ما هو علاج الوسوسة في الطهارة؟
منذ 2010-11-22
السؤال: ما هو علاج الوسوسة في الطهارة؟
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يكثر الكلام حول مسألة الوسوسة في الطهارة، وأوصي من ابتلي بذلك بأن ينتبه إلى الأمور التالية:
الأمر الأول: أن وسوسته طاعة للشيطان، فينبغي أن يعلم أنه بهذه الوسوسة وبهذا الإصرار، وبهذا التأخير للعبادة هو عاص لله مطيع للشيطان، ومن الذي يرضى أن يكون في فعله مطيعاً للشيطان.
الأمر الثاني: أنه ينبغي أن يُعلم أنه لا يُلتفت إلى الوسوسة بعد انتهاء العبادة، فإن الإنسان إذا توضأ وعلم أنه توضأ وانتهى، فلا يجوز أن يلتفت إلى شك أو وسوسة ترد عليه، كما أنه إذا صلى وانتهت صلاته لا يلتفت إلى شك في صلاته، فلو جاءه الشيطان بعد نهاية الوضوء، ليقول له لم تغسل وجهك لا يلتفت إليه، ولو جاءه الشيطان ليقول له بعد انتهاء صلاته، لم تسجد السجود الأول أو الثاني في الركعة الأولى، أو الثانية ونحو ذلك فلا يلتفت إلى ذلك، لا يلتفت إلا إلى شيء متيقن مائة بالمائة، أما الوسوسة والشكوك فلا يلتفت إليها بعد انتهاء العبادات، فمثلاً بعد ما ينتهي من الحج يأتيه الشيطان ويقول له، هل أنت رميت ستاً أو سبعاً في رمية الجمرة الوسطى أو الأولى في اليوم الثاني عشر؟ أو الحادي عشر؟ فلا يلتفت إلى ذلك، لأن هذا كله من الشيطان وينبغي للإنسان ألا يلتفت إلى الشك فيه.
الأمر الثالث: هو أن الإنسان ينبغي له أن يقطع الوسوسة، حتى يقطع على الشيطان ما يريده منه، بمعنى أن الإنسان في ذات الطهارة إذا أراد أن يتوضأ، فعليه أن يستحضر بين يديه ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء، ثم يتوضأ بسرعة ثم بعد ذلك لا يلتفت إلى شيء، ثم يقطع دابر الشيطان، ولهذا فالشيطان إذا وسوس للإنسان وهو في صلاته، فإنه يريد أن يفسد عليه ما جاءت به الشريعة بمراغمته بالسجود، لأن الشيطان يكره المسلم و يكره صلاته وسجوده لله رب العالمين، ويعلم الشيطان الرجيم أنه أُمر بالسجود فأبى، وأن الله أمر هذا العبد المصلي بالسجود فاستجاب.
ولذا فمراغمة هذا الشيطان إذا وسوس أن يسجد سجود السهو، فكذلك أيضاً نقول: راغم الشيطان إذا وسوس لك في الطهارة فلا تلتفت إليه، وكذلك أيضاً بالنسبة لمواضع رجليك في بيتك ونحو ذلك، فإن البيت الذي فيه أطفال قد يوسوس لبعض الناس أنه نجس، فالنجاسة المتيقنة هي التي يجب اجتنابها، أما كون البيت كله يحتمل أنه يتنجس لوجود الأطفال وتنقلهم من مكان إلى آخر، فهذا مخالف لقواعد الشريعة الإسلامية في هذا الباب، بل لا يلتفت إلا إلى ما كان متيقن، والحمد لله أن الشريعة الإسلامية واضحة وسهلة.
ثم نقول أخيراً: ينبغي للمسلم أن يلتزم أذكار الصباح والمساء، ويتعوذ بالله من الشيطان، ويكثر من قراءة القرآن، لكن لا بد له مع ذلك من إرادة جازمة، يقطع فيها وسوسة الشيطان ولا يلتفت إليه، حتى لو أكثر الشيطان من المحاولات بالنسبة له، ليعيد إليه ويذكره بما وسوس إليه سابقاً، فعليه أن يقطع دابر ذلك باللجوء إلى الله تعالى، لأنه لا يرد كيد الشيطان إلا الله عز وجل، ثم التحلي بالإرادة القوية، وهذا ما يوصي به بعض الذين يتكلمون في علم النفس والدراسة النفسية في هذا الموضع، لأن الإرادة القوية لها أثر بعون من الله، فإذا جمع العبد بين الأذكار، وبين العلم الشرعي في أحكام الطهارة ونحوها، وبين الإرادة القوية في قطع دابر الشيطان، فهذه إن شاء الله أعظم وسيلة للبعد عن هذه الوسوسة، فإذا ثبت على ذلك فإن الله عز وجل يعينه على نفسه وشيطانه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعافيه وأن يعافينا وإياكم جميعاً.
26-1-1426هـ 7-3-2005
المصدر:موقع الشيخ عبد الرحمن بن صالح المحمود.
يكثر الكلام حول مسألة الوسوسة في الطهارة، وأوصي من ابتلي بذلك بأن ينتبه إلى الأمور التالية:
الأمر الأول: أن وسوسته طاعة للشيطان، فينبغي أن يعلم أنه بهذه الوسوسة وبهذا الإصرار، وبهذا التأخير للعبادة هو عاص لله مطيع للشيطان، ومن الذي يرضى أن يكون في فعله مطيعاً للشيطان.
الأمر الثاني: أنه ينبغي أن يُعلم أنه لا يُلتفت إلى الوسوسة بعد انتهاء العبادة، فإن الإنسان إذا توضأ وعلم أنه توضأ وانتهى، فلا يجوز أن يلتفت إلى شك أو وسوسة ترد عليه، كما أنه إذا صلى وانتهت صلاته لا يلتفت إلى شك في صلاته، فلو جاءه الشيطان بعد نهاية الوضوء، ليقول له لم تغسل وجهك لا يلتفت إليه، ولو جاءه الشيطان ليقول له بعد انتهاء صلاته، لم تسجد السجود الأول أو الثاني في الركعة الأولى، أو الثانية ونحو ذلك فلا يلتفت إلى ذلك، لا يلتفت إلا إلى شيء متيقن مائة بالمائة، أما الوسوسة والشكوك فلا يلتفت إليها بعد انتهاء العبادات، فمثلاً بعد ما ينتهي من الحج يأتيه الشيطان ويقول له، هل أنت رميت ستاً أو سبعاً في رمية الجمرة الوسطى أو الأولى في اليوم الثاني عشر؟ أو الحادي عشر؟ فلا يلتفت إلى ذلك، لأن هذا كله من الشيطان وينبغي للإنسان ألا يلتفت إلى الشك فيه.
الأمر الثالث: هو أن الإنسان ينبغي له أن يقطع الوسوسة، حتى يقطع على الشيطان ما يريده منه، بمعنى أن الإنسان في ذات الطهارة إذا أراد أن يتوضأ، فعليه أن يستحضر بين يديه ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء، ثم يتوضأ بسرعة ثم بعد ذلك لا يلتفت إلى شيء، ثم يقطع دابر الشيطان، ولهذا فالشيطان إذا وسوس للإنسان وهو في صلاته، فإنه يريد أن يفسد عليه ما جاءت به الشريعة بمراغمته بالسجود، لأن الشيطان يكره المسلم و يكره صلاته وسجوده لله رب العالمين، ويعلم الشيطان الرجيم أنه أُمر بالسجود فأبى، وأن الله أمر هذا العبد المصلي بالسجود فاستجاب.
ولذا فمراغمة هذا الشيطان إذا وسوس أن يسجد سجود السهو، فكذلك أيضاً نقول: راغم الشيطان إذا وسوس لك في الطهارة فلا تلتفت إليه، وكذلك أيضاً بالنسبة لمواضع رجليك في بيتك ونحو ذلك، فإن البيت الذي فيه أطفال قد يوسوس لبعض الناس أنه نجس، فالنجاسة المتيقنة هي التي يجب اجتنابها، أما كون البيت كله يحتمل أنه يتنجس لوجود الأطفال وتنقلهم من مكان إلى آخر، فهذا مخالف لقواعد الشريعة الإسلامية في هذا الباب، بل لا يلتفت إلا إلى ما كان متيقن، والحمد لله أن الشريعة الإسلامية واضحة وسهلة.
ثم نقول أخيراً: ينبغي للمسلم أن يلتزم أذكار الصباح والمساء، ويتعوذ بالله من الشيطان، ويكثر من قراءة القرآن، لكن لا بد له مع ذلك من إرادة جازمة، يقطع فيها وسوسة الشيطان ولا يلتفت إليه، حتى لو أكثر الشيطان من المحاولات بالنسبة له، ليعيد إليه ويذكره بما وسوس إليه سابقاً، فعليه أن يقطع دابر ذلك باللجوء إلى الله تعالى، لأنه لا يرد كيد الشيطان إلا الله عز وجل، ثم التحلي بالإرادة القوية، وهذا ما يوصي به بعض الذين يتكلمون في علم النفس والدراسة النفسية في هذا الموضع، لأن الإرادة القوية لها أثر بعون من الله، فإذا جمع العبد بين الأذكار، وبين العلم الشرعي في أحكام الطهارة ونحوها، وبين الإرادة القوية في قطع دابر الشيطان، فهذه إن شاء الله أعظم وسيلة للبعد عن هذه الوسوسة، فإذا ثبت على ذلك فإن الله عز وجل يعينه على نفسه وشيطانه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعافيه وأن يعافينا وإياكم جميعاً.
26-1-1426هـ 7-3-2005
المصدر:موقع الشيخ عبد الرحمن بن صالح المحمود.
عبد الرحمن بن صالح المحمود
أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقا.
- التصنيف: