هل صلَّى عمر بن الخطاب في الكنيسة عندما فتح بيت المقدس؟

منذ 2015-06-04
السؤال:

حين كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله تعالى عنهم في القدس وقاموا بفتح القدس، وكان معهم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه حينها صلَّى الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم في بهو الكنيسة بدعوة من كبير القساوسة، ولكن لم يشاركهم عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه  لأسباب أخرى. فهل هذا صحيح أن الصحابة صلوا بالكنيسة؟

الإجابة:

الحمد لله تعالى
ليس في كتب السنَّة والآثار التي اطلعنا عليها أسانيد لحادثة صلاة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه في الكنيسة عند فتح بيت المقدس، وكذا لم يرد شيء عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم في صلاتهم فيها، وأقدم من رأينا ذكر تفصيل الحادثة هو ابن خلدون رحمه الله تعالى وذكر أن تعليل رفض عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه للصلاة فيها خشية أن يتخذها المسلمون من بعده مسجداً.
قال ابن خلدون  رحمه الله تعالى: "ودخل عمر بن الخطاب بيت المقدس، وجاء كنيسة القمامة! فجلس في صحنها، وحان وقت الصلاة فقال للبترك: أريد الصلاة، فقال له: صلِّ موضعك، فامتنع وصلَّى على الدرجة التي على باب الكنيسة منفرداً، فلما قضى صلاته قال للبترك: لو صليتُ داخل الكنيسة أخذها المسلمون بعدي وقالوا هنا صلَّى عمر، وكتب لهم أن لا يجمع على الدرجة للصلاة ولا يؤذن عليها" انتهى من (تاريخ ابن خلدون: 2 / 225).
وليس لهذه الحادثة إسناد يُذكر فلا يجوز نسبتها لعمر رضي الله تعالى عنه.
والذي يظهر لنا نكارة متنها وعدم صحتها لأمرين:
الأول: أن الكنيسة لا تستحق للمسلمين إذا صلَّى فيها حاكم أو محكوم من المسلمين، ولا يُعرف هذا القول عند أئمة الفقه.
الثاني: أن الثابت عن عمر رضي الله تعالى عنه جواز الصلاة في الكنيسة إذا خلت من التماثيل والصور، وأنه في حال وجودهما في كنيسة فإن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يمتنع من دخولها فضلا عن الصلاة فيها.
روى البخاري في (صحيحه: 1/ 167 ) عن عمر رضي الله تعالى عنه قوله: "إنا لا ندخل كنائسكم من أجل التماثيل التي فيها الصور". انتهى .
 

والله تعالى أعلى وأعلم.

  • 16
  • -2
  • 23,892

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً