العمل المختلط والعنصرية لا يسوغ ترك الصلاة

منذ 2015-03-15
السؤال:

عندي سؤال لأخت من رومانيا، طلبت مني أنا أسأل عن فتوى بخصوص إذا لا يوجد مكان للصلاة في العمل، ومكان العمل مختلط، وكلهم مسيحيون نساء ورجالا.
(اسمي سلطان من سلطنة عمان وأنا حاليا في رومانيا للتدريب) وفي العمل توجد أخت مسلمة من أهل رومانيا ولكن جذورها من تركيا، وهي تسأل هل يمكن قضاء صلاة العصر والظهر مع صلاة المغرب والعشاء؟ لأن دوامها من الساعة 7 صباحا لحد 7 ليلا؛ لأنه لا يوجد مكان للصلاة، وتوجد عنصرية في المجتمع هنا، علما بأن صلاة الظهر تبدأ الساعة 11:50 وصلاة العصر الساعة 2 والغروب الساعة 4 مساء في فترة الشتاء. أما في الصيف فالنهار يكون من الساعة 6 لحد 10 مساء، وهي لا تلبس الحجاب.
فأرجو الجواب علي سؤالها مع العلم أنها تاركة للصلاة من فترة طويلة، وفي هذا الشأن ماذا تفعل أيضا ؟ فأرجو الجواب بتوضيح كل النقاط لأكون علي بينة من الجواب لأنها لا تعرف العربية وسأترجم لها الكلام. فأتمني الجواب منكم في أسرع وقت ممكن؟

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فيجب على تلك المرأة أولا أن تصلي وتحافظ على الصلاة في وقتها لقول الله تعالى: {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238].
وتركها للصلاة كبيرة من أكبر الذنوب حتى ذهب بعض العلماء إلى أن ترك الصلاة كفر أكبر مخرج من الملة والعياذ بالله، وقد توعد الله تعالى المتهاون والمضيع للصلاة بالويل والعذاب الأليم كما قال تعالى: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59]، والغي واد في نار جهنم، ومثله قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4-5]، والويل واد يسيل من صديد أهل جهنم نعوذ بالله من سخطه وعذابه.
فإذا كانت تلك المرأة تريد النجاة بنفسها يوم القيامة فلتقم بما أوجبه الله عليها من المحافظة على الصلاة.
وكونها تعمل لا يبيح ترك الصلاة ولا جمعها فلا يجوز جمع الظهر والعصر والمغرب والعشاء، بل يجب أن تصلي كل صلاة في وقتها.
ولا يتصور أن لا يوجد مكان تصلي فيه، فالأرض كلها مسجد، ويجوز للإنسان أن يصلي في أي مكان طاهر، وكون العمل مختلطا، وفيه رجال ونساء، وفيهم عنصرية هذا أيضا ليس بعذر، فالواجب أن تصلي ولو نظر إليها الرجال.
ويجب عليها لبس الحجاب الشرعي، ويحرم عليها التبرج أمام الرجال الأجانب.
فاجتهد أخي السائل في دعوة تلك المرأة مع الحذر من الخلوة بها أو التوسع في الانبساط معها مما قد يجر إلى ما لا تحمد عقباه، ولو كانت معك زوجة أو امرأة محرم فالأولى أن توليها القيام بهذا الأمر، وإن لم يوجد من يتولى عنك هذا من النساء فليكن كلامك معها بقدر حاجة الدعوة.
والله أعلم.

الشبكة الإسلامية

موقع الشبكة الإسلامية

  • 0
  • 0
  • 1,007

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً