ضوابط الذهاب إلى القرَّاء والراقين

منذ 2006-12-01
السؤال: امرأة ذهبت لشخص يرقي من الأمراض وهو في الأردن، وقد لا يكون عندها تصور عام عن هذا الشخص وحقيقته وهي تسأل عن حكم الذهاب إلى هؤلاء الذين يعالجون الناس، وماهي الضوابط الشرعية للذهاب للقرَّاء والراقين؟
الإجابة: هناك أناس كثيرون في أماكن شتى يدَّعون التطبب، وكثير منهم يكون من الكهنة، الذين يتعاملون مع الجن الذين يسترقون لهم السمع، فيعطون الإنسان كلمة واحدة صحيحة ويكذبون معها عدة كذبات، وفي الأعم الأغلب أن هؤلاء يحاولون أن يستثيروا المريض عن طريق أخذ اسم أمه، أما الأب فلا يسألون عنه، أو عن طريق أخذ شيء من ملابسه ثم مواعدته في المرة القادمة حتى يعطوه النتيجة، وفي مثل هؤلاء يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من أتى ساحراًَ أو كاهناً لم تقبل صلاة أربعين صباح "، والحديث في صحيح مسلم، فنقول للأخوة الذين يذهبون إلى مثل هؤلاء كونوا على حذر منهم.
أما لو كان هناك إنسان لا يتعامل إلا مع القرآن، إن جئته رقاك بالقرآن فقط فهذا لا بأس به، أما الذي يتعاطى شيئاً زائداً عن القرآن مثل ما قلنا، خاصة دعوى علم الغيب أو السؤال عن الأم ونحو ذلك فكونوا على حذر من هؤلاء، يضاف إلى ذلك أنه ينبغي للإنسان الذي يريد أن يذهب إلى راقي من هؤلاء الرقاة، أن ينظر في سلوكه وهديه وسمته، إن كان من الناس الذين يقيمون شعائر الله، وأثر الصلاح ظاهر على شخصيته، ونجد منه الحرص على أن لا يرتكب شيئاً محرماً كملامسة النساء، أو عدم للذهاب للصلاة مع الجماعة في المسجد، أو تأخير الصلاة عن وقتها، أو التلفظ بألفاظ سيئة، فمثل هذا لابأس من الذهاب إليه للعلاج. أما إن كان من الذين لا يقيمون شعائر الله، أو يرى أثر المعصية عنده في البيت أو في عيادته الذي هو فيها، فهذه قرائن تدل على أن هذا لا خير فيه، إنسان ما أصلح نفسه كيف يرقي غيره؟! الرقية مفتقرة إلى رجل صالح يستجيب الله دعائه إذا دعا للمريض بالشفاء والعافية، ورقاه بهذه الآيات الطيبة، فنقول للناس أحرصوا على معرفة سمت وهدي الإنسان الذي يرقي وكونوا على حذر من الذين يأخذون الأموال للرقية، فكثير من هؤلاء وجدوا ملاذاً سهلاً جداً لاستدرار أمول الناس، وبعضهم قد يميل إلى شيء زائد غير المال، ربما يلتفت إلى أمر أخر كشهرة، أو أمور النساء، ودوماً الرقية فيها فتنة المال، وفيها فتنة الشهرة، وفيها فتنة النساء، هذه الفتن الثلاثة موجودة فيها، فكونوا على حذر من هؤلاء الناس الذين بهذه الصفة، يضاف إلى ذلك ما يعطيه الراقي للمريض من العقاقير التي لم تخضع للفحوص الطيبة، أو لم تصرف من الصيدليات، فإن هذه يحذر منها الأطباء دوماً، وكم من هذه العقاقير التي أغرت بأجساد الناس، ولو هلك المريض فإن الراقي غير مسؤول، فينبغي للناس أن يكونوا على حذر من مثل هؤلاء الذين يتعاطون مثل هذه الأنواع من الرقى.

سعد بن عبد الله الحميد

أستاذ الحديث بكلية التربية بجامعة الملك سعود

  • 2
  • 0
  • 54,617

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً