حكم لبس النساء للبنطلون
منذ 2011-08-05
السؤال: أنا فتاةٌ في مقتبل العمر، أحب لبس "البنطلون"؛ لأنه منتشر في المحلات
بأنواع كثيرة وأسعار مناسبة. سبب آخر يدعوني إلى لبس "البنطلون" وهو
دراستي في الكلية، بصراحة أنا أرتاح في لبسه وأتحرَّك بسهولة فيه، وفي
الكلية مطلوبٌ مِنَّا التواجُدُ في الوقتِ تمامًا ولا يجب أن نتأخر عن
الحضور مطلقًا. ولكم جزيل الشكر.
الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومن
والاه، أمَّا بعدُ:
فإن الأصل في أنواع اللباس الإباحة؛ لأنه من أمور العادات التي أباحها الله تعالى حيث قال: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32]، ولم تشترط الشريعة لباسًا معيَّنًا للمرأة على صفة معيَّنة، ولكنها وضعت له شروطًا وأُطُرًا وضوابطَ عامَّةً وصارمة، تهدف إلى صيانة المرأة، والمحافظة على كرامتها وعرضها منِ افتراس المفترِسين واعتداء المعتدين، بما يعود نفعُه على المجتَمَعِ ككُلّ.
وليس الأمر كما يُصوّره أعداءُ الإسلام؛ من أنَّ في ذلك كبْتًا لحُرية المرأة، أو تدخُّلا في شؤونها الخاصة؛ لأنَّ الله تعالى هو الذي خَلَقَ، وهو الأعْلَمُ بما يُصْلِحُ خلْقَهُ، قال تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14].
ومن أهمّ هذه الضوابط التي تشترط في لباس المرأة عند الخرُوج: أن يكون ساترًا صفيقًا غيرَ شفَّاف، وفضفاضًا غيرَ ضيّق؛ فلا يبرز العورة أو يحدّدُها، وأن لا يكون فيه تشبُّهٌ بلباس الرجالِ، ولا بلباس البَغايا أوِ الكافرات، وأن لا يكونَ لِباسَ شُهرةٍ ولا زِينةٍ في نَفسِه كالمُزَرْكش، وأن لا يكون مبخّرًا ولا مطيَّبًا.
ولا يخفى على أحدٍ أنَّ "البنطلون" لن يتحقق معه السّترُ المطلوب من المرأة المسلمة؛ لأنه لا يستُرُ حجمَ الأعضاء، بل يبرز العورة ويحدّدُ مقاطع البدن ومفاتِنه، فيحصل بذلك الافتتانُ بها، وإثارةُ الغرائز، وتكون بذلك عُرضةً لغضبِ الجبَّار ولعْنِه، ولنَّيْلِ الناس من كرامتها وتدنيس عِرضها.
لذلك؛ فلا يجوز للمرأة المسلمة العفيفة التي تخشى الله ولا تتعدى حدوده أن تَلبَسَ "البنطلون" عند الخرُوجَ من البيت، إلا إذا كان ملبوسًا تحتَ ملابسَ ساترةٍ فضفاضةٍ تستره، ففي هذه الحالة يُعين على ستر وصيانة المرأة.
وإنَّنا لنُوصي الأختَ الكريمة أن ترضَى بما شرعه الله تعالى لها، وأن تلتزم باللباس الواسِعِ الفضفاض الذي يستر عورَتَها، ويمنع فتنة الناس بها، ويُطَهّر قلبها؛ إذ أن طهارة الظاهر من علامات طهارة الباطن، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59]، وقال تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].
ولْتعلمي عِلمَ اليقين أنَّ الخير كلَّه في الانقياد لأوامر الله تعالى والانصياع لها، والشَّرَّ كل الشَّرّ في مخالفتها أو محاولة التملص منها، وأنَّ الدنيا لا تساوي في الآخرة شيئًا، وأنَّ ما عند الله خيرٌ وأبقى، ونسأل الله لنا ولك الثبات على الحق،، والله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع الآلوكة.
فإن الأصل في أنواع اللباس الإباحة؛ لأنه من أمور العادات التي أباحها الله تعالى حيث قال: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32]، ولم تشترط الشريعة لباسًا معيَّنًا للمرأة على صفة معيَّنة، ولكنها وضعت له شروطًا وأُطُرًا وضوابطَ عامَّةً وصارمة، تهدف إلى صيانة المرأة، والمحافظة على كرامتها وعرضها منِ افتراس المفترِسين واعتداء المعتدين، بما يعود نفعُه على المجتَمَعِ ككُلّ.
وليس الأمر كما يُصوّره أعداءُ الإسلام؛ من أنَّ في ذلك كبْتًا لحُرية المرأة، أو تدخُّلا في شؤونها الخاصة؛ لأنَّ الله تعالى هو الذي خَلَقَ، وهو الأعْلَمُ بما يُصْلِحُ خلْقَهُ، قال تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14].
ومن أهمّ هذه الضوابط التي تشترط في لباس المرأة عند الخرُوج: أن يكون ساترًا صفيقًا غيرَ شفَّاف، وفضفاضًا غيرَ ضيّق؛ فلا يبرز العورة أو يحدّدُها، وأن لا يكون فيه تشبُّهٌ بلباس الرجالِ، ولا بلباس البَغايا أوِ الكافرات، وأن لا يكونَ لِباسَ شُهرةٍ ولا زِينةٍ في نَفسِه كالمُزَرْكش، وأن لا يكون مبخّرًا ولا مطيَّبًا.
ولا يخفى على أحدٍ أنَّ "البنطلون" لن يتحقق معه السّترُ المطلوب من المرأة المسلمة؛ لأنه لا يستُرُ حجمَ الأعضاء، بل يبرز العورة ويحدّدُ مقاطع البدن ومفاتِنه، فيحصل بذلك الافتتانُ بها، وإثارةُ الغرائز، وتكون بذلك عُرضةً لغضبِ الجبَّار ولعْنِه، ولنَّيْلِ الناس من كرامتها وتدنيس عِرضها.
لذلك؛ فلا يجوز للمرأة المسلمة العفيفة التي تخشى الله ولا تتعدى حدوده أن تَلبَسَ "البنطلون" عند الخرُوجَ من البيت، إلا إذا كان ملبوسًا تحتَ ملابسَ ساترةٍ فضفاضةٍ تستره، ففي هذه الحالة يُعين على ستر وصيانة المرأة.
وإنَّنا لنُوصي الأختَ الكريمة أن ترضَى بما شرعه الله تعالى لها، وأن تلتزم باللباس الواسِعِ الفضفاض الذي يستر عورَتَها، ويمنع فتنة الناس بها، ويُطَهّر قلبها؛ إذ أن طهارة الظاهر من علامات طهارة الباطن، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59]، وقال تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].
ولْتعلمي عِلمَ اليقين أنَّ الخير كلَّه في الانقياد لأوامر الله تعالى والانصياع لها، والشَّرَّ كل الشَّرّ في مخالفتها أو محاولة التملص منها، وأنَّ الدنيا لا تساوي في الآخرة شيئًا، وأنَّ ما عند الله خيرٌ وأبقى، ونسأل الله لنا ولك الثبات على الحق،، والله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع الآلوكة.
- التصنيف: