حكم المشاركة في أعياد اليهود والنصارى

منذ 2007-03-12
السؤال: هل من كلمة عن مناسبة عيد النصارى عام ألفين الموافق في رمضان؟
الإجابة: نعم، الواجب على المسلم أن يعتز بإسلامه، وألا يشارك الكفرة اليهود والنصارى في أعيادهم ولا في احتفالاتهم، ولا يوافقهم في التاريخ، لا يؤرخ ولا يقرهم على دخول القرن، ما نقول دخل القرن العشرون أو القرن الواحد والعشرون، هذا كله موافقة للكفرة.

نحن الآن نعتز بإسلامنا وتاريخنا، نحن لنا التاريخ الهجري، نحن في القرن الخامس عشر، فليس لنا أن نوافق الكفرة في التاريخ ونؤرخ، وليس لنا أن نوافقهم في احتفالاتهم ولا في أعيادهم، ولا أن نصدقهم، ولا يجوز للمسلم أن يوافقهم في الاحتفالات ولا في الأعياد، ولا نصدقهم فيما يدّعونه من الأكاذيب، كقولهم: إنه بيحصل كذا في دخول الألفية الثالثة كذا وكذا، ينـزل عيسى ابن مريم أو يحصل كذا، أو يحصل هزّات. كل هذا كذِب، وهذا كله دعوة للغيب، كله دعوة للغيب ما أنـزل الله بها من سلطان.

فالواجب على المسلم أن يتقي الله عز وجل وألا يوافق الكفرة ولا يصدقهم في أكاذيبهم، ولا يهدي إليهم هدية في أوقاتهم، ولا يوافقهم.

والواجب على التجار كذلك أن يتقوا الله ولا يجعلوا تخفيضات بمناسبة مرور قرن الكفرة، بل عليهم أن يتقوا الله وأن يعتزوا بإسلامهم، ولا يوافقوا الكفرة في احتفالاتهم ولا في أعيادهم، ولا أيضاً كذلك يهنئون ولا يصدقون في أكاذيبهم، والله تعالى يقول: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [سورة النمل: آية 65].

وقول بعضهم إنه وقت قيام الساعة، أو إنه نـزول عيسى أو أن يحصل هزات أوكذا، كل هذا من دعوى علم الغيب، والله تعالى يقول: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [سورة النمل: آية 65]، نـزول عيسى ابن مريم ينـزل في آخر الزمان، لكن ينـزل بعد أشراط الساعة، بعد خروج المهدي، المهدي يملك الأرض يملؤها عدلا كما مُلئت جَوْراً، ثم يخرج المسيح الدجال في زمانه، ثم ينـزل عيسى ابن مريم فيقتل الدجال، ثم يخرج يأجوج ومأجوج.

فقول هؤلاء الكفرة: إنه ينـزل عيسى هذا كذب لا أساس له من الصحة، عيسى ما ينـزل إلا بعد خروج الدجال وبعد خروج المهدي، كل هذا من دعوى علم الغيب، وعلم الساعة لا يعلم وقتها إلا الله.

والمقصود أنه يجب على المسلم أن يعتز بإسلامه ودينه، ولا يصدق الكفرة في دعوى علم الغيب، ولا يوافقهم في احتفالاتهم، وعلى التجار كذلك ألا يوافقوهم لا في احتفالاتهم ولا في تهنئتهم، ولا يهنئوهم ولا يخفضوا الأسعار، ولا يعملوا شيئاً أبدا، بل يعتزوا بإسلامهم، وينكروا عليهم، ينكروا على الكفرة هذا، ويبيّنوا لهم أن ما هم فيه باطل، وأن الحق هو دين الإسلام، وأنه يجب عليهم أن يؤمنوا بالله ورسوله، وأن يدخلوا في الإسلام، وأن يتركوا ما هم عليه من الكفر والضلال، وأنهم كفرة، وأنهم أصحاب النار إذا استمروا على ذلك.

كيف نصدقهم ! كيف يتبع مسلم أصحاب النار! كيف يتبع أصحابَ الجحيم ! كيف يتبع الكفرة ! كيف يتخلى عن إسلامه ! نسأل الله للجميع الهداية والتثبيت، نسأل الله أن يوفق المسلمين للعمل بكتاب ربهم وسُنَّة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وفَّق الله الجميع، ورزق الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

عبد العزيز بن عبد الله الراجحي

أستاذ قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود

  • 1
  • 0
  • 7,095

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً