فعل العادة السرية وتأخير الزواج

منذ 2012-12-03
السؤال:

أنا شابٌّ شهوتي عالية جدًّا، تقريبًا يوميًّا أشتكي من هذا الأمْر، علمًا أنَّني أُمارس العادةَ السِّرِّية يوميًّا تقريبًا، ولا يمكِنُني الزَّواج بسبب بعض الظروف، وليست ماليَّة -ولله الحمد- لأنَّني قادر على ذلك من ناحية المادَّة، ولكن بسبب الأهل؛ لأني الوحيد في البيْت بعد وفاة والدي، هل أستمرُّ على ذلك علمًا أنَّني أسافر للخارج كثيرًا؟ لكن -ولله الحمد- لَم أَفعل الزِّنا؛ لأنَّ العادة السِّرِّية هي التي تبعدني تقريبًا عن ذلك بعد الله عزَّ وجلَّ؟

شخص عزيزٌ عليَّ، ويترك في بعض الأيَّام الصَّلاة لمدَّة يوم أو يومَين، ولا يدري لماذا ذلك، علمًا أنه من أسرة مُحافظة -ولله الحمد- وفوق هذا يَضيق صدرُه من ترْكِه للصَّلاة والعبادة بشكل عام، ما حكم ذلك؟ وما الحل؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإنَّ العادة السِّرِّية محرَّمة، وقد سبق تفصيل ذلك في الفتوى: "حكم العادة السرية". 

واعلم أنَّ الذي يُمارس العادة السِّريَّة على خطرٍ عظيم من عدَّة جوانب:

الأوَّل: أنَّ في ذلك معصيةً لله - تبارك وتعالى.

الثاني: إن لم يتُبِ الإنسان من تلك المعصية، فإنَّ شؤمَها سيحلُّ عليْه؛ وقد قال سبحانه محذِّرًا ومنذرًا من شؤْم المعاصي والذنوب: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 25].

وقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّ العبد لَيُحْرم الرِّزق بالذَّنب يُصيبه" (رواه أحمد والتِّرْمذي وغيرهما).

ومن ضِمْن هذا الشؤْم: تكْرار المعصية؛ ولذلك قال بعض السَّلف: "من شؤْم المعصيةِ: المعصيةُ بعدها، ومن بركة الطاعةِ: الطاعةُ بعدها".

الثَّالث: في هذا فتحٌ لبابٍ من الشَّرِّ عظيم، وهو من خطوات الشَّيطان وسبُلِه التي يكيد بِها للنَّاس؛ لإيقاعهم في الفحْشاء والمنكر؛ فإنَّ الأمر يبدأ بالنَّظرة، وقد ينتهي بالفاحشة، فاحذَر.

الرَّابع: الأضْرار الصِّحِّية الجسيمة التي تُصيب الإنسان من جرَّاء هذه المعصية، ومن ذلك: ضعْف الرَّغبة الجنسيَّة بعد الزواج، وكذلك تأثير ذلك على الانتِصاب لدى الرجُل، ومنها سرعة القذْف.

والذي ينبغي لِمنِ اشتدَّت به الشَّهوة وخاف على نفسِه: أن يُبادِر بالزَّواج، فإن لم يتيسَّر ذلك، فلْيَصُمْ؛ لقولِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "يا معشر الشباب، منِ استطاع منكُم الباءة فليتزوَّج، ومَن لم يستطِع، فعليْه بالصَّوم؛ فإنَّه له وجاء" (رواه البخاري).

ومادمتَ قادرًا على نفقة الزواج، فيجِب عليْك أن تتزوَّج، وكونك وحيدَ أهلِك ليس حجةً في عدم الزَّواج؛ إذْ إن باستطاعتك أن توفِّر لأهلك الرِّعاية الكافية ولو بعد الزَّواج.

أمَّا الشِّقُّ الثَّاني من السُّؤال، فقد سبق الجواب عليْه في الفتويين: "حكم قضاء الصلاة التي تُركت عمدًا"، "حكم تارك الصلاة".

واللهَ نسأل أن يوفِّقَكما لكلِّ خير، ويثبِّتكما عليه.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 13
  • 3
  • 122,853

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً