في سوريا الماضية حرب على الأديان وتدمير للإنسان

منذ 2025-01-08

محاور الحلقة: سوريا في الوجدان والذاكرة - دمشق مشاهدات ورؤى - الإفساد الأسدي للدين والأخلاق - قصص واقعية مؤسفة على الإجرام الأسدي - الأثر المعرفي لسوريا في وجدان العربي - الموقف من مشايخ النظام الذين بقوا - رسائل موجهة إلى عموم الشعب السوري

محمد بن إبراهيم العوضي

بكالريوس كلية التربية قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الكويت

  • 1
  • 0
  • 91
  • مسعود الأنصاري

      منذ
    سوريا الحرة وسوريا الأسد! • إنها ثورة جاهلية تسعى إلى" ترسيخ مفهوم الدولة"، وقطعا يقصدون بها "الدولة المدنية"، التي حاربوا لأجلها الدولة الإسلامية، إنها ثورة وليست جهادا في سبيل الله، ثورة تحرُّرية من "نظام قمعي" يستأثر بالسلطة، بغية الوصول إلى نظام آخر "ديمقراطي" يتقاسم السلطة، هذه هي مفاهيم وأبجديات الثورات، وهذه هي شكل "سوريا الحرة" بعد حقبة "سوريا الأسد!" تتلخص في إسقاط تمثال قبيح وبناء آخر على أنقاضه بوجه حسن! التفسير الشرعي لما يجري، لا يخرج عن سنة التدافع العادلة ، فكما رأينا التدافع في الصراع "اليهودي - الرافضي"، ها نحن نرى التدافع في الصراع "الوطني النصيري"، ولا شك أن هناك فرحة عارمة بين عامة المسلمين للتخلص من قبضة النظام النصيري وهذا طبيعي ومبرر حاليا، لكن خروج المناطق من قبضة النصيرية وسقوطها في قبضة تركيا العلمانية وفصائلها الوطنية لا يعني الانعتاق من شرنقة الجاهلية، وإنما الانتقال إلى حقبة جاهلية أخرى. بالمحصلة، فالحدث برمته لم يخرج عن نطاق الرغبة الدولية والنظام الدولي الذي صارت مصالح "الجهاديين والثوريين" لا تتقاطع إلا معه! لكن لما كان زحف الدولة الإسلامية قبل سنوات خلافا لرغبة النظام الدولي، سارعوا إلى تشكيل أكبر تحالف صليبي جاهلي في التاريخ لوقف زحف الخلافة الهادر الذي جاء على غير ما يتوقعون ويشتهون، ومع ذلك وصفوها بأنها "مؤامرة" عالمية كونية صنعتها أمريكا واليهود وإيران وروسيا وكل مخابرات العالم ولسنا في موضع نقارن به مشروع دولة الإسلام بمشاريع الجبهات والهيئات الوطنية القُطرية، فإن الذي بيننا وبينهم لمختلف جدا، ولكن نذكر بأن جيوش الخلافة في البوادي والأرياف لم توقف قتالها للنظام النصيري يوما، ولم تُذل خيولها. ولئن كان تحرك الصحوات متوافقا متقاطعا مع مصالح الحلف اليهودي الأمريكي، فإن الدولة الإسلامية يوم زحفت كان زحفها وما يزال مخالفا معارضا لكل الرغبات والمصالح الأمريكية اليهودية، حتى وصل زحفها نحو "أربيل" و "كوباني" حدائق اليهود الخلفية، فتداعى التحالف الجاهلي بكل أطرافه يتصارخون: اليهود اليهود أدركوا اليهود وانكبت طائرات الأرض تصب حممها لوقف هذا الزحف الهادر، وتكرر الأمر عندما زحف المجاهدون نحو أسوار بغداد، فانصهر الروم مع الفرس جيشا واحدا يقاتل ويذب عن بغداد خشية أن تعود دارا للخلافة، فكان زحف الدولة الإسلامية خلافا لكل الرغبات الدولية ومفارقة لا التقاء لكل المصالح الدولية ومع ذلك اتهمت بالعمالة لكل أقطاب الأرض! (سنوات خداعات.. يؤتمن فيها الخائن ويخوّن فيها الأمين). ولكن فليسمع جنودها وأنصارها قبل خصومها وأعدائها، إنه والله لا يضير دولتكم مدحها أو ذمها فقد استويا عندها، ولم تطلب يوما لقاء جهادها جزاء أو شكورا من أحد، ولئن كانت سجلات الأرض قد ظلمتها وجحدتها فإن سجلات الملك العدل سبحانه لا تفعل، وغدا كله تلقاه في كتاب لا يضل ولا ينسى. ولا ينقصها شهادة من أحد، وهذه ميادين الملاحم ما زالت قائمة وسيوفها ما زالت مشرعة، ولئن قاتل هؤلاء اليوم تثبيتا وتحسينا لاتفاقيات الطواغيت، فإن الدولة لن توقف قتالها أصلا، ولم ترهن قرارها لأحد، ولئن قاتلوا استجابة لأوامر الداعمين ومصالح الراعين لأنهم خالفوا مشاريعهم ومصالحهم جميعا، فإن الدولة قاتلت استجابة لأوامر الحق سبحانه وتحقيقا لمصالح المسلمين، ولئن طبقوا مواثيق الأمم المتحدة وقوانينها الكافرة في حربهم وسلمهم فإنها طبقت أوامر الخالق سبحانه في حربها وسلمها، ولم تخرج عن ميثاق النبوة ولا ميراثها. ولئن قاتل هؤلاء من خلال "الإستانة" و"سوتشي" وحدودها، فلم تقاتل إلا في ظلال الشريعة وحدودها، ولئن قاتلوا تماشيا مع المصالح الدولية والإقليمية، فلم تقاتل إلا مخالفة لها، فكانت دولتنا خلاف ما يحبون، تراغمهم وتغيظهم وما زالت ستبقى حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا. وقد عابوا عليها قديما أنها لم تحيّد عدوا، ولو استطاعت لفعلت، ولكنها حرب مفاصلة رموها فيها عن قوس واحدة، لأنها خالفت مشاريعهم ومصالحهم جميعا، وهذا كان اعترافا من حيث لا يشعرون أن دولة الإسلام لم توافق رغبة أحد ولم تقاتل لمصلحة أحد ولم تكن في جيب أحد. وهذه همسة إيمانية تربوية منهجية، إن الشام ستبقى بين الفتن والملحمة، وهذان السياقان لا يمكن الفصل بينهما، وهو ما يحتم على المسلم أن يصحح عقيدته لتقوى ويعزّز إيمانه ليثبته، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}. ◽ المصدر: مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 472 الخميس 4 جمادى الآخرة 1446 هـ
  • مسعود الأنصاري

      منذ
    دين الديموقراطية قال تعالى: {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ۚ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف:٤٠]. • تعريف الديموقراطية دين شركي يقوم على الكفر بصفة الحكم لله تعالى، وإعطائها لكل البشر، البالغين، العقلاء، بحيث يمكن لجميعهم أن يشرعوا من دون الله، ويحكموا بغير ما أنزل الله من خلال تفويضهم ذلك إلى من يشرع ويحكم بالنيابة عنهم، وهذا هو معنى لفظ الديمقراطية أي حكم الشعب لنفسه. • آلية الديموقراطية تقوم على تفويض كل المؤمنين بدين الديموقراطية لبعضهم بواسطة الانتخابات للقيام بفعل التشريع من دون الله، أو الحكم بغير ما أنزل الله، بالنيابة عن الكل، وإصدار التشريعات والأحكام باسمهم، مع خضوع المفوّضين لمن ينوب عنهم، في تشريعهم وحكمهم، وطاعتهم من دون الله. • حكم الديموقراطية الديموقراطية كفـر وشرك، من آمن بها، باعتقاد، أو قول، أو عمل، فهو مشرك، كافـر بالله العظيم لأن من أباح ما منعه الله، أو منع ما أباحه الله، أو شرع شرعا جديدا بهواه وعقله، فقد جعل نفسه لله ندا، ومن أطاعه في ذلك فقد اتخذه إلها من دون الله. • المشتركون في كفر الديموقراطية - المنتخبون بتوكيلهم من ينوب عنهم في التشريع من دون الله، والحكم بغير ما أنزل الله ومنهم المنتخبون لأعضاء البرلمانات، والرؤساء الحاكمين بالقوانين. - المشرعون من دون الله بطلبهم توكيلهم للتشريع من دون الله، أو قيامهم بهذا الفعل المكفر ومنهم أعضاء البرلمانات ولجان كتابة الدساتير. - الحاكمون بغير ما أنزل الله بطلبهم توكيلهم للحكم بغير ما أنزل الله، أو قيامهم بهذا الفعل المكفر، ومنهم الرؤساء والقضاة الخاضعون للقوانين. - المتحاكمون إلى القوانين بقيامهم بفعل التحاكم إلى غير ما أنزل الله من تشريعات البشر، أو رضاهم بذلك، واتخاذهم القوانين والحاكمين بها آلهة تعبد من دون الله. • مراحل العملية الديموقراطية - الانتخابات توكيل المنتخبين لمن ينوب عنهم في التشريع من دون الله والحكم بغير ما أنزل الله. - التشريع سنّ وإصدار طواغيت التشريع من دون الله للقوانين الكفرية بالنيابة عمن انتخبهم. - الحكم قيام طواغيـت الحكم بغير ما أنزل الله بتنزيل القوانين الكفرية على الوقائع، بالنيابة عمن انتخبهم. إنفوغرافيك النبأ رجب 1439 هـ
  • مسعود الأنصاري

      منذ
    سوريا الحرة وسوريا الأسد! • هبَّ أن النظام النصيري سقط الآن، ما هو نظام الحكم الذي ستطبقه الفصائل في "سوريا الحرة؟" إن قلتَ الشريعة، فأنتَ لا تعرف الثورة! أو لا تعرف الشريعة! وإن قلت "مجلس انتقالي" و "دستور وطني"، فمع من كانت مشكلة "الثوار" إذن؟ مع عائلة الأسد؟! في السياسة البغيضة لا يمكن فهم الأحداث خارج نطاقها الزماني والمكاني، والتصعيد الأخير من قبل الصحوات، لا يمكن فهمه بمعزل عن سياقه الزماني بعد "اتفاق لبنان" وتولد رغبة دولية بإخراج إيران من المشهد السوري، وكذلك بعد تعثر الحوار السياسي بين الأسد وأتاتورغان، ما دفع الأخير إلى مخاطبة الأسد وحلفائه من خلف لثام الفصائل وبياناتهم السياسية، وعبر فوّهات بنادقهم المأجورة. كما لا يمكن فهم هذا التصعيد بمعزل عن سياقه المكاني ممثلا بالشمال السوري الذي تريد تركيا اقتطاع جزء منه منطقة عازلة تحمي حدودها وتمكنها من إعادة النازحين إليها. معلوم أن "التحالف الدولي" الذي تديره أمريكا، تشارك فيه تركيا كبيدق رئيس، وتدير بدورها بيادق أصغر، تتنافس فيما بينها في كسب رضا الراعي الدولي أو المشغل الإقليمي، ويحاول كل بيدق أن يقدّم نفسه فاتحا "محررا" للسوريين، وسياسيا "متحررا" للداعمين. إنها حرب بالوكالة بين "البيادق التركية" التي تحرك تركيا بعضها، وتغض الطرف عن بعضها، وبين "الأذرع الإيرانية" لتحصيل مكتسبات أفضل على طاولة "أستانا" أو "الدوحة" أو أي طاولة ترسم خارطة "سوريا المستقبل". "سوريا المستقبل" أو "الحرة" التي تسعى الصحوات إليها، سبق أن جلاها قادة الدولة الإسلامية في خطاباتهم قبل سنوات طويلة، واليوم تظهر معالمها الجاهلية واضحة في بيانات الهيئات المرتدة التي طغت عليها لغة الطمأنة للنظام الدولي، و "التعايش" مع "الأقليات" الوثنية والباطنية كالعلوية والإسماعيلية والإيزيدية!، ناهيك عن النصرانية، بل ذهبت هيئات الردة أبعد من ذلك عندما خاطبت روسيا الصليبية بصفتها "شريكا محتملا في بناء مستقبل مشرق لسوريا الحرة!" وخاطبت الحكومة العراقية الرافضية بلغة "التفاهم والتعاون الأخوي!". إنها ثورة جاهلية تسعى إلى" ترسيخ مفهوم الدولة"، وقطعا يقصدون بها "الدولة المدنية"، التي حاربوا لأجلها الدولة الإسلامية، إنها ثورة وليست جهادا في سبيل الله، ثورة تحرُّرية من "نظام قمعي" يستأثر بالسلطة، بغية الوصول إلى نظام آخر "ديمقراطي" يتقاسم السلطة، هذه هي مفاهيم وأبجديات الثورات، وهذه هي شكل "سوريا الحرة" بعد حقبة "سوريا الأسد!" تتلخص في إسقاط تمثال قبيح وبناء آخر على أنقاضه بوجه حسن! التفسير الشرعي لما يجري، لا يخرج عن سنة التدافع العادلة ، فكما رأينا التدافع في الصراع "اليهودي - الرافضي"، ها نحن نرى التدافع في الصراع "الوطني النصيري"، ولا شك أن هناك فرحة عارمة بين عامة المسلمين للتخلص من قبضة النظام النصيري وهذا طبيعي ومبرر حاليا، لكن خروج المناطق من قبضة النصيرية وسقوطها في قبضة تركيا العلمانية وفصائلها الوطنية لا يعني الانعتاق من شرنقة الجاهلية، وإنما الانتقال إلى حقبة جاهلية أخرى. بالمحصلة، فالحدث برمته لم يخرج عن نطاق الرغبة الدولية والنظام الدولي الذي صارت مصالح "الجهاديين والثوريين" لا تتقاطع إلا معه! لكن لما كان زحف الدولة الإسلامية قبل سنوات خلافا لرغبة النظام الدولي، سارعوا إلى تشكيل أكبر تحالف صليبي جاهلي في التاريخ لوقف زحف الخلافة الهادر الذي جاء على غير ما يتوقعون ويشتهون، ومع ذلك وصفوها بأنها "مؤامرة" عالمية كونية صنعتها أمريكا واليهود وإيران وروسيا وكل مخابرات العالم ولسنا في موضع نقارن به مشروع دولة الإسلام بمشاريع الجبهات والهيئات الوطنية القُطرية، فإن الذي بيننا وبينهم لمختلف جدا، ولكن نذكر بأن جيوش الخلافة في البوادي والأرياف لم توقف قتالها للنظام النصيري يوما، ولم تُذل خيولها. ولئن كان تحرك الصحوات متوافقا متقاطعا مع مصالح الحلف اليهودي الأمريكي، فإن الدولة الإسلامية يوم زحفت كان زحفها وما يزال مخالفا معارضا لكل الرغبات والمصالح الأمريكية اليهودية، حتى وصل زحفها نحو "أربيل" و "كوباني" حدائق اليهود الخلفية، فتداعى التحالف الجاهلي بكل أطرافه يتصارخون: اليهود اليهود أدركوا اليهود وانكبت طائرات الأرض تصب حممها لوقف هذا الزحف الهادر، وتكرر الأمر عندما زحف المجاهدون نحو أسوار بغداد، فانصهر الروم مع الفرس جيشا واحدا يقاتل ويذب عن بغداد خشية أن تعود دارا للخلافة، فكان زحف الدولة الإسلامية خلافا لكل الرغبات الدولية ومفارقة لا التقاء لكل المصالح الدولية ومع ذلك اتهمت بالعمالة لكل أقطاب الأرض! (سنوات خداعات.. يؤتمن فيها الخائن ويخوّن فيها الأمين). ◽ المصدر: مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 472 الخميس 4 جمادى الآخرة 1446 هـ
  • مسعود الأنصاري

      منذ
    سوريا المستقبل!  إنها ثورة جاهلية تسعى إلى "ترسيخ مفهوم الدولة"، وقطعا يقصدون بها "الدولة المدنية" التي حاربوا لأجلها الدولة الإسلامية، إنها ثورة وليست جهادا في سبيل الله، ثورة تحررية من "نظام قمعي" يستأثر  بالسلطة، بغية الوصول إلى نظام آخر "ديمقراطي" يتقاسم السلطة، هذه هي مفاهيم وأبجديات الثورات، وهذه هي شكل "سوريا الحرة!" بعد حقبة "سوريا الأسد!" تتلخص في إسقاط تمثال قبيح وبناء آخر على أنقاضه بوجه حسن! افتتاحية النبأ للعدد 472 "سوريا الحرة وسوريا الأسد"
  • عبد السلام خالد

      منذ
    عالم هش.. وفرص كثيرة يستغرب كثير من الناس الطريقة التي تمكنت من خلالها الدولة الإسلامية من تحقيق الفتوحات الكبيرة، وتحكيم شرع الله، وإعادة الخلافة، وكان الأولى بهم أن يستغربوا كيف عجزت الحركات والتنظيمات والفصائل والجماعات طوال القرن الماضي عن تحقيق ما حققته الدولة الإسلامية في سنوات معدودة، فمن يرجع إلى التاريخ يجد الكثير من الفرص التي تعاقبت دون أن تُستثمر بالشكل المناسب وتحقق التمكين في الأرض ومن ثم قيام الدول الإسلامية التي كانت تزعم هذه الجماعات والأحزاب أنها تعمل لإقامتها. فالحربان العالميتان وما تخللهما من دمار عمّ كل دول الكفر، والحروب التي خاضها المسلمون ضد الاحتلال الصليبي في مختلف البلدان، والحروب المحلية كالتي حصلت في اليمن ولبنان والسودان وخراسان وشبه القارة الهندية، وحروب ما بعد سقوط الاتحاد السوفيتي كحروب القوقاز والبلقان وآسيا الوسطى، والكثير من فترات الاضطرابات والضعف التي أصابت الأنظمة الطاغوتية، كلها كانت فرصا مناسبة لبناء مشروع إسلامي ينتهي بإقامة دول إسلامية، ولكن الفصائل والحركات ضيعتها بسبب انحراف مناهجها أو غياب القيادة الرشيدة التي تسير بالركب لتحقيق الهدف، فكانت النتيجة أن يدفع المسلمون التضحيات الكثيرة في كل تلك المراحل وتؤول ثمرتها إلى أعداء الدين، ويكونوا أشد عداءً للإسلام ممن سبقهم. وفي الاضطرابات الأخيرة التي حصلت خلال السنوات الماضية فيما يسمى «ثورات الربيع العربي» وحدها الدولة الإسلامية من مكّنها الله من استثمارها، وذلك لأسباب عديدة أهمها صفاء عقيدتها، واستقامة منهجها، وكفرها بالطواغيت بكافة صورهم، وعدم ركونها للمشركين، فسعت إلى تحقيق التمكين في الأرض، وجمع المسلمين تحت راية واحدة، وما إن تحقق لها ذلك حتى أُعلنت عودة الخلافة، في حين ضاعت المناطق التي تحركت فيها الحركات والتنظيمات والأحزاب والتجمعات والتنسيقيات وغيرها، وعادت إلى أيدي الطواغيت بطريقة أو بأخرى، ولو قدر الله أن استمعت الدولة الإسلامية لنصائح ونداءات قادة الفصائل الضالين لكان حال الرقة كحال مناطق الصحوات، تتنازع أرضها عشرات بل مئات الأحزاب، ولكان حال الموصل كحال البصرة وديالى تحت حكم الميليشيات الرافضية، وللحقت سرت بأختها بنغازي لتكون تحت حكم الطاغوت حفتر، أو لدخلتها حكومة أنشأتها الدول الصليبية كما في طرابلس، ولكن الله سلم، وهدى قادة الدولة الإسلامية إلى الأخذ بكل أسباب التمكين المتاحة، ورفعت الحرج عن الأمة بإعلان الخلافة، فكان ما كان من خير وتمكين، وعز وظفر، ونصر لأولياء الله، وقهر لأعدائه. وإن من ينظر في تاريخ العالم، ويبصر واقعه المعاصر يدرك أنه عالم هش معرض للهزّات في كثير من أجزائه وخاصة في بلدان المسلمين التي يحكمها الطواغيت ويحتلها الصليبيون، وإن تحقيق النتائج التي جناها المجاهدون في العراق والشام أمر ممكن جدا -بإذن الله- إذا ما توفرت الإرادة وعُرف الطريق، وهو ما صار متاحا بعدما رآه المسلمون من سيرة قيام الدولة الإسلامية. فتجربة العراق أخذ منها المجاهدون عبرا كبيرة، أهمها إعطاء الأولوية للتوحيد والحرص على سلامة المنهج، والثبات على المبادئ رغم المحن والابتلاءات، واليقين بنصر الله والإصرار على هزيمة جيوش المشركين مهما بلغت قوتها وكثرتها، والتوكل على الله وحده، والاعتماد في تمويل الجهاد على ما يرزقهم الله من غنيمة وفيء، وعدم الاستعانة بالمرتدين في القتال، والحذر منهم، وإعلان الحرب عليهم، وعدم إمهالهم ليتقووا على قتال المجاهدين مهما كانت المبررات، والحرص على الجماعة، والسمع والطاعة لإمام المسلمين، والبحث عن أي فرصة لتحقيق التمكين وإقامة الدين وتحكيم شرع الله، فكان لهذه العبر دور كبير في نجاة مشروع الدولة الإسلامية في الشام من تكرار الوقوع في فخ الصحوات، وإعادة الكرة على الروافض في العراق، ومن ثم تحقيق التمكين وإعادة الخلافة. وقد مكن الله تعالى الدولة الإسلامية بذلك من أن تبرهن على صحة الطريق الذي سلكته ودعت الأمة إليه، لا بالعودة إلى الكتاب والسنة فحسب، وهما كافيان لأهل الإيمان، ولكن أيضا ببلوغ الهدف وتحقيق الغاية العظمى التي يسعى إليها كل مجاهد في سبيل الله، وهي إقامة دار الإسلام التي يُحكم فيها بشرعه وينعم فيها المسلمون بالعز والتمكين والتصدي لملل الكفر كلها بفضل الله. وإن هذا المنهج النبوي في الدعوة والجهاد صار -بفضل الله- منتشرا بين المسلمين، ولا يوجد فيه أسرار تخفى على أحد من المجاهدين، لذلك صرنا نرى أتباعا لهذا المنهج، والتزاما بالجماعة، وبيعات لأمير المؤمنين نصره الله، في مشارق الأرض ومغاربها، وإن الفرصة التي أحسن مجاهدو الدولة الإسلامية وقادتها استثمارها بتوفيق من الله، ستتكرر مرات ومرات، في مناطق كثيرة من هذا العالم، وسيحسن المجاهدون استثمارها أيضا، وسيقيمون الولايات التي تتبع الدولة الإسلامية في كل مكان، فإن تمكن الصليبيون والطواغيت وعملاؤهم من استعادة إحداها بعد أن يحشدوا كل قوتهم، فسيخسرون أخرى في جزء آخر من الأرض، وهكذا نبقى نصاولهم حتى ندخل هذا الدين أرض كل مدر ووبر بإذن الله تعالى، ويكون الدين كله لله، وهذا اليقين من حسن ظننا بالله والعاقبة للمتقين. ◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 29 السنة السابعة - الثلاثاء 25 رجب 1437 هـ المقال الافتتاحي: عالم هش.. وفرص كثيرة
  • كمال عبد الله

      منذ
    1/3 يݴ أهࢦ ݴࢦشݴم؛ إن كࢦ مَن يډعو ࢦډوࢦة مډنية، هو عميࢦ وشࢪيك ࢦࢦيهوډ وݴࢦصࢦيبيين وطݴغية ݼډيډ، ڡْݴࢦتڡْوݴ حوࢦ ݴࢦمݼݴهډين ڡْمݴ ࢦكم سوݴهم بعډ ࢪب ݴࢦعݴࢦمين. يݴ أهࢦ ݴࢦشݴم؛ ࢦݴ يࢦبّس عࢦيكم أو يغࢪّنّكم ݴࢦإعࢦݴم، ڡْإنمݴ نحن بين ظهࢪݴنيكم، ڡْࢦݴ تحكموݴ إࢦݴ بمݴ تࢪونه بأعينكم ، وتحسّونه بأيډيكم، والله إنهݴ مؤݴمࢪة ݴࢦعࢪݴق، حذو ݴࢦقذة بݴࢦقذة، إنهݴ والله ݴࢦډوࢦة ݴࢦمډنية وݴࢦمشࢪوع ݴࢦوطني وإنهݴ ݴࢦصحوݴت؛ ڡْقډ عࢪڡْنݴهݴ وعࢪڡْنݴ شنشنتهݴ؛ ڡْبݴࢦأمس ڡْي ݴࢦعࢪݴق ݴئتࢦݴڡْ ومݼࢦس وطني، وكتࢦ وأحزݴب سيݴسية وݼيش إسࢦݴمي، وݼـيـش مݼݴهډين وڡْصݴئࢦ وݼمݴعݴت، وهݴ هم ݴࢦيوم يعݴډون ڡْي ݴࢦشݴم، بـنـڡْـس ݴࢦعـࢪّݴبـيـن وݴࢦډݴعمين وݴࢦمموࢦين بࢦ بنڡْس ݴࢦأسمݴء. من ݴࢦكࢦمة ݴࢦصوتية (وݴࢦࢪݴئډ ࢦݴ يكذب أهࢦه) || ࢪبيع ݴࢦأوࢦ ١٤٣٥ هـ ݴࢦشيخ ݴࢦمݼݴهډ أبو محمډ ݴࢦعډنݴني ( تقبࢦه الله)
  • كمال عبد الله

      منذ
    3/3 أࢧݴ إسبݴغ صڡْة ݴࢦعࢪقية أݹ ݴࢦݹطݩية عࢦى ݼهݴډ يحډډݹݩه بحډݹډ سݴيكس ݹبيكݹ؛ ڡْهذݴ ࢧݴ ࢦݴ يࢦزࢧݩݴ ݹࢦݩ ݩحتكࢧ إࢦيه ࢧݴ حييݩݴ، ݹسيسعى ݴࢦࢧݼݴهډݹݩ ࢦتحطيࢧ هذه ݴࢦأصݩݴࢧ ݹهذه ݴࢦطݹݴغيت ݹهذه ݴࢦحډݹډ؛ ࢦأݩهݴ - أصࢦًݴ - ࢧݩ ࢧخططݴت ݴࢦصࢦيبييݩ ݹࢧݩ ݹضعهࢧ، ڡْهࢧ ࢧݩ ݹضع هذه ݴࢦحډݹډ ݴࢦࢧصطݩعة. ݴࢦشيخ أبݹ ࢧصعب ݴࢦزࢪقݴݹي ࢧݩ كتيب حݹݴࢪ ࢧع ݴࢦشيخ أبي ࢧصعب ݴࢦزࢪقݴݹي حݴݹࢪه: أبݹ ݴࢦيࢧݴݩ ݴࢦبغډݴډي صݴډࢪ عݩ ࢧؤسسة ݴࢦڡْࢪقݴݩ || ١٤٢٧ هـ * ݴࢦخݴࢪݼية ݴࢦأࢧࢪيكية: ݴࢦډبࢦݹࢧݴسيݹݩ بحثݹݴ ࢧع هيئة تحࢪيࢪ ݴࢦشݴࢧ ݴࢦتطݹࢪݴت ݴࢦإقࢦيࢧية ݹࢧحݴࢪبة ݴࢦډݹࢦة ݴࢦإسࢦݴࢧية. * ݴࢦࢧبعݹث ݴࢦأࢧࢧي ࢦسݹࢪيݴ: شطب ݴسࢧ هيئة تحࢪيࢪ ݴࢦشݴࢧ ࢧݩ قݴئࢧة ݴࢦإࢪهݴب ࢦيس ࢧݼݴݩݴ، ݹيعتࢧډ عࢦى سࢦݹكهݴ ݹݴࢦݼࢧݴعݴت ݴࢦأخࢪى.
  • عبد الرحمن أبو فهد

      منذ
    تدجين وتجنيد! لم تعد هناك حاجة مُلحة إلى تجنيد ميليشيات جديدة لحرب المجاهدين، فقد وصلت أساليب "مكافحة الإرهاب" إلى مرحلة متقدمة يتم فيها احتواء وتدجين "جهاديين سابقين" للقيام بالمهمة، بما يضمن مصالح النظام الدولي الكفري، ويشبع رغبة المفتونين بالحكم، رأينا ذلك في نسخ عديدة أبرزها "حكومة طالبان" وأحدثها "حكومة الإنقاذ" وكلاهما دخل القصور الرئاسية بموافقة الجهات المعنية. وكنا طرحنا قبل سنوات أن سبب عدم سقوط النظام النصيري "رسميا" رغم سقوطه "فعليا"، هو "غياب البديل"! لأن البديل كان آنذاك إما الدولة الإسلامية، أو الفوضى العارمة التي تهدد أيضا حدود اليهود، ولذلك حالت الجهود "الأمريكية اليهودية الروسية الإيرانية" مجتمعة دون إسقاطه، لكن يبدو أنه خلال هذه السنوات وعبر "إستراتيجية التدجين"، تم إنضاج البديل على نار هادئة بعد أن صنع من مقره في "إدلب" نسخة مصغرة لشكل "سوريا المستقبل" وصدّر صورة مقبولة دولية لنظام وطني "غليظ" مع الأكثرية المؤمنة "رقيق" مع "الأقلية" الكافرة. تدجين وترويض هذه الهيئات يتم عبر مسارات طويلة في أقبية مراكز الدراسات والاستخبارات، تمر بعمليات فحص واختبارات عديدة للتأكد من مدى جدية وتفاني هذه الهيئات في محاربة الجهاد وهدم العقيدة!، وتستمر في ذلك السقوط حتى تصل إلى "مرحلة نضج" تمكّنها من استلام التكاليف الحكومية الأمنية أو الإدارية، كما رأينا مؤخرا في سوريا ومن قبل في أفغانستان. وبناء عليه، توالت تصريحات مسؤولين يهود وأمريكيين وروس وإيرانيين وغيرهم حول "فتح قنوات اتصال" مباشرة وغير مباشرة مع "المعارضة السورية!" بعد تسلّمها الحكم خلفا للنظام النصيري، هذه الاتصالات لم تكن وليدة اللحظة الثورية، فلم يستيقظ قادة هذه الدول على أخبار سقوط المدن والبلدات بسرعة الآليات! ليقولوا يا للهول!، لقد سقط الأسد! علينا أن نتصل بقادة المعارضة الآن! وأن ننسق معهم قبل فوات الأوان! ليس هذا ما حدث، إن ما حدث عملية إبدال مدروسة للنظام النصيري بنظام جديد يحارب الشرع بـ"الشرع!". أما عن أسباب إذعان الحركات الجهادية إلى هذا المسار الجاهلي، ولماذا تنكث غزلها وتنقلب على أعقابها؟! فالأسباب والتفسيرات كثيرة طويلة طول مسارات الحرب على الجهاد التي ترعاها قوى الكفر، لكن لعل أبرزها: وصول هؤلاء "الجهاديين المدجنين" إلى نتيجة حاسمة أنه لا جدوى من سلوك سبيل الجهاد في إحداث التغيير المنشود، لأنهم سيصطدمون بكل قوى الكفر العالمي وسيدفعون أثمانا كبيرة لم تطقها قلوبهم المريضة ولا نفوسهم المروّضة فيجنحون إلى مداهنة ومسايرة الجاهلية الدولية بدلا من مصادمتها ومفاصلتها، وصارت تلك عندهم حنكة ونضجا بعد أن كانت ردة وخيانة ونكوصا. ولذلك بعد 13 عاما من "الجهاد الثوري" في الشام، أصبح الولاء والبراء "طائفية" وفُسّرت الثورة بأنها "قتال اضطراري" ضد "أسرة حاكمة" متسلطة رفضت الحوار وتقاسم السلطة! وليست حربا دينية ضد نظام نصيري كافر حتى بدون "صيدانيا" ومشتقاته، ولذلك خلت خطابات "مهووس السُّلطة واللَّقطة" من وصف النظام بــ"النصيري" خشية أن تُحسب عليه! وهو ما لا يقبله رعاة النظام الجديد ولا دستورهم الجاهلي المزمع تفصيله قريبا ليناسب مقاس "سوريا المستقبل" مع قرب أفول حدود "سايكس - بيكو" وبروز حدود "نتنياهو - ترامب". ◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 473 الخميس 11 جمادى الآخرة 1446هـ مقال: تدجين وتجنيد!
  • عبد الرحمن أبو فهد

      منذ
    صيدنايا والنفاق العالمي (2) كانت وسائل الإعلام التي تبكي صيدنايا اليوم تذهب إلى الهول لتمارس التشبيح الإعلامي بحق المؤمنات الصابرات الطاهرات اللواتي دفعن وأزواجهن ضريبة الإيمان والانتصار لإخوانهم الشاميين في جهاد لا يرجون من أحد شكره ولا ذكره. كانت قنوات الدجل تذهب إلى الهول لتقدّم مادة إعلامية تشويهية بحق الأطفال الأسرى! المحتجزين بقرار ورغبة دولية في ظروف قاسية بتهمة "الإرهاب" التي يفرّ منها الخونة اليوم، ويقدّمون لتفاديها كل التنازلات. أسرى الهول وغويران الذين تتنافس الميليشيات الكردية والثورية والتركية على التقرب إلى الصليبيين بإمساك ملفهم وشد وثاقهم!، أسرى الأهوال الذين دأبت الحكومات الصليبية والمرتدة على التحذير من إطلاق سراحهم أو التساهل معهم أو حتى الانشغال عنهم! وهو ما عبّر عنه قبل أيام "سيناتور أمريكي" بقوله: "علينا ضمان عدم إطلاق سراح ما يقرب من ٥٠ ألف سجين من الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا"، محذّرا مُقرًا بأنّ هروبهم "سيكون كابوسا لأمريكا". هذا "الكابوس" لا يطارد أمريكا الصليبية وحدها، بل يطارد أذنابهم المرتدين من الحكومات والميليشيات، ولذلك لا تجد وسائل الإعلام في هذه السجون مادة للاتجار بالمأساة والمعاناة، بل مادة للمزايدة والتشويه والمعاداة ليس للمجاهدين فحسب، بل حتى لنسائهم وأطفالهم، فهؤلاء في عرف القوانين الجاهلية الدولية والثورية "إرهابيون" برتبة أطفال ونساء!! لا تشملهم "الثورة العوراء" ولا "إنسانيتها" الجوفاء. ولكن ما ضرّهم إن لم يشملهم هذا الغثاء؛ إن شملتهم رحمة المولى سبحانه ولطفه وحسن ثوابه، وقد قضى في كتابه: {أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ ۖ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}، فلن يُضيع عباده الذين هاجروا وجاهدوا وصبروا وأوذوا في سبيله، وسينتقم بعدله من الصليبيين والمرتدين وكل المتورطين في فصول هذه الجريمة التاريخية، بعذاب من عنده أو بأيدينا، فاللهم دبّر لنا فإننا لا نحسن التدبير. ومن مظاهر الدجل الإعلامي الذي رافق سقوط الأسد، تبدُّل سلوك الإعلام الموالي للنظام، حيث أقبل "شبيحة الأسد ثوار" يطبلون للثورة بعد أن كانوا قبل أيام ينبحون عليها، حتى غدا الفرق بين "الثوري" و"الشبيح" إسقاط علم ورفع آخر كلاهما من صنع "سايكس بيكو" فيا لهوان الثورة وهوان إعلامها. من الناحية الشرعية، فإنّ العاملين في وسائل الإعلام النصيرية هم كفار مرتدون محاربون، يستوي في ذلك ذكورهم وإناثهم من المراسلين والمحرِّرين والمصوِّرين و"الممثلين" وكل من له صلة بالمنظومة الإعلامية النصيرية التي عكفت سنوات تناصر الطاغوت وتنافح عنه وتؤيد جرائمه، وإنّ تبديل هؤلاء جلودهم بين ليلة وضحاها من "التشبيح إلى الثورة" يُعد استخفافا بالدماء وإمعانا في الإجرام، وإنّ حكم الإسلام فيهم هو القتل ردَّة جزاء وفاقا لأنهم أولياء وأعوان الطاغوت حكمهم حكمه لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}. كما أنّ تصنيفهم إلى إعلاميين "حربيين وغير حربيين" والدعوة إلى محاكمتهم بالقانون هو ضرب من ضروب الجاهلية المتجذّرة، فإنّ القانون هو الذي حماهم وجرأهم على دماء وأعراض المسلمين في عهد "سوريا الأسد، وهو الذي سيكفل حمايتهم في عهد "سوريا الضبع"، وإنّ من عفا عن القتلة والجزارين كسبا لرضى النظام الدولي؛ لن يجرؤ على المساس بمن هم دونهم من الإعلاميين و"الممثلين" الذين رسموا لوحة النظام من قبل! ويرسمون لوحة الثورة من بعد! من خشية النفاق العالي. ◽ المصدر: صحيفة النبأ العدد 474 الخميس 18 جمادى الآخرة 1446هـ المقال الافتتاحي: صيدنايا والنفاق العالمي
  • عبد الرحمن أبو فهد

      منذ
    صيدنايا والنفاق العالمي (1) يغلب على السنوات الخدّاعات صبغتان متجذّرتان: صبغة "جاهلية" تصبغ المعتقدات، وصبغة "دجلية" تصبغ سلوك الأفراد والجماعات، ومن ذلك حالة الدجل والنفاق العالمي التي طغت على وسائل الإعلام في قضية سجن صيدنايا، الذي أدارته "الأقلية" النصيرية العلوية الكافرة لعقود، عذبت وقتلت فيه آلاف المسلمين. على مسرح الأحداث، وبغير سابق إنذار، صار الإعلاميون يمثلون دور المندهش والمصدوم من مآسي صيدنايا الجاثم على ثرى الشام لأكثر من ثلاثين عاما؛ وكأنّه كان غيبا كُشف حجابه للتو! وكأنّ جرائم النصيرية أمام الشاشات، أقل بشاعة من جرائمهم في أقبية المعتقلات! أو لعلها صدرت عن نظام وردي كان يرمى الناس بالخزامى وبراميل الورود!! إنه دجل ونفاق عابر للحدود. فهل خفيت على وسائل النفاق العالمي جرائم النشر بالمناشير والقصف بالبراميل والكيماوي وغيرها الكثير، وظهرت فقط جريمة صيدنايا؟! لماذا يحاول الدجالون إقناع الجمهور بأن جرائم صيدنايا كانت "استثناء" وليست سياسة معتمدة لدى سائر الطواغيت؟! لماذا يوهمون الناس أنها كانت "أسرارا تحت أرضية" لم تُكتشف إلا بسقوط الأسد من أعين النظام الدولي؟! وبما إنّ شهية الإعلام مفتوحة هذه الأيام على مآسي الأمة ودموع مراسليه غزيرة؛ فهذا بلاغ إلى جميع وسائل الإعلام المرهفة التي ذرفت دموع النفاق على ضحايا صيدنايا، هل ندلكم على أفرع أخرى لصيدنايا لم تسقط بعد من عين النظام الدولي؟! اذهبوا إلى صيدنايا أفرع لبنان، والأردن، وتركيا، وكلها قريبة؟! ومثلها صيدنايا فرع مصر، وأفرع السعودية والإمارات وبقية دول الخليج، ومثلها أفرع المغرب وتونس وليبيا والجزائر والسودان الجريح. بل اذهبوا إلى أفرع صيدنايا التي تملأ العراق حيث يتعرض فيها أسرى المسلمين لأبشع صور التعذيب والقتل البطيء على أيدي الرافضة الذين صار "عديم الشرع" حارسا لمعابدهم مؤاخيا لحكومتهم الرافضية "الموقرة! في"سوريا الحرة" تماما كما كان عليه الحال في "سوريا الأسد!" بل هل ندلكم على ما هو أقرب إليكم من ذلك كله، اذهبوا إن استطعتم إلى صيدنايا فرع "إدلب! " الذي يُمسي فيه المجاهد أسيرا، ولا يُصبح إلا داخل السجون العسكرية التركية، بعد الاستعانة بمصباح "عدو الدين" للخدمات الأمنية السحرية!! فإن أبيتم هذا وذاك، فاذهبوا إلى أكبر صيدنايا في سوريا، فرع الهول وغويران حيث الأهوال التي تُرتكب جهارا نهارا في أكبر سجون بشرية علنية يقبع فيها آلاف المجاهدين والمهاجرين الأبرار وعوائلهم الأطهار الذين جاهدوا على ثرى الشام منذ الأيام الأولى للثورة وأسقطوا النظام فعليا لولا تدخل طواغيت الشرق والغرب مع "الثوار!" إنّ في كل بلد طاغوت، ولكل طاغوت صيدنايا ولكنه الدجل الإعلامي والنفاق العالمي، إنها شبكات عالمية للاتجار بمعاناة الناس أو الانقلاب عليها بحسب تقلُّب المزاج الدولي! وأضوائه الخضر والزرق!! وللمفارقة، فإنه بينما تتوجه اليوم وسائل الإعلام إلى صيدنايا للتباكي على أسراه؛ كانت ذاتها تتوجه إلى أسرى غويران والهول، لا لتنقل معاناتهم ولا لتتباكى عليهم، وإنما لتتشفّى بمصابهم وتبتزهم وتساومهم على البث الحي!! وتمارس بحقهم أقذر صور الخِسّة الإعلامية! لعلها تظفر بتراجع أو استجداء تسوِّقه للغثاء، فلا تعود إلا خاسئة ذليلة. كانت وسائل الإعلام التي تبكي صيدنايا اليوم تذهب إلى الهول لتمارس التشبيح الإعلامي بحق المؤمنات الصابرات الطاهرات اللواتي دفعن وأزواجهن ضريبة الإيمان والانتصار لإخوانهم الشاميين في جهاد لا يرجون من أحد شكره ولا ذكره. كانت قنوات الدجل تذهب إلى الهول لتقدّم مادة إعلامية تشويهية بحق الأطفال الأسرى! المحتجزين بقرار ورغبة دولية في ظروف قاسية بتهمة "الإرهاب" التي يفرّ منها الخونة اليوم، ويقدّمون لتفاديها كل التنازلات. أسرى الهول وغويران الذين تتنافس الميليشيات الكردية والثورية والتركية على التقرب إلى الصليبيين بإمساك ملفهم وشد وثاقهم!، أسرى الأهوال الذين دأبت الحكومات الصليبية والمرتدة على التحذير من إطلاق سراحهم أو التساهل معهم أو حتى الانشغال عنهم! وهو ما عبّر عنه قبل أيام "سيناتور أمريكي" بقوله: "علينا ضمان عدم إطلاق سراح ما يقرب من ٥٠ ألف سجين من الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا"، محذّرا مُقرًا بأنّ هروبهم "سيكون كابوسا لأمريكا". ◽ المصدر: صحيفة النبأ العدد 474 الخميس 18 جمادى الآخرة 1446هـ المقال الافتتاحي: صيدنايا والنفاق العالمي

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً