🔹لا تحزن فالدين منصور والدعوة باقية🔹 كثير من الناس يظن أن الدنيا انتهت ، وأن القيامة قد قامت ، ...

🔹لا تحزن فالدين منصور والدعوة باقية🔹

كثير من الناس يظن أن الدنيا انتهت ، وأن القيامة قد قامت ، وأن الإسلام قد انكسر فلا يستقيم له شأن ..
كل ذلك بسبب موت بعض المعظمين لديه ، من علماء أفاضل وشيوخ كرام ..
وهذا فهم خاطيء نتج عن جهل بحقيقة هذا الدين ..
فهذا الدين لا يرتبط بقاؤه ببقاء رجل بعينه أو رجال بأعينهم ، ولو كان كذلك لانتهى بموت النبي ﷺ.

ولقد كان القرآن صريحاً في تقرير هذا المبدأ ، فبعدما أُشيع أن رسول الله ﷺ قُتل في يوم أُحد انكسر بعض المسلمين ، وتخاذلوا ، وظنوا أن الإسلام قد أُتي من قبل الكفار .. فعاتبهم الله ﷻ على ذلك بقوله : " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ "
[آل عمران:144]

- قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- :
" لما انهزم مَن انهزم من المسلمين يوم أُحد ، وقُتل مَن قُتل منهم ، نادى الشيطان : ألا إن محمداً قد قُتل ، ورجع ابن قميئة إلى المشركين ، فقال لهم : قتلتُ محمداً ، وإنما كان قد ضرب رسول الله ﷺ فشجه في رأسه ، فوقع ذلك في قلوب كثير من الناس ، واعتقدوا أن رسول الله قد قُتل ، وجوّزوا عليه ذلك ، كما قد قصَّ الله عن كثير من الأنبياء -عليهم السلام- ..
فحصل ضعف ووهن ، وتأخُّر عن القتال ، ففي ذلك أنزل الله ﷻ على رسوله ﷺ : " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ " أي : له أسوة بهم في الرسالة وفي جواز القتل عليه .

- قال ابن أبي نجيح عن أبيه :
أن رجلاً من المهاجرين مرَّ على رجل من الأنصار وهو يتشحَّط في دمه فقال له : يا فلان ! ، أشعرت أن محمداً قد قُتل ؟
فقال الأنصاري : إن كان محمد قد قُتل فقد بلّغ ، فقاتلوا عن دينكم ، فنزلت الآية .

- ثم قال ﷻ منكراً على من حصل له ضعف : " أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ "
أي : رجعتم القهقري ..
" وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ "
أي : الذين قاموا بطاعته ، وقاتلوا عن دينه ، واتبعوا رسوله ﷺ حياً وميتاً .

- فإذا كان هذا في شأن رسول الله ﷺ ، فما الحال بغيره ممن لا يساوي قطرة في بحر بالنسبة إلى رسول الله ﷺ ؟!

فاطمئن..
الدين منصور .. والدعوة باقية.


بلال العربي
...المزيد

🔹لا تكن على هامش الحياة🔹 ------------------------- يقول علي بن أب طالب -رضي الله عنه- : ...

🔹لا تكن على هامش الحياة🔹
-------------------------



يقول علي بن أب طالب -رضي الله عنه- : "قيمة المرء ما يُحسن" .
- ولذا فإنه لا ينبغي أبداً أن يجلس المسلم بلا هدف ولا عمل يعود عليه وعلى أمته بالخير في الدنيا والآخرة ..
فالفراغ والعطالة همٌ وكدر وغمٌ ومرض نفسي ..
والعمل يجلب معه السرور والحبور والنشاط والسعادة ..
وعندها ستنتهي الأمراض الفتاكة بشرط أن يقوم كل مسلم بدوره ولا يعيش على هامش الحياة.

- ولذلك نجد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قد حارب البطالة والفراغ حتى إنه وجد شباباً قد جلسوا في المسجد بلا عمل وإنما فَرَّغوا أنفسهم للعبادة فقط ، فأخرجهم من المسجد وأمرهم أن يخرجوا لطلب الرزق ، قائلاً : إن السماء لا تُمطر ذهباً ولا فضة.

- لقد كان عمر -رضي الله عنه- قدوة في هذا الأمر قبل أن يأمر به غيره.
فها هو تراه في عمل دؤوب ليلاً ونهاراً ، وكان لا ينام إلا قليلاً حتى قيل له : ألا تنام ؟
قال : لو نمت الليل كله ، ضاعت نفسي ، ولو نمت النهار كله ، ضاعت رعيتي .

- إن كفار قريش كانوا يبذلون من أوقاتهم وأموالهم لخدمة عقيدتهم الفاسدة ، وتبعهم على ذلك اليهود في عالمنا المعاصر..
في الوقت الذي نرى فيه كثيراً من المسلمين يبخلون بأموالهم وأوقاتهم لخدمة دين الله والعمل لنصرته ..

- إن المؤمن يُوقن أن السعادة في الآخرة ، والنحاح في الأُولى موقوف على العمل.
الجنة في الآخرة ليست جزاءاً لأهل البطالة والكسل والفراغ ، بل لأهل الجدِّ والعمل والإتقان.
قال ﷻ : " وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " .
[الزخرف:72] .
وقال ﷻ : " فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " .
[السجدة:17].

- فمن علامات السعادة والفلاح : أن العبد كلما زيد في عمله ؛ زيد في تواضعه ورحمته.
وكلما زيد في عمله ؛ زيد في خوفه وحذره.
وكلما زيد في ماله ؛ زيد في سخائه وبذله.
وكلما زيد في قدره وجاهه ؛ زيد في قُربه من الناس ، وقضاء حوائجهم والتواضع لهم.

بلال العربي
...المزيد

🔹قـضـاةٌ .. عـلـى شـفـيـر جـهـنـم🔹 ------------------------ الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على ...

🔹قـضـاةٌ .. عـلـى شـفـيـر جـهـنـم🔹
------------------------

الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى ولا سيما الحبيب المصطفى ﷺ ,, وبعد .

إن أشد ما تصاب به مؤسسة من المؤسسات أو جماعة أو حتى بيت من البيوت هو أن يكون مديرها وقائدها وربها وحاميها ظالما ؛ لا يري إلا نفسه ولا يسعى إلا لمصالحه .

فكيف إذا جمع مع الظلم غدرا وكذبا وخيانة ؟!!

كذلك الحال في الأمم والدول ، فينصر الله الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة .
يقول الله تعالى :
{وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ *فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [النمل :50-52]

ويقول النبي -صل الله عليه وسلم- « كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لاَ يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ » .
[ رواه ابن ماجة]

فكيف تنهض أمة انقسمت إلي شعبين :

- شعب استبيحت وانتهكت كل حرماته ..
فشفاهه بالخيط قد جُمعت فالكلام عليه محرم ,, وأيديه غلَّت وأرجله قد صفِّدت فالميادين عليه قد حرِّمت ,, وإن تجرأ علي شيء من هذا ، فله الرصاص مصبوب ,, وقنابل الغاز بلا حدود ,, ومن طال عمره فأمر الضبط والإحضار مكتوب .

- وشعب تحميه الدبابات وتحرسه الطائرات ويُكافَأ إن تكلَّم ويُمْدَح إن تحرَّك ومرحبًا به في كل الميادين.فالداخلية منهم ولهم والجيش مدافع عنهم.

كيف تنهض أمة الأحرار فيها في السجون والعملاء في القصور والشرفاء في القبور والعبيد في المروج يسعون في الأرض فسادا ينهبون الثروات ويعملون علي تقزيم الأمة .من أجل ذلك عنى الإسلام بالقضاء عناية عظيمة فوصى بالقضاء بين الناس بالحق وحذر من الجور واتباع الهوى .
قال الله تعالى :
{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ } [ص:26]

ولكن إذا فسد القضاء وخاب الأمل في قاض الأرض وضاع الحق في الدنيا فالفصل في القضاء بين يدي الله في محكمة الحق الإلهية ، فهناك يوم للحكم والفرقان والفصل في كل ما كان .
وهو اليوم المرسوم الموعود الموقوت بأجل عند الله معلوم محدود للفصل في جميع القضايا المعلقة في الحياة الأرضية ، والقضاء بحكم الله فيها ، وإعلان الكلمة الأخيرة والحكم النهائي البات .
يقول الله تعالى :
{وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ * لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ * لِيَوْمِ الْفَصْلِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ }
[المرسلات 11-15]
وفي هذا اليوم الويل لمن ظلم وبغي وتعدي وضيع حقوق المظلومين والضعفاء .

يا أيها المظلوم صبراً
{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ*يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} [الدخان:41]
يجتمع الظالم والمظلوم والقاتل والمقتول الجاني والمجني عليه فتبلي السرائر وتظهر الحقائق ويعطي المظلوم حقه {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } [الأنبياء: 47]

تجتمع الخلائق للقضاء الحق :
- قاعة المحكمة يعلوها الصمت التام فلا يعلوا إلا صوت الحق
{يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا} [طه : 108] .

- وليس هناك محامون إلا من عمل صالحاً
{ يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} [طه : 109] .

- والقاضي فيها يحكم بعلمه فلا يخفي عليه شيء
{ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ } [الحاقة :18] .

- ولا بد من إحضار المتهم فليس فيها حكم غيابي
{ يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } [الزمر: 16] .

- والجهة التنفيذية فيها
{مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }[التحريم :6] .

- والمتهم لا يستطيع الفرار
{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا} [طه : 111] .

- والمظلوم حتما يشفي الله غليله ويذهب غيظه
{ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا } [طه : 112] .

- وأما الشهود فيها ..
فهناك تسجيل لكل الأحداث فمن علَّم الإنسان التوثيق بالصوت والصورة بوسائل التكنولوجيا الحديثة أيعجز عن توثيق ظلمهم صوتا وصورة !! ..
فهناك سجلات مدونة لظلمهم :
{وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ *هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُون}َ [الجاثية : 28- 29]
وملائكة حفَّاظ :
{أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [الزخرف:80] .

- وتحدث المفاجآت فيشهد علي الظالم جوارحه
{ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ } [النور :24- 25] .

- ويكفينا أن الله شاهد ومطلع فسبحانه علام الغيوب
{ فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ * هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ [يونس:29-30]

فالميزان حساس بمثقال الذرة ولا يضيع فيها حق ولا يتبدد ولا يسقط الحكم بالتقادم .
فالأمر أخطر مما يتصوره البعض فليس الأمر خطأ وصواب أو ذنب وخطيئة بل هي جنة أو نار .

قال النبي -صل الله عليه وسلم- :
« مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ » . فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ وَإِنْ كَانَ شَيْئاً يَسِيراً يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « وَإِنْ قَضِيباً مِنْ أَرَاكٍ »
[رواه مسلم] .
وقال :
« الْقُضَاةُ ثَلاَثَةٌ وَاحِدٌ فِى الْجَنَّةِ وَاثْنَانِ فِى النَّارِ فَأَمَّا الَّذِى فِى الْجَنَّةِ فَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ وَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَجَارَ فِى الْحُكْمِ فَهُوَ فِى النَّارِ وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِى النَّارِ » [رواه أبو داود].

فيا أهالي الشهداء ويا من اتهمت ظلما فسجنت أو صودرت أموالك أو جُرحت أو أُصبت بأي أذى لابد أن يقف لك ظالمك ذليلاً خاشعاً لتقتص منه وإذا كان يوم ظلمك يوماً شديد عليك فيوم ظالمك عليه أشد
{الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا } [الفرقان :26] .

والله المستعان.

بلال العربي
...المزيد

🔹دواء الأحزان 🔹 --------------- لا شك أن الإنسان مُعرض للنكبات والمصائب ، ولكن لا ينبغي أن ...

🔹دواء الأحزان 🔹
---------------

لا شك أن الإنسان مُعرض للنكبات والمصائب ، ولكن لا ينبغي أن يتصور أن ذلك هو نهاية الحياة ، وأنه الوحيد الذي ابتُلى بتلك المصائب..
بل عليه أن يخففها ويهونها على نفسه من خلال :
(1) أن يعلم أن القدر قد سبق بذلك ، وأن الذي قدّر ذلك ورضيه هو أحكم الحاكمين ، فينبغي الرضا عن الله عز وجل فيما قدره وقضاه.

(2) أن يعلم أن الدنيا دار ابتلاء وكرب ، لا يُرجى منها راحة ، كما قيل :
وما استغربتْ عيني فراقاً رأيتُه ** ولا أعلمتني غير ما القلب عالمه .

(3) أن يعلم بأن الجزع لن يفيد ، بل يضر المرء في دينه ودنياه.

(4) أن يقدّر وجود ما هو أكبر من تلك المصيبة ،كمن له ولدان ذهب أحدهما ، فليقدّر كيف لو ذهب ولداه كلاهما!.

(5) أن ينظر في حال من ابتلى بمثل هذا البلاء فصبر ، فإن التأسي راحة عظيمة .. قالت الخنساء :
ولولا كثرة الباكين حولي ** على إخوانهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكن ** أعزّى النفسَ عنه بالتأسي

(6) أن ينظر في حال من ابتُلى بأكثر من هذا البلاء فيهون هذا.

(7) أن يرجو الخَلَف من الله تعالى .. قيل للقمان : ماتت زوجتك. قال : تجدّد فراشي.

(8) أن يطلب الأجر بحمل أعباء الصبر ،فلينظر في فضائل الصبر ، وثواب الصابرين وسيرتهم في صبرهم ، وإن ترقَّى إلى مقام الرضا فهو العاية.

(9) أن ينظر إلى ما هو فيه من نعم حُرم منها الكثيرون.

(10) ألا يستسلم للإحباط الذي قد يصحب المصيبة.

(11) أن يعلم أنه كيف جرى القضاء فهو خير له.

(12) أن بعلم أن تشديد البلاء يخصُّ الأخيار.

(13) أن يعلم أنه مملوك ، وليس للمملوك في نفسه شيء.

(14) أن يعاتب نفسه عند الجزع ، مبيناً أن البلاء أمر لا بد منه ، فما وجه الجزع مما لا بد منه.

(15) أن يعلم أن المصائب تُذهب عن الإنسان كثيراً من أدواء الكبر والعجب والفرعنة وقسوة القلب.

يُذكر أن أحد الحكماء ابتُلى بمصيبة ، فدخل عليه إخوانه يعزُّونه في المصاب ، فقال : إني علمتُ دواءً من ستة أخلاط.
قالوا : ما هي ؟
قال : الخلط الأول : الثقة بالله.
والثاني : علمي بأن كل مقدور كائن.
والثالث : الصبر خير ما استعمله الممتَحنون.
والرابع : إن لم أصبر أنا فأي شيء أعمل ؟! ولم أكن أُعين على نفسي بالجزع.
والخامس : قد يمكن أن أكون في شرٍّ مما أنا فيه.
والسادس : من ساعة إلى ساعة فرج.

فاحرص على أن تكون دائماً وأبداً راضياً عن الله ، راضياً بقضائه وقدره..
واعلم علم اليقين أن الله لا يبتليك ليعذبك ، وإنما يبتليك ليطهرك ويُقربك.

بلال العربي
...المزيد

" لا يضركم من ضل إذا اهديتم " *************************** الحمد لله والصلاة والسلام على رسول ...

" لا يضركم من ضل إذا اهديتم "
***************************

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
يتعرض مجتمع الملتزمين والملتزمات إلى هزات قوية إذاء انتكاس البعض منهم ، والذين كانوا في محل القدوة بالنسبة لهم ..
فتجد الشك والريبة يتسلل إلى القلوب شيئاً فشيئاً ، ويجد الشيطان مدخلاً سهلاً لتشكيكيهم في طريق الهداية ..
فهذا فلان ترك الإلتزام ورجع إلى الغناء ، وهذه خلعت النقاب وعادت إلى الفن ..
فترى الملتزمين في حيرة من أمرهم ! ..
كانوا معنا ، يصومون ويصلون ويتصدقون ويأخذون من الليل ويتضرعون إلى الله عز وجل . كيف حادوا عن كل هذا وكأن شيء لم يكن ؟!
فتجد الإجابة من الله عز وجل :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " [المائدة:105]
عليكم أنفسكم ، ألزموا أنفسكم هدايتها وصلاحها وإصلاحها ، احفظوا أنفسكم من الوقوع في المعاصي ، وألزموها الهداية والطهارة بالإيمان والعمل الصالح وإبعادها عن الشرك والمنكرات .
ولا يضركم من ضل إذا اهتديتم أي أن ضلال غيركم غير ضار بكم إن كنتم مهتدين ، إذ لا تزر وازرة وزر أخرى ، كل نفس تجزى بما كسبت لا بما كسب غيرها ، ومن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها .
إلا أن من الاهتداء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإن ترك المؤمنون هذا الأمر فلا يعتبرون مهتدين ، إذ بالسكوت عن المنكر يكثر وينتشر ويؤدي حتماً إلى أن يضل المؤمنون فيفقدون هدايتهم وينتكسوا .
إلى الله مرجعكم جميعاً ، اعلموا أن هذا الامتداد الإنساني سيتوقف يوماً ، وسيأتي اليوم الذي ينتهي فيه الوجود الإنساني كله ، بل سيدمر فيه الكون كله بما عليه من متاع الدنيا التي يتسارع إليه المنتكسون .
ولكن هذا الفناء ليس النهاية .. بل هو مرحلة في الأطوار التي يمر الإنسان بها ، وسيأتي يوم نعود جميعاً فيه إلى الحياة ، لنحاسب على ما قدمنا وعملنا .
نرجع جميعاً ونقف بين يدي الله في مشهد جليل قال عنه الحق جل وعلا : "وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ" [الأنبياء:47]
ويقول تعالى : "وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا " [الكهف:47]
فالكل موقوف بين يدي الله عز وجل والكل مسؤل يوم القيامة عن كل صغيرة وكبيرة .
ستقف الخلائق كلها صفاً للحساب ..
سيأتي أهل الصلاح والإلتزام للحساب ، وأيضاً أهل الإنتكاس وأهل العصيان .
ولكن شتان بين الفريقين ! ..
فأهل الإيمان والإلتزام الذين ثبتوا حين انتكس غيرهم والذين تمسكوا حين ترك غيرهم .. فهذا هو حالهم ، يقول تعالى : " يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " [الحديد:12]
ويقول : " إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ .لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ۖ وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ . لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ " [الأنبياء:101:103]
والسر في هذا الأمن الذي يشمل الله به عباده الأتقياء ، أن قلوبهم كانت في الدنيا عامرة مخافة الله ، فأقاموا ليلعم ، وأظمئوا نهارهم ، واستعدوا ليوم الوقوف بين يدي الله عز وجل .
ومن كان حاله كذلك فإن الله يقيه من شر ذلك اليوم ويؤمنه ، قال رسول الله-صل الله عليه وسلم- : " قال الله عز وجل : وعزتي وجلالي ، لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين ، إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع فيه عبادي ، وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم اجمع فيه عبادي " [حسنه الألباني].
وأما الفريق الآخر الذي باع آخرته بعرض من الدنيا قليل واتبع الشهوات وأهل الزيغ والهوى فقد قال الله تعالى : "أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ" [الجاثية:21] .
يقول ابن الجوزي : لَتُعَظَّمَنَّ عَلَى أَهْلِ الْمُخَالَفَاتِ الآفَاتُ ، وَلَتُقَطَّعَنَّ أَفْئِدَةُ الْمُفَرِّطِينَ بِالزَّفَرَاتِ ، وَلَيَشْتَهِرَنَّ الْفَاجِرُ فِي الْخَلَوَاتِ بِالْجَلَوَاتِ ، وَلَتَمُورَنَّ السُّوقُ يَوْمَ السَّوْقِ إِلَى سُوقِ الْمُحَاسَبَاتِ ، وَلَتَسِيلَنَّ الدِّمَاءُ بَعْدَ الدُّمُوعِ عَلَى الْوَجَنَاتِ ، وَلَيَتَحَسَّرَنَّ أَهْلُ الْمَعَاصِي إِذَا لاحَتْ دَرَجَاتُ الْجَنَّاتِ ، وَلَيُنَادِيَنَّ مُنَادِي الْجَزَاءِ يُخْبِرُ بِتَفَاوُتِ الْعَطَاءِ وَوَقْعِ السَّيِّئَاتِ ..
لذلك لا يغرنكم من حاد عن الطريق واتبع هواه وصار كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا .
انظر إلى عدد أهل النار تعرف شدة المرض وفتكه: قال النبي- صل الله عليه وسلم: «يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا آدَمُ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، قَالَ: يَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ. قَالَ: وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ» [متفق عليه].
- فهنيئاً لمن ثبت في وقتٍ تخلى فيه الكثير ، فالناس في المحن والشدائد على نوعين:
1- صابر محتسب: قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران:173]، وقال تعالى: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب:22].
2 - ومنهزم ساقط منتكس: قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ} [العنكبوت:10].
فانظر لنفسك أيها الملتزم في أي الفريقين تحب ! ..
ولا تحزن فإنما هو يوم واحد ، نعم ..
إن الإنسان لا يشعر الآن بأي لذة مضت ، ولا يشعر بآلام الماضي ... وأما المستقبل فهو من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله .. إذاً فلم يبق إلا اليوم فلماذا تحزن ؟
بل إنك إن عشت يومك في طاعة الله جل وعلا فأنت الفائز ، فلقد أخبر الحق عن حال المجرمين الذين عاشوا من أجل دنياهم ونسوا خالقهم ومولاهم أنهم سيعترفون يوم القيامة أن حياتهم من أولها إلى آخرها ما كانت سوى بضع ساعات : " قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ . قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ . قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ۖ لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ" [المؤمنون:112:114]

أما أنت أيها الملتزم فكل لحظة عشتها في طاعة الله جل وعلا أغلى من أعمار هؤلاء جميعاً .
نسأل الله أن يثبتنا على الحق، وأن ينجينا من مضلات الفتن، ما ظهر منها وما بطن.

كتبه الفقير إلى عفو ربه
بلال العربي
...المزيد

أركان الثبات يقول الله تبارك وتعالى في سورة النحل " ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا ...

أركان الثبات

يقول الله تبارك وتعالى في سورة النحل " ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ " [ النحل : 110]
- من بعد ما وُضع السيف الناري على رأس خباب وهو بيصلي .. وفضل ثابت
- من بعد ما رُبط بلال في الخيل وجرجر على حر الرمل المتقد .. وفضل ثابت
- من بعد ما حُفر لخباب حفرة ووضع بها جمر ونام على هذا الجمر ولم يطفىء الجمر إلا شحم ظهره .. وفضل ثابت

الصفة دي يا إخواني إسمها " صفة الصمود "
الإنسان الصامد اللى مهما عملوا فيه هو مكمل على طريق الدعوة بتاعته
اللي مهما عملوا فيه هو مستمسك بهذا الطريق
اللي مهما أهل الباطل علموا هو ثابت على هذا الدين
من أعظم الصفات التي تُرى في الأنبياء والرسل والمؤمنين من بعدهم .. هي صفة الصمود ..

- الآية التي تجسد معنى " الصمود" هي قول الله عز وجل " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [آل عمران : 200]
هو ده الثبات يا جماعة
عايزين تعرفوا يعني إيه ثبات .. هو ده التعريف الكامل والشامل للثبات

أولاً : اصبروا
الصبر هو الاستمرار
- إنك تفضل مستمر على العمل
- إنك تفضل مستمر على ورد العبادة
- إنك تفضل مستمر على الدعوة إلى الله
- إنك تفضل مستمر إلى أن تموت
كما قال النبي-صلّ الله عليه وسلم- للصحابة قبل موته : " اصبروا حتى تلقوني على الحوض"
استمروا على ما انتم عليه إلى أن تموتوا .. الصبر حتى الموت

ثانياً : صابروا
صابروا بمعنى الكفاح
- يعني إيه كفاح النبي-عليه الصلاة والسلام-
- يعني إيه مهما كانت المهمة صعبة يارب فأنا استقوى بك عليها ..
زي ما ربنا قال للنبي-صل الله عليه وسلم- في الأول " وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ " [المدثر : 7]
أصل انت ياما هتشوف !
" ولا تمنن تستكثر " [ المدثر : 6]
أصل انت ياما هتضحي ..
الكفاح
- إنك تكافح لحد ما الشباب واحد واحد يتوب لربنا
- إنك تكافح لحد ما القرآن آية آية تفهمها
- إنك تكافح لحد ما الأمة كلها تتحرر من كبوتها

ثالثاُ : رابطوا
المرابطة بمعنى الصمود
الصمود
- إن لو أهل الباطل جاءوا ليقتلوك فأنت واقف على طريق الدعوة مهما حصل
- إن لو أهل الباطل عملوا أيه .. فأنا واقف على الطريق ده .. لا يمكن أتركه ..
الصمود في دين الله
قف على الثغر .. لو قٌتلت خليك واقف على الثغر ,, لأن الثغر لو اتفتح فالدين هيؤتى من قبلك أنت

رابعاُ " اتقوا الله
- اياك تصبر وتصابر وترابط عشان يتقال عليك بطل
-اياك تصبر وتصابر وترابط عشان عرض من أعراض الدنيا
انت هتصبر وتصابر وترابط لأنها قضية جنة أو نار

قضية الثبات يا إخواني هي قضية جنة أو نار
- قضية الثبات يعني واحد كان عداد حسناته شغال ليل نهار ، فانتكس .. فبقى عداد سيئاته شغال ليل نهار
- قضية الثبات يعني واحد كان ماشي في طريق كله ملائكه ، فانتكس .. فمشى فطريق كله شياطين
- قضية الثبات يعني واحد كان هيدخل الجنة ، فانتكس .. فبقى مستنيه حفرة من حفر النيران تحت التراب

عشان كده " واتقوا الله"
اعرف انها قضية جنة أو نار ..
لأن لو اصبروا وصابروا ورابطوا فقط .. فهيبقى إيه الفرق بين أي جندي من جنود الله وبين أي واحد تاني بيصبر ويصابر ويرابط في طريق الباطل

- " واتقوا الله" الركن ده من أركان الثبات الأربعة فرق ما بين البطل اللي عايش عشان ربنا .. والبطل اللي عايش عشان أي عصبية أخري ..

- إذاُ .. فالثبات له أركان أربعة وهم :
1. اصبروا = الاستمرار
2. صابروا = الكفاح
3. رابطوا = الصمود
4. اتقوا الله = هي لله


كتبه الفقير إلى عفو ربه
بلال العربي
...المزيد

✍ حـقـيـقـة الـديــن _________________________ معرفة حقيقة الدين يتوقف عليها مصير الفرد ...

✍ حـقـيـقـة الـديــن
_________________________




معرفة حقيقة الدين يتوقف عليها مصير الفرد المسلم ,, وعدم معرفة الفرد المسلم حقيقة الدين قد يكون من أصحاب النار أجارنا الله منها ..
فليس بمجرد أننا مسلمون أننا أُنقذنا من النار وأننا دخلنا الجنة .. لا ..
ولكن التمرين والتدريب على ما يريده الإسلام ..
- الإسلام مجهول عند أهله .. أهل الإسلام لا يعرفون ما هو الإسلام .. لا يعرفون حقيقة إسلامهم .. لا يفطنون لمراد الله منهم ..
- تعرفوا يا إخواني ما هو أخطر شيء على هذا الدين ؟!
وستعجبون من الإجابة !!
أخطر شيء على هذا الدين هو حبنا له !!
- كيف يكون ذلك ؟!
سأقول لكم :
أولاً لماذا عُبدت الأصنام ؟
كان الناس يا إخواني بعد آدم عليه السلام كلهم يعبدون الله .. و بعد قرون طويلة كان هناك خمسة رجالا عرفوا بالصلاح في الدين هم " ود وسواع ويغوث ويعوق ونصرى " ..
فلما ماتوا إشتاق لهم قومهم فقالوا نجعل لهم تماثيل و نضعها في المجلس الذي إعتادوا الجلوس فيه و نجلس نتحدث و كأنهم معنى لم يفارقونا و لم يعبدوهم و لم يتقربوا إليهم بشيء بل كانوا مجرد تماثيل كالصور اليوم تذكرنا بالعظماء ..
و بعد مرور قرون أخرى على هذا الحدث أخذ كل جيل جديد يضيف شيئا من التعظيم للتماثيل ,, حتى جاء جيل قالوا ما هذه التماثيل إلا آلهة عبدها أسلافنا فعبدوها و قلدهم الناس في كل مكان بعبادة الاصنام ..
- فحبهم للدين والصلاح جعلهم يكفرون بالله ويعبدون سواه ..
لماذا ؟
لأنه حب بدون فهم ..
فحبكم للدين دون أن تفهموه فهماً صادقاً ده أخطر شيء ..
- خطورة المفاهيم الخاطئة إنها ممكن أن تخرج الناس من الجنة إلى النار ,, من الإيمان إلى الكفر ,, من الرضوان إلى الغضب ..
الرجل الذي سجد للنبي -صل الله عليه وسلم - هل فعل ذلك إلا من أجل أنه يحب النبي ويحب الدين ويظن أن ذلك الأمر عظيم ..
ولكن في الحقيقة هذا الأمر قد يهلك الإنسان بسبب الفهم الخاطيء ..
لذلك أيها الإخوة لازم نفهم الإسلام كما أنزله الله ،، وليس كما هو شائع في الطرقات وفي التلفاز او على المواقع ..
فالإسلام ليس استمتاعاً بالقصص الدينية والروحانيات الإيمانية .. الإسلام ليس ألف ليلة وليلة .. وليس يوجا تفعل عدة حركات كل يوم ..
فما هي حقيقة الدين إذاً ؟!
- الإسلام يا إخوة كالدولة له كيان وله قوانين وله ضوابط فأنت حين تدخل أي دولة فأنت تحت قانون هذه الدولة ..
فـ للإسلام مواصفات أساسية لا يكون الدينُ ديناً إلا بها ، لا يكون الإسلام إسلاماً إلا بها ، لا يكون العبدُ مرضياً لله مهما زعم الإسلام إلا بها :

📝1. الإسلام جاء كحَكَم على حياة الناس مهيمناً عليهم ، صاحب سلطة آمرة :
يقول الله عز وجل "وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ "
حَكَم ،، مُهيمن على تصرفاتك وأفعالك ..
فللدين حُكم في تصرفات العباد ، ومن الخطأ عندما نقول ما " رأي الدين في كذا "
الإسلام لم يأتي ليعرض لك رأياً تأخذ به أو لا تأخذ به ولكن جاء حكماً على أفعالك
يقول الله " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا "
- طيب مينفعش أحكم بحاجة تانية ؟!
يقول الله " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا "
ويقول أيضا " وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ "
فعدم إدراك حقيقة هذا الأمر يخرجك من دائرة الإيمان ..

📝2. الإسلام لم يترك مجال إلا وتكلم عنه وعن حكمه :
فتكلم في جميع المجالات التي تنظم أمور الحياة قاطبةً " سياسية وإجتماعية وعسكرية وفنية وتربوية وعلمية وعمرانية وزراعية وقضائية وبيئية وأخلاقية "
بل وصل الأمر إلى تنظيم الأمور الشخصية داخل الخلاء وعند لبس النعل وعند النكاح .. فلم يترك أي قضية إلا وتكلم فيها ..
لدرجة أن ابن عباس يقول " لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله تعالى "
وعقال البعير هو الحبل الذي يربط به البعير ..
شريعة متكاملة ومنهج حياة ..
فما من أمر من الأمور إلا وللإسلام فيه عطاء ..
- والسؤال الآن ما هي الطريقة لمعرفة الدين الصحيح ؟
الطريقة هي أنت كشخص لازم تشتغل " مغيراتي "
نعم " مغيراتي "
بمعنى :
أنك تغير نفسك بعاداتك بمبادئك بإسلوب حياتك طبقاً للإسلام إلى أن تستقيم على منهج الإسلام ..
إنك تغير جلدك وتستبدله بجلد جديد تنسلخ من الموروث الشعبي الذي نشأت فيه وتلبس حلة الإسلام ..
لازم نفهم الإسلام كما أنزله الله ، مش كما هو شائع في العيلة والمجتمع ..
فالطريقة ليست معرفة الدين ، ولكن فقه الدين ..
أن تفقه ،، تفهمه ،، تعمل بمقتضاه ،، تغير ما حولك تبعاً له ..
ففقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد ..
فإن الله تعالى ما عُبد بشيء أبداً أفضل من التفقه في الدين
عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ :
( يَا أَبَا ذَرٍّ ! لأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ مِائَةَ رَكْعَةٍ ، وَلأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ - عُمِلَ بِهِ أَوْ لَمْ يُعْمَلْ - خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ أَلْفَ رَكْعَةٍ ) ..
وإن كان في الحديث ضعف إلا أنه محمود المعنى ..
- فالطريقة هي أن تعلم فتعمل .. فإن كنت تسمع ولا تتبع ف كل سنة وانت طيب لم يتغير شيء ..
لذلك جادءت النصوص كثيرة جدا على أهمية أن نفقه ديننا :
- فقال تعالى : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم )
- وقال أيضا : ( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء )
- وقال : ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب )
-وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة )
- وقال عليه الصلاة والسلام : ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين )
-وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنه قالَ : ( طَلَبُ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَىْ كُلِّ مُسْلِمٍ ومسلمة )
وجاءت الآثار عن الصحابة والتابعين عن أهمية فقه الدين وعلى تفضيل العلم على العبادة ، وأن العالم ما يزال متعبدا لله تعالى في طريق طلبه للعلم . :
- قال ابن مسعود :
"لا يزال الفقيه يصلي . قالوا : وكيف يصلي ؟ قال : ذكر الله على قلبه ولسانه .
- ويروى عن معاذ :
"تعلموا العلم ، فإن تعلمه لله خشية ، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح" .
-وقال ابن عباس :
"تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها .
- وفي " مسائل إسحاق بن منصور " قلت لأحمد بن حنبل : قوله : تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها ، أي علم أراد ؟ قال : هو العلم الذي ينتفع به الناس في أمر دينهم . قلت : في الوضوء والصلاة والصوم والحج والطلاق ونحو هذا ؟ قال : نعم" .
- وقال أبو هريرة :
"لأن أجلس ساعة فأتفقه في ديني أحب إلي من إحياء ليلة إلى الصباح" .
- وقال سفيان الثوري :
"ما من عمل أفضل من طلب العلم إذا صحت فيه النية" .
- وقال محمد بن علي الباقر :
"عالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد" .
- و قال عبد الله بن عبيد بن عمير :
" كان يقال : العلم ضالة المؤمن يغدو في طلبه ، فإذا أصاب منه شيئا حواه "
- فعلى كل مسلمة ومسلمة أن يتعلم دينه أن يفقهه أن يفطن كل مسألة فيه .. أن يعمل به في حياته اليومية أن يغير ما تربى عليه من موروث خاطيء ويصبغه بصبغة الإسلام .. أن ننقي القلوب من شوائبها .. أن نقرأ أن ندرس أن نعبد الله أن ننشيء كيان متكامل على رباط من العقيدة ومن الإخوة الصادقة ..
فأسأل الله تبارك وتعالى أن يعلمنا ما جهلنا ، وأن يفقهنا في ديننا فقهاً يغير به حياتنا وحال أمتنا ..
إنه ولي ذلك والقادر عليه .. وأن يبارك في عاطفتنا وفي مشاعرنا وأن يجعل لقاءنا على هذا الشوق والحب موصولا بيننا يارب العالمين ..
وجزاكم الله خيراً ❤ ..

كتبه الفقير إلى عفو ربه
بلال العربي
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً