إلقاء الضوء على صفات الداعية الخُلُقية

منذ 2015-05-13
السؤال:

نأمل من فضيلتكم إلقاء الضوء على صفات الداعية الخُلُقية؟

الإجابة:

الداعي المسلم والداعية المسلمة الصفات الخلقية بينهما مشتركة، وهي عديدة، ونذكرُ منها للأخ السائل ما يلي:

أولاً: التأهيل العلمي فالداعي إلى الله وكل من يتصدى للدعوة إلى الله عليه أن يتأهل علمياً، يؤهل نفسه بالعلم والفقه في الدين، ليكون نشاطه وما يقوم به مثمراً وعلى بصيرة، كما جاء في القرآن: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة} على علم.

وثانياً: ومن الأخلاق المعتبرة لكل مسلم حسن الخلق، يكون بالرفق بالجاهل بالرفق في معاملة المخطئ، الرفق من وسائل قبول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ثالثاً: ومن الأمور المعتبرة الصبر، يكون عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والداعي إلى الله أو الداعية إلى الله ، من الأمور المعتبرة فيه أن يكون لديه الصبر فلا ييأس ولا يجزع ولا يغضب لنفسه إذا أُسئ إليه لأن الرسل أوذوا. قال تعالى: {ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا} فالواجب على من تصدى للدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يكون متحلياً بالصبر، فلا يتقاعس ولا يتراجع إذا لم يتحقق ما يريده، فلا ييأس وكذلك يكون صبوراً في مقابل ما يعرض له من أذى ممن يوجه إليه الدعوة فإذا أمر أو نَهى فإنه قد يحصل له استهزاء، كما قال لقمان عليه السلام في قوله تعالى: {يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور}. 

رابعاً: ومن المهمات أن يكون الداعي إلى الله عاملاً بما يدعو إليه لأن هذا من أسباب قبول دعوته أن يكون عاملاً بما يدعو إليه.
ولكن لا يعني هذا أن من كان مقصراً لا يدعو ولا يأمر بالمعروف كما نص العلماء على ذلك فلا يتوقف الإنسان بقول أنا لا أدعو ولا أمر حتى أكون مطبقاٌ لما أقول، هذا ليس بشرط لكن هذا مطلوب فعلى المسلم وعلى المسلمة أن يجاهد نفسه لامتثال أوامر الله وينتهي عما نهى الله عنه ورسوله ويجتهد أيضاَ في إصلاح الآخرين، و يجتهد في إصلاح نفسه وفي إصلاح غيره قال تعالى: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}.

عبد الرحمن بن ناصر البراك

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود

  • 4
  • 0
  • 5,607

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً