حكم الكلام والسلام والتهنئة أثناء خطبة العيد
إذا كان الاستماع لخطبة العيدين غير واجب مثل خطبة الجمعة فما حكم الكلام والسلام والتهنئة بالعيد أثناء الخطبة، هل أحرم الأجر، وهل هذا من اللغو أثناء خطبة العيد لأن هناك من يقوم بالتهنئة والسلام أثناء الخطبة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحضور لخطبتي العيد غير واجب، ومن حضرهما وجب عليه الإنصات، وقال بعض أهل العلم لا يجب الإنصات، ولا يحرم الكلام أثناءهما لعدم الوجوب.
جاء في المجموع للنووي: ويستحب للناس استماع الخطبة، وليست الخطبة ولا استماعها شرطا لصحة صلاة العيد، لكن قال الشافعي: لو ترك استماع خطبة العيد أو الكسوف أو الاستسقاء أو خطب الحج أو تكلم فيها أو انصرف وتركها كرهته، ولا إعادة عليه. انتهى
وفي طرح التثريب للعراقي: تقييد الخطبة بكونها يوم الجمعة يخرج خطبة غير الجمعة كالعيد والكسوف والاستسقاء فلا يجب الإنصات لها، ولا يحرم الكلام والإمام فيها، واستماعها مستحب فقط لأنها غير واجبة وقد صرح بذلك أصحابنا وغيرهم . وحكاه ابن عبد البر عن عطاء قال: يحرم الكلام ما كان الإمام على المنبر وإن كان قد ذهب في غير ذكر الله. قال ويوم عرفة والعيدين كذلك في الخطبة. انتهى.
وفي البيان والتحصيل لابن رشد المالكي: وقال مالك: ينصت الناس في خطبة الاستسقاء والعيدين كما ينصتون في الجمعة. قال محمد بن رشد: وهذا صحيح كما قال؛ لأنها خطب مشروعة للصلاة عنده، فوجب أن يكون حكمها حكم خطبة الجمعة في الإنصات لها.
وذهب الطحاوي في خطبة العيدين إلى أنها للتعليم لا للصلاة كخطب الحج فلا يجب الاستماع إليها والإنصات لها. ودليله ما روي عن عبد الله بن السائب قال: شهدت العيد مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فلما صلى قال: إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يرجع فليرجع. وكذلك خطبة الاستسقاء إذ لا صلاة فيه على مذهبه، وبالله التوفيق.
وعلى هذا فالكلام والسلام والتهنئة أثناء خطبة العيد لا إثم فيه عند كثير من أهل العلم، وإن كان الأولى تركه خروجا من الخلاف.
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: