الزواج من ذوي صفات اللون الأحمر
أما التزوج بهذه الفتاة مع هذه المخاوف، فمباح من حيث الأصل، خصوصًا وهي صاحبة خلق ودين، ومن أسرة طيبة، وهذه صفات ترغب في الارتباط بها.
انا شاب في الثامنة والعشرون من العمر .. نويت الزواج بنية التحصن والامتثال لسنة رسولنا الكربم صلى الله عليه وسلم .. تقدمت لفتاة بناء على اختيار امي واخوتي وقد وجدت ان الفتاة جميلة وذات خلق ودين كما ان اهلها ونسبها اصحاب خلق وقد شعرت بالراحة لهم حين ذهبت لرؤية الفتاة حسب العادات والتقاليد .. الا انني تفاجئت بان لها عم لديه صفة او عرق لونه احمر ( اي ان عمها من الاشخاص ذوي صفة اللون الاحمر المنقط ) كمان ان هذه الصفة متوارثة لدينا في العاىئلة حيث ان لدى عمي ابناء وبنات من نفس هذه الصفة مع العلم بان لون بشرتي سمراء ولون بشرة الفتاة سمراء أيضا ووالداها وواالديَ من ذوي اللون الاسمر .. وقد وقعت في حيرة بخصوص هذا الموضوع .. هل تفكيري بانه قد انجب اطفالا بهذه الصفة مبرر شرعيا ويعتبر من الاخذ بالاسباب وحسب الحديث تخيروا لنطفكم فان العرق دساس ( مع عدم تاكدي من صحة الحديث ) ام ان هذه الافكار ليست ضمن الحدود الشرعية وهل لو وافقت على الفتاة وقدر الله لن انجبت اطفالا بهذه الصفة هل اتحمل الذنب لهذا الاختيار .. اعلم تماما ويقينا بان كل ما يحدث تقديرا من الله عز وجل وان ما سيحدث هو خير لي وللفتاة لكنني مطالب بالاختيار الان .. أفيدوني بالنظرة الشرعية لمثل هذا الموضوع وجزاكم الله كل خير ..
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فلا ندري حقيقة المرض المذكور وهل هو من الأمراض التي تنتقل بالوراثة أم لا، ولعرفة حقيقة الأمر ننصحك بالرجوع إلى طبيب في الأمراض الوراثية والمستوطنة؛ فإن أخبر الطبيب الثقة أنه مرض وراثي وينتقل إلى الأبناء، فلا مانع من ترك الفتاة؛ لأن الزواج منها ليس واجبًا.
أما التزوج بهذه الفتاة مع هذه المخاوف، فمباح من حيث الأصل، خصوصًا وهي صاحبة خلق ودين، ومن أسرة طيبة، وهذه صفات ترغب في الارتباط بها.
لا سيما وانتقال المرض منوطة بالقدر، فالجينات الوراثية لا تعمل بنفسها حتى يقوتها الله ويأذن لها، وأمامك مثالين على هذا أنت وخطيبتك، فعلى الرغم من أشخاص مصابون بتلك البشرة، فأنت وخطيبتك معافون والحمد لله؛ فحدوث الأمراض غيب، والرجل يتزوج وهو مصاب وينجب ذرية صحية، والآخر يكون سليمًا، فتصاب ذريته بأمراض غير متوقعة،، والله أعلم.
أما حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم"؛ فرواه ابن ماجة، قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/ 125): وأخرجه أبو نعيم من حديث عمر أيضًا وفي إسناده مقال، ويقوى أحد الإسنادين بالآخر"، وحسنه الشيخ الألباني، كما في صحيح سنن ابن ماجة 1/333.
وقوله: "تخيروا لنطفكم": فمعناه:اطلبوا لها ما هو خير المناكح وأزكاها وأبعدها من الخبث والفجور.
قال السيوطي في "شرح سنن ابن ماجه" (ص: 141):
"تخيروا لنطفكم، أي تخيروا من النساء ذوات الدين والصلاح وذوات النسب الشريف"، وقال في "فيض القدير" (3/ 237): "أي لا تضعوا نطفكم إلا في أصل طاهر، أي تكلفوا طلب ما هو خير المناكح وأزكاها وأبعدها عن الخبث والفجور، ذكره الزمخشري"،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: