تَكَلَّمَ فَضِيلَةُ الشَّيْخِ-حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ- عن الرِّحْلَةِ فِي طَلبِ الْعِلْمِ، وَبَيَّنَ أَنَّ الْعِلْمَ أَشْرَفُ مِهْنَةٍ؛ وَأَعْلَى مُهِمَّةٍ يَنْتَسِبُ إِلَيْهَا الْعَبْدُ، فَكَفَى بِالْعِلْمِ شَرَفًا أَنْ يَدَّعِيهِ مَنْ لَيْسَ هُوَ أَهْلُهُ، فَالْعُلَمَاءُ هُمْ أَعْلَى النَّاسِ رِفْعَةً، وَأَرْفَعُهُمْ مِنْزِلَةً؛ إِذْ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِياءِ، لِأَجْلِ ذَلِكَ يَنْبَغِي لِطَالبِ الْعِلْمِ أَنْ يَتَحَمَّلَ الصِّعَابَ؛ وَيَهُونَ عَلَيْهِ كَلَّ عَذَابٍ؛ لِرِفْعَةِ الْمَطْلُوبِ وَشَرَفِ الْمَقْصُودِ، ثُمَّ سَاقَ فَضِيلَةُ الشَّيْخِ نَمَاذِجَ رَائِعَةً لِلْسَّلَفِ الصالِحِ وَمُعَانَاتِهِم فِي رِحْلَةِ الطَّلَبِ.