حكم الدعاء بالزواج بامرأة متزوجة
السَّلام عليْكم ورحْمة الله،
مُشكلتي هي أنِّي أُحِبُّ فتاة، ودومًا أدْعو الله - عزَّ وجلَّ - أن يرْزُقَنيها زوجةً صالِحةً لي؛ لكِن مؤخَّرا سمعْتُ أنَّ شابًّا آخَر قد خطبها، حبِّي لها كبير وهذا الشَّخص الَّذي تقدَّم لها هو شابٌّ مدخِّن ولا يُحافِظ على الصَّلاة في المسجد، وعمله فيه نواهٍ شرعيَّةٌ؛ أي: إنَّ مصدر مالِه مشبوه فيه، وهذا ما زاد في حسْرتي عليها.
أمَّا هي، فشابَّة من العوامّ، تَجهل حُكم ما يترتَّب عن ذلك، وكذلِك أهلُها، فيُمكن القول هُنا بأنَّها سوف تكون على دِين زوجِها.
أنا الآنَ في حيْرة من أمْرِي، أأستمرُّ في دعائي السَّالف ذِكْرُه الذي تعوَّدت عليه، وأصبح جزءًا من حياتي؛ خوفًا على دينِها وخوفًا أن ينبتَ لَحْمُها ولحم أوْلادها من مالٍ مشْبوه، وحبًّا منِّي فيها؟
أو أنَّه دُعاء باطل؛ لما فيه من تفْريق ذات البيْن، فأَدَعُه طاعةً لله - عزَّ وجلَّ - فإنِّي أخْشى أن أعبُد الله على غَيْر عِلم، فأخْسر خسرانًا مبينًا؟
أفيدوني أفادكم الله.
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فقد سبق أن بيَّنَّا ما يَجوز وما لا يَجوز من الحُبِّ في عدَّة فتاوى على موقِعِنا منها: "الحب قبل الزواج"، "بين الحب والعشق"، فراجعهما.
أمَّا الدُّعاء بأن تُصْبِح الفتاة المذكورة زوجةً لك بعدما خُطِبَتْ، فيُخشى أن يكون من التعدِّي في الدُّعاء؛ لأنَّ الدُّعاء لا يكون إلا بالمشروع، ومَن صارتْ مَخطوبةً لرجُل آخَر، فلا تَحلُّ لك؛ إلاَّ عند ترْكِها؛ ولذلك فلا يشرع الدعاء.
هذا؛ وننصَح السَّائل الكريمَ بالحِرْص على وصيَّة النَّبيِّ في مصاحبةِ ذات الدين؛ حيثُ قال - فيما رواه الشَّيخان عن أبِي هُرَيرة، رضِي الله عنْه -: « »، وقال: « »؛ رواه مسلم عن جابر.
وقال الشَّوكاني في "النيل": "ولهذا قيل: إنَّ معنى حديثِ الباب الإخْبار منْه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بِما يفعلُه النَّاس في العادة، فإنَّهم يقصِدون هذه الخصال الأرْبع، وآخِرُها عندهم ذات الدِّين، فاظفر - أيُّها المسترشِد - بذات الدين".
فإنْ كانت تلك المرأةُ كما تقول: "من العوام تَجهل حكم ما يترتَّب على ذلك، وسوف تكون على دين زوجِها" - فدعْك منْها، وابحث عن صاحبةِ الدِّين، فاحرِصْ على ذلك، واستعِنْ بالله، وأكْثِر من الدُّعاء أن يرزُقَك اللهُ زوجةً صالحة، وكفَّ عن دعائك السَّابق، ولتبحثْ عمَّن هي أكثرُ تمسُّكًا منها بالدين،،
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: