حكم ستار أكاديمي وبج برذر ونحوها
كثر الكلام هذه الأيام عن ما يعرض في بعض وسائل الإعلام والقنوات الفضائية خاصة مثل برنامج (ستار أكاديمي في قناة LBC وبرنامج (Big Brother) في قناة MBC وبرنامج (على الهوا سوا) في قناة ART وبرنامج (تحدي الخوف) في قناة MBC وتقوم فكرة هذه البرامج على اجتماع الشباب بالشابّات في معهد إعداد الفنانين -كما يسمونه- بغرض الدراسة وعرض حياتهم اليومية كاملة ومباشرة على مدي أربع وعشرين ساعة على القنوات الفضائية، وما فيه من الاختلاط والأمور المنافية للعفة والحياء مثل: الخلوة والتقبيل والضمّ، وأيضا ما تقوم به قناة روتانا والتي من أعمالها إصدار (فيديو كليب) لمغنين ومغنيات مع عرض صور فاضحة للنساء علي أشكال وهيئات مختلفة الغرض منه تسويق بضاعتهم عن طريق إثارة الغرائز.
- ما حكم مشاهدة هذه البرامج وما شابهها؟
- ما حكم توفير وسائل مشاهدة هذه الوسائل في المنزل أو الاستراحات أو غيرها، وما الخطر المترتب في الدنيا والآخرة علي من وفرها وشاهدها؟
- ما حكم الدعاية لمثل هذه البرامج والترويج لها في الصحف ووسائل الإعلام الأخرى؟
- كلمة توجيهية للأمة الإسلامية وتحذير لها من مثل هذه الوسائل؟
وهل يدخل في مسمى "الديوث" من وضع مثل هذه القنوات في المنزل؟
الحمد لله.. إن من دواعي العجب والدهشة أن يُسأل عن حكم هذه البرامج وما تشتمل عليه من المنكرات وعن مشاهدتها والدعاية لها؛ فإنه لا يخفى على من عنده أدنى بصيرة وبقية من عقل ودين وفطرة سليمة قبح هذه البرامج وعظم ضررها، لأنها من أظهر المنكرات، ومن يستحلها فإنه معاند للشريعة أو مكذب لها، وهو إذن بهذا الاستحلال كافر. لذا أقول:
إن مشاهدة هذه البرامج المشتملة على ما ذُكر، من أنواع المنكرات والدعاية لها وتوفير وسائلها في البيوت والاستراحات والمقاهي وغيرها وتوفير خطوط الاتصال للمشاهدين مع القنوات التي تبث هذه البرامج.. كل ذلك حرام، لأنه نشر للفساد في مجتمعات المسلمين، وإفساد لها ونشر للزنى بين الشباب والشابات، ودعوة لهم إلى الفواحش. وكل ما ينفق في هذا السبيل أو يكتسب من المال فهو من الإنفاق في الحرام ومن الكسب الحرام..
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [النور:19]، وقال تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأنعام:151]، وقال تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَآءَ سَبِيلاً} [الإسراء:32]، وقال تعالى: {قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور31:30]، وقال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ آلْعِقَابِ} [المائدة:2]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} [النساء:29].
وبهذا يعلم أن المؤسسين لهذه القنوات والمموّلين لها والمعدّين لهذه البرامج والقائمين بها والمنفذين، كلّهم من المفسدين في الأرض، الجناة على الدين وكرامة الأمة وأعراضها، وعلى كل المشاركين في هذه القنوات والبرامج مثل آثام من أفسدوهم من المشاهدين والمتصلين لإبداء الإعجاب والترشيح، كما قال صلي الله عليه وسلم: "من دعا إلى ضلالة فعليه مثل آثام من تبعه من غير أن ينقص من آثامهم شيئا".
وليعلم الذين يقصدون جمع الأموال بهذه الطريقة أنهم متعرضون لعقوبة الله في الدنيا والآخرة، ولمحق ما جمعوا. فيجب علي الجميع التوبة إلى الله قبل فوات الأوان، كما قال تعالى: {وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31].
كما يجب على ولاة أمر الأمة أن يكفّوا الشر عنها ويسدّوا منافذه، ويجب على ولاة أمر الأسر أن يأخذوا على أيديهم ويحموهم مما حرم الله عليهم.. فالكل مسئول عما ائتمنه الله عليه، كما قال صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" الحديث. (أخرجه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه).
لا يخفي أن تهيئة الوسائل لهذه المشاهد في البيوت ثم السكوت عن إنكار مشاهدتها ومتابعتها نوع من الرضا بالخنا، فليتق الله كل مسلم وليحذر عقوبة الله، كما وصى الله بذلك في قوله تعالى: {وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ آلْعِقَابِ} [المائدة:2].
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ويصلح ولاة أمرهم ويرد كيد أعدائهم، إنه تعالى على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تاريخ الفتوى: 29-3-1426هـ.
- التصنيف:
- المصدر: