صلاة الاستِسْقاء للنساء
ما حُكْمُ تأدِية صلاةِ الاستِسْقاء في مدارِس البَنات على صِفَتِها التي يؤدِّيها الرّجال؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فقدِ استحبَّ أهْلُ العِلم تأديةَ النِّساء لِصلاة الاستِسْقاء بِشَرْط أن يَخْرُجْن تفِلاتٍ غَيْرَ مُتَبرِّجات بزينة، واستدلُّوا بأنَّه لم يَأْتِ في الشَّرع ما يَخُصّ تِلْكَ الصَّلاة بِالرَّجُل دون المرأة، وبأنَّه يُؤْذَن لِلمرأة في شهود الجَماعة، والأحاديثُ في ذلك مشهورةٌ معروفةٌ بِقَوْل الرَّسول عليه الصلاة والسلام: "هَلْ تُنْصرون وتُرْزَقون إلاّ بِضُعفائِكم" (رواه البخاري)، وذكر النَّسائي زيادةً في حديثِ سعدٍ يُبَيِّن بِها معناه، فقَال فيه: "هل تُنْصَرون وتُرْزَقون إلا بِضُعفائِكم؛ بِصَوْمهم وصلاتِهم ودُعائِهم".
وعليه؛ فلا حَرَجَ في تأْدِيَة النّساء لصلاةِ الاسْتِسقاء داخلَ المَدارس، ولكن الأفْضَل لهنَّ تَرْك قلْبِ العباءة إن كان من المُمْكن أن يراهُنَّ أحد أو أن تَنْكَشِف العورة.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "لكنَّ المرأةَ إذا كان المَسْجِد مكشوفًا وكانَ تَحت العَباءة ثيابٌ تَلْفِت النَّظر، فأخشى أنَّه في حال قيامِها لتقْلِب العباءة تظهر هذه الثّياب وتكون مَفْسدة أكبر من المصلحة فلا تَقْلِب" اهـ،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: