ما حكم الدعاء بالشر على أبناء من ظلمني؟
فلا تدعو عليه بمؤلمة من أنكاد الدنيا لم تقتضها جنايته عليك، بأن يجني عليك جناية فتدعو عليه بأعظم منها، فتكون جانيًا عليه بالمقدار الزائد...
السلام عليكم ما حكم الدعاء بالشر على أبناء من ظلمني
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ
فقد سبق بيان حكم الدعاء على الظالم في فتوى: هل آثم إذا دعوت على من ظلمني؟
غير أن دعاء المظلوم على الظالم ينبغي أن يكون بقدر مظلمته؛ لأن الدعاء قصاص، كما قال الإمام أحمد، والقصاص لا يجوز الاعتداء فيه.
قال القرافي في كتابه "الفروق" (4/ 292): "وحيث قلنا بجواز الدعاء على الظالم، فلا تدعو عليه بمؤلمة من أنكاد الدنيا لم تقتضها جنايته عليك، بأن يجني عليك جناية فتدعو عليه بأعظم منها، فتكون جانيًا عليه بالمقدار الزائد، والله تعالى يقول: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} [البقرة: 194]، بل تدعو عليه بمؤلمة من أنكاد الدنيا تقتضيها جنايته، ولا ينبغي أن تدعو عليه بملابسة معصية من معاصي الله تعالى، ولا بالكفر صريحًا أو ضمنًا، بأن تقول اللهم ارزقه سوء الخاتمة، أو غير ذلك من العبارات الدالة على طلب الكفر".
إذا تقرر هذا، ظهر لك أن الدعاء بالشر على أبناء من ظلمك ظلم منك ومعصية، وقد دلت السنة المشرفة أنه لا يستجاب له؛ كما في الصحيح عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يزال يستجاب للعبد، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل"،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: