استئذان الوالدين في الجهاد

منذ 2007-06-07
السؤال: هل الجهاد واجب في العراق؟ وإن كان واجباً فهل يجب أخذ رأي الوالدين؟ لأننا بلد محتل، والرسول صلى الله عليه وسلم قال بأنه لا يجب أخذ الإذن من الوالدين. ثم إن كان مثلاً لا يجب أخذ رأيهما، فعندما أريد أن أخبرهم بأني ذاهب في سبيل الله فسيرفضون بالتأكيد.
الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الجهاد في العراق فرض عين على كل مسلم قادر من أهل البلد، فإن لم يتأدَّ الواجب -وهو دفع العدو وطرده بهم كما هو حاصل الآن- دخل في حكم الوجوب من يليهم من المسلمين عرباً أو عجماً، ‏وهكذا حتى يتم التخلص من العدو، أو يعم جميع الأمة في مشارق الأرض ومغاربها، أجمع ‏على هذا أهل العلم. وإذا صار الجهاد عينياً فليس لوجوبه شرط سوى القدرة، فيخرج ‏الولد دون إذن والده، والمدين دون إذن دائنه. ولا يخفى أن الجهاد أعم من القتال، وهو ‏يتعدد بتعدد جبهات القتال، فهناك الجهاد بالسلاح وهو ذروة سنام الإسلام، وهناك ‏الجهاد بالمال، وهناك الجهاد بالإمداد، وهناك جهاد بالإعلام، وهكذا يتكامل دور الأمة في ‏حماية بيضة الإسلام ودفع عدوه، كل على ثغرة.

وليتق الله كل واحد منا، وليكن حذراً ‏أن يؤتى الإسلام من قبله، وعلى المجاهدين أياً كان جهادهم إخلاص النية لله رب العالمين، ‏فيجاهدوا لتكون كلمة الله هي العليا، قال صلى الله عليه وسلم: "من قاتل لتكون كلمة الله ‏هي العليا فهو في سبيل الله" (متفق عليه من حديث أبي موسى)، وقال أيضاً: "ومن قاتل تحت راية عِمِّيَّة يغضب لعصبة، أو يدعوا إلى عصبة، أو ينصر عصبة ‏فقتل فقتلةٌُ جاهلية" (رواه مسلم).

هذا؛ والجهاد يتعين في ثلاث حالات:
1 - إذا هجم العدو على بلاد الإسلام ولم يمكن دفعه إلا بجهاد المسلمين جميعاً، وأما إذا استطاع أهل البلد دفعه صار فرض عين عليهم فقط، كما سبق تفصيله.
2 - إذا استنفر الإمام طائفة أو أهل بلد، تعين عليهم، لما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم فانفروا".
3 - إذا التقى الصفان وكان عدد الكفار لا يزيد عن ضعفي المسلمين، ولم يبلغ المسلمون اثني عشر ألفاً، لقوله صلى الله عليه وسلم: "لن يغلب قوم عن قلة يبلغون أن يكونوا اثني عشر ألفاً" (رواه الإمام أحمد واللفظ له، والترمذي والدرامي من حديث ابن عباس).

نسأل الله أن يعين إخواننا المجاهدين في العراق، وفلسطين والشيشان، وكل مكان يقاتل فيه، لتكون ‏كلمة الله هي العليا.

ثم إن على إخواننا المجاهدين أينما كانوا أن يحذروا كل الحذر من ‏الانشقاق والانقسام وأن يعلموا أن العدو سيظل في اندحار ما داموا هم متفقين متحدين، ‏فإذا انقسموا ضعفت شوكتهم وتجرأ عليهم عدوهم، قال تعالى: {واعتصموا بحبل الله ‏جميعاً ولا تفرقوا} [آل عمرآن: 103]، وقال: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ‏ريحكم} [الأنفال:46]، والله أعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من فتاوى زوار موقع طريق الإسلام.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 2
  • 0
  • 16,528

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً