تمنِّي المرأة الزواج بشخص متزوج

منذ 2012-09-12
السؤال:

ما هو حُكم تَمنِّي المرأة الزَّواجَ من شخص متزوِّج دون كُره زوجتِه وتَمنِّي الخيْرِ لَها؟ وهلْ هناك أيُّ حرج في ذلك؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإذا كان بإمكان تلك المرأة أن تكون زوجةً ثانيةً للرَّجُل الذي تمنِّي نفسها بالزواج به، أو كان بمقدورها أن تَعْرِض عليه الزواج -إن كان على دينٍ وخُلُقٍ عال-: فلا بأس من التمني.

وأما إذا لم يُمْكِن فِعْلُ ذلك فلتقْطَع طمعَها فيه بسيفِ اليَأْسِ، فإنَّ النَّفسَ متَى يئِسَتْ منَ الشَّيءِ استراحَتْ منه، ولم تلتفتْ إليه، ولترضَ بِما قسم الله لها، وتكتم وتعف وتصبر، ولتحسب الأجر عند الله سبحانه؛ لأنَّ التفكير وشغل القلب بِما لا طائلَ مِن ورائِه يَجُرُّ في أكثر الأحوال لِما لا تُحمد عُقباه من نظرٍ وتفكُّرٍ وعِشق و...، وربَّما بقي القلب مشغولاً حتَّى لو تزوَّجتِ المرأة غيره، جرها ذلك التعلق إلى كُفران الزَّوج واستقلال قدْرِه لأنَّه لا يُشبه مَن تتمنَّاه.

أمَّا إن كان مُجرَّد شعور واحساس قَلْبِي فقط بما يُشْبِهُ الخطْرة أوِ اللَّمَّة، فلا يُؤاخذ عليه المرءُ ولا يأثم به؛ ففي الحديث: "إنَّ اللَّه تَجاوز لأُمَّتِي عمَّا حدَّثتْ به نَفْسَها ما لَمْ تَتَكَلَّمْ به أو تعمل" (رواه النسائي والترمذي).

والمعنى: ما لم تتحوَّل الخطْرة والشعور والإحساس إلى عملٍ أو قولٍ مُحرَّم، أو يتمكَّن من القلب فيهْوَاهُ ويتخيَّله بِما لا يَجوز، كما سبق بيانُه في فتوى: "التخيلات الجنسية". 

واعلمي -أرشدك الله- أنَّه لا يَحِلُّ للمسلمة العاقلة التفكيرُ والتعلُّق برجُلٍ أجنَبِيٍّ عنها إلاَّ أن يقبَلَ بِزَواجها، فإن لم يكن فعلى تلك المرأة أن تصرف تفكيرَها عنْهُ وأن تتجنَّبه قدرَ الإمكان، وأن تحذر منَ الوُقُوع في داء العِشْق الذي يَصْعُب علاجُه فلتتدارك نفسَها قبل الوصول إلى هذه الحالة، فإنَّ تعلُّق القلب بِما ليس في الإمكان الوصولُ إليه من ضعف العقل وقلَّة الخِبرة بالحياة، فهي لا تَعلَم حقيقةَ مشاعرِه نَحوها، وهل فكرةُ الزواج بأخرى واردةٌ عنده أصلاً أو لا، وحتَّى وإن قبِل فلا تعلم هل سيقْبَلُ أهلُها وأولياؤها به زوجًا أو لا.

كما نُوصيها بتقوى الله، وتجنُّب الاحتكاك بالرجال الأجانب عموما، وعليها بغَضِّ البصر فإنَّ النظر مبدأ كلِّ شرٍّ، ولتحرص على ما ينفعُها، ولتشغل نفسها بِما يعود عليها بالخير في الدنيا والآخرة، مع الإكثار من الدعاء بأن يُعافيَها الله، وأن يلهمها رشدها ويعيذها من شر نفسها،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 7
  • 1
  • 73,928

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً