الحديث على الانترنت مع الجنس الآخر

منذ 2013-02-12
السؤال:

هل حرام عليَّ لو تَكَلَّمتُ على النت مع أيِّ شخصٍ في موضوعٍ عام من جوانبِ الحياة الاجتماعية أو السياسيِّة، وبِشَكل دائم أنا أتكلم في الدين، هو طبعًا أنا لست داعية إسلامية لكن درست شريعة إسلاميَّة في كلية الحقوق وأستطيع -والحمد لله- أن أقوم بالنصحية والدعوة إلى الله على قدر علمي، وعلى فكرة أنا لست أتكلم مع أولادٍ فَقَطْ ولكن أيضًا أتعرَّف على بنات أستفيد كثيرًا منهم، وأيضا أحاول أن أفيدهم، هل بهذا أنا يقع عليَّ ذنب؟ مع العلم أني لم أضع أي صورةٍ لي ولا أتكلَّم بغير الكتابة؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإنَّ من مقاصد الشريعة سدَّ الذرائع التِي قد يتوصَّل بِها إلى الحرام، ولا شكَّ أنَّ حديثَ المرأة إلى الرجل عن طريقِ الإنترنت حديثٌ مَحفوفٌ بالمخاطر، لما يترتَّب على ذلك من الوقوع في الفِتَن، وقد يُزَيِّنُ الشيطان لِمَنْ يقوم بِهذه المُحادثات أنَّ ذلك على سبيل الدَّعوة والنصيحة في الدين، وتكونُ هذه أُولى خطواته إلى تلك الفتن، والواقعُ خيْرُ شاهدٍ على ذلك، وادِّعاء سلامة القلب غيرُ مُسَلَّم، فالشَّيطانُ يَجري منِ ابْنِ آدم مَجرى الدَّم، وقد حذَّر الله تعالى من اتِّباع خطوات الشيطان فقال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [النور: 21].

وحذَّرَنَا النَّبيُّ من التَّطلُّع للفِتَن، والرَّجُل أعظمُ فتنةٍ بِالنسبة للمرأة، كما أنَّ المرأةَ أشدُّ فتنةٍ على الرِّجال؛ قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: "ستكونُ فِتن، القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائمُ فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساعي، ومن يُشْرِف لها تَستشرفه، ومن وجد ملجأً أو معاذًا فليعذ به" (متفق عليه).

ولذلك فالذي ننصح به الأختَ السَّائلة هو البعد عنْ مُحادثات الرجال حِفاظًا على دينها، ولوِ اقتصرتْ على مُحادثة النساء فهو المطلوب درءًا لِلفتنة، وطلبًا لِلسَّلامة.

وإنْ كانتْ ثَمَّ حاجةٌ داعيةٌ إلى مُحادثة الرِّجال فليكُنْ ذلك في حدود الأدَبِ والأخلاق، مع الالتزامِ بشروط الحوار والمحادثة المبيَّنة في الفتاوى: "الحوار بين الرجال والنساء في المنتديات"، "حكم علاقة الشاب بفتاة بقصد الزواج"، "حكم الدردشة مع الجنس الآخر". 

هذا لمن عَلِمَ من نَفْسِه الثَّبات، أمَّا مَن علِمَ مِن نفسه ضعفًا وخاف على نفسه الوقوعَ في مصائد الشيطان، فيجِبُ عليه الكفُّ عن المحادثة على الفور،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 4
  • 0
  • 24,305

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً