هل العاده السرية مباحة في تلك الحال؟
أنا رجل لم احتلم طوال حياتي وذهبت الا طبيب واخبرني ان هذا شي طبيعي وان بعض الناس من الممكن لا يحتلم طوال حياته وانا لحد الان لم احتلم كيف لي ان افرغ شهوتي؟
السلام عليكم
في فتاوى سابقه ذكرتم ان العاده السريه حرام طيب انا رجل لم احتلم طوال حياتي وذهبت الا طبيب واخبرني ان هذا شي طبيعي وان بعض الناس من الممكن لا يحتلم طوال حياته وانا لحد الان لم احتلم كيف لي ان افرغ شهوتي؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فلا تعارض بين ما ذكرناه من حرمة العادة السرية، وبين كون الإنسان لا يحتلم؛ لأن عدم الاحتلام مسألة طبية بحتة كما ورد في السؤال.
أما الاستِمْناء وهو طلَب خروج المني بأيّ وسيلة، سواء بيده، أو بالتدلُّك على الأرض، الانبطاح على البطن، أو ما شابه ذلك حتى الإنزال؛ قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ العَادُونَ} [المؤمنون: 5 - 7].
وليس الاستمناء هو الطريق الصحيحة لإفراغ الشهوة، وإنما هو الزواج، والذي يظهر أن السائل الكريم غير متزوج، فإن كان كذلك فما يلزمه هو تحصل العفاف حتى يرزقه الله بالزوجة الصالحة.
هذا؛ وتتميمًا للفائدة سنذكر بعض الوسائل العمليةلتحصيل العفاف:
وأول ذلك مجاهدة النفس، وقهرْ الهوى ومغالبة الشهوة، واستشعارِ اطِّلاع الله؛ قال الله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 40، 41].
والاستعانة بالله جل وعلا في ترويض النفس، والتحلِّي بالأخلاق الحسنة، وتكلَّف العفاف الذي هو قمع الشهوة الجِبِلِّيَّة المركوزة في النفس؛ ففي الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ومن يستعفف يعفه الله».
كما أن الدوِامْ على فِعْل الطاعات ومِن أعظمها الصلواتُ الخمس، وإدمان صيام فهو النفل، قاطع للشهوة؛ كما صحّ عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، فيالصحيحن، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فقال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «مَن استطاع الباءة فليتزوجْ؛ فإنه أغضُّ للبصر، وأحصنُ للفَرْج، ومَن لم يستطعْ فعليه بالصوم، فإنه له وِجاء».
وبالجملة، فالصلاحُ سببٌ لعصمة صاحبه مِن الزلَل؛ قال تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَوَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُخْلَصِينَ} [يوسف: 24].
صْدُق اللجوء إلى الله، والإكثارْ مِن الدعاء بصرفَ السوء والفواحش، وطَهِّارةَ القلب وتحَصِّين الفرج، والتضرَّعْ بين يديه سبحانه، وسؤاله الإعانة، والإكثار مِن الدُّعاء النبويِّ:
«اللهم إني أعوذ بك مِن شرِّ سمعي، ومِن شرِّ بصري، ومِن شرِّ لساني، ومِن شرِّ قلبي، ومِن شرِّ مَنِيِّي»، «اللهم فاطر السموات والأرض، عالِمَ الغيب والشهادة، أنتَ ربُّ كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك، أعوذ بك مِن شرِّ نفسي، وشرِّ الشيطان وشركه، وأن أقترفَ على نفسي سوءًا، أو أجره إلى مسلم».
هذا؛ والله أعلم
- التصنيف:
- المصدر: