علاج الغضب عند الأطفال.

منذ 2017-07-12

الانفعال والغضب عند الأطفال له شكلان، أحدهما إيجابي والآخر سلبي.

السؤال:

لدي ابنة وحيدة عمرها 3 سنوات ونصف، أصبحت سريعة الانفعال والغضب لأسباب غير مفهومة، كأن يتكلم أحد أثناء مشاهدتها للكارتون، أو عدم رغبتها في استخدامنا للغطاء أثناء النوم، رغم أننا من نستخدم الغطاء وليس هي، وأحيانًا كثيرة لا نعلم السبب في انفعالها أساسًا!

أريد أن أطمئن إذا كان هذا الوضع طبيعيًا لدى الأطفال في مثل هذا السن، أو أنها تحتاج لمعالج سلوكي، وإذا كان الأمر يمكن إصلاحه، فكيف أتعامل معها أثناء نوبة الغضب؟ هل أتجاهلها، أم أهدئها وأنفذ ما تطلبه حتى إن كان شيئًا خاطئًا؟ ماذا أفعل؟!

الإجابة:

الانفعال والغضب عند الأطفال له شكلان: أحدهما إيجابي والآخر سلبي، والذي تمارسه ابنتك هو إيجابي؛ حيث يظهر على حركتها وصوتها (الصراخ، أو الرفس، أو كسر الأشياء أو تخريبها)؛ لذا يسهل معرفة أن الحالة موجودة وبالتالي علاجها. أما الغضب السلبي؛ فيظهر على شكل انطواء وعزلة، صمت وضعف في تناول الغذاء.

الانفعال هو شعور بالغضب (حالة عاطفية) تظهر بحماس قوي، وتعبّر عنه بحركة أو لفظ أو تصرف عدواني يصعب في بعض الأحيان ضبطه والسيطرة عليه.

وإذا ما عرفنا أسباب هذه الانفعالات؛ استطعنا أن نسيطر عليها ونتقيها للتخلص من تفشي الحالة واستمرارها مع الطفل في المستقبل.

 

والأسباب قد تكون:

  • البيئة التي نشأ فيها، أو الظروف التي عاشها، فالغضب سمة أهل الدار، والصراخ والتعبير بالصوت العالي والحركات القوية مألوف في البيت أو في بيوت من يتأثّر بهم.
  • كراهيته للشخص المقابل.
  • تراكم الضغوط النفسية بسبب مواقف مرّ بها الطفل تربوية أو تعليمية، فعبّر عن ضيقه بالغضب، وقد لا يعرف هو نفسه لم هو غاضب!
  • الإحباطات التي تؤثر على الطفل من خلال المواقف الحياتية، وعدم قدرته على جذب الأهل له أو اكتساب تعزيزهم، أو الحصول منهم على الثناء.
  • احتكاكها الدائم بمن يتصفون بهذه الصفة (في الحضانة مثلاً أو الأقارب والجيران).
  • شعورها بالغيرة من أحد الوالدين؛ بسبب حب الآخر له.

 

لكي تسيطري على ابنتك في نوبة غضبها وتوجهيها نحو الإيجابية في التعبير؛ اتبعي الأساليب التالية:

  • تخلصي من جميع الأسباب المحيطة بابنتك والتي تسبب لها الإزعاج، ومنها عدم تعرضها للأوامر الكثيرة، وعدم تكليفها بأعمال تفوق طاقتها.
  • كوني هادئة، وتحكمي في ردّ فعلك تجاه غضبتها التي قد تكون متكلّفة للفت نظرك أو نظر من تحبه، أشغليها بأمر آخر خارج نطاق الموقف، فإن غضبت لأنها تريد شيئًا؛ قولي لها سأضع كوبًا من المثلجات هل تحبين أن أضع لك كوبًا. لا تشعريها بأنها انتصرت في غضبها؛ فهي تحاول تحقيق بعض الأهداف، منها مضايقة من تكرهه أو تغار منه، أو جذب انتباه من تحبه ليتعاطف معها، فلا تحققوا لها أهدافها؛ حتى تدرك أن وسيلتها فاشلة لا بد من تغييرها. عدم تجاوبكم مع غضبتها يعني الهدوء وتغيير الموضوع وعدم التفاعل مع تصرفاتها، وأحيانًا معاقبتها إن تجاوزت، على أن تكون العقوبة معروفة أثناء تصاعد أدائها، أو خلال ساعات صفاء معها.
  • خصّصي وقتًا كافيًا للعب معها، وتجنّبي إلزامها بجدول جدّي غير مرن من حيث مواعيد اللعب وتناول الطعام والنوم.
  • تجنبي إثارتها بهدف الضحك أو التسلية، أو إذلالها وتخويفها.
  • لا تنفعلي في تقييد حريتها أو إرغامها على طاعتك دون إقناعها أو إجراء حوار معها أولًا، واحرصي على تخييرها دومًا ولكن بذكاء، اجعلي ما تريدينه من ضمن الخيارات، بل أجملهم، كأن تقولي لها: تريدين النوم بعد العشاء مباشرة أم بعد الاستحمام؟ وهنا أنت خيّرتيها في موعد النوم لا في قرار النوم.
  • أعطها فرصة للممارسة هواياتها المتعددة، وامنحيها وقتًا كافيًا للعب؛ فالطفل الغضوب يكون محرومًا من ممارسة اللعب، كما يجب مكافأته على يقوم به من إنجازات طيبة، وللمكافأة فنون وأساليب جميلة تعزز عند الطفل كل صفات طيبة، أهمها: أن تنوّعي في المكافأة، فلا تجعليها مادية دائمًا.
  • الزمي الدعاء لها، وأسمعيها دعاءك الجميل، واحمدي الله (وهي تسمعك) على أن رزقك ابنة هادئة أميرة طيبة.
  • التنفير من الغضب من خلال سرد قصص عمن يغضبون، وعن القدوات من أصحاب الحلم، وكلامهم ومواقفهم، خاصة الرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابة والتابعين.
  • استثمار المواقف لإفهامها كميّة الخسائر التي لحقت بها بعد هذا الانفعال، وتكلفي مع والدها صناعة بعض المواقف التي تجعل خسائرها فادحة بالنسبة إليها، كأن تغضب وتصرخ لرغبتها في ارتداء شيء غير مناسب للخروج معكم، ليقم والدها بإلغاء فكرة الخروج لأن صوتها ارتفع وأزعجت من حولها.
  • تعويدها على الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، من خلال الاتفاق معها، أو تكرار الاستعاذة على مسامعها عندما تحاولون السيطرة على مشاعركم اتقاءً للغضب.
  • اتفقوا معها على عقوبات معينة إن هي بقيت تتصرف هكذا، وإن أحسنت فاجئوها بما تحب من الاهتمام والمكافآت الجميلة، لكن احرصوا على ألا تكثروا من الثناء والإطراء؛ حتى لا تتحول لشخصية مادية أنانية.
  • علموها آيات القرآن؛ لتكتسب الهدوء والطمأنينة، واغرسوا قيم القرآن في نفسها الطاهرة بأسلوب هادئ جميل.

حمى الله ابنتك، وأعانكم على تربيتها، وجعلها قرة عين لكم وذخرًا للأمة والأوطان.

المستشار: د. منال العواودة

  • 10
  • 0
  • 26,142

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً