إن لم تجد ردًا على سؤالك في قسم الفتاوى، يمكنك إرسال سؤالك ليجيب عليه أحد الدعاة (سنعود لاستقبال أسئلتكم بعد قليل)

طلب فتوى

ميادين جهاد المرأة لا تقتصر على ميدان المعركة

عندما عرفت فضل صلاة الجمعة للرجال تمنيت لو كنت أستطيع نيل هذا الأجر لكنني فتاة، ولكن بحثت عما إذا كنت قد حضرت الجمعة فهل يكون لي مثل أجور الرجال؟
فوجدت جواباً لأحد العلماء الكبار بأن التضعيف الوارد في الجزاء لصلاة الجماعة إنما يختص بالرجال لكونها واجبة عليهم، وهو فضل 25 درجة، فعلمت بأنهم اختصوا بذلك الفضل لوجوبها عليهم.
لكن تذكرت كذلك الجهاد في سبيل الله تعالى، فأنا أتمنى القتال والشهادة في سبيل الله رغم أنه غير واجب علي، وإن الرجل المجاهد والشهيد له الرفعة وكرامة خاصة عند الله تعالى لأنه قام بأمر واجب عليه.
فهل المرأة إذا جاهدت في سبيل الله أو استشهدت فهل يكون لها مثل جزاء الرجل وكرامة الشهداء وفي منزلتهم؟ رغم أنه ليس واجبا عليها.
ومما دفعني لهذا التساؤل هو حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم (في معناه) أنه رأى داراً في الجنة وفيها شباب وشيوخ ونساء ثم رأى داراً أحسن منها وفيها شيوخ وشباب ثم قيل له إن الأولى هي منزلة عامة المؤمنين، أما التي أحسن منها فهي منزلة الشهداء.
فلذلك أردت السؤال: هل هذا يعني أن الشهداء الرجال منزلتهم أعلى أم  ماذا؟
 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإذا جاهدت المرأة واستشهدت في سبيل الله فلها مثل أجر الرجل إن شاء الله؛ لعموم الأدلة في فضل الشهادة.ويحسن بنا في هذا المقام أن ننبه الأخت السائلة إلى مسألة ذكرها الله تعالى في قوله: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ ... أكمل القراءة

هل نساء الصحابة يحتجبن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

هل نساء الصحابة رضي الله عنهم كن يحتجبن من رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما يسألنه عن أحكام الشريعة؟ 

ستر المرأة عورتها واحتجابها عن غير محارمها من الرجال الأجانب حكم عام، لا فرق فيه بين النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الرجال، والأصل أن الصحابيات التزمن ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم عملاً بعموم النصوص على ما عهد فيهن من المحافظة على شريعة الإسلام، وعلى من يقول بغير ذلك الدليل على الاستثناء أو ... أكمل القراءة

حكم من يتلقى العلم في بلد والجهاد في بلده فرض عين

أريد أن أسال عن حكم من يتلقى العلم في بلد مجاور لبلده، والجهاد في بلده فرض عين، وهل يتوجب عليه ترك التعلم، والذهاب للجهاد في سبيل الله في بلده؟ وإذا تخلف ما حكمه في الاسلام؟
 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: تنزيل تلك الأحكام على واقع معين: فيسأل عنه الثقات من علماء البلد الذي يعيش أهله ذلك الواقع المعين، لأنهم الأدرى بحال بلدهم.والله أعلم.  أكمل القراءة

ستر وجه المرأة وكفيها وعدم اختلاطها بالرجال

س1: هل يجوز شرعًا أن يجتمع الرجال بالنساء في زيارة بعضهم البعض، حتى ولو كان النساء متحجبات؟ وأقصد هنا بالحجاب: لبس الملابس الواسعة الفضفاضة التي لا تشف ولا تصف، ما عدا الوجه فهو طبعًا غير مغطى. فهل يجوز إذا صادف أخ في الله يزورني مع زوجته أن نجلس سويًا في مجلس واحد، زوجاتنا معنا ونتحدث؟ علمًا بأن الحديث قد لا يكون كله في الدين، وإنما قد يتعرض إلى بعض الشؤون الاجتماعية الخاصة بكل منا.

س2: هل يجوز أن يجتمع رجل أو رجلان بمجموعة نساء بعضهن متحجبات والبعض الآخر قد لا يكن متحجبات بالحجاب الشرعي، وذلك لمناقشة موضوعات خاصة بتنظيم حلقات تجمع خاصة بالنساء لمناقشة أمورهن. أريد أن أعطي توضيحًا أكثر لهذا السؤال: نحن طلبة في الولايات المتحدة ، ولنا منظمة تسمى: (منظمة الطلبة المسلمين)، تجمعنا رابطة الأخوة الإسلامية، ولنا زوجات، ولنا اجتماعات أسبوعية في المسجد عبارة عن حلقات درس، بعضها في القرآن والسنة والسيرة وما شابه ذلك، وقد اعتدنا أن يكون الدرس يعطى للنساء في صالة خاصة بهن عن طريق الميكرفون، ولكن لأن بعض النساء لم يعدن يهتممن ببعض مواضيع الدروس فقد رأى الإخوة ومنهم رئيس الجمعية ونائبه أن يجتمعا بالنساء لمعرفة رأيهن في الدروس، وما يرون عمله، وقد اعترضت عليهم في ذلك؛ لأن هناك أكثر من طريقة لمعرفة رأيهن بدون الاجتماع بهن، إما عن طريق زوجة أحدهم أو عن طريق اجتماع النساء فيما بينهن، ثم يرسلن واحدة منهن ولتكن زوجة أحدهم وتبلغ الأمر للرئيس أو نائبه بدلاً من اجتماع الرجال بالنساء. فما رأي فضيلتكم في هذا، وما هو الحكم الشرعي في ذلك؟ 

أولاً: يجب على المرأة ستر وجهها وكفيها عن الرجال الأجانب.ثانيًا: يحرم اختلاط الرجال بالنساء.وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.  أكمل القراءة

خطبة عرفة قبل صلاة الظهر والعصر و لا شيء على من لم يحضرها

ماذا على من صلى الظهر والعصر جمع تقديم في عرفة ولم يحضر الخطبة، أي بدأوا بصلاة الظهر والعصر جمع تقديم ثم الخطبة هو حضر الصلاة ولم يحضر الخطبة؟
 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فاعلم أولا أن المشروع في الخطبة يوم عرفة أن تكون قبل صلاة الظهر والعصر جمع تقديم، ففي حديث جابر الطويل في صفة الحج والذي أخرجه مسلم في صحيحه قال جابر رضي الله عنه: فأجاز حتى أتى عرفة، ... أكمل القراءة

هل للمؤسسات أن تُسمَّى المشروع مشروع اليتيم بعد البلوغ، وهل للمتبرع له أجر كفالة اليتيم؟

مرحلة ما بعد البلوغ من أهم مراحل اليتيم وحيث تقف المساعدة في هذه الفترة الحرجة يُشكِّل مشكلة لمسيرته، مع العلم أن كثيرًا من الكفلاء يقطعون كفالتهم بعد البلوغ، ولا تجد من يكفله أو يستمر إلا القليل، فهل للمؤسسات أن تُسمَّى المشروع مشروع اليتيم بعد البلوغ، وهل للمتبرع له أجر كفالة اليتيم؟


 

 

قد عرفنا أن اليتم ينتهي بالبلوغ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يُتْم بعد احتلام» (متفقٌ عليه)، فالذين يتبرعون بكفالة اليتيم لهم أن ينقلوا تبرعهم بعد بلوغه إلى يتيم آخر لحصول الكفالة واستمرارها، فأما هذا اليتيم بعد البلوغ فإذا كان فقيرًا ليس له دخل وانقطعت عنه النفقة فإنه يصبح من أهل ... أكمل القراءة

حكم الذهاب من عرفة إلى مكة قبل الإفاضة إلى مزدلفة

نويت الحج أنا وزوجتي وطفلة صغيرة لا تتجاوز السنة و3 شهور وهي متعلقة بأمها بشكل كبير سؤالي هو: إذا خرجنا من عرفات وبدلا من الاتجاه مباشرة إلى مزدلفة ذهبنا إلى السكن في العزيزية من أجل إطعام الطفلة وتبديل الحفاظ وقضاء حوائجنا نحن أيضا ثم ذهبنا إلى مزدلفة ما حكم ذلك وبعد كم يحق لنا الخروج من مزدلفة؟
 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فأما حكم المسألة: فإنه يجوز لكم ألا تفيضوا من عرفة إلى مزدلفة مباشرة وأن تقضوا بعض الحاجات بمكة ثم تتجهوا إلى مزدلفة إذا كنتم ستتواجدون في مزدلفة  بعد نصف الليل.فعند الشافعية والحنابلة أن المبيت بمزدلفة يتحقق فيها ولو ساعة ... أكمل القراءة

مصافحة المرأة الأجنبية

سيدي إنني سوداني أعيش بالمملكة، وقد نما إلى علمي أن سلام المرأة لا يجوز، لكن أهلي وعشيرتي لا يؤمنون بذلك، إنهم يؤمنون بالعادات والتقاليد البالية، ويعتبرون كل مخالفٍ لعاداتهم وتقاليدهم خارجًا عليهم؛ لذلك فهم يسلمون على النساء، ولا أستطيع منعهم من ذلك.

لكن المشكلة في بيتي، هل أمنع زوجتي من مصافحة الرجال الأجانب شرعًا، أم يجوز السلام من وراء ساتر على يد المرأة؟ ثم إن كانت الإجابة بعدم جواز مصافحة المرأة فما هو حكم الشرع إن رفضت الزوجة الانصياع لهذا الأمر، ثم ما هو حكم الشرع إن أنا تركت الزوجة تصافح الرجال الأجانب؟ وكما أسلفت لسماحتكم أن العادات والتقاليد تبيح ذلك. 

لا يجوز للمرأة أن تصافح الرجال الأجانب، ولو من وراء ستار، وجريان العادة بذلك لا يبيح ما حرمه الشرع لها، وعلى زوجها وأولياء أمرها أن ينصحوا لها؛ عسى أن ترجع عن هذه العادة القبيحة، وعلى المسلمين أن يجتهدوا ما وسعهم في تغيير ما يخالف شريعة الإسلام من العادات.وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد ... أكمل القراءة

كيفية تحلل من زرع شعراً على رأسه

سماحة العلامة المفتي عبد الله الفقيه، نستفتيكم عن مسألة: الحاج الذي زرع شعراً على رأسه كيف يمكن له التحلل من الإحرام؟ هل عليه قص شعره المزروع أو هناك طريق آخر للتحلل منه؟
أفيدونا، جزاكم الله تعالى، وجدير بالذكر، أن من يقوم بزرع شعره، يتحمل مشاكل ونفقات باهظة في زرعه وفي قصه يواجه ضرراً مالياً كثيراً.
 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد سبق بيان جواز زراعة شعر الرأس.وأما في الحج، فإن المرء لا يطالب بحلق ولا تقصير ذلك الشعر الاصطناعي، وإنما عليه أن يحلق أو يقصر ما على رأسه من الشعر الطبيعي فقط.والله أعلم.  أكمل القراءة

إشعار المتبرع بنقص المبلغ المخصَّص لبناء المسجد

إذا بقي للمسجد مبلغ لكي يكتمل بناؤه؛ فهل يُشترط إشعار المتبرع أو للمؤسسة الخيرية الحق في التصرُّف كما تراه مناسبًا؟

 

 

 

الأولى إشعار المتبرع، فقد يعزِم على إكمال بناء المسجد دون أن يشترك معه غيره، فإذا أبلغ واعتذر بعدم القدرة على إكماله جاز للمؤسسة الخيرية أن تُكمِله بما لديها من التبرعات، أو ترغب إلى غيره في إكماله، فإن كان ذلك المتبرع لم يلتزم بإكماله من أول الأمر، وإنما دفع لهم مبلغًا محدَّدًا، فإنه لا حاجة إلى ... أكمل القراءة

الأخذ من الشعر المحاذي للأذن عند التحلل من الإحرام

أكرمني الله تعالى بالحج متمتعا هذا العام، وسؤالي عن الحلق ـ سواء في العمرة أو في الحج ـ قالوا لنا لا بد من حلق الرأس كله فأحضرت مكنة حلاقة لحلاقة الرأس كله وبدأت من اليمين إلى اليسار وفي العمرة بدأت ـ من غير قصد ـ بجزء من سوالف الجزء الأيمن ـ أي جزء من شعر رأس الملاصق للأذن ـ ثم الرأس ثم جزء من السوالف التي بجوار الأذن اليسرى، وفي العمرة يغلب على ظني أنني لم أتنبه إلى أن هذه السوالف قد تكون من اللحية فلو بدأت بها أكون قد حلقت شعرا قبل التحلل، أما في الحج عند الحلاقة فقد احترت: هل لو أخذت جزءا من السوالف ثم مررت بالرأس كله ثم سوالف الجهة الأخرى يعتبر حلقا للشعر قبل التحلل؟ فقلت في نفسي لا داعي للوسوسة اللحية والرأس مشتركان في جزء السوالف فيمكن اعتباره من الرأس واحترت وتضايقت، لأنني أردت التحلل ولم أصبر للبحث عن شيخ ثقة لسؤاله فبدأت ـ كما فعلت في العمرة ـ بجزء من سوالف ـ الجزء الأيمن ـ ثم الرأس ثم سوالف الجزء الأيسر.
وبعد ذلك شككت في أن أكون قد أخذت شعرا قبل التحلل وعلي بكل شعرة دم، فسألت الشيوخ الذين يفتون بجوار الحرم فقالوا لي: إن كانت هذه السوالف من اللحية فحلقها حرام وارتكبت إثما، المهم أنه ليس عليك أي دم ـ وقد رأيت أناسا كثيرين لهم لحى أخذوا جزءا من السوالف كما فعلت ـ فما رأي فضيلتك؟ فهل تحللي من إحرام العمرة صحيح؟ وهل تحللي من إحرام الحج صحيح؟ وماذا على فعله الآن؟ والسوالف محل السؤال: هي الجزء الرأسي من الشعر الملاصق للأذن، فهل هي من اللحية أو من الرأس؟ وماذا عمن حلق جزءا منه للتحلل شاكا هل هو من اللحية أو من الرأس؟ وماذا عليه، لأنه تعمد حلاقة جزء منه مع الرأس للتحلل؟.
 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فهذا الشعر المسؤول عن حكم أخذه في التحلل: يحتمل أن يكون من العذار ـ وهو الشعر المسامت لصماخ الأذن أي ثقبها ـ فيكون من الوجه، ويحتمل أن يكون من الصدغ ـ وهو الشعر المسامت لرأس الأذن ـ فيكون من الرأس، قال البهوتي في كشاف ... أكمل القراءة

أحببته وخانني ، مع علمي بعدم استحقاقِه للحبِّ

تعرفتُ إلى قريبٍ لي، أعجبتُ به، وبادلني الشعور نفسه، وبعد سنوات تقابلْنا وعبَّر عن إعجابه بي، ثم أخبرني بأنه يريد أن يبدأ حياته معي، وقال لي كلامًا كثيرًا، لكني رفضتُه؛ لأني كنتُ أعلم أنه زير نساء! إذ كان يخرج مع أي امرأة؛ لأجل اللهو والعبث، ولإرواء غرائزه ليس إلا!

أخبرتُه بكل هذا، فأخبرني أنه يريدني لأساعده على العودة إلى الطريق المستقيم؛ لأنه أحبني، وأنا أول فتاة تدخُل قلبه. انقطعتُ عنه مدة، ثم حدث تواصلٌ عن طريق الهاتف، فصارحني مباشرةً بحبِّه الكبير لي منذ أول مرة رآني فيها، وبأنه لم ينسني! ثم اتهمني بالتكبر والغرور.

أحببتُه وزاد تعلُّق كلٍّ منا بالآخر، ثم تقدَّم لخطبتي، وتمت الخطبة، وكنتُ أسعد فتاةٍ على وجه المعمورة، جهزتُ نفسي كأي عروس، وكان هو أيضًا يفعل الشيء نفسه، وكان يخبرني كلما اشترى شيئًا خاصًّا بعشنا الزوجي بكل فرحٍ وسرورٍ، خطَّطنا لحياتنا الزوجية جيدًا، وكنتُ أُطيعه في كلِّ شيء، حتى في خروجي من البيت، وحضور المناسبات، فما كنتُ أخرج إلا بإذنه، وإذا رفَض أطيعه؛ إرضاءً له، رغم اعتراض أهلي؛ لأنه في نظرهم لم يعقدْ عليَّ -شرعًا- ولا يجب أن يتدخل في أموري!

كنتُ مخْلِصَةً ووفيَّة له إلى أبعد الحدود، و كان يثق بي ثقةً عمياء، رغم بُعد كل منَّا عن الآخر. حدثتْ مشكلاتٌ بسبب كتابة العقد، وزادت الخلافاتُ بين الأهل، وظلت الأمور شهورًا عدة ونحن على هذه الحال، وكانتْ هذه الفترة أصعب ما يكون في حياتي؛ لأني كنتُ واقفةً على الجمر، فالأهلُ يصرون على رأيهم، وأهله كذلك، ولا جديد!

بدأ صبر خطيبي ينفذ شيئًا فشيئًا؛ حيث بدأ يغضب مني لأتفه الأسباب، ولا يلتمس لي الأعذار، بل يلومني لأني لم أقنعْ أهلي، واتهمني بالسلبية في تعاملي معه!

كلمتُ أهلي، وأخبرتهم بضرورة تغيير رأيهم، وأن ينزلوا على رغبة أهل خاطبي، ثم هددتهم إن لم يفعلوا بالانتحار، نزل والدي عند رأيي، واتصلتُ بخاطبي لأخبره بالخبر السعيد، لكنه قال: لماذا لم يحدثْ هذا في السابق، فقد أنهيتُ كلَّ شيء، وأنهيتُ الخطبة!

بكيتُ بحرقةٍ، وقلت: هل ستتخلى عني بهذه السهولة بعد أن وافَقَ أهلي؟ أين الحبُّ الذي يجمعنا؟ أين العِشْرة التي بيننا؟ أين الوعود والعهود؟ أراد خاطبي بفعله وإنهاء الخطبة أن يردَّ الاعتبار لنفسه؛ لأن عائلتي أهانته - كما قال، ولم تحسبْ له حسابًا، فأراد أن يثأرَ لنفسه!

حاولتُ أن أرضى بالنصيب، ولم أجد مِن ملجأ سوى الله - عز وجل - فهو كان سندي الوحيد، وكنت أصطنع السعادة، وأوزِّع البسمات على كل مَن حولي، ولا أنكر أن هذا كان له أثرٌ طيِّبٌ على نفسي! لكن قلبي لم يتوقفْ عن النزيف، دومًا أبكي، لم أنسه لحظة واحدةً، كنتُ أراه في يقظتي ومنامي، لا أنكر أني كنتُ أُمنِّي نفسي دومًا بالعودة إليه، وربما هذا ما زاد مِن ألمي واحتراقي.

علمتُ منذ أيام أنه خطب فتاةً صغيرة في السنِّ، فبدأت العبرات تخنقني، ولا أصدق ما جرى، ولا أستطيع أن أصفَ لكم شعوري، لقد حطَّم حياتي، عيشي أصبح جحيمًا لا يُطاق، دمَّر مستقبلي، وخطف مني الفرحة بكل شراسة!

فهل هذا مَن أحبَّني وأحببتُه؟ كيف يمكن أن ينساني بهذا الشكل؟ كيف لم يبالِ بمشاعري ولا بقلبي الذي ينزف الدماء؟ كيف يقرِّر إعادة بناء حياته هكذا وبكل سهولة بعدما أخذ مني شرفي وأخلاقي ومبادئي؟

لقد كنا نفعل كلَّ ما يفعله الأزواجُ إلا النكاح طبعًا، وحتى ما هو محرَّم بين الأزواج! كل هذا بدعوى حبِّه وشوقه الكبير لي، وكنتُ أُسايره حتى لا يغضبَ مني، وخوفًا مِن أن يتركني، ويعود كما كان يفعل في السابق مع النساء!

لقد استحلَّ جسدي، ومارس عليه كل طقوسه، ونزواته الحيوانية طوال السنوات الماضية، أحسستُ نفسي كأي بائعة هوى حقيرة، أحسستُ نفسي أحقر خلْق الله، لم يكن ينقص حينها سوى أن يعود إلينا صديقُه برُفقةِ مجموعةٍ من الأصدقاء ليُمارِسوا حظَّهم في هاته السافلة التي أتى بها صديقهم!

الحمد لله، لقد سترني الله رغم عصياني له، وبُعدي عنه، والله العظيم تبتُ منذ فترة، وتحسنتْ أموري كثيرًا لما اقتربتُ من ربي، لكن حينما أسترجع شريط حياتي الذي قضيتُه معه، أتذكر كل شيء، كيف كان يستغل حبي الكبير له، ويمارس نزواته، بدعوى أنه لا يستطيع التحمل، أو الصبر عليَّ، فهو لا يثق في النساء، وأعلم أني كنت الوحيدة التي وثق بها، وواثقة مما أقول، ونظرًا لخوفه مِن التورط مع امرأة لعوبٍ، أو ذات سوابق غرامية، فضَّل هذا النوع من الزواج، حتى يحظى بامرأة عفيفة!

يؤلمني فراق هذا الشخص الذي كان الوحيد الذي وهبتُه قلبي، لا أستطيع أن أستمرَّ في العيش، وكأن شيئًا لم يكن، لم يعدْ يُفرحني شيء، لم يعدْ يهمني شيء بعده، أهملتُ مظهري، وكل حياتي تكاد تضيع مني. ورغم كل ما فعله بي، ما زلتُ أدعو الله أن يحفظه ويحميه؛ لأني واثقة من أني سوف أموت إن حصل له مكروه.

لا أستطيع الزواج مِن آخر، فقد تقدم لي منذ انفصالنا ثلاثة أشخاص، ولم أجدهم مناسبين؛ لأني لن أجد شخصًا مثله في اعتقادي. أعلم أني مخطئة، لكن مشاعري تتغلب عليَّ، وتكاد تودي بي إلى نهاية سحيقةٍ، ما زلتُ أحتفظ بذكرياته، صورِهِ، حديثِهِ الذي كنت أسجِّله، وأعلم بأنه عليَّ التخلصُ من هذا.

لماذا يحصل لي كل هذا؟ لقد عشتُ اليُتم، وعانيتُ من الجوع والحرمان، والخوف منذ طفولتي، ثم وجدته ففتحتُ قلبي له وأحببتُه، كان البلسم الشافي لي، كحلم جميل، أشعر أني على حافة الجنون، هذا إن لم أكن فعلًا قد جُننت.


أخبروني ماذا أفعل لأخرج مما أنا فيه؟

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:فعلى الرغم مِن الحزن البالغ الذي كتبتِ به رسالتَكِ -أيتها الأختُ الكريمةُ- واليأس البادي عليك؛ فعلاجه غاية في البساطة، وهو ميسورٌ -إن شاء الله- إن اتَّبعت ما أقوله لكِ:أولًا: لن ينجيك مما أنت فيه إلا ... أكمل القراءة
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
1 صفر 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً