سورة الحاقة هي سورة مكيّة، وسُّمي يوم القيامة بالحاقة لأن وقوعه حق لا ريب فيه. وقد بين الله عز وجل في بداية السورة عن أحوال الأمم في هذا اليوم الآخر، ...
إن ما نراه ونشاهده في واقعنا من إهانة للمسلمين، وتقتيل وتشريد ينزل بساحتهم، ما هو إلا لأنهم تركوا سبب عزتهم، وسرّ كرامتهم، وهو الجهاد لإعلاء كلمة الله تعالى، وكم ترعب هذه الكلمة الكفار في كل زمان؛ لأنهم يعلمون ماذا تعني للمسلمين.
إن التراث العقائدي لدى الأمم يشكِّل أهم أساس في بناء التصورات والأنظمة، وبالنظر إلى تراث الأمم العقائدي نجد أن الشرك قد وجد عندها جميعاً؛ نتيجة لإقحام العقل في غير مجاله، أو اتباع الفلسفات وعلم الكلام، أو الإعراض عن وحي السماء. وقد جعل الله تراث الأمم العقائدي كله يندثر بطروء التحريف عليه، واختص هذه الأمة بحفظ شريعتها بالرغم من حصول شرخ تأريخي من قبل المنحرفين، كل ذلك يؤكد لنا أنه لن يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.