مشاهدة الزّوج للمرأة الأجنبية لزيادة الإثارة
هناك رجل ملتزم ليس لديه الرّغبة الجنسية بتاتاً وأبداً وغير نشط، ولكن إذا نظر إلى إمرأة أجنبية في الصّورة أو في التّلفزيون أثناء الممارسة الجنسية مع زوجته تكون عنده الرّغبة نشيطة جداً.
وسؤالنا هل يجوز النّظر إلى صورة إمرأة أو إلى تلفزيون في حالة الممارسة فقط مع الزّوجة؟ وإذا كان جائزاً فما حدود الصّورة؟
الحمد لله والصّلاة والسّلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتّابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
أعلم أنّ هذا البرود الجنسي الذّي يشكو منه هذا الزّوج لا يتوّصل إلى علاجه بما حرّم الله تعالى، والله عز وجل ما أنزل داء إلاّ أنزل له دواء، علِمه مَن علِمه وجَهِله مَن جهِله، وقد جاء في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: " " (أخرجه البخاري في صحيحه).
فلا يجوز ما ذُكر في السّؤال؛ لأنه يشتمل على النّظر إلى ما حرّم الله تعالى، وقد أمر الله تعالى بغض الأبصار عن مشاهدة الأجنبيات فقال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 30/31]، وأخرج مسلم في صحيحه عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه سُئل عن نظرة الفُجأة فقال: " "، بل أخرج الإمام أحمد في المسند عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: " ".
وأمّا ما يحصل لهذا الزّوج من حدوث الرّغبة عند هذا النّظر المحرّم إنّما هو من الشّيطان، لأنّ الشّيطان يريد أن يُلبس عليه، وأن يضِّله وأن يوقعه في المعصية، وقد قال تعالى : {وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [النور: 21]. وليعلم أنّ مشاهدة صور الأجنبيات يترّتب عليها مفاسد عظيمة منها:
منها: أنّها من انتهاك المحرّمات وتعود على مشاهدة هذا الحرام، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: " " (متفق عليه).
منها: أنّها مع مرور الوقت تؤدي إلى انعدام الرّغبة في الزّوجة، وقد يؤدي ذلك إلى طلاقها، مما يتسبّب في تفكيك الأسرة.
ومنها أنّها: تتسبب في ذهاب الغيرة بين الزّوجين، فأي زوجة هذه التّي ترضى أن ينظر زوجها إلى عورات النّساء وهو يعاشرها.
وعلى الزّوجين أن يتقيا الله عزوجل وأن يتعاونا على البر والتّقوى وألاّ يتعاونا على الإثم والعدوان. وأنصح هذا الزّوج أن يُكثر من الدّعاء وأن يأتي بالأسباب المشروعة ومن ذلك:
أولاً: أنّه ينبغي أن يلاعب زوجته، ويلاطفها، ويقبلها، حتى تتحرك شهوته.
ثانياً: أنّه ينبغي أن يعرض نفسه على طبيب، ليشخص له حالته، ويعطيه العلاج اللاّزم لذلك.
والله تعالى أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: