تأييد صحة القول بأن: (الذي يؤمن بالله ويؤمن بالطاغوت كافر)

منذ 2019-05-01

المؤمن بالله حقاً لا بد أن يكون كافراً بالطاغوت، وإلا لما صح إيمانه، لكن قد يوجد من ‏يؤمن بربوبية الله فقط، لكنه يشرك به في ألوهيته.

السؤال:

هل هذه الفتوى صحيحة: الذي يؤمن بالله ويؤمن بالطاغوت كافر؟

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فتوحيد الله تعالى قائم على الإيمان به، والكفر بالطاغوت، وهو: كل ما يعبد من دون الله ‏من شيطان أو حجر أو شجر أو قبر أو غير ذلك، إلا أنه لا شيء على من عُبِد دون أن ‏يرضى بذلك، كالمسيح وأمه وغيرهما من الأنبياء أو الصالحين.‏
قال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} [النحل: 36]، ‏وقال{فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله ‏سميع عليم} [البقرة: 256].‏
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قال لا إله إلا الله، وكفر بما ‏يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله».‏
فلا يحرم الدم والمال ولا تنفع لا إله إلا الله إلا إذا انضم إليها الكفر بما يعبد من دون الله، ‏بل هذا هو حقيقة النفي الوارد في قولنا: لا إله إلا الله.‏
وهذه هي ملة إبراهيم عليه السلام، كما جاء في قوله تعالى {قد كانت لكم أسوة حسنة ‏في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم ‏وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده} [الممتحنة: 4]. ‏
والمؤمن بالله حقاً لا بد أن يكون كافراً بالطاغوت، وإلا لما صح إيمانه، لكن قد يوجد من ‏يؤمن بربوبية الله فقط، لكنه يشرك به في ألوهيته، كما هو حال المشركين الذين قال الله ‏فيهم {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} [يوسف: 106] فهم يقرون بأنه الخالق ‏الرازق، ويعبدون غيره، وإيمانهم هذا ليس بنافع لهم.‏
وبناء على ما تقدم فالفتوى المذكورة صحيحة إذا كان المراد بها ما ذكرنا.‏
والله أعلم.‏

الشبكة الإسلامية

موقع الشبكة الإسلامية

  • 1
  • 0
  • 9,157

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً