جواز الفرار من مكان الإقامة خوف القتل

منذ 2014-12-16
السؤال:

ما حكمي في الحياة.. عمري 24 سنة وصحتي بخير ولا أشكو من شيء والحمد لله، وأنا عراقي وبلدي في ضيق ما الذي يجب علي فعله كي أكون عربيا خالصاً ومطبقا للشريعة، إذا بقيت في العراق أقتل ولا يمكنني حماية نفسي، هل يجوز بقائي في دول الغرب وما واجباتي تجاه وطني والعرب؟
جزاكم الله خير الجزاء.
 

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلا يخفى أنه إن أمكن بقاء المرء في بلده آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر وناصحاً لإخوانه فهو أولى من هجرته عن البلد ما لم يخش من بقائه فتنة، ومع ذلك فقد أباح أهل العلم الخروج عن البلد، وترك الصبر على ما ينزل من البلاء، قال ابن العربي في كتابه: أحكام القرآن عند قوله تعالى: إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ: في هذه الآية دليل على جواز الفرار من خوف العدو، وترك الصبر على ما ينزل من بلاء الله، وعدم الاستسلام المؤدي إلى الآلام والهموم، وأن لا يلقي بيده إلى العدو توكلاً على الله، ولو شاء ربكم لعصمه مع كونه معهم، ولكنها سنة الأنبياء وسيرة الأمم، حكم الله بها لتكون قدوة للخلق، وأنموذجاً في الرفق؛ وعملاً بالأسباب. انتهى.

وعليه؛ فإن لم يكن بإمكانك البقاء في بلدك الأصلي، فهجرتك إلى بلد تأمن فيه على نفسك لا حرج فيها، ولكن من المعلوم أن الإقامة في مثل البلاد المذكورة في السؤال قد تترتب عليها مفاسد على المسلم في دينه، فإن أمكنك أن تقيم في بلد مسلم فهو أولى، ولا نظن أن تعدم بلداً مسلماً يؤويك بإذن الله، وينبغي أن تجتهد في أن تقدم ما يمكنك تقديمه من الخير لبلدك وأمتك المسلمة.

والله أعلم.

الشبكة الإسلامية

موقع الشبكة الإسلامية

  • 0
  • 0
  • 1,548

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً