تعبتُ من خدمة والديَّ

أنا سيدة متقدِّمة في السن، ووالداي طاعنان في السن، فأبي بلغ التسعين وكُف بصرُه، وأمي بلغت الثمانين، وأصبحتْ عاجزةً عن فِعْل شيءٍ، استَعَنَّا بالخادمات للقيام بمهام المنزل، وأصبحتُ أقَسِّم العمل بيني وبين أختي، ولكن هناك أمور لا يحب أبي أن تقومَ بها الخادمات، ويُصر على أن نقومَ بها بأنفسنا، ومع المشقة الكبيرة التي نلاقيها إلا أننا نطيعه ونقوم بها.
في المقابل إخوتنا الذكور لا يحرِّكون ساكنًا، وكأنَّ هذا مِن واجبنا نحن البنات فقط؛ وأبي كذلك يرى أنَّ هذا مِن واجب البنات فقط، فإمَّا الرِّضا والطاعة، وإما الغضب علينا ليوم الدين!
يزداد الضغطُ علينا مع مرور الأيام لكِبَر والدِي، وحدَّة طباعِه، حتى إنَّ الخادمات تركْنَ العمل في المنزل؛ بسبب معاملته لهنَّ، وأصبحتُ أتحمل كلَّ شيء وحدي، مع تقصيري في حقِّ أولادي وزوجي وبيتي!
زوجي يتحمل والحمد لله، ويراعي ما أنا فيه، ويُساعدني وأولادي كذلك، لكني تعبتُ، ولم أعدْ أستطيع التحمُّل؛ فقد تعرضتُ لحالة إرهاق شديدة، ولزمت الفراش مدة؛ نظرًا للضغط الشديد الذي أعيشه؛ فنصحني الطبيبُ بالابتعاد عنْ كلِّ أسباب الإرهاق!
أبي غير مقدِّر أنني كبرتُ، ومرضتُ، وإنْ أخبرتُه، يُكذِّبني، ويدَّعي أنني أتملَّص مِن واجبي تجاهه، ولكني لم أعد أقدر على المواصلة، في المقابل أصبح زوجي يتذمر؛ نظرًا لتأثير هذا على صحتي!
فماذا أفعل؟ هل لو انقطعتُ عنهما أصبح عاقَّةً ومقَصِّرةً؟ دلوني؛ جزاكم الله عنَّا كل خير.
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:ش فجزاكِ اللهُ خيرَ ما جَزَى ابنةً عن والديها - أنتِ وأختك - واللهَ أسألُ أن يجعله في ميزان حسناتكما، وأن يُصلِح به ذريتكما، وأن يرزق بناتِكِ بأزواج صالحين، آمين. وبعدُ: فما ذكرتِهِ من بِرِّك بوالدَيْكِ مما ... أكمل القراءة

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً