حكم حج من لم يصلِّ في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم
فتاوى نور على الدرب
يسأل أيضاً سماحة الشيخ عن الحج أو عما يدور في الحج ويقول: إذا لم أصلِّ في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جئت للحج هل يكون حجي صحيحاً أو لا؟
نعم، الحج صحيح، والزيارة للمسجد النبوي ليست واجبة، الزيارة مستحبة، فإن زار في وقت الحج، أو في غير وقت الحج، فذلك سنة وقربة وطاعة، ولكنها ليست واجبة عند أهل العلم، بإجماع العلماء ليست الزيارة واجبة، ولكنها سنة، إنما الواجب الحج حج الفريضة، والعمرة، وأما الزيارة فهي سنة، فمن تيسرت له فَعلها، ومن تركها فلا حرج عليه، ويكفيه اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في أي مكان، يكفيه أن يتبع النبي صلى الله عليه وسلم ويصلي عليه، ويعظم سنته ويدعو إلى سنته في أي مكان، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: "لا تجعلوا قبري عيداً، ولا بيوتكم قبوراً، وصلوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم"، خاف من الغلو، خاف من التشدد والتنطع، ولهذا قال: "لا تجعلوا قبري عيداً، ولا بيوتكم قبوراً، وصلوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم"، اللهم صلِّ عليه، فمن تيسرت له الزيارة وصلى في المسجد النبوي، وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه، ودعا له ولهما رضي الله عنهما، ثم ينصرف ويزور البقيع ويسلم على أهل البقيع، ويدعو لهم بالمغفرة والرحمة، ويزور الشهداء أيضاً شهداء الصحابة ممن استشهدوا هناك في أحد، يزورهم ويسلم عليهم ويدعو لهم بالرحمة والمغفرة، هذه السنة، ويزور قباء أيضاً مسجد قباء، ويصلي فيه ركعتين، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يزوره عليه الصلاة والسلام، يزوره كل سبت ويصلي فيه ركعتين، ويقول صلى الله عليه وسلم: "من تطهر في بيته فأحسن الطهور ثم أتى مسجد قباء وصلى فيه ركعتين كان كعمرة"، وهذا فضل عظيم، فالسنة للزائر أن يصلي في مسجده صلى الله عليه وسلم وأن يكثر من الصلاة فيه ويلزم ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في مسجد سواه، إلا المسجد الحرام"، فمن زاره فليغتنم يصلي في هذا المسجد ما تيسر ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه كما تقدم، يفعل هذا ويسلم عليه قائلاً: السلام عليك يا رسول الله، ورحمة الله وبركاته، جزاك الله عن الأمة خير الجزاء، وإن قال: أشهد أنك قد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، وجاهدت في الله حق الجهاد، فكل هذا حق، لا بأس بذلك، لكن لا يتسمح بالحجرة ولا يتمسح بالشباك ولا يدعو النبي ولا يستغيث به، ولا يطلب منه الشفاعة، لا، كل هذا لا يجوز، بل هذا من الشرك، كونه يدعو النبي ويستغيث به هذا من الشرك، أما التمسح بجدران المسجد أو جدران الحجرة أو الشباك هذا بدعة لا يجوز، فالواجب على المؤمن أن يتأدب بالأدب الشرعي ويبتعد عن العادات المبتدعة فيقف أمامه من دون التمسح بالحجرة ولا غيرها ويسلم عليه صلى الله عليه وسلم ويدعو له، كما شرع الله، ثم يسلم على صاحبيه، ويترضى عنهما ويدعو لهما ثم ينصرف، وهكذا في البقيع يزورهم ويسلم عليهم ويدعو لهم، ولكن لا يدعوهم مع الله، ولا يستغيث بهم، ولا ينذر لهم، كل هذا لا يجوز، وهكذا الشهداء، يزورهم ويسلم عليهم ولكن لا يدعوهم مع الله ولا يستغيث بهم ولا يسألهم قضاء حاجة، كل هذا من عمل الجاهلية، وكل هذا من الغلو المحرم، بل من الشرك الأكبر، ثم يزور مسجد قباء كما ذكرنا، يستحب زيارة مسجد قباء للصلاة فيه فقط، والله ولي التوفيق.
- التصنيف:
- المصدر: