بقلم : سلامة سهلية الحب في زمن الأنا أه وأه من زمن نحلم فيه بالحب والعدل والسلام والتسامح ...

بقلم : سلامة سهلية
الحب في زمن الأنا
أه وأه من زمن نحلم فيه بالحب والعدل والسلام والتسامح والغفران وقبول الرأي والرأي الآخر، كيف لنا اليوم أن نجعل الحب نعمة ورزق وسعادة في قلوبنا داخل مجتمعاتنا العربية متضامنة متحابة مع بعضها البعض ، ولنجعل سعادة المحبوبين المتحابين لاتنقطع، والذي هو باب من أبواب الخيروالنجاح .
كيف لنا اليوم أن نكون من أصحاب القلوب الرحيمة والضمائر الحية، وصحة العقول، والتنشئة السليمة، وتهذيب النفس وتقويم السلوك ونحيي القلوب، ونصون العلاقة السامية القائمة على الرحمة والشفقة والتقدير والصفح بين المجتمع ككل؟
كيف لنا اليوم أن نجعل الحياة أمَّارة بالحب في زمن طغت عليه الأنا ؟
هل مازال في القلب نبضُ للحب والحياة الكريمة والجمال في غمرة الأحقاد والضغائن والتصدعات في قلوب الناس؟
غريب أمر هذا الحب في حياة مجتمعاتنا العربية فلا أحد منا شبع منه ، يتكلم عن الحب ولا يعرف دفئه وصفائه !
خوف وقلق وظلال وترقب صفات تتعارض مع أسمى كلمة في الوجود وهي عاطفة الحب.
الحب الذي نشأ في قلوبنا بالفطرة ، تغير وانتزع من أفئدتنا بسبب الظروف البيئية المحيطة بنا والتي نتعامل معها ، لا نعرف مشاعرنا الحقيقية تجاه بعضنا البعض ولا تجاه الأشخاص المحيطين بنا ، نعيش صراعات نفسية متتالية بسبب سوء الضن لبعضنا البعض والتي أصبحت أزمة أخلاقية ناتجة عن أزمة التصالح مع الذات ،هذا الجحيم مع الذات الذي تنتهجه النفس البشرية ،تتخذ أبعادا ومنحى آخر لايعلمها الإنسان إلا إذا وقف وقفة صدق أمام نفسه ويتعرف في داخله عن الأنا الذي يفسد ويخرب ويدنس ، فيشقى ويشقى بها آخرون .
لماذا أصبحنا اليوم لانتقبل الآخر ولا نتواصل معه كما هو ؟
أصبح حب الذات طاغيا ، قد نعيش عمرا كاملا نبحث عن ذاتنا ولكن من الصعب الوصول إلى جواب !
نستطيع أن ننتقل من حب ذاتنا بالقوة إلى حب الذات بالفعل ، وهذا فعل إيجابي للحفاظ على ذاته كقيمة إنسانية لا غير، وكلما لامس الإنسان الحقيقة التي تظهر أمامه كنور القمر تمحو أمامه كل ظلمة ،وتصالح مع نفسه لجلب كل ماهو إيجابي بالإرادة .

وقد نعيش عمرا كاملا نبحث عن الحب الحقيقي ولا نجده ، ربما هو موجود بداخلنا قد يكون في قلوبنا التي تحمل الخير لجميع البشر ، ويدفعنا إلى أمل جديد ينبت فينا روح السعادة من جديد .
إن الكثير من الناس ينظرون إلى الحب على أنه من الكماليات وليس من الضروريات، يعيشون الحياة بلهفة والإلمام بكل متاعها والإهتمام بالشكليات والمظاهر المخادعة والزائفة والركض وراء ملذات الحياة ، والتعالي على الغير في كراهية ومكائد وأحقاد ، ونسوا أن الحب شعورعظيم وجميل ورائع لمن امتلكه يقوم على الإحترام والتقدير والرحمة واستقرار الحياة ووسيلة للتعاون والتفاهم .
أغلب مجتمعاتنا العربية تسيئ إساءة كبيرة للحب رغم أنه موجود في مجتمعنا العربي منذ أقدم العصور ، تغير وتغيرت معه العقلية البشرية بين الأمس والحاضر ، أصبح الناس اليوم واهتماماتهم بالتكنولوجيا معيارا تسخره في المجتمع ضد العاطفة الإنسانية .
كلنا يتحدث عن الحب ويتغنى به ، هل هو مجرد كلمات شعرجميلة ، أم أن بذرة الخير الكامنة في النَّفْس الانسانية قابلة للنمو والتفتح لِتزهر جمالاً ومحبة وألفة .
هل أصبح الإنسان عبدا للأنا ،التي تقوده للعثرات والعقبات ،و يغلبه هواها ويقوده الى حيث لا تُحمد عقباه؟
إننا اليوم نعيش زمننا الذي تحول إلى حالة مرضية إسمها ( الأنانية) والتي تقوم على نشر الأنا ، يسعى من خلالها إلى تحقيق مصالحه الشخصية متجاهلا الأخرين ، وتزايدت واصبحت أكثر تفاقما في عصر العولمة والإنفتاح الإقتصادي ، كثر الجشع والرغبة للوصول بسرعة إلى الهدف دون بذل أي جهد مبذول .
أصبح الإنسان آلة تسمى اقتصاد السوق وأصبحت قيمها الربح والخسارة هي المعيار ، بعد ما كانت الخير والشر.
كم هو جميل أن نكون محبوبين ، والأجمل نكون محبين !
إن الحياةعابرة ولا تستحق منا الأحقاد وكلما تقدم بنا العمر ندرك كم كان العمرسريعا ،ولا يبقى منا إلا الذكرى الطيبة والمعاملة الحسنة مع الجميع .

*********
...المزيد

الصدق والكذب ? إن من مكارمِ الأخلاقِ التي جاءتِ الشريعة بإكمالها مكرُمةَ الصدقِ، حيثُ كانتِ العربُ ...

الصدق والكذب ?
إن من مكارمِ الأخلاقِ التي جاءتِ الشريعة بإكمالها مكرُمةَ الصدقِ، حيثُ كانتِ العربُ في جاهليتها تتفاخرُ بالصدقِ وتُعَظّم الصادقين، وتنفِر من الكَذِب وتهجو الكاذبين، فهذا أبو سفيان بنُ حرب قبل إسلامه يذهبُ في رهطٍ من قريشٍ في تجارةِ إلى الشامِ، فيسمعُ بهم هرقلُ ملكُ الروم، فيبعثُ إليهم ليسأَلَهم عن هذا النبيِ الجديدِ صلى الله وسلم على نبينِا محمد، فأتوه فسألَهم فَصَدَقُوه، قال أبو سفيان وهو يومئذٍ مشركُ: (وَاللَّهِ، لَوْلا الْحَيَاءُ يَوْمَئِذٍ مِنْ أَنْ يَأْثُرَ أَصْحَابِي عَنِّي الْكَذِبَ لَكَذَبْتُهُ). هكذا كان الكفارُ في كفرِهم وأهلُ الجاهليةِ في جاهليتِهم يترفَّعُون عن الكذبِ ويستحيونَ من أن وينسب إليهم ...المزيد

انا امراة عاملة ومتزوجة من 9 سنوات ولدى طفلتين ومنذ ان تزوجت وانا اعطى كل راتبى لزوجى وذلك لتاسيس ...

انا امراة عاملة ومتزوجة من 9 سنوات ولدى طفلتين ومنذ ان تزوجت وانا اعطى كل راتبى لزوجى وذلك لتاسيس حياتنا وتسديد ديوننا و حدثت بعض المشاكل بينى وبين زوجى وكنت اخرج اللى بيت ابى ولا اجد من يسال علينا ولا عن مصاريفنا انا واولادى لحين حل المشكلة فقررت انى لا اعطى لزوجى مالى الذى اكسبه من عملى وطلبت منه فصل رواتبنا ليكون لكلا منا الذمة المالية الخاصة ونتشارك فى مصاريف المنزل والاولاد بالنصف ... و عاقبنى زوجى على ذلك بتركى شهر وبع ذلك طلب منى ان نتشارك ثانيا فى المال المدخر حيث يقسم علينا بالتساوى رغم ان راتبى ضعف راتبه بحجة ان فى حالة الوفاة لاى فرد منا يكون الاخر مستور ومعه نصف المال وايضا سوف ياخذ نصيبه الشرعى فى النصف الاخر من المتوفى وذلك لمراعاة الابناء
هل هذا يجوز شرعا ؟
هل اذا كتبت ما ادخره باسم بناتى لانهم اطفال واريد تامين مستقبلهم باذن الله تعالى هل هذا حرام شرعا؟
افيدونى جزاكم الله خيرا
...المزيد

🌌رسائل الفجر١٤٤٥/١٢/٢٩🌌 كان الرسول صلى الله عليه وسلم يغذِّي أرواح الصحابة بالقرآن ويربي نفوسهم ...

🌌رسائل الفجر١٤٤٥/١٢/٢٩🌌
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يغذِّي أرواح الصحابة بالقرآن ويربي نفوسهم بالإيمان ويخضعهم أمام رب العالمين خمس مرات في اليوم عن طهارة بدن وخشوع قلب وخضوع جسم وحضور عقل، فيزدادون كل يوم سمو روح ونقاء قلب ونظافة خلق وتحرراً من سلطان الماديات ومقاومة للشهوات ونزوعاً إلى رب الأرض والسموات، ويأخذهم بالصبر على الأذى والصفح الجميل وقهر النفس، لقد رضعوا حب الحرب وكأنهم ولدوا مع السيف.. ولكن الرسول يقهر طبيعتهم الحربية.. فانقهروا لأمره وكفوا أيديهم، وتحملوا من قريش ما تسيل منه النفوس في غير جبن وفي غير عجز.. ولم يزل الرسول يربيهم تربية دقيقة عميقة، ولم يزل القرآن يسمو بنفوسهم، ولم تزل مجالس الرسول صلى الله عليه وسلم تزيدهم رسوخاً في الدين.. يطيعون الرسل في المنشط والمكره.. قد خرجوا مع الرسول للقتال سبعاً وعشرين مرة في عشر سنين.
(ابو الحسن الندوي في: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين)
https://t.me/azzadden
...المزيد

تربية الأبناء عبدالهادي بن صالح محسن الربيعي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، ...

تربية الأبناء
عبدالهادي بن صالح محسن الربيعي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ التحريم: 6.

في هذه الآية الكريمة أمر سبحانه وتعالى بوقاية الأهل نار جهنم ومن الأهل الذين يجب وقايتهم نار جهنم الأبناء والبنات ولا يكون ذلك إلا بتربيتهم التربية الصالحة على الدين والأخلاق الحسنة والقيم النبيلة.

وكما أن للوالدين حقوقًا على أبنائهم، فإن للأولاد حقوقًا على الوالدين أيضًا، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام مسلم أنه قال: (وَإِنَّ لِوَلَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا).

فهل أدَّينا هذا الحق أيها الآباء والأمهات؟ فكما أن الولد سيسأل عن حق والده، فإن الوالد سيسأل عن حق ولده.

أيها الأحبة في الله، إن من حقوق الأولاد التي يغفل عنها كثير من الناس: أن يختار الرجل الأم الصالحة، عند الزواج، فالأم الصالحة كالأرض الطيبة، تنبت نباتًا حسنًا، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ)؛ رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

فحث النبي صلى الله عليه وسلم على اختيار ذات الدين؛ فذات الدين بإذن الله تكون عونًا لزوجها الصالح على تربية أبنائها تربية صالحة، وتقوم بواجبها؛ فالمسؤولية مشتركة بين الأبوين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)؛ رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

والطفل يولد على فطرة الإسلام، ثم يتأثر بما حوله مما يرى ويسمع من والديه وغيرهم، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أَوْ يُنَصِّرَانِهِ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَثَلِ البَهِيمَةِ تُنْتَجُ البَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ)؛ رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

وكما قيل وينشأ ناشئ الفتيان منَّا على ما كان عوده أبوه

أيها الأحبة، لا بد أن يعي كل والدين أن الأبناء والبنات أمانة يجب حفظها ورعايتها، وأن التفريط فيها خيانة كبيرة، ألا نقرأ قول ربنا في كتابه العزيز: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الأنفال: 27، 28].

إنها أمانة وفتنة، يعني اختبار للأبوين هل سيقومان بواجبهما أم لا، وكثير من الأبناء إنما جاء فسادهم من قبل إهمال الأبوين أو أحدهما، وبعض الآباء والأمهات يريد أبناءً صالحين دون أن يبذل أسباب الصلاح، فهذا يقال له:
ترجو النجاةَ ولم تسلك مسالكها **** إن السفينة لا تجري على اليبس
فهذا مضمار شاق يحتاج إلى صبر ومجاهدة، وقبل ذلك استعانة بالله تعالى، وقد عاتب أحدهم ولده على العقوق، فقال له ولده: يا أبتِ عققتني صغيرًا، فعققتك كبيرًا، وأضعتني وليدًا، فأضعتك شيخًا.

أيها الأحبة في الله، أيها الآباء والأمهات مسؤوليتنا ليست مقتصرة على توفير حاجات الجسد من طعام وشراب وكساء ودواء، فهناك ما هو أهم من كل هذه الواجبات، وهو غذاء الروح، الدين والأخلاق، ولا بد أن نعلم أن من أضاع هذه الأمانة فهو على خطر عظيم، فقد جاء الوعيد الشديد على ذلك؛ قال صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً، فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ، إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ)؛ متفق عليه.

أيها الإخوة الكرام... التربية الصالحة لها وسائل عديدة من أهمها:

1- الاستعانة بالله في تربيتهم والدعاء لهم:
مهما يبذل الوالدان من الجهود في تربية الأبناء، فلا غنى لهما عن توفيق الله؛ لأن الهداية بيده سبحانه، فلا بد من الدعاء مع العمل بأسباب الهداية، ولأهمية الدعاء في صلاح الأبناء كان الأنبياء والصالحون يحرصون عليه؛ كما قال الخليل إبراهيم عليه السلام: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [الصافات: 100]، وقال: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ [إبراهيم: 40]، وهذا زكريا عليه السلام يسأل الله ذرية صالحة، فيقول: ﴿ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ [مريم: 5، 6].

2- تربيتهم على العقيدة الصحيحة:
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتني بتعليم الأطفال العقيدة ويربيهم على الإيمان؛ كقوله لابن عباس: (يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)؛ رواه الترمذي.

3- تعويدهم على أداء العبادات:
فمن وسائل تربية الأولاد تعويدهم على فعل الخيرات، وأداء العبادات، ليعتادوا عليها منذ الصغر؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا، وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ)؛ رواه أبو داود وصحَّحه الألباني.
وكذا يعودون على الصيام قبل البلوغ، إذا كانوا يطيقونه كما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعودون أبناءهم فيصومونهم، فإذا بكى أحدهم أعطوه اللعبة من العهن؛ رواه البخاري ومسلم.
وكذا بقية العبادات نعودهم عليها، فإذا كبروا سهل عليهم أداؤها والمحافظة عليها.

4- حثهم على الآداب الإسلامية:
كما علم النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أبي سلمة رضي الله عنه آداب الطعام، يروي ذلك هو عن نفسه فيقول: كُنْتُ غُلاَمًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا غُلاَمُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ، فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ)؛ يعني صفة أكلي وطريقتي فيه؛ رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.

5- إبعادهم عن رفقاء السوء وتحذيرهم منهم:
فمن رعاية الأبناء تجنيبهم رفقاء السوء، سواء الذين يجلسون معهم، أو الذين قد يراسلونهم عبر برامج التواصل الاجتماعي، فصديق السوء ربما في لقاء واحد يهدم ما بناه الوالدان والمربين في سنوات، فلْنَحذر فالصاحب ساحب، لا سيما في هذا الزمان الذي سهل فيه الوصول إلى المعاصي، وأصبح التعارف عن بعد عن طريق برامج التواصل الكثيرة، حتى أصبح الشاب يتعرف على أشخاص لا يعرف عن أخلاقهم شيئًا، وقد يكونون أهل فسق وفجور، بل ربما كانوا كفارًا، فيتأثر بهم عياذًا بالله.

6- تجنيبهم كل ما يفسد أخلاقهم ودينهم:
من ذلك تجنيبهم مشاهدة المناظر الخليعة التي تُبث في التلفاز، أو في الإنترنت عمومًا، فأثرها السيئ في القلوب كبير، لا سيما عند فئة الشباب، ولا يخفى ما فيها من إثارة الشهوات، وتزيين المنكرات، نسأل الله أن يحفظ الجميع من كل شر.

7- التربية بالقدوة:
لا شك أن المربي الناجح سواء كان أبًا أو أمًّا، أو معلمًا، يجب أن يكون قدوة صالحة في نفسه، فكيف يرجو أن يطاع ويكون لتوجيهه أثر، وهو يخالف فعلُه قولَه، فأنت أيها المربي قدوة شئت أم أبيت، قدوة في الخير أو في الشر، فأبناؤك يربطون بين توجيهاتك وتصرفاتك، فإذا رأوك مثلا تسب أو تكذب أو تتكاسل عن الصلاة فهل سيقبلون منك إذا نهيتهم وحذرتهم من الكذب أو السب، أو التكاسل عن الصلاة ربما لن يستجيبوا، ولو استجابوا فربما يكون ذلك أمام عينيك فقط.
وقد قال ربنا سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الصف: 2، 3]، وكما قيل:
لا تنهَ عن خُلق وتأتي مثله *** عار عليك إذا فعلت عظيم
8- القرب منهم وإشباعهم عاطفيًّا:
قرب الوالدين من الأبناء لا سيما البنات، وإشباع عواطفهم بالحب والحنان، وإعطاؤهم الثقة في أنفسهم في غاية الأهمية، وملاطفتهم، ومشاركتهم في ألعابهم واهتماماتهم، ومدح الجوانب الإيجابية لديهم، سواء كانت الصفات المكتسبة كالصدق والأمانة والحياء مثلًا، أو حتى الصفات الخلقية؛ كالقوة عند الشاب مثلًا، والجمال عند الفتاة؛ لأن الإنسان بطبيعته يحب من يهتم به، والأولاد إذا لم يجدوا الاهتمام من والديهم، فقد يجدون ذلك في الخارج عند من لا يخاف الله، فيستغل النقص الذي لديهم في هذا الجانب، فيكون ذلك سببًا في انحرافهم.

التربية الصالحة لها ثمرات عظيمة من أهمها:

1- البر بالوالدين والإحسان إليهما:
فلا شك أن أول من ينتفع بصلاح الولد بعد نفع نفسه هم والداه، فسيثمر ذلك الجهد الذي بذلاه الوالدين بِرًّا بهما، لا سيما عند الكبر؛ لأن هذا الولد نشأ على طاعة الله الذي يوجب عليه الإحسان إلى والديه، وستثمر تلك التربية الصالحة، دعوات للوالدين في حياتهما ولن تنقطع بعد مماتهما؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (إذَا مَاتَ الإنسانُ انْقَطعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثلاثةٍ: إلا من صَدَقَةٍ جَاريةٍ، أو عِلمٍ يُنْتَفعُ به، أو ولدٍ صالِحٍ يَدعُو لهُ)؛ رواه مسلم.

2- صلاح المجتمع من حولهم:
ومن ثمرات التربية الصالحة: انتفاع المجتمع بهؤلاء الأبناء الذين يمشون بين الناس بأخلاق الحبيب صلى الله عليه وسلم، فيكونون فخرًا لمجتمعهم، فخرًا لبلدهم، يبنون مجده، ويشيدون عزه وكرامته، يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويعينون الضعيف، وينشرون الأمن، فصلاحهم لهم ولغيرهم، فهم صالحون مصلحون.

3- دوام المحبة والود بينهم:
من الثمرات العاجلة أن الأبناء الصالحين يعيشون متحابين، متعاطفين، متواصلين؛ لأن الدين هو الذي يقودهم بهذه الأخلاق الفاضلة، أما غيرهم ممن لم يتربوا على طاعة الله، فغالبًا ما تجدهم متحاسدين، مشكلاتهم لا تنقطع، يأكل بعضهم بعضًا، وكم من أحداث تقع بين الإخوة منها ما تصل إلى السب والشتائم، ومنها ما تصل إلى الهجر والقطيعة، والبغض والكراهية، ومنها ما يصل إلى القتل والجرائم، نسأل الله السلامة.

4- ضمان صلاح الأجيال القادمة:
ومن الثمرات استمرار الصلاح والخير في الأجيال، فالتربية الصالحة تثمر تربية صالحة مثلها؛ كما قال سبحانه: ﴿ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ﴾ [آل عمران: 34]،
وهذا يضاعف الأجر لكل من غرس بذرة طيبة، والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.

نسأل الله أن يحفظ أبناءنا وأبناء المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
...المزيد

حريات 3 من واقع ما نرى يعلم الكثيرين ان الحال قد تبدل من حال الى حال. ويتمنى من داخله لو انه ...

حريات 3
من واقع ما نرى يعلم الكثيرين ان الحال قد تبدل من حال الى حال.
ويتمنى من داخله لو انه يتغير الى احسن من هذا.
ف بالرغم من وجود وقوع البعض في الخطأ الا انهم قد ينكروه من داخلهم ولم يتغلل في وجودهم ويمكنهم المحاوله الى ان يخرجوا من ذالك البحر الموحل.
ويمكنهم ذلك ولكن لابد من وجود الوازع الديني والاخلاقي.
حتى يدركوا قيمه الحياه.
وكنا قد ذكرنا ان الخطه الغربيه وعاصفه الحريه التي انقضت علينا من الغرب كان هدفها تدمير العقيده الاسلاميه وان لم يكن من خلال ابادت الرموز والعادات فانهم يحاولون تدير ثياب الاخلاق والحياء لدى المسلمين.
واعتمد المستفيدون من تدمير المسلمين الى خطط كثيره جدا ونحن لا نملك دليلا غير الواقع وما يحدث يدركه من يرون الحقيقه بوضوح ولم تعميهم السلطه ولا الشهوه ولا المال.
الخطه الاولى.
تحرير العرب من الوازع الديني والاخلاقي عن طريق الانفتاح الفكري والذي تكلفت به المؤسسات الدعائيه القائمه على نشر الافكار التحرريه والتي لا تفرق بين دين وغيره من ملبس ومأكل ومشرب.
...المزيد

📖ﻗﺎﻝ الإمام ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ (ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ تعالى) :- 🔖ﻻ ﺷﻲﺀ ﺃﻧﻔﻊ ﻟﻠﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﺘﺪﺑّﺮ ...

📖ﻗﺎﻝ الإمام ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ
(ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ تعالى) :-

🔖ﻻ ﺷﻲﺀ ﺃﻧﻔﻊ ﻟﻠﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﺑﺎﻟﺘﺪﺑّﺮ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜّﺮ ﻓﺈﻧﻪ :-

ﻳﻮﺭﺙ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﻭﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻭﺍﻟﺮﺿﺎ ﻭﺍﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻛﻤﺎﻟﻪ .
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﺰﺟﺮ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﺬﻣﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻫﻼﻛﻪ 📚
(ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ 1/18
...المزيد

اذا أردت أن تنجح ضع الخطة الطويلة للوصول الى هدفك المنشود ثم قسم هذه الخطة الى أجزاء أصغر فأصغر ...

اذا أردت أن تنجح ضع الخطة الطويلة للوصول الى هدفك المنشود ثم قسم هذه الخطة الى أجزاء أصغر فأصغر واجعل كل همتك أن تنجح في كل خطوة من هذه الخطوات الصغيرة وكأن بعد هذه الخطوة الصغيرة الهدف الكبير .
فالنجاح الكبير ما هو إلا نجاحات صغيرة تجمعت سويا فاكتملت الصورة.
واعلم أنه كلما وصلت بخطتك إلى أجزاء متناهية الصغر كلما زادت فرص وصولك للهدف المنشود .
...المزيد

رضا الناس غاية لا تدرك.. ورضا الله غاية لا تترك..فترك ما لا تدرك..وأدرك ما لا تترك

رضا الناس غاية لا تدرك.. ورضا الله غاية لا تترك..فترك ما لا تدرك..وأدرك ما لا تترك
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
28 محرم 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً