بلْع الصَّائم للبلغم

منذ 2013-03-05
السؤال:

هل بلْع الصَّائم للبلغم يَجعله يُفْطِر؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإن الصَّائم إذا لَم يتمكَّن من مجِّ النخامة عند نُزولها إلى حلقِه، فلا شيءَ عليه، وصومُه صحيح.

أمَّا إذا تمكَّن من دفْعِها، ولم يكن ناسيًا أو جاهلاً، ثمَّ ابتلعها - فهل يفسد صومه أو لا؟

للعلماء في ذلك قولان:
فعِند الحنفيَّة والمالكيَّة: لا يُفْطِر مطلقًا، وعند الشَّافعيَّة والحنابلة: يُفْطِر إذا وصل إلى ظاهر الفم؛ قال ابنُ حجر الهيْتمي في "التحفة": "فإن تركها مع القُدْرة على لفظِها، فوصلتِ الجوف- يعْني: جاوزت الحدَّ المذْكور –أفطرَ- في الأصحِّ - لتقْصيره، بخلاف ما إذا لم تصِل للظَّاهر، وإن قدر على لفظِها، وما إذا وصلتْ إليه، وعجز عن ذلك". اهـ.

وقال في "المجموع": "النخامة، إن لم تحصُل في حدِّ الظَّاهر من الفم، لم تضرَّ بالاتِّفاق، فإن حصلت فيه بانصبابِها من الدِّماغ في الثقبة النَّافذة منه إلى أقصى الفم فوق الحلقوم، نُظر: إن لم يقدر على صرْفِها ومجِّها حتى نزلت إلى الجوف، لم تضرَّ، وإن ردَّها إلى فضاء الفم، أو ارتدَّت إليه ثم ابتلعَها - أفطر على المذهبِ، وبه قطع الجمهور". اهـ.
والَّذي يظهر: أنَّ مذهب الشَّافعيَّة والحنابلة هو الأحوط.

وعليه؛ فمنِ ابتلع البلغم عالمًا بِحُكمه مع القُدرة على لفظِه، فقد فسد صومُه، ولزمه القضاء،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 2
  • 0
  • 9,806

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً