حكم جعل الصدقة جارية عن أكثر من شخص
السَّلام عليْكم ورحْمة الله - تعالى - وبركاته،
إخواني في الله، توفِّي والدي وتوفِّيت أخت زوجي - رحِمهما الله - هل يجوز أن نتصدَّق بشيءٍ واحد عنْهما الاثنين، مثلاً سبيل ماء بنيَّة أنَّه عنهُما؟
أنا عندي مياه مقطَّرة ومفلترة وأسقي منها أسلافي وبيت والد زوجي، هل يَجوز أن أعتبر هذا العمل صدقة، ويكون عن رُوح والدي وأخت زوْجي معًا؟
أفيدوني أفادكم الله وزادكم من علمِه، ولكم جزيل الشُّكر.
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فيَجوز للشَّخص أن يُشرك أكثر من ميِّت في ثواب الصدقة الجارية؛ لما رواه مسلم عن عائِشة - رضي الله عنْها -: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - أمر بكبشٍ أقرن يطأ في سواد، ويبرك في سواد، وينظُر في سواد، فأُتي به ليضحي به، فقال لها: « »، ثمَّ قال: « »، ففعلت، ثمَّ أخذها وأخذ الكبش، فأضْجَعه، ثم ذبَحه، ثم قال: « ».
قال ابن عابدين: "والأفضل لمن يتصدَّق نفلاً أن ينوي لِجميع المؤمنين والمؤمنات؛ لأنَّها تصل إليْهم، ولا ينقص من أجره شيء". اهـ.
وعليه؛ فيجوز لك أن تتصدَّقي بصدقة جارية واحدة عن والدِك وأخت زوجِك.
وأيضًا: فإنَّ سقيا الماء المفلتر والتصدُّق به من أفضل الأعمال، التي يتقرَّب بها العبد إلى الله تعالى، ويلحق ثوابُها لوالدك وأخت زوجك، إن شاء الله تعالى.
وللمزيد راجعي فتوى: "هل وضع (مبرد الماء) في الشارع يُعد صدقة جارية؟"
هذا؛ والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: