حج النافلة أفضل أم كفاية المحتاجين...رؤية واقعية شرعية
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، نحن نعرف أن الحج فرض وركن من أركان الإسلام ونظرا للتطورات الحديثة، أصبح الحج لدى البعض كمن هو ذاهب في نزهة، أي كل سنة.
سؤالي هو: ما حكم الشرع في إنسان أنعم الله عليه بالمال، فهو يحج أو يعتمر كل سنة، بينما هناك من أٌقربائه من هم في حاجة إلى المال، إما للعلاج، إجراء عملية جراحية باهظة، كفالة أيتام، أداء عمرة، أداء حجة أو غيرها، مع العلم أن أحد خطبائنا في الجزائر رغب في الحج لمن استطاع كل سنة، دون إنفاق ذلك المال في الأوجه التي ذكرتها آنفا.
أرجو التوضيح، أخوكم من الجزائر، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الحمد لله، والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد حث الشارع على تكرار الحج والعمرة ومتابعتهما، وأخبر أن ذلك ينفي الفقر والذنوب، ففي الحديث الذي رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « » (والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع).
إلى غير ذلك من النصوص الدالة على فضل الحج وتكفيره للذنوب ورفعه للدرجات، والحج أفضل من صدقة التطوع، إلا أن تكون الصدقة على قريب محتاج. قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في " الاختيارات الفقهية": (وأما إن كان له أقارب محاويج فالصدقة عليهم أفضل، وكذلك إن كان هناك قوم مضطرون إلى نفقته، فأما إذا كان كلاهما تطوعاً فالحج أفضل لأنه عبادة بدنية مالية، وكذلك الأضحية والعقيقة أفضل من الصدقة بقيمة ذلك، لكن هذا بشرط أن يقيم الواجب في الطريق، ويترك المحرمات ويصلي الصلوات الخمس، ويصدق الحديث، ويؤدي الأمانة، ولا يتعدى على أحد) انتهى.
فمن كان له أقارب يحتاجون إلى المال لنفقتهم أو العلاج فالتصدق عليهم أفضل من التطوع بالحج، لكن لا ينبغي للمستطيع أن يتأخر عن الحج أكثر من أربعة أعوام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « » (رواه أبو يعلى وابن حبان، وصححه الألباني في صحيح الجامع).
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: