التتلمذ على أشعري العقيدة
لقد تعلمت بعض العلوم الشرعية على يد شيخ أزهري أشعري العقيدة؛ فهل تجوز لي مجاملته وحضور الدروس الفقهية وصلاة الجمعة معه وكذلك بقية الصلوات، ومصاحبته في الأماكن العامة لفضله عليّ؟ أم أتجنبه لاختلاف معتقده، وخوفاً من أن يؤثر عليّ لكونه أعلم مني؟
الحمد لله، لا شك أن العقيدة المستمدة من كتاب الله ومن سنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- هي عقيدة أهل السنة والجماعة. وهي ما كان عليه السلف الصالح من الصحابة -رضي الله عنهم- والتابعين.
ومجمل اعتقاد أهل السنة والجماعة هو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مطلع العقيدة الواسطية.
وأما عقيدة الأشاعرة في الصفات وفي الإيمان وفي القدر ففيها مخالفات كثيرة لمعتقد أهل السنة والجماعة. وقد غلب المذهب الأشعري على كثير من المنتسبين للعلم في العالم الإسلامي. أما عوام المسلمين فإنهم على الفطرة؛ يؤمنون بالله، وبصفاته كما أخبر الله بها في كتابه، ليس عندهم شبهات المتكلمين. ويؤمنون بالقدر خيره وشره، ويؤمنون بما تضمنه قوله -صلى الله عليه وسلم-: « » (صحيح البخاري (9)، وصحيح مسلم (35)).
والمذهب الأشعري هو المعروف في الجامع الأزهر. ولهذا فكثير ممن يتخرج منه يتلقن ويتلقى هذه العقيدة.
وهذا المدرس إذا كنت تخشى من تأثيره عليك فالسلامة لا يعدلها شيء، فلا تخالطه مخالطة تؤدي إلى التأثر به، ولكن لا تنكر جميله عليك، ولا تمتنع من الاستفادة من علمه في الفقه أو اللغة، فإن كثيراً من العلماء قد برزوا في علوم، وانتفع بهم المسلمون مع ما دخل عليهم من مذاهب المتكلمين.
وأما الصلاة خلفه فصحيحة، لكن إن وجدت إماماً من أهل السنة والجماعة فعليك أن تؤثر الصلاة معه، ومن مذهب أهل السنة والجماعة أن الجمع والجماعات لا تعطل لكون الإمام مبتدعاً أو فاسقاً، فالواجب إقامة هذه الشعائر. ولكن إذا تيسرت إقامتها مع العدل من أهل السنة والجماعة فهذا هو الواجب، والله تعالى يقول: {فاتقوا الله ما استطعتم} [التغابن:16]. والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: