه والتبرير لها وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثلاث المهلكات (.. وإعجاب كل ذي رأي برأيه).

 

♦التغيير أخي أحمد يتطلب منا أن تكون عقولنا مرنة ومفتوحة للآراء الأخرى، ولا يعني هذا بالطبع عدم وجود ثوابت لدينا لا يمكن التنازل عنها، وإنما يعني وجود قدر من المرونة العقلية التي تؤهلنا لقبول الأفكار الصحيحة حتى وإن كانت غريبة عنا.. فالعادات من عوائق التغيير، لأن الإنسان بطبعه يميل إلى البقاء على ما اعتاد عليه.

♦ والتغيير أخي أحمد يتطلب من الإنسان عدم التعصب لأي شيء ننتمي له سواء أكان رجال أو مذهب أو حركة أو حزب أو قبيلة.. فالتعصب يعني إغلاق العقل وحجره في زاوية واحدة هي الزاوية التي نتعصب لها.. ولقد بلغ التعصب بأتباع المذاهب مثلاً ما يجعل أحدهم يدافع عن مذهبه فيقول 'أي حديث يخالف مذهبنا فهو إما ضعيف أو منسوخ!!) فكيف لمثل هذا أن يتغير قيد شعرة عما هو عليه.

♦ والتغيير أخي أحمد يتطلب منا شجاعة وعزيمة، فالناس بطبيعتها تواجه الذين يرغبون بالتغيير باللوم والعتاب والنقد في أول الأمر.. والاستسلام والخوف من نقدهم يجعلنا غالباً في أماكننا دون حراك..

 

♦ وأخيراً أخي الحبيب..

ليس كل تغيير يعتبر تغييراً إيجابياً.. فالتغيير ليس هدف بحد ذاته، ونحن لا نحاول التغيير لمجرد التغيير، لأن الذي يسعى دائماً للتغيير دون أن يكون على بصيرة تتحول حياته إلى مجموعة من التقلبات المتكررة..

وفقك الله لكل خير.. وأعانك على التغيير النافع..

 

المستشار: أ. وليد الرفاعي

  • 2
  • -2
  • 22,181

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً