هل لو صلت المرأة العشاء في جماعة يكتب لها قيام نصف الليل

منذ 2022-09-22
السؤال:

أعلم أنَّه مَن صلَّى العشاء في جماعة، فكأنَّما قام اللَّيل كلَّه، فهل هذا مستحبٌّ بالنِّسبة للمرأة؟ أم مِن الأفْضل أن تصلِّي في البيت؟

علمًا أني أرغب في الحصول على أجْر قيام الليل، جزاك الله ألْف خير، وبارك لنا فيك.

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فالحديث المشار إليه روراه مسلم في صحيحه، من حديث عُثمان بن عفَّان - رضي الله عنه -: أنَّه سمِع رسولَ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يقول: ((مَن صلَّى العشاء في جَماعةٍ، فكأنَّما قام نصف الليل، ومَن صلَّى الفجْر في جماعةٍ، فكأنَّما قام اللَّيل كلَّه)).

والذي يظهر أنَّ هذا الثَّواب يحصُل لِمن صلى العشاء في جماعة سواء من الرِّجال أو النِّساء؛ لأن كلمة (من) تفيد العموم.

 لكنَّ دلت الأدلة الأخرى أن الأفضلَ في حقِّ النِّساء والأعظمَ أجرًا هو أن تصلي المرأة في بيتِها؛ امتِثالا لأمْر رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - في قولِه: ((لا تَمنعوا نساءَكم المساجدَ، وبيوتُهُنَّ خيرٌ لهنَّ))؛ رواه أبو داود، وصحَّحه الألباني، وفي حديث عبدالله بن مسعود عنِ النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((صلاةُ المرأة في بيتِها أفضلُ من صلاتِها في حجْرتها، وصلاتُها في مخدعها أفضلُ من صلاتِها في بيتها))؛ رواه أبو داود والترمذي، والحديث صحَّحه الشَّيخ الألباني في "صحيح التَّرغيب والتَّرهيب".

"بيتها": هو الحجرة التي تكون فيها.

و"حجرتها": المراد بها صحْن الدَّار التي تكون أبواب الغرف إليها.

و"مخدعها": هو كالحجْرة الصَّغيرة داخل الحجْرة الكبيرة، تُحْفَظ فيه الأمتعة النفيسة.

وعن عائشة - رضِي الله عنْها - قالت: "لو أدْرك رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما أحدثَ النِّساء لمنعهُنَّ كما مُنِعَت نساء بني إسرائيل"، قلتُ لعمرة: أومُنِعن؟ قالت: نعم؛ البخاري ومسلم.

قال في "عون المعبود": "ووجْه كوْنِ صلاتِهِنَّ في البيوت أفضلَ: الأمْن من الفتنة، ويتأكَّد ذلك بعد وجود ما أحْدَثَ النِّساء من التبرُّج والزينة؛ ومن ثَمَّ قالت عائشةُ ما قالت".

هذا؛ ومن أقوى ما يحتج به على أن صلاة المرأة في بيتها أعظم أجرًا من شهودها لصلاة العشاء جماعة في المسجد، ما رواه احمد وغيره عن أم حميد أنها جاءت إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم – فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك، قال: ((قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك فى مسجدي)).

والحاصل أن المرأة لو شهدت جماعة العشاء مع الرجال، تأخذ من الأجر ما وعد به الله من الأجر وهو أجر قيام نصف الليل، ولا يعارض هذا أن الأكثر استحبابًا، والأكمل في حقها هو صلاتها في بيتها،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 1
  • 0
  • 833

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً