إن لم تجد ردًا على سؤالك في قسم الفتاوى، يمكنك إرسال سؤالك ليجيب عليه أحد الدعاة

زواج الملْتزمين، وما يتجاوز عنه وما لا يتجاوز عنه منَ الزوجة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,

أَنْقُل إليكم صدْمةَ ومعاناة وعذاب كثيرٍ منَ المُلتزمين بالدِّين، الذين تَزَوَّجوا على هدي منْه - كذا ظنوا - واختاروا المُنتقبة شريكةً لهم، فبدؤوا مشْوارهم بأن دُلُّوا على بنتٍ صالحة، في بيت لا يُعلم عنه إلا الخير، وبعد الرُّؤية والمجلس الذي لا يَتَعَدَّى ساعات في أقصى حالاته، استخار الطرفان ربَّهُما في بدْءِ علاقة الزواج، وتأتي التباشير ويُيَسَّر الأمر، فتُعقد الخطوبة.

وبعد أيام قليلة جدًّا يبدأ كلٌّ منَ الطرفَيْن في الشُّعور بالقلق مِن عدم التواصُل بالهاتف، فيَبْدَأان في البحث عن حُكم الاتِّصال بالهاتف، فمنهم مَن يُصرُّ على عدم المحادثة إلى العقد، ومنهم من يبدأ المحادثة، ومنهم مَن يذهب للزيارة وهو مُتحرِّج، ومنهم مَن يمنعه الإحْراج، وفي كلِّ الأحوال لا يستمرُّ الأمرُ كثيرًا حتى يعَجِّل أحدُ الطرفَيْنِ الآخر سرًّا أو جهْرًا بطلَبِ العقْد؛ وذلك للأسباب التي لا تخفى منَ الإحراج الذي يشعره الخاطب في الزيارة، وحبه لإطالتها، وفي الوقت نفسه إحساسه بخطأ ذلك، وإن لَم يحس يبدأ الأهلُ في إشْعاره بذلك، فضْلاً عنْ شعور الطرفَيْن بأنه لا تواصُل بينهما، ويُعقد العقْدُ، وتبدأ الزيارات في الازْدِياد ولو نسبيًّا، ويرتفع من الحياء بقَدْر الخطْوة الجديدة، وتتبدى بعض الأخلاقيَّات شيئًا فشيئًا بفِعْل الاحتِكاك الأكثر قُربًا وواقعية من وقت الخطبة، وإذْ بضبابة تعلو عيْن العاقِد، فيظن نفْسه لا يُحسن الرُّؤية، يرى أنَّ الكلام في بداية الخطبة كان مجرد كلام، ولكن هذا الأمر ليس كثيرًا، فعندما يغضب العاقدُ يجِدُ المعقود عليها تنْزل عنْ رأيها إلى رأيِه، وتأخذ الأمور بأريحيَّة، والأمور إمَّا أمور صغيرة تافِهة في نظر الاثنين، ولكن يعطي تنْفيذُها منَ المعقود عليها إحساسًا بأنها زوجة بحق، وأحيانًا تكون أمورًا مُهمَّة في نظر العاقد لَم يكُنْ رآها قبل ذلك، مثل رأيه في تغْطية عين المعقود عليها؛ إذ هي تظهرهما منَ النِّقاب وهو يأْبَى ذلك، أو مثل إظهاره عدم حبِّه لجعْلها تضيف أهلها في بيته بعد الزواج، فتُبْدي المرأةُ مُوَافقتها لذلك، ويتم البناءُ، وبعد أن يستقرَّ العروسان تزيد الضبابةُ في عين الزوج، ويصير يرى نفسه أمام امرأة تُحبُّ أن يَزُورَها أهلُها في كلِّ حين، وتحب أنْ تذْهبَ إليهم في كلِّ وقت، وتخبره بأنَّ جُلُوسَها في بيْتِ أهلِها كجُلُوسِها في بيته، بل أحب!

ويكتشف أنها ترفع عنْ عينها غطاءَها، فيسألها، فإذا هي تفعله منذ أن وافقتْ على تغطيتها أيام العقْد، وتبدأ في مُحاولة تربيته مِنْ جديد، فتستعمل معه العبوس والإشعار بالنفْرة، ثم تستخدم الصوت العالي إنْ هو استعمله لأيِّ سبب من الأسباب، وتصير تخبره بأنه لو كان مُتضايقًا من تصرُّفاتها فلا يجبره على البقاء معها أي شيء، إلا إن كان أجبن مِن اتِّخاذ قرار!

ويَتَدَخَّل الأهلُ الطيبون حقًّا، ويعتذرون مرة، ويقفون في صفِّها قليلاً، ويختلون بها ليفهموها أحيانًا، ويهدأ الزوج مرات، ويُحاول إبْداء الصُّلح مِنْ ناحيتِه، وعندما تتأزَّم الأمورُ جدًّا تَلِين هي قليلاً، فإنْ لَم يلنْ هو للينها هذا، تَعُود سريعًا كسابق عهْدها.

هذه صورةٌ رأيتُها وسمعتُها كثيرًا في مجتمعات مَن يختارون منَ المنتقبات، اللاتي لا يعرفونهن حق المعرفة، وهذه الصُّورة المُكَرَّرة لا بُدَّ أن نجدَ لها حلاًّ، فالزوج الآن صار يقول: سأطلقها، لكن على فرْض أنها امرأة فيها منَ الخير ما لا أجده في غيرها، ثم يعود فيقول: لكنَّها تطاولتْ وأبدتْ عدم رغبتها في البيت إنْ لم تكنْ أنت راغبًا فيها، تعني: لا تعلق على شيء لا يعجبك حتى تسير الأمور، وتقول بلسانها: إن لَم يعجبك الحال فأنت حرٌّ، وتتطاول وتتعامل مع الزوج كطفل وهما أمام أم الزوج، وعندما يُجابهها أمام أهلِها فإنَّها تقول: إنَّه يُعاملني مُعاملة سيئة جدًّا!

تَصارَحَ الزوجُ مع صديق عمره العاقِد، فوَجَدَ المُشْكلة عنده قريبة جدًّا مِن ذلك، العاقد ينصح بالتريُّث، والمتزوِّج ينْصح بالطلاق قبل تفاقُم الأمر وحُدُوث حمل - كما حدث في حالته!

بماذا تنصحون؟ هل إنِ استمرَّ هذا الزواج فلن يكونَ هذا الزوج محترمًا من قِبَل زوجته ومن بعدها أولاده، هل ما يشعره مِن لين من الزوجة أحيانًا هو مُجرد سياسة وزيف؛ كالتي لدغ من جحرها قبل ذلك!

أفيدونا، فإنَّ الصَّديقَيْن - العاقد والمتزوج - على وشك تنفيذ الطلاق فعلاً مع أي غضبة شديدة، أو مع ظهور خُلُق جديد.

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومَنْ والاه، أما بعدُ:فإنَّ الله تعالى قد جعل لكلٍّ منَ الزوجَيْن حقوقًا وواجبات تجاه الآخر؛  قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة: 228]، فكلُّ حقٍّ لأحدهما يقابله ... أكمل القراءة

حكم الانشغال بالطفل أثناء الصلاة

ما حكم انشغالي بطفلي في أثناءَ الصلاة خوفًا عليه، وأحيانًا يَبْكِي ولا أركز حتَّى لو قمت بحمله يبكي.. ماذا عليَّ علمًا أنه ليس لديَّ أحد يحمله هل أعيدُ الصلاة أم ماذا أفعل؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد: انشغال الأم بطفلها، وحمله في الصلاة، فلا بأس به؛ فقد ثبت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم "أنه صلَّى ذات يوم بالناس وهو حاملٌ أُمامةَ بنتَ ابنتِه، فكان إذا سجدَ وضعها وإذا قام حملها" (متفق عليه من حديث أبي ... أكمل القراءة

هل ذنوبي هي سبب مرضي؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاةٌ في نهاية العشرينيات مِن عمري، غير متزوجة، أثناء دراستي فعلتُ ذنوبًا كثيرةً؛ فكنتُ أتعرف إلى الشباب، وكانتْ لي علاقة بشابٍّ استمرتْ لمدة 3 سنوات، ثم انتهت علاقتي به لعدم موافقة أهله على الزواج مني؛ ولأني لستُ على قدرٍ مِن الجمال الذي يريده!

ندمتُ وتُبْتُ إلى الله، لكني لم أنسَ تلك المعاصي والذنوب، وكلما حدَث لي أمرٌ أتذكَّر وأقول لنفسي: هذا الذي حصل بسبب ذنوبي التي فعلتُها!

حاولتُ أن أبدأ حياة جديدةً، لكن للأسف في كل مرة يفشل الأمر، ولم أتذوَّق طعمَ الفرَح في حياتي، وزاد على هذا أني اكتشفتُ مرضي في الكبِد، وتدهْوَرَتْ صحتي، ومِن وقتها والدنيا سوداء في عيني.

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:فاحمدي الله أيتها الابنة الكريمة أنْ وَهَبَك هذا القلب التائب، ووقاك شرَّ النسيان المؤدي إلى الاغترار والبوار، فأصبحتِ تتذكرين ذنبك إذا أصابك الابتلاء، وهذه أمارةُ حياة قلبك، ولكن تذكَّري أيضًا أن التائب من الذنب كمَنْ ... أكمل القراءة

مذاهب العلماء في حلق العنفقة

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته حكم حلق العنفقة عند المالكية؟ حكم عدم الأخذ بقول المالكية في حكم حلق العنفقة إذا كان حلق العنفقة حرام على المذهب المالكي؟مع العلم أني أتبع المذهب المالكي.

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:فإن العنفقة: هي شعيرات بين الشفة السفلى والذقن، وقيل: العنفقة ما بين الذقن وطرف الشفة السفلى كان عليها شعر أو لم يكن، وقيل: العنفقة ما نبت على الشفة السفلى من الشعر، كما في "لسان العرب"، و"القاموس ... أكمل القراءة

هل الإمساك بالزوجة الزانية من الدياثة

مغترب متزوج منذ 8 سنوات ولدي طفل واحد عمره ثلاث سنوات شككت في زوجتي واسترجعت محادثات محذوفة في هاتفها اكشتفت عن طريقها خيانتها وأنه حصل علاقة جنسية بينها وبين شاب وبعد العلاقة الجنسية اتهمت الشاب بفقدان عذريتها وخروج دم وأنها خائفة من أن تصبح حاملا ولكن الشاب أنكر و قال في المحادثات أنه جامعها في الدبر ولا يمكن أن تفقد عذريتها لأنه تراجع عن اكمال العلاقة خوفا من الله واجهتها اعترفت وتذرعت بأنها مريضة نفسيا ماذا افعل

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:فإن مِنْ أَعْظَمِ ما تَجْنِيهِ المرأةُ عَلَى زَوْجِهَا، وتَرْتَكِبُهُ من جرم في حَقِّهِ هو إفساد فِرَاشَهُ بِزِنَاهَا، فتَخْلِطَ ماءَهُ بِمَاءٍ نَجِسٍ خبيثٍ مِنَ الزِّنَا، ولِهَذا؛ كان زِنَا الزوجةِ عارًا عَلَى ... أكمل القراءة

أزني ولا أستطيع التوبة

أنا سوري أعيش في ألمانيا أزني ولا أستطيع التوبة لأنني حاليا أعيش مع من أزني معها (سورية أيضا و مسلمة)بدون علم أحد، و لا أستطيع الإبتعاد عنها حبا مهما جاهدت نفسي، مع العلم أننا لا ننام مع بعض و نحاول جاهدين عدم الوقوع في الزنى، و لكن نذنب في العديد من المرات، كما أننا ننوي أن نتزوج لكن لا يمكننا قبل أن تكمل دراستها شرطا من والديها (مع العلم أنها خطيبتي حاليا)، هل يمكنني على الأقل أن أصلي و أنا دوما برفقتها و أدعو الله أن ييسر لنا لأننا لا نريد الإكمال في هذه الطريق، يا شيخ هل من شيئ يمكنني فعله؟

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:فإن احشة الزّنا من أعظمِ الذّنوب وأفظعها ومن أكبر الكبائر، ومرتكبُه متوعَّد بعقابٍ أليم؛ وقد قرَن الله - جلَّ وعلا - الوعيدَ عليْه بالوعيد على الشّرْك وقتل النَّفس، فقال سبحانه في صِفات عِباد الرَّحْمن: {وَالَّذِينَ ... أكمل القراءة

حكم التخلف عن صلاة الجماعة بسبب الخوف على النفس

كنت أنتمي لطائفة من الشيعة لكني تبت لله والحمد لله وأصبحت أصلي لكنني لا أذهب إلى المسجد للصلاة بالرغم أنني في منطقة أهل السنة لأنني خائف بأن يكشف أمري وأن أؤذى أنا وأهلي وقد يصل الأمر للتعذيب لأن هناك جواسيس في المساجد في بلدي فهل هذا يعد عذراً لكي أتخلف عن الصلاة في المسجد مع العلم أنني أصلي كل الصلوات في البيت وجزاكم الله خيراً

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:فقد نصَّ أهل العلم - رحِمهم الله - على جواز التخلف عن صلاة الجماعة، لكل من خاف على نفسه أو ماله أو أهله، أو غيرها مما يشق معه صلاة الجماعة؛ فعن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: من سمع ... أكمل القراءة

أسباب تفرق المسلمين

ما أسبابُ تَفَرُّقِ المسلمين برغم دَعْوَةِ الإسلام للوحدة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فإنَّ الناظرَ لأحوال المسلمين اليوم يصيبه الأسى والألم والحسرة، لما وصل إليه حال المسلمين، من تَفَرُّقٍ وذُلٍّ وتأخُّر، وهو واقع ملموس لا يحتاج إلى برهان، وقدر كوني وله أسبابه التي تجلبه، ومن أهم تلك الأسباب: أولاً: ... أكمل القراءة

حكم صلاة الجماعة في المسجد

ما حكم صلاة الجماعة في المسجد وما هو الدليل على ذلك؟

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.صلاة الجماعة في المسجد واجبة على الرجال القادرين، على الصحيح من أقوال العلماء؛ لأدلة كثيرة منها:الدليل الأول:قال الله تعالى:  {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ ... أكمل القراءة

الكذبُ في الإقرار بالطلاق

ما حكمُ إقرار الزوج بأنه طلق زوجته،وهو كاذب في إقراره، فهل يقع الطلاق في هذه الحال؟ 

أولاً: لا شك أن الكذب من المحرمات، والأصلُ في المسلم أن يكون صادقاً في كل شؤونه، وأن يجعل الصدقَ شعاراً لتعامله مع الناس، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [سورة التوبة الآية 119]. والكذبُ ليس من صفات المؤمنين الصادقين، يقول تعالى: ... أكمل القراءة

رُؤيةٌ شرعيةٌ في عملِ المرأةِ مأذوناً شرعياً

ما قولكم في تولي المرأةِ وظيفةَ مأذونٍ شرعيٍ؟ 

أولاً:ليس في فقهنا الإسلامي وظيفة مأذونٍ شرعيٍ،وإنما أُحدثت هذه الوظيفة بعد القرن الخامس الهجري على قول بعض الباحثين، وفي زماننا أصبحت وظيفة المأذون الشرعي متفرعةً عن القضاء الشرعي، فالقاضي الشرعي هو الذي يكلف المأذون الشرعي بكتابة وتوثيق عقود النكاح، وتسجليها في المحكمة الشرعية.ورد في قانون ... أكمل القراءة

فضل يوم النحر

هل هناك مزايا خاصة لليوم العاشر من ذي الحجة؟

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كان لهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «إن الله قد أبدلكم يومين خيراً منهما، يوم الفطر، والأضحى» (أبو داود:1134)، وصححه الألباني في (السلسلة الصحيحة:2021).فأبدل ... أكمل القراءة
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
3 ربيع الأول 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً