خطبة بعنوان الرجال والرجولة في زمن قل فيه أخلاق الرجولة @ الحمد لله مُستحقِ الحمد بلا انقطاع، ...

خطبة بعنوان الرجال والرجولة في زمن قل فيه
أخلاق الرجولة @

الحمد لله مُستحقِ الحمد بلا انقطاع، ومستوجبِ الشكر بأقصى ما يستطاع، الوهابُ المنان، الرحيم الرحمن، المدعو بكل لسان، المرجو للعفو والإحسان، الذي لا خير إلا منه، ولا فضل إلا من لدنه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الجميل العوائد، الجزيل الفوائد، أكرم مسؤول، وأعظم مأمول، عالم الغيوب مفرّج الكروب، مجيب دعوة المضطر المكروب. وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، الوافي عهده، الصادق وعده، ذو الأخلاق الطاهرة، المؤيّد بالمعجزات الظاهرة، والبراهين الباهرة. صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه وتابعيه وأحزابه، صلاة تشرق إشراق البدور. عباد الله: اتقوا الله حق التقوى وراقبوه في السر والعلن وتمسكوا بما شرع الله لكم من الدين القويم، وأعلموا أن طاعة الله فيها السلامة والنجاة وفيها الرفعة والعزة، وإياكم والمعاصي فإنها توجب اليم العقاب ووبيل العذاب. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران:102]. {يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء:1]. سنقف وإياكم مع الرجال والرجولة. نتكلم عن الرجال والرجولة في زمنٍ فقدت الأمة أخلاق الرجولة، وصرنا نرى أشباه الرجال ولا رجال، غثاءً كغثاء السيل. أو كما قال الشاعر: يثقلون الأرض من كثرتهم *** ثم لا يُغنون في أمر جلل نتكلم عن الرجال والرجولة في زمنٍ صدق فينا قول القائل: "يا له من دين لو كان معه رجال". نتكلم عن الرجال والرجولة، والأمة اليوم بحاجة إلى رجال يحملون الدين وهمّ الدين ويسعون جادّين لخدمة دينهم وأوطانهم شعارهم قوله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب:23]. اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين. عباد الله: أختلف الناس في تفسير معنى الرجولة فمنهم من يفسرها بالقوة والشجاعة، ومنهم من يفسرها بالزعامة والقيادة والحزم، ومنهم يفسر الرجولة بالكرم وتضييف الضيوف، ومنهم يقيسها بمدى تحصيل المال والاشتغال بجمعه، ومنهم من يظنها حمية وعصبيةً جهلاء، ومنهم من يفسرها ببذل الجاه والشفاعة وتخليص مهام الناس بأي الطرق كانت... لكن الرجولة بمفهومها الصحيح ومعناها الحقيقي هو ما ذكره الله تبارك وتعالى في ثنايا كتابه الذي:{لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت:42]. عباد الله: لا بد أن نعلم أن هناك فرقٌ بين الرجل والذكر، فكل رجل ذكر، وليس كل ذكر رجل، ما أكثر الذكور لكن الرجال منهم قليل، ولقد جاءت كلمة (ذكر) في القرآن الكريم غالباً في المواطن الدنيوية التي يجتمع فيها الجميع، مثل الخلق وتوزيع الإرث وما أشبه ذلك، أما كلمة رجل فتأتي في المواطن الخاصة التي يحبها الله تعالى، ولذلك كان رسل الله إلى الناس كلهم رجال قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا} [يوسف: 109]. عباد الله: الرجولة هي تحمُّلُ المسئولية في الذب عن التوحيد، والنصح في الله، والدفاع عن أولياء الله قال الله تعالى: {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ} [القصص: 20]. ما جعله يأتي من أقاصي المدينة، وما جاء يمشي بل جاء يسعى لماذا؟ دفاعاً عن أولياء الله والدعاة إلى الله، إنها الرجولة الحقة بكل معانيها. الرجولة: قوةٌ في القول، وصدعٌ بالحق، كلمة حق عند سلطان جائر، قال الله تعالى: {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} [غافر:28]. الرجولة: صمودٌ أمام الملهيات، واستعلاء على المغريات، حذراً من يوم عصيب يشيب فيه الولدان وتتبدل الأرض غير الأرض والسماوات، قال الله تعالى: {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} [النور:37]. الرجولة: رأيٌ سديد، وكلمة طيبة، ومروءةٌ وشهامةٌ، وتعاون وتضامن. الرجولة: ليست هي تطويل الشوارب ورفع الصوت والصياح وليست عرض للقوة والعضلات. عباد الله: إن الرجال: لن يتربوا إلا في ظلال العقائد الراسخة، والفضائل الثابتة، والأخلاق الحسنة. الرجال: لن يتربوا إلا في ظلال بيوت الله، في ظلال القران والسنة النبوية. الرجال هم الذين يَصدُقون في عهودهم، ويوفون بوعودهم، ويثبتون على الطريق، قال الله تعالى:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23] الرجال: لا يُقاسون بضخامة أجسادهم وبهاء صورهم، وقوة أجسامهم فعن علي بن أبي طالب قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود فصعد على شجرةٍ أمره أن يأتيه منها بشيء فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله بن مسعود حين صعد الشجرة فضحكوا من دقة ساقيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتعجبون من دقّة ساقيه؟! إنّهما أثقل في الميزان من جبل أحد» (رواه أحمد وصححه ابن حبان). الرجال: هم الذين يعلمون علم اليقين أن حال الأمة لا يمكن تغييره إلا بصلاح الأفراد وإيجاد الرجال، قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد:11]. عباد الله: عند الأزمات تشتد الحاجة لوجودالرجال الحقيقيين، عند الفتن نحتاج إلى رجال يثبتون على الحق ويدافعون عن الحق ولا يخافون في الله لومة لائم. يقول الله تعالى: {قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة:23]. حاصر خالد بن الوليد (الحيرة) فطلب من أبي بكر مدداً، فما أمده إلا برجل واحد هو القعقاع بن عمرو التميمي وقال: لا يهزم جيش فيه مثله، وكان يقول: لصوت القعقاع في الجيش خيرٌ من ألف مقاتل! ولما طلب عمرو بن العاص المدد من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في فتح مصر كتب إليه: "أما بعد: فإني أمددتك بأربعة آلاف رجل، على كل ألف: رجل منهم مقام الألف: الزبير بن العوام، والمقداد بن عمرو، وعبادة بن الصامت، ومسلمة بن مخلد". عباد الله: إن خير ما تقوم به دولة لشعبها، وأعظم ما يقوم عليه منهج تعليمي، وأفضل ما تتعاون عليه أدوات التوجيه كلها من صحافة وإذاعة، ومسجد ومدرسة، هو صناعة هذه الرجولة، وتربية هذا الطراز من الرجال. أيها المسلمون نحتاج إلى الرجال الذين يثبتون وسط الأزمات التي تعصف بالمسلمين، الأزماتوالفتن التي تجعل الحليم حيراناً، نحتاج إلى رجال يبصرون الناس بالدين، إلى رجاليكونون قدوة للناس، إلى رجال يُثبِّتُون الناس على شرع الله. في دار من دور المدينة المباركة جلس عمر بن الخطاب ا إلى جماعة من أصحابه فقال لهم: تمنوا؛ فقال أحدهم: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءةٌ ذهباً أنفقه في سبيل الله، ثم قال عمر: تمنوا، فقال رجل آخر: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤاً وزبرجداً وجوهراً أنفقه في سبيل الله وأتصدق به، ثم قال: تمنوا، فقالوا: ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر: ولكني أتمنى رجالاً مثلَ أبي عبيدة بنِ الجراح، ومعاذِ بنِ جبلٍ، وسالمٍ مولى أبي حذيفة، فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله. رحم الله عمر الملهم، لقد كان خبيراً بما تقوم به الحضارات الحقة، وتنهض به الرسالات الكبيرة، وتحيا به الأمم الهامدة. إنهم الرجال أقوياء الإيمان أقوياء العزائم فهم أعز من كل معدن نفيس، وأغلى من كل جوهر ثمين. إن القوة ليست بحد السلاح بقدر ما هي في قلب الجندي، والتربية ليست في صفحات الكتاب بقدر ما هي في روح المعلم. عباد الله: بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين نحمده تعالى ونشكره ونثني عليه الخير كله، وأصلي وأسلم على عبده ورسوله وخيرته من خلقه صلوات الله عليه وسلامه وعلى آله وأصحابه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أيها المسلمون: ميزان الرجال في شريعة الإسلام ليس المال وليس الجاه وليس المنصب إنما الأعمال الفاضلة والأخلاق الحسنة والإيمان القوي، مرّ رجلٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«ما تقولون في هذا؟» قالوا: هذا حريٌ إن خَطَب أن يُنْكح، وإن شَفَع أن يُشَفّع، وإن قال أن يُسْتمع له. قال: ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين فقال:«ما تقولون في هذا؟» قالوا: هذا حريٌ إن خَطَب أن لا يُنْكح، وإن شَفَع أن لا يُشَفّع، وإن قال أن لا يُسْتمع له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا خيرٌ من ملء الأرض من مثل هذا» (صحيح البخاري 6447). عنوان الرجولة تتجلى في محمد صلى الله عليه وسلم الذي علم الرجال وربى الرجال وهو الذي قال:«والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو اهلك فيه ما تركته» (سيرة ابن هشام 1/150). عباد الله: دعونا وإياكم نبحر ونغوص في كتاب الله عز وجل لنرى الرجولة في القرآن الكريم. لقد ذكر الله الرجولة في القرآن الكريم في أكثر من خمسين موضعًا. - أول صفة من صفات الرجال وعلامة من علامات الرجولة في القرآن الطهارة بشقيها الظاهرة والباطنة قال تعالى:{لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة:108]. قول الله تعالى:{لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} [التوبة: 108] أُسس على التقوى، أُسس على التوحيد، أسس على العقيدة الصحيحة لوجه الله {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} [التوبة: 108] أحق أن تقوم فيه يا محمد من مسجد الضرار الذي بناه المنافقون. ما هي صفاته الأخرى؟ ما هي أهم صفة من صفاته؟ {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108]. أين مكان أولئك الرجال؟! أين مكانهم؟! هل هم في الأندية أو في الحفلات؟! هل هم في الأسواق يمرحون ويسرحون؟! هل هم في المجتمعات الفارغة التي تُفْرِغ الرجولة من معانيها؟! كلا أيها المسلمون {فِيهِ رِجَالٌ} [التوبة: 108] في هذا المسجد رجال. {رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} [التوبة: 108] يأتون إلى المسجد على طهارة، والله يحب هؤلاء الرجال الذين من صفتهم الطهارة ظاهراً بالنظافة والنقاء والمحافظة على الوضوء والطهارة الباطنة من أدران المعاصي والحقد والحسد والبغضاء {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108]. فلنكن عباد الله: طاهرين في أقوالنا وأفعالنا. - الصفة الثانية من صفات الرجولة في القرآن: الصدق مع الله والثبات على المنهج الرباني: فمن صفات الرجال: أنهم يثبتون على المنهج الرباني الذي أنزله الله عزوجل قال الله عزوجل مادحاً صنفاً من أصناف الرجال:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23]، عاهدوا الله ثم صدقوا في الوعد، صدقوا ما عاهدوا الله على هذا المنهج، استمروا عليه، تشبثوا به، وساروا غير مضطربين ولا متحيرين، لا تعيقهم العوائق، ولا تقف أمامهم الصعوبات ولا الشهوات، ولا الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام. {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} [الأحزاب: 23] ومات على هذا المنهج شهيداً عاملاً لمنهج الله عز وجل. {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} [الأحزاب: 23]ينتظر أن يتوفاه الله على حسن الختام؛ ليموت على هذا المنهاج غير مغيّر ولا مبدل. قال الله عز وجل:{وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23] ما بدلوا ولا غيروا ولا انحرفوا، بل هم مستقيمون على هذا المنهاج، ينتظرون أمر الله تعالىأن يتوفاهم وهم سائرون على هذا الدرب مستقيمون عليه، لا يلوُون على شيء إلا مرضاة ربهم عز وجل. فالله الله في الصدق معه، فإنه بقدر صدقك يمنحك الله الثبات في الأقوال والأفعال والتصرفات، ويحرسك بعين رعايته. جاء رجل من الأعراب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فآمن به واتبعه ثم قال:"أُهاجر معك، فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه أن يعلموه"، فالذي أسلم حديثاً يلتقي بالقديم، الجديد مع القديم يأخذ معه ويتربى عنه، هناك تعليم واهتمام بالأفراد، فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يهتم بأصحابه: "فلما كانت غزوةٌ، غنم النبي صلى الله عليه وسلم سبياً، فقسم وقسم له -لهذا الأعرابي- أعطى أصحابه ما قسم له - يعني: أمرهم أن يوصلوا نصيبه إليه- فجاءوا به إليه، فقال: ما هذا؟ قالوا: قسمٌ قسمه لك النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذه وجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: ما هذا؟ قال صلى الله عليه وسلم: «قسمته لك»، قال: ما على هذا اتبعتك، ولكني اتبعتك على أن أرمى بسهم هاهنا -وأشار إلى حلقه- فأموت وأدخل الجنة -لا غنائم، ولا أموال- فقال: «إن تصدق الله؛ يصدقك»، فلبثوا قليلاً، ثم نهضوا في قتال العدو، فأتي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحمل وقد أصابه سهمٌ حيث أشار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أهو هو؟» قالوا: نعم، قال صلى الله عليه وسلم: صدق الله فصدقه، ثم كفنه النبي صلى الله عليه وسلم في جبته ثم قدمه فصلى عليه، فكان فيما ظهر من صلاته: «اللهم إن هذا عبدك خرج مهاجراً في سبيلك، فقتل شهيداً أنا شهيدٌ على ذلك» (رواه النسائي وهو حديث صحيح). قال صلى الله عليه وسلم:«من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء ولو مات على فراشه» (رواه مسلم). حج عمر رضي الله عنه وأرضاه في آخر حياته وقف في الأبطح ورفع يديه، وقال: "اللهم انتشرت رعيتي، ورق عظمي، ودنا أجلي، فاقبضني إليك غير مفرطٍ ولا مفتون، اللهم إني أسألك شهادةً في سبيلك وموتة في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم " ، فقال له الصحابة: يا أمير المؤمنين! إن من يطلب الشهادة يخرج إلى الثغور، فقال: " هكذا سألت واسأل الله أن يلبي لي ما سألت". فلمّا وصل إلى المدينة طُعن في صلاة الفجر، وفي أحسن وقت، وفي أجلَّ مقام، وفي أحسن مكان، طُعن بعدما صلَّى الركعة الأولى ودخل في الثانية بيدٍ غادرة فاجرة، فوقع يقول: "حسبي الله، لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم"، وعلم أنها الشهادة التي سألها اوأرضاه، فلما وضع في بيته، وضعوا رأسه على وسادة فقال لابنه: " انزع الوسادة من تحت رأسي وضع رأسي على التراب علَّ الله أن يرحمني". اللهم اجعل خير أعمارنا أواخرها وخير أعمالنا خواتمها، هذاوصلوا عباد الله على رسول الهدى فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56]. اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين. أمير بن محمد المدري 49 973,166 ...المزيد

كُن على يقين أن هناك شيء ينتظرك بعد الصبر، ليبهرك و ينسيك مرارة الألم! ذلك وعد رّبي "وبشّر ...

كُن على يقين أن هناك شيء ينتظرك بعد الصبر، ليبهرك و ينسيك مرارة الألم! ذلك وعد رّبي "وبشّر الصّابرين".

حكمة سديدة

اعندما يكون الكذب سائداً..
فأن قول الحقيقة سيبدو عملا في منتهى الاستفزاز.

اللهم تقبل صلاتنا وسجودنا وركوعنا وقيامنا ودعائنا وتقبل يارب صيامنا

اللهم تقبل صلاتنا وسجودنا وركوعنا وقيامنا ودعائنا وتقبل يارب صيامنا

مكتوب على باب العلم: أَخُـو الْعِلْـمِ حيٌّ خَـــــالِدٌ بَعْدَ مَوْتِهِ *** ...

مكتوب على باب العلم:
أَخُـو الْعِلْـمِ حيٌّ خَـــــالِدٌ بَعْدَ مَوْتِهِ
*** وَأَوْصَـــــــــــــالُهُ تَحْتَ التُّـرَابِ رَمِيـمُ
وَذُو الْجَهْلِ مَيْتٌ وَهْوَ مَاشٍ عَلَى الثَّرَى
*** يُظًنُّ مِنَ الأَحْيَـــــــــــــاءِ وَهْوَ عَـدِيـمُ ...المزيد

أركان الثبات يقول الله تبارك وتعالى في سورة النحل " ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا ...

أركان الثبات

يقول الله تبارك وتعالى في سورة النحل " ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ " [ النحل : 110]
- من بعد ما وُضع السيف الناري على رأس خباب وهو بيصلي .. وفضل ثابت
- من بعد ما رُبط بلال في الخيل وجرجر على حر الرمل المتقد .. وفضل ثابت
- من بعد ما حُفر لخباب حفرة ووضع بها جمر ونام على هذا الجمر ولم يطفىء الجمر إلا شحم ظهره .. وفضل ثابت

الصفة دي يا إخواني إسمها " صفة الصمود "
الإنسان الصامد اللى مهما عملوا فيه هو مكمل على طريق الدعوة بتاعته
اللي مهما عملوا فيه هو مستمسك بهذا الطريق
اللي مهما أهل الباطل علموا هو ثابت على هذا الدين
من أعظم الصفات التي تُرى في الأنبياء والرسل والمؤمنين من بعدهم .. هي صفة الصمود ..

- الآية التي تجسد معنى " الصمود" هي قول الله عز وجل " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [آل عمران : 200]
هو ده الثبات يا جماعة
عايزين تعرفوا يعني إيه ثبات .. هو ده التعريف الكامل والشامل للثبات

أولاً : اصبروا
الصبر هو الاستمرار
- إنك تفضل مستمر على العمل
- إنك تفضل مستمر على ورد العبادة
- إنك تفضل مستمر على الدعوة إلى الله
- إنك تفضل مستمر إلى أن تموت
كما قال النبي-صلّ الله عليه وسلم- للصحابة قبل موته : " اصبروا حتى تلقوني على الحوض"
استمروا على ما انتم عليه إلى أن تموتوا .. الصبر حتى الموت

ثانياً : صابروا
صابروا بمعنى الكفاح
- يعني إيه كفاح النبي-عليه الصلاة والسلام-
- يعني إيه مهما كانت المهمة صعبة يارب فأنا استقوى بك عليها ..
زي ما ربنا قال للنبي-صل الله عليه وسلم- في الأول " وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ " [المدثر : 7]
أصل انت ياما هتشوف !
" ولا تمنن تستكثر " [ المدثر : 6]
أصل انت ياما هتضحي ..
الكفاح
- إنك تكافح لحد ما الشباب واحد واحد يتوب لربنا
- إنك تكافح لحد ما القرآن آية آية تفهمها
- إنك تكافح لحد ما الأمة كلها تتحرر من كبوتها

ثالثاُ : رابطوا
المرابطة بمعنى الصمود
الصمود
- إن لو أهل الباطل جاءوا ليقتلوك فأنت واقف على طريق الدعوة مهما حصل
- إن لو أهل الباطل عملوا أيه .. فأنا واقف على الطريق ده .. لا يمكن أتركه ..
الصمود في دين الله
قف على الثغر .. لو قٌتلت خليك واقف على الثغر ,, لأن الثغر لو اتفتح فالدين هيؤتى من قبلك أنت

رابعاُ " اتقوا الله
- اياك تصبر وتصابر وترابط عشان يتقال عليك بطل
-اياك تصبر وتصابر وترابط عشان عرض من أعراض الدنيا
انت هتصبر وتصابر وترابط لأنها قضية جنة أو نار

قضية الثبات يا إخواني هي قضية جنة أو نار
- قضية الثبات يعني واحد كان عداد حسناته شغال ليل نهار ، فانتكس .. فبقى عداد سيئاته شغال ليل نهار
- قضية الثبات يعني واحد كان ماشي في طريق كله ملائكه ، فانتكس .. فمشى فطريق كله شياطين
- قضية الثبات يعني واحد كان هيدخل الجنة ، فانتكس .. فبقى مستنيه حفرة من حفر النيران تحت التراب

عشان كده " واتقوا الله"
اعرف انها قضية جنة أو نار ..
لأن لو اصبروا وصابروا ورابطوا فقط .. فهيبقى إيه الفرق بين أي جندي من جنود الله وبين أي واحد تاني بيصبر ويصابر ويرابط في طريق الباطل

- " واتقوا الله" الركن ده من أركان الثبات الأربعة فرق ما بين البطل اللي عايش عشان ربنا .. والبطل اللي عايش عشان أي عصبية أخري ..

- إذاُ .. فالثبات له أركان أربعة وهم :
1. اصبروا = الاستمرار
2. صابروا = الكفاح
3. رابطوا = الصمود
4. اتقوا الله = هي لله


كتبه الفقير إلى عفو ربه
بلال العربي
...المزيد

رُحماك رَبي

ا

كتبها / همام نعمان العامري اليمن - تعز
لَمْ يُمْهِلُنِي الأَلَمْ
وَبِدُوُن مِعاد
أحْسَسْتُه يَختَلِس مِني الدّقائِقُ والثّوانِي
وأنا على قارِعه الطّرِيق
أسْرَعْتُ وأخَذْتُ وَرَقَة بَياض
أيقَنْتُ حِينَها أنه مَوْعِدُه
وأنا فِي طرِيقي
لَم تُمهِلُني دُمُوعي أن أصل إلى غُرْفَتي
وأنا أُخاطِبُ تِلكَ الوَرَقَة
تُرَى !! ما ذَنْبُك !! ولِماذا اخترتك أنتِ وحدك ؟!!
فَرَدّتْ عليّ بنَفس السّؤال
قُلْتُ لَها .. اليَوْمُ لِسْتُ عاشِقاً ..
لأكتُبُ عَلَيْكِ أحْرُفُ عِشْقي !
فَرَدت عَليّ .. لِستُ إلا وعاء للحُروف ..
فاكتُب ما تَشاء

تُرى هل أخبرها ؟!!
انتي الوسيط بين القُلُوب والأرواح .. والدول
هَلْ لَكِ اليَوم أن تُعيديني إلى أيام طُفولتي ؟!
فتَلعثَمَت ..ولم تجيب
وسألتها هَل لَكِ أن تَبْحَثِين عَنِّي ..
وَتَجْمَعِين شَتاتي ..
فقد تَبَعْثَرتُ وَلَم أَجِدُ نَفْسِي ؟!
فأنتي رَفيقي .. والرّفيق وقت الضيق؟!
فأجابت لا أستَطيِع .
حينَها اختنق القَلَمْ ورفض أن يَكتُب .. فأجْبَرْتُه
كَان سُؤالي الأخِير .. لو كَتَبْتُ الموتُ هُنا .. هل سيأتي ؟
فأبت أن تُجِيب !!

وإذا بِقَلَمي يَكْتُب دونَ شُعُور " رُحماك رَبّي "
إليْكَ أشْكُوا هَمّي .. وَغَمّي ..
فَرِّج كُرْبَتِي وآنِس وحدَتي
أنت الأول والآخِرُ والظاهِرُ والباطِنُ
وأنت على كُل شيٌ قَدير "
وهُنا سَقَطت دَمعَه حارة فغسلت كُل همومي
وكان الملجئ الأخير هو الله


...المزيد

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى لاسيما عبده وحبيبه المصطفى

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى لاسيما عبده وحبيبه المصطفى

اللهــم إستخـدمـني ولا تستبـدلـنـي .. وعلى طاعـتـك أعـنّي .. ومن رضـاك لا تحرمني .. ولغـيــرك ...

اللهــم إستخـدمـني ولا تستبـدلـنـي .. وعلى طاعـتـك أعـنّي .. ومن رضـاك لا تحرمني .. ولغـيــرك يـــــــــــارب لا تكِلـنـي

✍ حـقـيـقـة الـديــن _________________________ معرفة حقيقة الدين يتوقف عليها مصير الفرد ...

✍ حـقـيـقـة الـديــن
_________________________




معرفة حقيقة الدين يتوقف عليها مصير الفرد المسلم ,, وعدم معرفة الفرد المسلم حقيقة الدين قد يكون من أصحاب النار أجارنا الله منها ..
فليس بمجرد أننا مسلمون أننا أُنقذنا من النار وأننا دخلنا الجنة .. لا ..
ولكن التمرين والتدريب على ما يريده الإسلام ..
- الإسلام مجهول عند أهله .. أهل الإسلام لا يعرفون ما هو الإسلام .. لا يعرفون حقيقة إسلامهم .. لا يفطنون لمراد الله منهم ..
- تعرفوا يا إخواني ما هو أخطر شيء على هذا الدين ؟!
وستعجبون من الإجابة !!
أخطر شيء على هذا الدين هو حبنا له !!
- كيف يكون ذلك ؟!
سأقول لكم :
أولاً لماذا عُبدت الأصنام ؟
كان الناس يا إخواني بعد آدم عليه السلام كلهم يعبدون الله .. و بعد قرون طويلة كان هناك خمسة رجالا عرفوا بالصلاح في الدين هم " ود وسواع ويغوث ويعوق ونصرى " ..
فلما ماتوا إشتاق لهم قومهم فقالوا نجعل لهم تماثيل و نضعها في المجلس الذي إعتادوا الجلوس فيه و نجلس نتحدث و كأنهم معنى لم يفارقونا و لم يعبدوهم و لم يتقربوا إليهم بشيء بل كانوا مجرد تماثيل كالصور اليوم تذكرنا بالعظماء ..
و بعد مرور قرون أخرى على هذا الحدث أخذ كل جيل جديد يضيف شيئا من التعظيم للتماثيل ,, حتى جاء جيل قالوا ما هذه التماثيل إلا آلهة عبدها أسلافنا فعبدوها و قلدهم الناس في كل مكان بعبادة الاصنام ..
- فحبهم للدين والصلاح جعلهم يكفرون بالله ويعبدون سواه ..
لماذا ؟
لأنه حب بدون فهم ..
فحبكم للدين دون أن تفهموه فهماً صادقاً ده أخطر شيء ..
- خطورة المفاهيم الخاطئة إنها ممكن أن تخرج الناس من الجنة إلى النار ,, من الإيمان إلى الكفر ,, من الرضوان إلى الغضب ..
الرجل الذي سجد للنبي -صل الله عليه وسلم - هل فعل ذلك إلا من أجل أنه يحب النبي ويحب الدين ويظن أن ذلك الأمر عظيم ..
ولكن في الحقيقة هذا الأمر قد يهلك الإنسان بسبب الفهم الخاطيء ..
لذلك أيها الإخوة لازم نفهم الإسلام كما أنزله الله ،، وليس كما هو شائع في الطرقات وفي التلفاز او على المواقع ..
فالإسلام ليس استمتاعاً بالقصص الدينية والروحانيات الإيمانية .. الإسلام ليس ألف ليلة وليلة .. وليس يوجا تفعل عدة حركات كل يوم ..
فما هي حقيقة الدين إذاً ؟!
- الإسلام يا إخوة كالدولة له كيان وله قوانين وله ضوابط فأنت حين تدخل أي دولة فأنت تحت قانون هذه الدولة ..
فـ للإسلام مواصفات أساسية لا يكون الدينُ ديناً إلا بها ، لا يكون الإسلام إسلاماً إلا بها ، لا يكون العبدُ مرضياً لله مهما زعم الإسلام إلا بها :

📝1. الإسلام جاء كحَكَم على حياة الناس مهيمناً عليهم ، صاحب سلطة آمرة :
يقول الله عز وجل "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ "
حَكَم ،، مُهيمن على تصرفاتك وأفعالك ..
فللدين حُكم في تصرفات العباد ، ومن الخطأ عندما نقول ما " رأي الدين في كذا "
الإسلام لم يأتي ليعرض لك رأياً تأخذ به أو لا تأخذ به ولكن جاء حكماً على أفعالك
يقول الله " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا "
- طيب مينفعش أحكم بحاجة تانية ؟!
يقول الله " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا "
ويقول أيضا " وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ "
فعدم إدراك حقيقة هذا الأمر يخرجك من دائرة الإيمان ..

📝2. الإسلام لم يترك مجال إلا وتكلم عنه وعن حكمه :
فتكلم في جميع المجالات التي تنظم أمور الحياة قاطبةً " سياسية وإجتماعية وعسكرية وفنية وتربوية وعلمية وعمرانية وزراعية وقضائية وبيئية وأخلاقية "
بل وصل الأمر إلى تنظيم الأمور الشخصية داخل الخلاء وعند لبس النعل وعند النكاح .. فلم يترك أي قضية إلا وتكلم فيها ..
لدرجة أن ابن عباس يقول " لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله تعالى "
وعقال البعير هو الحبل الذي يربط به البعير ..
شريعة متكاملة ومنهج حياة ..
فما من أمر من الأمور إلا وللإسلام فيه عطاء ..
- والسؤال الآن ما هي الطريقة لمعرفة الدين الصحيح ؟
الطريقة هي أنت كشخص لازم تشتغل " مغيراتي "
نعم " مغيراتي "
بمعنى :
أنك تغير نفسك بعاداتك بمبادئك بإسلوب حياتك طبقاً للإسلام إلى أن تستقيم على منهج الإسلام ..
إنك تغير جلدك وتستبدله بجلد جديد تنسلخ من الموروث الشعبي الذي نشأت فيه وتلبس حلة الإسلام ..
لازم نفهم الإسلام كما أنزله الله ، مش كما هو شائع في العيلة والمجتمع ..
فالطريقة ليست معرفة الدين ، ولكن فقه الدين ..
أن تفقه ،، تفهمه ،، تعمل بمقتضاه ،، تغير ما حولك تبعاً له ..
ففقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ..
فإن الله تعالى ما عُبد بشيء أبداً أفضل من التفقه في الدين
عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ :
( يَا أَبَا ذَرٍّ ! لأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ مِائَةَ رَكْعَةٍ ، وَلأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ - عُمِلَ بِهِ أَوْ لَمْ يُعْمَلْ - خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ أَلْفَ رَكْعَةٍ ) ..
وإن كان في الحديث ضعف إلا أنه محمود المعنى ..
- فالطريقة هي أن تعلم فتعمل .. فإن كنت تسمع ولا تتبع ف كل سنة وانت طيب لم يتغير شيء ..
لذلك جادءت النصوص كثيرة جدا على أهمية أن نفقه ديننا :
- فقال تعالى : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم )
- وقال أيضا : ( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء )
- وقال : ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب )
-وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة )
- وقال عليه الصلاة والسلام : ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين )
-وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنه قالَ : ( طَلَبُ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَىْ كُلِّ مُسْلِمٍ ومسلمة )
وجاءت الآثار عن الصحابة والتابعين عن أهمية فقه الدين وعلى تفضيل العلم على العبادة ، وأن العالم ما يزال متعبدا لله تعالى في طريق طلبه للعلم . :
- قال ابن مسعود :
"لا يزال الفقيه يصلي . قالوا : وكيف يصلي ؟ قال : ذكر الله على قلبه ولسانه .
- ويروى عن معاذ :
"تعلموا العلم ، فإن تعلمه لله خشية ، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح" .
-وقال ابن عباس :
"تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها .
- وفي " مسائل إسحاق بن منصور " قلت لأحمد بن حنبل : قوله : تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها ، أي علم أراد ؟ قال : هو العلم الذي ينتفع به الناس في أمر دينهم . قلت : في الوضوء والصلاة والصوم والحج والطلاق ونحو هذا ؟ قال : نعم" .
- وقال أبو هريرة :
"لأن أجلس ساعة فأتفقه في ديني أحب إلي من إحياء ليلة إلى الصباح" .
- وقال سفيان الثوري :
"ما من عمل أفضل من طلب العلم إذا صحت فيه النية" .
- وقال محمد بن علي الباقر :
"عالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد" .
- و قال عبد الله بن عبيد بن عمير :
" كان يقال : العلم ضالة المؤمن يغدو في طلبه ، فإذا أصاب منه شيئا حواه "
- فعلى كل مسلمة ومسلمة أن يتعلم دينه أن يفقهه أن يفطن كل مسألة فيه .. أن يعمل به في حياته اليومية أن يغير ما تربى عليه من موروث خاطيء ويصبغه بصبغة الإسلام .. أن ننقي القلوب من شوائبها .. أن نقرأ أن ندرس أن نعبد الله أن ننشيء كيان متكامل على رباط من العقيدة ومن الإخوة الصادقة ..
فأسأل الله تبارك وتعالى أن يعلمنا ما جهلنا ، وأن يفقهنا في ديننا فقهاً يغير به حياتنا وحال أمتنا ..
إنه ولي ذلك والقادر عليه .. وأن يبارك في عاطفتنا وفي مشاعرنا وأن يجعل لقاءنا على هذا الشوق والحب موصولا بيننا يارب العالمين ..
وجزاكم الله خيراً ❤ ..

كتبه الفقير إلى عفو ربه
بلال العربي
...المزيد

من نونية القحطاني . . . لا خير في صور المعازف كلها ... والرقص والإيقاع في القضبان إن التقي ...

من نونية القحطاني
.
.
.
لا خير في صور المعازف كلها ... والرقص والإيقاع في القضبان
إن التقي لربه متنزه ... عن صوت أوتار وسمع أغان
وتلاوة القرآن من أهل التقى ... سيما بحسن شجا وحسن بيان
أشهى وأوفى للنفوس حلاوة ... من صوت مزمار ونقر مثان
وحنينه في الليل أطيب مسمع ... من نغمة النايات والعيدان
أعرض عن الدنيا الدنية زاهدا ... فالزهد عند أولي النهى زهدان
...المزيد

خاطرة الم

اشعور لم اشهده من قبل لم اشعر بأني سأشعر به يوماً
حرقة امتلأت بها جنبات صدري وكادت ان تفيض على من حولي وتغرقهم
هههه انا من كان لا يجرؤ احد على الحديث بحضرته !
اشعر بالهزيمه مع الاسف . . ما السبب؟ .. لا ادري !!!
قد اكون قد قصرت في اجتهادي على نفسي في ان اكون في المقدمه !
ربما !!
لا بل اكيد . انا من قصر . وقد عاقبتني نفسي ... كفى .
وكم هو شديد عقابك ..
لا لا لا لا لا .. لا لن اسمح لك بالاستمرار في عقابي
قد اكون قد تأخرت لكن يسرني ان تعلمي!!
بأني سأتقدم وسأبقى في المقدمه لا اقول سوف ارجع ولكن سأتقدم ..

وتذكري بأني من قال "هل رأيتيني يا شمس ...... وستراني النجوم".

خاطره اقولها لطلاب العلم وانا متأكد بأنهم سوف يفهمونها

حازم الخضير






...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
4 محرم 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً