فتوى للأمة في هذه الأحداث ووجوب الإعداد لوقف زحف الصليب

منذ 2006-12-01
السؤال: لقد اتجه الغرب وعلى رأسهم أمريكا في هذه الأيام إلى حشد قوتها، وقد أحاطوا بجزيرة العرب إحاطة السوار بالمعصم؟ وتحت غطاء ضرب العراق ومكافحة الإرهاب. ولا يزال الناس غارقين في الملذات غافلين عما يدور حولهم. فهل من توجيه للأمة حيال هذه القضية، وخصوصًا الإعداد في سبيل الله؟
الإجابة: لا ريب أن الأمة الإسلامية تمر اليوم بأمواج متلاطمة من الفتن والمحن وتلاقي إعصاراً شديدة من الكيد لها، والخيانة من بني جلدتها، والتآمر عليها من قبل الغرب الحاقد وعلى رأسهم رأس الكفر العالمي أمريكا، والذين يريدون بمكرهم وطغيانهم جعل الأمة الإسلامية كعصف مأكول، ولكن لن يجدوا إلى ذلك سبيلاً، ولو سلبوهم من كل قوتهم العسكرية والاقتصادية كما هو الحال الآن في تعاملهم مع حكام المسلمين، بخلاف علاقاتهم وتعاملهم مع الصهاينة في إسرائيل، فالصهاينة الإسرائيليون حلال لهم أن يملكوا أسلحة الدمار الشامل والمفاعلات النووية وغيرها من الأسلحة الفتاكة المتطورة التي بلغت القمة في التطور، ووصلت إلى أقصى حد في التكنلوجيا الحديثة !، وأما الأمة الإسلامية وبالذات العربية، فلو تجاوزت في شيء صغير من الأسلحة الخفيفة فإنهم يُعدون خارجين على القانون الدولي، وخارقين لنظام هيئة الأمم المتحدة !، وبالتالي تفرض عليهم أشنع العقوبات، وأبشع المخالفات التي لا يقرها قانون بشري، فضلاً عن شرع سماوي فلننظر ما ذا حصل على باكستان لما ملكت أسلحة نووية فرض عليها حصارٌ مؤلم..... وهذه بغداد لما قيل إنها حصلت على أسلحة الدمار الشامل فرض عليها ألوان وصنوف من التعذيب والتنكيل والقتل والتشريد، وصورت لنا الإحصائيات أعداداً خيالية من الأنفس البريئة قتلت بسيف راعية الإرهاب المنظم أمريكا الظالمة الطاغية، وقد قتل أكثر من مليون طفل عراقي، بسبب قصف الطائرات الأمريكية للعراق وحصارها الظالم له، خلال أكثر من عشر سنوات، وأصيب الآلف من الأطفال الرضع في العراق بالعمى لقلة الإنسولين الذي منعت أمريكا دخوله إلى العراق، وأكثر من نصف مليون حالة وفاة بالقتل الإشعاعي، ولذلك يقول هوج ستيفتر من معهد الدراسات المستقلة، عن حصار العراق ( هو أكثر الجرائم، وحشية في القرن العشرين ).

ثم ها هي أمريكا الآن أحدقت بجزيرة العرب، وبثت جنودها في قطر والكويت وبلاد الخليج، وأرست قواعدها العسكرية في كل جزء من الخليج العربي، ولم تكتف بذلك حتى فرضت الأوامر وأصدرت النواهي على حكام المسلمين، وهذا مطلب في السياسة الأمريكية، لتحقيق مآربهم، وفرض أهدافهم، وعند ما زار وزير الدفاع الأمريكي اليهودي وليم كوهين إحدى القواعد الأمريكية في المنطقة عام 9/2/1418هـ قال مخاطباً الجنود الأمريكيين ( إنني متأكد من أن كثيراً منكم يتساءلون من وقت لآخر عن سبب وجودهم هنا، وعما إذا كان ضرورياً؟ إن الجواب هو نعم: لأن الشرق الأوسط منطقة ذات أهمية كبيرة لاقتصادنا)) وبالنسبة لبقية العالم، إن بلادنا ينبغي أن تحمي منابع النفط في الخليج، ولهذا فإن الأمن في هذه المنطقة سيبقى ذا أولوية لوقت طويل ).

ونحن إذا لم نبحث سبيل الرشاد في مناوئة هؤلاء الصليبيين، والاستعداد لهم والوقوف في نحورهم وقفة رجل واحد، بكل قوة وشجاعة وعزيمة، ونكافحهم بكل ما نملك من قوة وعتاد، فسوف ندفع ثمن ذلك دينياً ودنيوياً، وننساق لهم كما تنساق الشاة للجزار، ونكون رهائن بأيديهم، فهم يحشدون جنودهم وقواتهم، ويجمعون أموالهم ويحرضون ساستهم ورؤسائهم علينا، بحثاً عن إبادتنا، ونهب ثرواتنا وممتلكاتنا وتشويه ديننا وإسلامنا، فقد كشروا عن أنيابهم، وأفصحوا عن ما تكنه صدورهم، وما تنطوي عليه ضمائرهم من الحقد والبغضاء تجاه المسلمين {قَد بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُون} فهؤلاء شياطينهم يطلقون ألسنتهم على العرب والمسلمين، ويريدون أن يستحوذوا على رقاب من لا يدين لهم بالعبودية، كما استحوذوا على أموالنا وحقوقنا الشرعية بل والدولية !، فهذا أحد شياطينهم عضو الكونجرس سام باونباك يصرح عبر الصحف والإعلام بقوله ( إن النواب الأمريكيين يعدون بشروع قانون يعتبر الولايات المتحدة في حالة حرب مع السعودية ).

ويقول غراهام فولر - وهو أحد كبار المستشارين السياسيين في مؤسسة راند للدراسات بواشنطن وشغل منصب نائب رئيس مجلس الاستخبارات القومي في وكالة المخابرات المركزية ( السي آي إيه ) - في مقال له بعنوان ( أزمة في العلاقات الأمريكية - السعودية ) بتاريخ 9/11/1422هـ : للمرة الأولى تهاجم الصحافة الأمريكية الوهابية باعتبارها حركة دينية غير متسامحة، ومصدر الحركات الجهادية في العالم، وقد زعم بعض الناقدين أن الأيدلوجية السعودية تنشئ كثيرين على شاكلة ابن لادن ).

ويقول لورن مورافيش إن السعوديين نشطاء على جميع مستويات سلسلة الإرهاب من تخطيط وتمويل، ومن العناصر القيادية إلى الجنود والمنظرين إلى المشجعين ) ومن المعلوم أن مجلس السياسات الدفاعية يضم عضوية النائب الأسبق للرئيس الأمريكي، وان كوبل ووزير الخارجية الأسبق هنري كسنجر، وزير الدفاع الاسبقين جيمس شلييعر وهارولربراون إضافة إلى رئيس مجلس النواب السابقين نيوت جينغريتش وتوماسي فوس إلى جانب العديد من القادة العسكريين المتقاعدين.
وقال ( إن السعودية تساعد أعدائنا وتهاجم حلفاءنا وهي بذرة الإرهاب والفاعل الأول والخصم الخطير في الشرق الأوسط ).

وقال الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي ايه" جيمس ولسي إن الوقت قد حان لكي تستبدل الولايات المتحدة جميع الأنظمة العربية. وأشار ولسي في كلمة ألقاها خلال مناظرة كبيرة نظمها اتحاد الطلبة في جامعة اوكسفورد البريطانية العريقة إلى أنه حان وقت إصلاح الأخطاء التي ارتكبتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة بتعاملها مع الحكومات العربية الحالية، وذلك بسبب تعطشها للطاقة والنفط وأضاف أنه يتوجب على الولايات المتحدة أن تخطط لإزالة الأنظمة العربية الحالية، وأن تجد بدائل للطاقة.

إن الأمة الإسلامية في هذا العصر ما زالت خاضعة تحت وطأة هيمنة الدول الغربية تدين بما يطلب منها بألا تتسلح بالأسلحة المتقدمة كالسلاح النووي بدعوى الالتزام بما صدر من قرارات أممية، والقصد منها أن تبقى أمتنا دائماً ذليلة خائفة، تابعة لغيرها.

إن الشعوب المسلمة بتأثير الكثير من حكوماتها العلمانية سائرة وفق مخططات مدروسة لتبقى تابعة ذليلة، مع العمل المتواصل لإفسادها وتغييبها عن طريق الإعلام والتعليم، والقاعدة المعروفة تبين أن المغلوب دائماً مولع باتباع الغالب.
فلولا هوان أمتنا لما خُرقت صُفُوفنا بجنودنا، وضُربت قوتُنا بسلاحنا، ودمرت قدراتنا بأموالنا.

وهناك سبب جوهري لاستهداف العالم الإسلامي، وهذا السبب نابع من الجغرافيا والتاريخ فلا يخفى على أحد ( أن النقطة الحساسة لحدود الإمبراطورية الأمريكية هي الخليج العربي الذي تحيط به أغنى منابع البترول، والذي يضل عصب التنمية الغربية لعدة قرون قادمة، وعلى هذا الخط حققت ( وحدانية السوق ) آخر انتصاراتها بتحطيم العراق، وفي هذا الموقع الحساس لحدود الإمبراطورية الجديدة، لا تتوقف دولة إسرائيل عن لعب الدور الذي حدده لها مؤسسها الروحي تيودور هرتزل، ألا وهو أن تكون (حصناً متقدماً للحضارة الغربية في مواجهة بربرية الشرق ).

ويقول كينيدي في كتابه ( التحضير للقرن الحادي والعشرين ) إن الغرب بإبحاره على طول السواحل العربية، ومساعدته على تدمير الإمبراطورية المغولية، واختراق النقاط الاستراتيجية للمنطقة بالسكك الحديدية والقنوات، والتقدم دوماً نحو إفريقيا الشمالية ووادي النيل والخليج العربي والهلال الخصيب، ثم شبه الجزيرة العربية نفسها وتقسيم الشرق الأوسط وفق حدود غير طبيعية، وزرع إسرائيل في وسط الشعوب العربية وعدم الاهتمام بالمنطقة سوى بسبب نفطها، كل هذا جعل الغرب يلعب أكثر من دور في تحويل العالم الإسلامي إلى ما هو عليه الآن. وهذا ما لا يبدو أن الغربيين مستعدون للاعتراف به ).

إن السياسة الصهيونية الأمريكية تقوم على انتزاع البلاد العربية من أهلها وإجلائهم عنها بشتى الطرق والوسائل، ولذلك فهم يتسترون عن هذه الحقائق تحت غطاء مكافحة الإرهاب، أو نزع أسلحة الدمار الشامل من العراق،وإذا تسنى لهم العراق وكان تحت وطأتهم لا قدر الله ذلك، فقد حققوا أملاً أكبر في شمولية أكثر على السيطرة على النفط ومنابع الخليج.

إن أمريكا الطاغية تسفك دماء الأبرياء، وتنتهك الأعراض المستضعفة، وتنهب الثروات المحرمة، تحت مسمى مكافحة الإرهاب والقضاء على التطرف ونحو ذلك من ترهات القوم المجرمين، وهي أبعد الناس عن تطبيق ذلك عملياً والعمل به في أرض الواقع ولكن كما قال الشاعر
أتسبى المسلمات بكل ثغر *** وعيش المسلمين إذن يطيب
أما والله للإسلام حق *** يدافع عنه شبان وشيب
فقل لذوي البصائر حيث كانوا *** أجيبوا الله ويحكم أجيبوا

وفي نفس الوقت يلصقون هذه التهم والمجازفات في رقاب المسلمين، ويصفونهم بالإرهاب والنفوس الشريرة ونحو ذلك، وهم أحق بذلك وهم أهلها الحقيقيون واستنطق التاريخ الحاضر والغابر يحدثك عن غطرستهم، ونكستهم الحضارية، وواقعهم في حربهم وسلمهم.

وهذا الإرهاب الذي أقض مضاجع العالم أجمع، وتحدثت عنه وسائل الأعلام بكل أشكالها وصنوفها، ولا يكاد يعرفه الناس إلا منسوباً لأناس من العرب والمسلمين، حتى إنه أصبح سلوكاً نمطياً لا ينفك أعداؤنا عن وصفنا به وإلصاقه بنا كذباً وزوراً، وأصبح من الخطط الاستراتيجية لضرب المجاهدين في سبيل الله، وجعله سيفاً مصلتاً بوجه كل من لا يدين بالولاء لأمريكا، ولا يرضخ لسياستها الهمجية الوحشية
وفي داخل المجتمع الأمريكي من الإرهاب من لا يقل قسوةً ولا وحشية وهمجية من كل موصوف بالإرهاب في أرض الله، والمتمثل في جماعات وفئات إرهابية متطرفة شريرة وحشية، وهي الجماعات الإرهابية الأمريكية المتطرفة، والمتمثلة في قطاع كبير من اليمين الأمريكي بمنظماته المسلحة، وبما فيها الجماعات العنصرية التي تعتبر أن العرق الأبيض يمثل (إسرائيل الحقيقة) ومنهم جماعة (كوكلوكس كلان) التي ما زالت موجودة بعد أكثر من مائة عام كمثال لمنظمات الكراهية والعنصرية.

ولا أستطيع عرض مجازر القوم اللاإنسانية في هذه الفتوى الموجزة، لاسيما وقد عرضت بعضاً منها في بيانات مختلفة.

وإنه لمن الواجبات المتحتمة على الأمة الإسلامية بكل رجالها من علماء ودعاة ومفكرين ومصلحين وساسة ومثقفين توعية الأمة بمدى ما يريد منها أعداؤها، وتبصيرهم بهذه الحرب الصليبية العالمية، وأن يستعدوا لمكافحة هذا الزحف الصليبي، ومواجهته بكل الوسائل والسبل، وردهم بالسيف والسنان، من النـزول في ساحات المعارك القتالية ونسف جماجم أعداء الله الصليبيين، وفضح مخططاتهم وكشف أساليبهم العفنة، وأرائهم التي أسست على الوحشية والهمجية. نسأل الله أن يجعل كيدهم في نحورهم إنه ولي ذلك والقادر عليه.
يا للخذلان والعار !!

إن المسلمين يتعرضون لإبادة عامة، والمتفجرات تنسف منازلهم، وقد محيت قرى بأكملها، والدفاع عن النفس والعرض والمال، يوصف بأنه إرهاب وإجرام وتمرد على النظام. إن القلب يتفطر عند ما يرى دم المسلم أرخص دم على الأرض، وقد استباحه اليهود والنصارى بدون ثمن، وبدون حراك من أمة المليار.

إن أمة الإسلام إذا ركنت إلى شهواتها الحيوانية البهيمية ورضيت بالذل والهوان والخلود إلى هذه الدنيا الدنيئة، فسوف تمر عليها عواصف من الآلام العصيبة، والنكبات المريرة، وسوف تلاقي أبشع المصائب في تاريخها، فإن أعداء الله كما أخبر الله عنهم {لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُون} وهؤلاء الأمريكان الظالمون ليس لظلمهم وعلوهم حد ولا غاية، فقد جاوزوا التتار في أفعالهم الشنيعة الذين كانوا قبل ردح من الزمن يضرب بهم المثل في سفك الدماء.

والآن هؤلاء الأمريكان أحدقوا بهذه الجزيرة المباركة، والأمة الإسلامية في غفلة عن مكرهم، وخبث نواياهم، وتيه عن التخطيط للمواجهة، ورفع الذل والصغار وركون إلى زخرف الدنيا وجمالها، وهذا مصداق ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله "يوشك أن تتداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها قيل : يا رسول الله، فمن قلة يومئذ ؟ قال : لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل يجعل الوهن في قلوبكم، وينزع الرعب من قلوب أعدائكم، لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت" أخرجه الإمام أحمد في مسنده (5/278) من حديث ثوبان، ورواه (2/359) من حديث أبي هريرة، وذكره البخاري في تاريخه الكبير من حديث أبي رافع عن أبي هريرة، وجاء في سنن أبي داود (4297) من حديث ثوبان

وهذا يجعل الأمة الإسلامية، تعد العدة، وتصحح المسار قال الله تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ}.

وفرض على الحكومات والجماعات والأفراد ذوي القدرات الاستعداد للجهاد وإعداد العدة من السلاح والمال ونحو ذلك من الأمور المعينة على صد العدو وهزيمته ورد كيده، وتخليص المسلمين المستضعفين من أعدائهم وقد كان السلف الصالح يولون هذا الجانب عناية فائقة، وينفقون في سبيله الأموال الطائلة، وكانوا يجعلون الإعداد والاستعداد من الأمور الأساسية وليست من الأمور الكمالية، ويجعلونه من الواجبات الحتمية، أخذاً بالحزم والجدية، وتركاً للفتور والمذلة والتغفل والخور، ولأن هذا هو الطريقة المثلى والأمر الأحرى بعد توفيق الله تعالى وتسديده في صد العدو، وإزاحته عن بلاد المسلمين، وممتلكاتهم وأعراضهم

وحين كانت تعاليم ديننا السامي، وشرعنا العالي، تتلاءم مع كل ما يتصل بالأمة الإسلامية في أمور حياتها، وتحافظ على عزها ومجدها وشموخها، وتحارب كل من يتعرض لها بشؤونها الحياتية، ويبحث عن زعزعة أمنها، ويدنس كرامتها، جاءت تلكم التعاليم السامية، والقيم الفاضلة، والعدالة الإنسانية الرائعة، بالاستعداد لمقاومة الغاصبين والمعتدين، وأمرت بتعلم ذلك والاستعداد له، وأخذ الحيطة لأجله، وجاءت النصوص النبوية تزخر بذلك، ووردت بالتحذير لمن تعلم شيئاً من ذلك ثم تركه، فأخرج الإمام مسلم في صحيحه (1919) من طريق الليث، عن الحارث بن يعقوب، عن عبد الرحمن ابن شماسة. أن فقيماً اللخمي قال : لعقبة بن عامر تختلف بين هذين الغرضين، وأنت كبير يشق عليك، قال عقبة : لولا كلام سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أعانيه، قال الحارث : فقلت لابن شماسة : وما ذاك قال إنه قال " من علم الرمي ثم تركه فليس منا، أو قد عصى" فهذا عقبة بن عامر وهو في تلك الحال مع كبر سنه لا يزال في استعداد للجهاد.... ! إنها الهمة العالية، والنية الصالحة، جعلته يتحمل كل هذا النصب والتعب، وهذا بخلاف حال المنافقين والذين في قلوبهم مرض فإن هذه الأمور ليست بذات بال وشأن لديهم، وليس لها أدنى قيمة وأهمية، كما أخبر الله تعالى عنهم بقوله {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ }
ومن تخلف عن الجهاد والإعداد حين القدرة على ذلك والحاجة إليه ففيه شبه من المنافقين الذين قال الله {عنهم وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ} وجاء في صحيح مسلم (1910) من طريق عبد الله بن المبارك، عن وهيب بن الورد المكي، عن عمر بن محمد بن المنكدر، عن سمي عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال : قال صلى الله عليه وسلم "من مات ولم يغز، ولم يحدث به نفسه، مات على شعبة من نفاق."
والمراد بتحديث النفس في هذا الحديث، هو العزم الصادق، والنية الجازمة في جهاد أعداء الله تعالى، وكف بغيهم وعدوانهم عن المسلمين ومقدساتهم وشعائرهم الدينية وليس معنى تحديث النفس بذلك، أن يخادع نفسه، ويحدثها عن الجهاد، ولو طلب منه ذلك لأبى
وهاهي رأس الكفر العالمي، وحامية الصليب، وحاملة لواء العنف، ورائدة الإرهاب المذموم، ومحور الشر، أمريكا، تحشد عددها وعتادها لمناهضة المسلمين وتقتيل رجالاتهم ونسائهم وأطفالهم، ونهب ثرواتهم، وتغيير معالم دينهم، ونحن لم نعد العدة، للوقوف في نحورهم، وصد عدوانهم، والواجب عقلاً وشرعاً، أن نكون نحن أولى منهم بالعدة والاستعداد، فقد حث الإسلام على ذلك فقال تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} والغريب المذهل والأمر المؤسف، أن يوجد في صفوفنا ومجتمعنا، من ترتعد فرائصه حين يرى ولو بعض الأسلحة الخفيفة كالكلاشنكوف ونحوه، ولا يرعى لهذه المسألة كبير اهتمام !، ولربما هون من شأن ذلك !، وهؤلاء الصهاينة المعتدون لا ترى فيهم من ناهز الحلم وهو لم يتدرب على حمل السلاح، وذلك على كافة مستوياتهم الذكور والإناث، ولذلك أولى علماء الإسلام أمر الإعداد عناية كبيرة، وأخذوه بالجدية والحزامة، وجعلوه إحدى فروض الكفايات، وقد يكون فرض عين على أهل القدرة من الذكور، شأنه في ذلك شأن الجهاد، منه ما هو فرض عين، ومنه ما هو فرض كفاية، ولا تتأتى حماية بلاد المسلمين وصد عدوان الظالمين إلا بالقتال، ولا يتأتى القتال ولا سيما في عالمنا الحاضر في ظل تطور الأسلحة إلا بالإعداد والتدريب، ومالا يتم الواجب إلا به فهو واجب
وقد قال أبو جعفر بن جرير رحمه الله تعالى في تفسيره (10/23) على قوله تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} والصواب من القول في ذلك، أن يقال إن الله أمر المؤمنين بإعداد الجهاد وآلة الحرب وما يتقوون به على جهاد عدوه وعدوهم من المشركين من السلاح والرمي وغير ذلك، ورباط الخيل ولا وجه لأن يقال عنى بالقوة معنى دون معنى من معاني القوة، وقد عم الله الأمر بـها، فإن قال قائل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بين أن ذلك مراد به الخصوص بقوله ألا إن القوة الرمي ؟ قيل له إن الخبر وإن كان قد جاء بذلك فليس في الخبر ما يدل على أنه مراد بها الرمي خاصة دون سائر معاني القوة عليهم، فإن الرمي أحد معاني القوة، لأنه إنما قيل في الخبر ألا إن القوة الرمي ولم يقل دون غيرها، ومن القوة أيضاً السيف والرمح والحربة، وكل ما كان معونة على قتال المشركين كمعونة الرمي أو أبلغ من الرمي فيهم وفي النكاية منهم...
وقال القرطبي رحمه الله تعالى في الجامع لأحكام القرآن (8/35) أمر الله سبحانه المؤمنين بإعداد القوة للأعداء بعد أن أكد تقدمة التقوى، فإن الله سبحانه لو شاء لهزمهم بالكلام والتفل في وجوههم وبحفنة من تراب، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه أراد أن يبتلي بعض الناس ببعض بعلمه السابق وقضائه النافد، وكلما تعده لصديقك من خير أو لعدوك من شر فهو داخل في عدتك......... وتعلم الفروسية واستعمال الأسلحة فرض كفاية
وقال ابن عبد البر رحمه الله تعالى في التمهيد (14/81) فإذا كانت خيل مرتبطة معدة للجهاد في سبيل الله كان تضميرها والمسابقة بها سنة مسنونة على ما جاء في هذا الحديث
وقال النووي رحمه الله تعالى في شرحه لصحيح مسلم، على حديث عقبة، وفيه فضيلة الرمى والمناضلة والاعتناء بذلك بنية الجهاد في سبيل الله تعالى، وكذلك المشاجعة وسائر أنواع استعمال السلاح، وكذا المسابقة بالخيل وغيرها كما سبق في بابه، والمراد بهذا كله التمرن على القتال والتدرب والتحذق فيه ورياضة الأعضاء بذلك
وقال الشوكاني في نيل الأوطار (8/88) على حديث عقبة "من علم الرمي ثم تركه فليس منا أو قد عصى" وفيه دليل على مشروعية الاشتغال بتعلم آلات الجهاد والتمرن فيها، والعناية في إعدادها، ليتمرن بذلك على الجهاد، ويتدرب فيه، ويروض أعضاءه.... وفي ذلك إشعار بأن من أدرك نوعاً من أنواع القتال التي ينتفع بها في الجهاد في سبيل الله، ثم تساهل في ذلك حتى تركه كان آثماً إثماً شديداً، لأن ترك العناية بذلك يدل على ترك العناية بأمر الجهاد، وترك العناية بالجهاد يدل على ترك العناية بالدين لكونه سنامه وبه قام
وقال القاسمي رحمه الله تعالى في تفسيره (5/316) على هذه الآية. دلت هذه الآية على وجوب إعداد القوة الحربية، اتقاء بأس العدو وهجومه، ولما عمل الأمراء بمقتضى هذه الآية، أيام حضارة الإسلام، كان الإسلام عزيزاً، عظيماً، أبى الضيم قوي القنا، جليل الجاه، وفير السنا، إذ نشر لواء سلطته على منبسط الأرض، فقبض على ناصية الأقطار والأمصار، وخضد شوكة المستبدين الكافرين، وزحزح سجوف الظلم والاستعباد، وعاش بنوه أحقاباً متتالية وهم سادة الأمم، وقادة الشعوب، وزمام الحول والطول وقطب روحي العز والمجد، لا يستكينون لقوة، ولا يرهبون لسطوة. وأما اليوم فقد ترك المسلمون العمل بهذه الآية الكريمة، ومالوا إلى النعيم والترف، فأهملوا فرضاً من فروض الكفاية، فأصبحت جميع الأمة آثمة بترك هذا الفرض، ولذا تعاني اليوم من غصته ما تعاني، وكيف لا يطمع العدو بالممالك الإسلامية، ولا ترى فيها معامل للأسلحة، وذخائر الحرب ؟ بل كلها مما يشترى من بلاد العدو، أما آن لها أن تنته من غفلتها، وتنشئ معامل لصنع المدافع والبنادق والقذائف والذخائر الحربية ؟ فلقد ألقى عليها تنقص العدو، بلادها من أطرافها درساً يجب أن تتدبره، وتتلافى ما فرطت به، قبل أن يداهم ما بقي منها بخيله ورجله، فيقضي - والعياذ بالله - على الإسلام وممالك المسلمين، لاستعمار الأمصار، واستعباد الأحرار، ونزع الاستقلال المؤذن بالدمار وبالله الهداية
وقال الآلوسي رحمه الله تعالى على هذه الآية بعد أن ذكر أقوال العلماء في هذه الآية ثم قال ما نصه : والظاهر العموم، إلا أنه عليه الصلاة والسلام خص الرمي بالذكر لأنه أقوى ما يتقوى به، فهو من قبيل قوله صلى الله عليه وسلم ( الحج عرفة ). وقد مدح عليه الصلاة والسلام الرمي، وأمر بتعلمه في غير ما حديث...... وأنت تعلم أن الرمي بالنبال اليوم، لا يصيب هدف القصد من العدو، لأنهم استعملوا الرمي بالبندق والمدافع، ولا يكاد ينفع معهما نبل ! وإذا لم يقابلوا بالمثل عم الداء العضال، واشتد الوبال والنكال، وملك البسيطة أهل الكفر والضلال، فالذي أراه، والعلم عند الله تعالى تعين تلك المقابلة، على أئمة المسلمين وحماة الدين، ولعل فضل ذلك الرمي يثبت لهذا الرمي لقيامه في الذب عن بيضة الإسلام، ولا أرى ما فيه من النار للضرورة الداعية إليه إلا سبباً للفوز بالجنة إن شاء الله تعالى، ولا يبعد دخول مثل هذا الرمي في عموم قوله سبحانه {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}
ولما ذكر الله تعالى الإعداد أعقبه بقوله {وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ }إشارة منه تعالى إلى أن هذه الأموال التي بذلتموها في سبيل الإعداد مخلوفة عليكم
قال أبو جعفر ابن جرير في تفسيره (10/23) على هذه الآية، يقول تعالى ذكره وما أنفقتم أيها المؤمنون من نفقة في شراء آلة حرب من سلاح أو حراب أو كراع أو غير ذلك من النفقات، في جهاد أعداء الله من المشركين يخلفه الله عليكم في الدنيا ويدخر لكم أجوركم على ذلك عنده حتى يوفيكموها يوم القيامة {وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ} يقول : يفعل ذلك بكم ربكم فلا يضيع أجوركم عليه، ثم أسند عن ابن إسحاق أنه قال : {وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ }أي لا يضيع لكم عند الله أجره في الآخرة، وعاجل خلفه في الدنيا
وقال ابن كثير رحمه الله تعالى على هذه الآية : أي مهما أنفقتم في الجهاد، فإنه يوفى إليكم على التمام والكمال، ولهذا جاء في الحديث الذي رواه أبو داود : أن الدرهم يضاعف ثوابه في سبيل الله إلى سبعمائة ضعف
وقال مكحول في قوله {تعالى مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ } يعني به الإنفاق في الجهاد من رباط الخيل وإعداد السلاح وغير ذلك
ولذلك يقول الشوكاني رحمه الله تعالى في فتح القدير (2/366) على قوله تعالى {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً} أي لو كانوا صادقين فيما يدعونه ويخبرونك به من أنهم يريدون الجهاد معك، ولكن لم يكن معهم من العدة للجهاد ما يحتاج إليه لما تركوا إعداد العدة، وتحصيلها قبل وقت الجهاد كما يستعد لذلك المؤمنون فمعنى هذا الكلام أنهم لم يريدوا الخروج أصلاً ولا استعدوا للغزو، والعدة ما يحتاج إليه المجاهد من الزاد والراحلة والسلاح
والآية {الكريمة وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} شملت كل شيء يتقوى به المسلمون ضد أعدائهم، ولكل عصر تطوره ومستجداته، فإن آلات الحرب من سلاح ونشاب ونحو ذلك ولّت منذ عصور قديمة، وفي وقتنا الراهن تطورت التكنلوجيا، وصرنا في زمن تتطور فيه التقنيات الحديثة والأسلحة الفتاكة، وفي كل يوم تضخ لنا المصانع أشياء بلغت منتهاها في التطور والتقدم فنحن أولى بالتدرب عليها، وأحق بصنعها، ونحن كمسلمين أهل القوة الحسية والمعنوية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "بعثت بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ضل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ومن تشبه بقوم فهو منهم" أخرجه الإمام أحمد في مسنده من طريق عبد الرحمن بن ثابت ابن ثوبان، عن أبي منيب الجرشي، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
والقوة، اسم جامع لكل ما نتقوى به على العدو ونزرع الرعب في قلوبهم والقلق في صدورهم، فيشمل القوة القلبية من التوكل على الله تعالى، والوثوق بوعده بنصر المؤمنين، فهذا نبي الله وكليمه موسى بن عمران عليه السلام، حين فر من فرعون وجنوده، وكان أمامه البحر الخضم، وخلفه الطاغية فرعون وجنوده، وأشرف موسى ومن معه على الخوض في هذا البحر، وعاين أتباع موسى الهلاك والغرق، وأشرفوا على الموت، وضاقت بهم السبل، وانقطعت بهم الأسباب، وقالوا {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} أجابهم موسى عليه السلام بثقته بموعود الله تعالى، وقوة توكله على ربه فقال { كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ} فحين علم تعالى بعلمه الذي وسع الكون، قوة إيمان موسى، وتوكله عليه أجابه من فوق سبع سماوات بقول {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ }
إذا انقطعت أطماع عبد عن الورى * * * تعلق بالرب الكريم رجاؤه
فـأصبح حـراً عـزة وقـناعة * * * على وجهه أنواره وضياؤه
وإن علقت بالـعبد أطماع غيره * * * تباعد ما يرجو وطال عناؤه
فلا ترجو إلا الله في الخطب وحده * * * ولو صح في خل الصفاء صفاؤه

وهذا أول رسل رب العالمين، نبي الله ورسوله نوح عليه السلام يقول لقومه {يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ} وكم قص الله تعالى علينا من الأمثلة الحية، والمثالية في هذا الباب الشيء الهائل العظيم
وهذا سيد المتوكلين، ورسول رب العالمين، وأشرف الخلق على الله تعالى، لما قيل له إن الناس قد جمعوا لحربك، وجاء أبو سفيان ومن معه لمواجهتك، ففوض أمره وتوكل على الله تعالى، وما زاد على قوله حسبنا الله ونعم الوكيل {الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} فجازاهم الله على ذلك بأن كف شر عدوه وعدوهم {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} أي لما توكلوا على الله وفوضوا أمرهم عليه، كفاهم ما أهمهم، وردَّ عنهم بأس من أراد كيدهم فرجعوا إلى {بلدهم بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} مما أضمر لهم عدوهم
وهؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب لما أحدقت بهم الأعداء وتكالبت عليهم، وحاصرهم المشركون ومن معهم، واشتد عليهم الأمر، وعظم الخطب، وكانوا في غاية الجوع والبرد، وشدة الخوف، كما ذكر تعالى ذلك بقوله {وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً} وبقوا شهراً على تلك الحال الحرجة، والأيام العصيبة، أتى أرحم الراحمين بالفرج من عنده، وولى أعداؤهم خائبين ذليلين، لم يحققوا أمالهم، ولم يدركوا مرادهم، ولذلك أمر الله تعالى المؤمنين بتذكر هذه النعمة فقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً. إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا. هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً} وفي يوم بدر، نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً، فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة، ثم مد يديه فجعل يهتف "بربه اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض" فما زال يهتف بربه، ماداً يديه مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر، فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه، وقال : يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله عز وجل {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} فأمده الله بالملائكة. أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (1763) من طريق عكرمة بن عمار، عن سماك الحنفي، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
وأخذ العدة، والتزود من الطاعة لا يبعث على الإعجاب، ولا يولد الغرور فنحن نحارب هذا وذاك، فلا نغتر بالقوة والكثرة، ولا نزهد في القلة، ولذلك لما سارت جنود الله، وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مناجزة أعداء الله تعالى، وبلغ المسلمين أن هرقل بالبلقاء في مائة ألف من الروم، وانضم إليهم من لخم وجذام، وبلقين وبهراء، وبَلي، مائة ألف، فلما بلغ ذلك المسلمين، أقاموا بمعان ليلتين ينظرون في أمرهم وقالوا : نكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره بعدد عدونا، فإما أن يمدنا وإما أن يأمرنا بأمره فنمضي له، فشجع الصحابي الشجاع المقدام عبد الله بن رواحة رضي الله عنه الناس وقال: يا قوم والله إن الذي تكرهون للذي خرجتم له تطلبون الشهادة وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، إنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظهور وإما شهادة ) فأدرك هذا الصحابي الجليل رضي الله تعالى عنه ببصيرته النافذة، وعقله الراجح الزكي، أن القوة والظفر، ليست بالقوة العسكرية فحسب ( إنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين )
وحين أعجب الصحابة رضي الله عنهم، بكثرتهم، يوم حنين كانت الدائرة عليهم في أول الأمر، كما قال الله تعالى {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ. ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ. ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وحين عصى الرماة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر بقوله: "إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم، فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم، فهزموهم، قال : فأنا والله رأيت النساء يشتددن، قد بدت خلاخلهن وأسوقهن، رافعات ثيابهن، فقال أصحاب عبد الله بن جبير : الغنيمة أي قوم الغنيمة ظهر أصحابكم فما تنتظرون ؟ فقال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة، فلما أتوهم صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم فلم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم غير اثني عشر رجلاً، فأصابوا منا سبعين..." أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (3039) من طريق أبي إسحاق، عن البراء بن عازب رضي الله عنه
فهذا الذنب غير العمد كان سبب الهزيمة، ويا ليت شعري أين موقع هذا الذنب بجانب المنكرات المعاصرة، والموبقات القائمة، والعلل المتناثرة
ونحن نستحث المسلمين على طاعة الله، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ومجانبة الذنوب والمعاصي، والاستعداد لملاقاة الصليبيين بالقوة والإيمان، والتوبة الصادقة

ونتوجه في هذه الفتوى بمخاطبة:
(1) العلماء في كل مكان، للقيام بما أوجب الله تعالى عليهم من الصدع بالحق، وتوعية الناس، وتعليمهم وتوجيههم وتبصيرهم بخطط أعدائهم، وربطهم بالكتاب والسنة، وتحقيق عقيدة الولاء والبراء وفرضه في دنيا الواقع وحثهم على الاستعداد لمقاومة اعتداء الصليبيين بعزيمة الصادقين وهمة المخلصين والنأي بأنفسهم عن طريق الذين لا يعلمون من التثبيط والتخذيل والإرجاف، فإن هذا من أكبر مؤشرات الهزيمة والذل والهوان، وعامل كبير لسقوط الحركات الإسلامية والدعوات الجهادية، كما أن عليهم تجنب الخلاف والتفرق فليس هذا مجاله ووقته فالأمة الإسلامية اليوم تعيش في ظل هذه الظروف العصيبة، والأجواء المتكدرة، وقد تداعت الأمم عليهم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، وعلى هذا الصعيد المظلم فقد آن الأوان، وتأكد الوجوب على أن يوحدوا صفوفهم، وينبذوا النـزاع والخصام فالصليبيون الماكرون يعقدون المؤتمرات والندوات، وينشئون المراكز والمؤسسات للمؤامرة على الإسلام، وعلى إبادة أهله، ونحن لا نـزال نتنازع في أمور فرعية، ونتشاجر في مسائل اجتهادية، قال تعالى { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً ) وقال تعالى (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }

(2) ونتوجه بمناشدة شباب الأمة بالصدق في موطنه، وتراحمهم، وتعاطفهم وتوحيد صفوفهم، والإعداد والاستعداد لمواجهة عدوان الصليبيين، فقد أمر الله بذلك في قوله {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} وقوله تعالى {وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً}.

وأؤكد على ضرورة ربط هذا بالإخلاص لله، والتعلق به في السراء والضراء وكثرة ذكره، وحمده، وشكره، فما خاب من لجأ إلى ربه، واعتصم به، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس "بقوله يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف" رواه الترمذي (2516) من طريق ليث بن سعد، عن قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني عن ابن عباس، وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ونحث هذه الطلائع المجاهدة على التواصل بالعلماء المتقين، والدعاة الناصحين، والوقوف على توجيهاتهم فهم أعلم بالدين، وأبصر بالواقع وتجاربه، وأرعى للمصالح والمفاسد، وأقدر على معرفة خير الخيرين، وشر الشرين

(3) وعلى التجار وأصحاب الأموال، ومن آتاهم الله تعالى بسطة في المال والثروة أن يتقوا الله تعالى في الأمة، فيدفعوا سهماً من أموالهم اتقاء بأس الذين كفروا، وأعداء المؤمنين والإنسانية !، فإنه لا سبيل لكسر العدو الصائل بعد تقوى الله تعالى والتوكل عليه إلا بأموال المؤمنين الصادقين، فقد أمر الله بذلك في {قوله وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} وجاء الترغيب بذلك في قوله {مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
وفي صحيح مسلم من طريق الأعمش، عن أبي عمرو الشيباني، عن أبي مسعود الأنصاري قال : جاء رجل بناقة مخطومة، فقال : هذه في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لك بها يوم القيامة سبع مائة ناقة، كلها مخطومة".
وجاء الأمر بجهاد المشركين بالنفس والمال قال صلى الله عليه وسلم "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم" رواه الإمام أحمد في مسنده (12246) وأبو داود (2504) والنسائي (3098) من طريق حماد بن سلمة عن حميد، عن أنس
والذين يمتنعون عن بذل الزكوات والصدقات في وقت محنة المجاهدين ووقت تطاير الرؤوس، وتقطع الأشلاء، يُعَدُّون مفرطين، ولا تلتمس لهم الأعذار في هذه الغلطة، فقد توهن في صفوف المجاهدين، وتعزز زحف الصليبيين، وهذا ذنب كبير وخذلان مبين
وترابط المسلمين، ولا سيما في هذا الوقت، وتعاونهم على اختلاف ميولاتهم واجب، وهو السبيل إلى تصحيح الأوضاع، وتوزيع الأدوار في المواجهة، فالتجار بأموالهم، والعلماء بأقوالهم وأقلامهم، وأئمة المساجد بقنوتهم حتى ترتفع النازلة، والشباب بدمائهم، والنساء بشيء من أموالهن ودعائهن، وتحريض أبنائهن ومن تحت أيديهن، وأهل الرأي والمشورة وأصحاب الرياسات بجاههم و {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا}.
وقد قال النبي صلى الله عليه "وسلم من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازياً في سبيل الله بخير فقد غزا"متفق عليه من طريق حسين المعلم، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه
وأما الذين يقفون في صف الصليبيين بأموالهم ومشاعرهم وأنفسهم، ويناصرون رأس الكفر العالمي على الشعوب الإسلامية في أفغانستان والعراق وكردستان وغير ذلك فهم منافقون يؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة، ومراتب هؤلاء وأحكامهم مبينة في غير موضع، والذين يعتذرون بالإكراه يخادعون أنفسهم، وينظرون في مصالحهم، ولم يرخص أحد من الفقهاء في قتل المسلمين في سبيل حفظ النفس، فليست دماؤهم وأرواحهم بأرخص من دمائكم وأرواحكم، وليست دماؤكم وأرواحكم بأغلى من دمائهم وأرواحهم
والذين يعتذرون عن مناصرتهم للصليبيين، بطاعة الحكام، لا يستهدون بهدى الله ولا يلتمسون الحق من مظانه، وقد أجمعت الأمة الإسلامية بكل فصائلها، ومذاهبها أنه لا طاعة لمخلوق - مهما كان قدره - في معصية الخالق

ونحن في مواطن كثيرة نبين بأن هذه الحرب صليبية، يريدون القضاء على الإسلام وإبادة أهله، أو ردهم عن دينهم، وقد جاء في تصريحاتهم ( لن تتوقف جهودنا، وسعينا في تنصير المسلمين، حتى يرتفع الصليب في سماء مكة، ويقام قداس الأحد في المدينة ) ونؤكد على أن الذين يتعاونون معهم تحت أي غطاء، خونة منافقون يحمون قيم الغرب وحضارتهم، ويسيرون على خطاهم في طمس هوية الأمة، وقتل طلائعها المجاهدة، قال {تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ } وقال تعالى {بَشِّرْ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً. الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً} وقال تعالى {تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ. وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}

سليمان بن ناصر العلوان

طالب علم متخصص في الحديث

  • 42
  • 1
  • 26,358

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً