الدعاء بالرحمة لفاعل الكبائر

منذ 2013-06-25
السؤال:

هل يجوز الدعاء بالرحمة لمن ثبت فيه اللعن بنص الآية أو الحديث مثل آكل الربا وموكله وشاهديه ومثل النامصة والمتنمصة؟ وهل يجوز عند رد السلام على من ثبت فيه اللعن بنص الآية أو الحديث قول ورحمة الله وبركاته؟ وهل يجوز ابتداء السلام لتارك الصلاة الذي لا يعرف هل تركها جحودا أو تخاذلا؟

الإجابة:

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فيجوز الدعاء بالرحمة والسلام على كل مسلم وليس في هذه الأحاديث لعن معين، فلا نقطع أن هذا الشخص بعينه ملعون؛ لأنه قبل تنزيل الحكم على محله فهناك عوارض الأهلية التي قد تمنع استحقاق الشخص لهذا الحكم وإن كان مرتكباً لفعل لعن صاحبه، مع أنه على خطر عظيم إن لم يتب قبل موته، علماً أن أكل الربا وفعل النامصة وأمثالهما من الكبائر وليست مخرجة للمرء من الإسلام إلا إذا كان مستحلاً لذلك، فلهذا يجوز السلام والدعاء بالرحمة والهداية.

أما تارك الصلاة بالكلية فالصحيح أن ترك الصلاة كفر مخرج من الملة، لكن تكفير الشخص بعينه لا نجزم به إلا بعد أن يبين له الحكم؛ لأنه قد يكون أخذ بقول الجمهور أن من تركها تهاوناً وكسلاً لا يكفر، أما الجاحد فمجمع على كفره. فإذا ثبت كفره بعد البيان وإقامة الحجة عليه فلا يسلم عليه. ولكن حكم التكفير ليس لكل أحد وإنما هو للعلماء وبخاصة القضاة ومن في حكمهم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

تاريخ الفتوى: 18-1-1434هـ.

ناصر بن سليمان العمر

أستاذ التفسير بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض سابقا

  • 2
  • 0
  • 2,685

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً