تأييد صحة القول بأن: (الذي يؤمن بالله ويؤمن بالطاغوت كافر)
المؤمن بالله حقاً لا بد أن يكون كافراً بالطاغوت، وإلا لما صح إيمانه، لكن قد يوجد من يؤمن بربوبية الله فقط، لكنه يشرك به في ألوهيته.
هل هذه الفتوى صحيحة: الذي يؤمن بالله ويؤمن بالطاغوت كافر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتوحيد الله تعالى قائم على الإيمان به، والكفر بالطاغوت، وهو: كل ما يعبد من دون الله من شيطان أو حجر أو شجر أو قبر أو غير ذلك، إلا أنه لا شيء على من عُبِد دون أن يرضى بذلك، كالمسيح وأمه وغيرهما من الأنبياء أو الصالحين.
قال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} [النحل: 36]، وقال{فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم} [البقرة: 256].
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله».
فلا يحرم الدم والمال ولا تنفع لا إله إلا الله إلا إذا انضم إليها الكفر بما يعبد من دون الله، بل هذا هو حقيقة النفي الوارد في قولنا: لا إله إلا الله.
وهذه هي ملة إبراهيم عليه السلام، كما جاء في قوله تعالى {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده} [الممتحنة: 4].
والمؤمن بالله حقاً لا بد أن يكون كافراً بالطاغوت، وإلا لما صح إيمانه، لكن قد يوجد من يؤمن بربوبية الله فقط، لكنه يشرك به في ألوهيته، كما هو حال المشركين الذين قال الله فيهم {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} [يوسف: 106] فهم يقرون بأنه الخالق الرازق، ويعبدون غيره، وإيمانهم هذا ليس بنافع لهم.
وبناء على ما تقدم فالفتوى المذكورة صحيحة إذا كان المراد بها ما ذكرنا.
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: