الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا

الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا

اْلْزِّنَا يحيى بن موسى الزهراني بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله شديد المحال ، وأشهد ...

اْلْزِّنَا

يحيى بن موسى الزهراني


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله شديد المحال ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده له شريك له الكبير المتعال ، وأشهد ان محمداً عبده ورسوله عظيم الخصال ، وعلى آله وأصحابه خير صحب وآل . . وبعد :
الزنا من أفحش الفواحش ، وأشد الجرائم ، وأبشع المعاصي ، وأقبح الذنوب .
الزنا دين إذا أقرضته كان الوفاء من أهلك عاجلاً أم آجلاً .
الزنا سواد في وجه صاحبه ، ووحشة بينه وبين الله ، وتفرقاً للناس عنه ، ألا وإن الزاني يجد ضيقة في صدره وحياته ، حتى أن الأرض بوسعها تضيق به بما رحبت ، الزاني يجد الفقر والذلة والهوان على الله وعلى الناس .
ومن آثار الزنا وعواقبه أن يورث الجرأة على معاص الله المختلفة فهو يوقع في المخدرات والخمور ، ويوقع في السرقة والاغتصاب والقتل ، وهي جرائم عظيمة من كبائر الذنوب ، ومن تلبس بها يُخشى عليه أن يختم الله على قلبه فيموت وهو مدمن لها جميعاً .
ومن أشد عواقب الزنا قتل الأطفال الأبرياء الذين يولدون سفاحاً ، والمصيبة أن قاتلهم هم آباؤهم وأمهاتهم الذين وقعوا فيما حرم الله ، فيضعون الطفل في القمامة أو المساجد أو غيرها ، حتى الموت ، وهؤلاء أعظم جرماً من غيرهم من القتلة ، لأنهم هم الذين ولدوهم وأنجبوهم حراماً وزناً وسفاحاً ثم قتلوهم ، والقاتل في النار ، قال الله تعالى : { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } [ النساء93 ] .
ومن فعل ذلك فعليه الإثم والدية وصيام شهرين متتابعين .
ولسوف يأتي هذا الطفل يوم القيامة متعلقاً برقبة والديه اللذين قتلاه ويقول يارب : سلهما فيما قتلاني ؟ فعندئذ وقعت الواقعة ، وحلت النكبة والمصيبة ، والعياذ بالله ، إذ هو سؤال يصعب جوابه ، فما هو سبب قتل هذا البريء ؟
وقتل الأطفال الأبرياء ، يورث ضيقاً في الحياة الدنيا حتى ربما وقع أحدهم في الكفر إما باستحلال الزنا أو تماديه فيه أو بغيره حتى يقع في المعصيىة وينغمس فيها ويألفها فتودي به إلى المهالك وسوء الخاتمة والعياذ بالله ، كما جاء مصرحاً به في حديث ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ ، مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَرَاماً " [ رواه البخاري ] .
وقال ابن عمر رضي الله عنهما : " إِنَّ مِن وَرَطَاتِ الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفكُ الدَّم الحرام بغير حِلِّه " [ رواه البخاري ] .
فإذا أصاب دماً حراماً والعياذ بالله، فإنه قد يضيق بدينه حتى يخرج منه.
فالقتل عمداً سبب لأن يموت الإنسان على الكفر، والكفر سبب للتخليد في النار .
إلا وإن من صفات عباد الله المؤمنين المتقين أنهم لا يزنون مهما كانت الأسباب والدوافع فهم يحفظون فروجهم خوفاً من عقاب الله تعالى ، قال الله عز وجل : { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً * وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً } [ الفرقان 68-71 ] .
فمن وقع في جريمة الزنا ، هذه الفاحشة البشعة ، التي لم تحل في ملة قط ، فعليه أن يتوب إلى الله عز وجل فالله تعالى يحب التائبين ، ويفرح بتوبتهم ، ويغفر لهم ، بل وأعظم من ذلك كله إذا كان العبد صادقاً مخلصاً في توبته فإن الله يبدل سيئاته حسنات ، فهنيئاً للتائبين ، وطوبى للعائدين إلى ربهم بعد طول غياب في ظل المعاصي والمنكرات ، ما أعظم أن يتوب الإنسان قبل أن يموت .
يتفاوت إثم الزّنى ويعظم جرمه بحسب موارده ، فالزّنى بذات المحرم أو بذات الزّوج أعظم من الزّنى بأجنبيّة أو من لا زوج لها ، إذ فيه انتهاك حرمة الزّوج ، وإفساد فراشه ، وتعليق نسب عليه لم يكن منه ، وغير ذلك من أنواع أذاه .
فإن كان زوجها جاراً انضمّ له سوء الجوار ، وإيذاء الجار بأعلى أنواع الأذى ، وذلك من أعظم البوائق ، فلو كان الجار أخاً أو قريباً من أقاربه انضمّ له قطيعة الرّحم فيتضاعف الإثم ، وقد ثبت عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ " [ رواه مسلم ] ، ولا بائقة أعظم من الزّنى بامرأة الجار.
فإن كان الجار غائباً في طاعة اللّه كالعبادة ، وطلب العلم ، والجهاد ، تضاعف الإثم حتّى إنّ الزّاني بامرأة الغازي في سبيل اللّه يوقف له يوم القيامة ، فيأخذ من عمله ما شاء ، عن بريدة رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " حُرْمَةُ نِسَاءِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهَاتِهِمْ ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْقَاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلاً مِنَ الْمُجَاهِدِينَ في أَهْلِهِ فَيَخُونُهُ فِيهِمْ ، إِلاَّ وُقِفَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَأْخُذُ مِنْ عَمَلِهِ مَا شَاءَ ، فَمَا ظَنُّكُمْ ؟ " [ رواه مسلم ] ، أي ما ظنّكم أن يترك له من حسناته قد حكم في أنّه يأخذ ما شاء على شدّة الحاجة إلى حسنة واحدة ، فإن اتّفق أن تكون المرأة رحماً له انضاف إلى ذلك قطيعة رحمها ، فإن اتّفق أن يكون الزّاني محصناً كان الإثم أعظم ، فإن كان شيخاً كان أعظم إثماً وعقوبةً ، فإن اقترن بذلك أن يكون في شهر حرام ، أو بلد حرام ، أو وقت معظّم عند اللّه كأوقات الصّلوات وأوقات الإجابة تضاعف الإثم.
فهو أعظم إثماً وجرماً من الزّنى بغير ذات البعل والأجنبيّة.
الزاني ينزع الله من قلبه الإيمان فإن مات على الزنا مات على غير كمال للإيمان ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قال النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم : " لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهْوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهْوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهْوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهْوَ مُؤْمِنٌ " [ متفق عليه ] .
فالزنا يهدم صريح الإيمان ، ويبقى الإيمان فوق رأس الزاني والزانية .
كم من العار يجره الزنا إلى الأهل والأسر ، وكم من الفضيحة تتلطخ به البيوت ، حتى أن الناس لا يتزوجون ولا يزوجون أهل تلك البيوت .
لا أحد يرضى الزنا لأهله ، فكيف ترضاه أنت للناس ، أما علمت أن ذلك حرام ، استمع لهذا الحوار لعلك تخرج منه بتوبة نصوح تجب ما قبلها من المعاصي :
عن أبي أمامة : أن فتى من قريش أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله ائذن لي في الزنا فأقبل القوم عليه وزجروه فقالوا : مه مه فقال : " ادنه " فدنا منه قريبا فقال : " أتحبه لأمك ؟ " قال : لا والله جعلني الله فداك قال : " ولا الناس يحبونه لأمهاتهم " قال : " أفتحبه لابنتك ؟ " قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك قال : " ولا الناس يحبونه لبناتهم " قال : " أفتحبه لأختك ؟ " قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك قال : " ولا الناس يحبونه لأخواتهم " قال : " أتحبه لعمتك ؟ " قال : لا والله يا رسول جعلني الله فداك قال : " ولا الناس يحبونه لعماتهم " قال : " أتحبه لخالتك ؟ " قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك قال : " ولا الناس يحبونه لخالاتهم " قال : فوضع يده عليه وقال : " اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه " . قال : فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء " [ رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح ] .
الزنا دين فاحذر أيها المسلم من عواقبه الوخيمة ، ألا تخاف على زوجتك وبناتك وأخواتك أن يكون الوفاء من أعراضهن وأنت لا تدري ؟ إذاً فاتق الله ولا ترضى لنفسك الوقوع في أعراض إخوانك المسلمين ، فالمسلم أخو المسلم ، قَالَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم : " . . . فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ . . . " [ متفق عليه ] . فها هو صلى الله عليه وسلم يقول للمسلمين إن أعراضكم حرام عليكم فلا تنتهكوها ، ألا لا تبع جنة عرضها السموات والأرض بنعيمها ولذاتها ومتاعها الباقي ، لتشتري نار جهنم بسبب شهوة ونزوة لا تزيد عن ثوان معدودة ، ثم تندم ندماً عظيماً لا تطيقه ولا تستطيع تحمله .
وعليك بأمر الله تعالى ، وبوصية رسوله صلى الله عليه وسلم للشباب ، فهي وصية نافعة جامعة لمن خاف الله وجعل بينه وبين عذاب الله وقاية ، فإليك الأمر والوصية :
قال الله تعالى : { وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ } [ النور33 ] .
فالله يأمر عباده الذين لا قدرة لهم على النكاح أو الزواج بالاستعفاف ، ولا يكون ذلك إلا بطاعة الله تعالى ، والابتعاد عن معصيته ، وعليهم بكثرة الصلاة والصيام وحضور حلقات الذكر والدروس العلمية واستماعها في البيوت ، وقراءة القرآن الكريم ومراجعته ، والبعد كل البعد عما يثير مكامن الغريزة والشهوة عند الإنسان ، كمشاهدة المسلسلات والأفلام والمواقع المحرمة في الإنترنت ، والحذر من الذهاب للأسواق وأماكن تجمع النساء ، فبذلك يستعفف العبد ويبتعد عما يحرك شهوته ، ويحفظ فرجه ودينه .
وما قيل في حق الرجل والشاب يقال في حق المرأة والشابة .
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم : " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ _ القدرة _ فَلْيَتَزَوَّجْ ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ _ وقاية من الحرام _ " [ متفق عليه ] .
ولما نزل قول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ الممتحنة12 ] .
قالت هند بنت عتبة : أو تزني الحرة ؟
ما كانت الحرة لتزني ولو قتلت نفسها ، ما كان يُعرف الزنا قديماً إلا في بعض العبيد والإماء .
قال تعالى : { وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ النور33 ] .
جاء في تفسير ابن كثير : " كَانَ أَهْل الْجَاهِلِيَّة إِذَا كَانَ لِأَحَدِهِمْ أَمَة أَرْسَلَهَا تَزْنِي وَجَعَلَ عَلَيْهَا ضَرِيبَة يَأْخُذهَا مِنْهَا كُلّ وَقْت فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام نَهَى اللَّه الْمُؤْمِنِينَ عَنْ ذَلِكَ وَكَانَ سَبَب نُزُول هَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة فِيمَا ذَكَرَ غَيْر وَاحِد مِنْ الْمُفَسِّرِينَ مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف فِي شَأْن عَبْد اللَّه بْن أُبَيّ بْن سَلُول فَإِنَّهُ كَانَ لَهُ إِمَاء فَكَانَ يُكْرِههُنَّ عَلَى الْبِغَاء طَلَبًا لِخَرَاجِهِنَّ وَرَغْبَة فِي أَوْلَادهنَّ وَرِيَاسَة مِنْهُ فِيمَا يَزْعُم " .
ألا وإن عقوبة الزنا عقوبة غليظة عظيمة في الدنيا والقبر ويوم القيامة :
أما في الدنيا كما في الأحاديث الصحيحة ، فعقوبة الزاني والزانية إن كانا متزوجين أن يرجما بالحجارة حتى الموت ، عذاب لا يطيقه أحد ، لكنه مناسب لجريمة الزنا ، وإن كان الزاني والزانية غير متزوجين فالجلد مائة جلدة والسجن لمدة عام .
وأما في القبر ، فكما في صحيح البخاري ، يوضع الزناة في فرن أسفله واسع وأعلاه ضيق ، يوضعون فيه وهم عراة ، وتأتيهم نار من أسفل منهم ، فيصرخون ولا منقذ لهم ، وهذا عذابهم إلى يوم القيامة ، ويوم القيامة هم تحت مشيئة الله إن شاء غفر لهم ، وإن شاء عذبهم ، وما ربك بظلام للعبيد .
ألا فاتقوا الله أيها الناس واصبروا عما حرم الله عليكم ، واعلموا أن ثمرة الصبر لا يعرف قدرها إلا الله تعالى ، وتوبوا إلى الله لتحصلوا على النجاة والفلاح يوم القيامة ، فالجنة مثوى الصابرين ، والنار مأوى المتكبرين والعاصين .

وفي ختام حديثي هذا أُذكر كل مسلم ومسلمة يريد التخلص من المعاصي للأبد ، ويريد كراهة الذنب ، بآية في كتاب الله تعالى فيها دعاء عظيم يغفل عنها الكثير من المسلمين ، ألا وهي قوله تعالى : { وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ } [ الحجرات7 ] .
فادعوا الله بهذا الدعاء : اللهم حبب إلي الإيمان وزينه في قلبي ، وكره إلي الكفر والفسوق والعصيان واجعلني من الراشدين ، اللهم كره إلي الزنا ، واجعله أبغض شيء إلى قلبي ونفسي ، اللهم كره إلي الحرام ، اللهم حبب إلي طاعتك وأهل طاعتك ، وكره إلي معصيتك وأهل معصيتك ، اللهم اغفر ذنبي ، وطهر قلبي ، وحصن فرجي .
واظبوا وداوموا على هذا الدعاء وأمثاله ففيه خير كثير لمن دعاء به ، فهو مجرب ونافع بإذن الله تعالى ، وإياك أن تدعو به من باب التجربة ، بل من باب التوكل والاعتصام بالله وأنه سوف يجيب دعاءك ، فهو سبحانه قريب يجيب دعاء من دعاه ، ولا يرد يدي عبده صفراً إذا رفعهما إليه ، فهو أرحم الراحمين ، ومجيب دعوة المضطرين ، وقابل التائبين .
اللهم جنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، اللهم احفظ فروجنا ، واستر علينا في الدنيا والقبر وفي الآخرة يارب العالمين .
والحمد لله رب العالمين ، وصلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
...المزيد

نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل السؤال: كيف نرد على من قال: إنكم ...

نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل
السؤال:
كيف نرد على من قال: إنكم تقولون: إن الله ينزل إلى السماء الدنيا بالثلث الأخير من الليل وإن ذلك يقتضي تركه العرش؛ لأن ثلث الليل الأخير ليس في وقت واحد على أهل الأرض؟
الجواب:
هذا كلام رسول الله ﷺ فهو القائل عليه الصلاة والسلام: ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر[1] متفق على صحته.
وقد بين العلماء أنه نزول يليق بالله وليس مثل نزولنا، لا يعلم كيفيته إلا هو ، فهو ينزل كما يشاء، ولا يلزم من ذلك خلو العرش فهو نزول يليق به جل جلاله، والثلث يختلف في أنحاء الدنيا وهذا شيء يختص به تعالى لا يشابه خلقه في شيء من صفاته كما قال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11]، وقال جل وعلا: يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا [طه:110]، وقال  في آية الكرسي: وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَآءَ [البقرة:255]، والآيات في هذا المعنى كثيرة وهو سبحانه أعلم بكيفية نزوله.
فعلينا أن نثبت النزول على الوجه الذي يليق بالله، ومع كونه استوى على العرش، فهو ينزل كما يليق به  ليس كنزولنا، إذا نزل فلان من السطح خلا منه السطح، وإذا نزل من السيارة خلت منه السيارة، فهذا قياس فاسد له؛ لأنه سبحانه لا يقاس بخلقه، ولا يشبه خلقه في شيء من صفاته.
كما أننا نقول: استوى على العرش على الوجه الذي يليق به سبحانه ولا نعلم كيفية استوائه، فلا نشبهه بالخلق ولا نمثله وإنما نقول: استوى استواء يليق بجلاله وعظمته.
ولما خاض المتكلمون في هذا المقام بغير حق حصل لهم بذلك حيرة عظيمة، حتى آل بهم الكلام إلى إنكار الله بالكلية، حتى قالوا: لا داخل العالم ولا خارج العالم ولا كذا ولا كذا، حتى وصفوه بصفات معناها العدم وإنكار وجوده سبحانه بالكلية، ولهذا ذهب أصحاب رسول الله ﷺ وأهل السنة والجماعة تبعا لهم فأقروا بما جاءت به النصوص من الكتاب والسنة، وقالوا: لا يعلم كيفية صفاته إلا هو سبحانه، ومن هذا ما قاله مالك رحمه الله: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة" يعني: عن الكيفية، ومثل ذلك ما يروى عن أم سلمة رضي الله عنها وعن ربيعة بن أبي عبدالرحمن شيخ مالك رحمهما الله: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول والإيمان بذلك واجب" ومن التزم بهذا الأمر سلم من شبهات كثيرة، ومن اعتقادات لأهل الباطل كثيرة عديدة وحسبنا أن نثبت ما جاء في النصوص وألا نزيد على ذلك.
وهكذا نقول: يسمع ويتكلم ويبصر ويغضب ويرضى على وجه يليق به سبحانه، ولا يعلم كيفية صفاته إلا هو، وهذا هو طريق السلامة وطريق النجاة وطريق العلم، وهو مذهب السلف الصالح، وهو المذهب الأسلم والأعلم والأحكم، وبذلك يسلم المؤمن من شبهات المشبهين، وضلالات المضللين، ويعتصم بالسنة والكتاب المبين، ويرد علم الكيفية إلى ربه ، والله سبحانه ولي التوفيق[2].

أخرجه البخاري في كتاب الجمعة، باب الدعاء في الصلاة من آخر الليل، برقم 1145، ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة، برقم 758.
نشر في مجلة الدعوة، العدد 1655، بتاريخ 28 ربيع الآخر 1419 هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 28/401).
التوحيد الإسلام والإيمان
...المزيد

كانت مزحة حين قال الاعراب..اصول النحو العربي غير عربية ودوا لو تدهن فيدهنون حكيم بن جبلة: قال ...

كانت مزحة حين قال الاعراب..اصول النحو العربي غير عربية
ودوا لو تدهن فيدهنون
حكيم بن جبلة:
قال حكيم: «اللهمّ إنّك حكم عدل.» ثم قال لأصحابه: «إنّى لست في شكّ من قتال هؤلاء القوم.»
.
وقال حكيم حين قطعت رجله:
يا فخذ لن تراعى ... إنّ معى ذراعي
[أحمى بها كراعى] [1]
.
.
قال الاعراب:
299: وقالوا: "كالفاخرة بحدج ربتها".
300: وقالوا: "ليس هذا بعشك فادرجي".
وقال بعض حكماء العرب
301: "شدة الحرص من سبل المتالف".
وقالوا في شدة الحرص: 302: "هذا يبعث الكلاب عن مرابضها".
أي طمعاً أن يجد تحتها ما يأكله.وقال حكيم من العرب
302: "من استغنى كرم على أهله".

وقالوا في التحريض على مجانبة الناس
304: "من يسمع يخل".

..................................................................................................................
علماء الدنيا..فما الضن بزماننا
وقال حكيم بْن عياش الأعور الكلبي، وهو يعير مضر بسجاح ومسيلمة، ويذكر ربيعة:
أتوكم بدين قائم وأتيتم ... بمنتسخ الآيات فِي مصحف طب

قالت: بل بِهِ أجمع، قَالَ بذلك أوحي إلي فأقامت عنده ثلاثا ثُمَّ انصرفت إلى قومها، فقالوا: ما عندك؟ قالت: كَانَ على الحق فاتبعته فتزوجته، قالوا: فهل أصدقك شَيْئًا؟ قالت: لا، قالوا: ارجعي إليه، فقبيح بمثلك أن ترجع بغير صداق! فرجعت، فلما رآها مسيلمة أغلق الحصن، وقال: ما لك؟ قالت: أصدقني صداقا، قَالَ: من مؤذنك؟
قالت: شبث بْن ربعي الرياحي، قَالَ: علي بِهِ، فجاء فَقَالَ: ناد فِي أصحابك أن مسيلمة بْن حبيب رَسُول اللَّهِ قد وضع عنكم صلاتين مما أتاكم بِهِ محمد: صلاة العشاء الآخرة وصلاة الفجر.
قَالَ: وَكَانَ من أصحابها الزبرقان بْن بدر وعطارد بْن حاجب ونظراؤهم.
- وذكر الكلبي أن مشيخة بني تميم حدثوه أن عامة بني تميم بالرمل لا يصلونهما- فانصرفت ومعها أصحابها، فيهم الزبرقان، وعطارد بْن حاجب، وعمرو بْن الأهتم، وغيلان بْن خرشة، وشبث ابن ربعي، فَقَالَ عطارد بْن حاجب:
أمست نبيتنا أنثى نطيف بِهَا ... وأصبحت أنبياء الناس ذكرانا
وقال حكيم بْن عياش الأعور الكلبي، وهو يعير مضر بسجاح، ويذكر ربيعة:
أتوكم بدين قائم وأتيتم ... بمنتسخ الآيات فِي مصحف طب
...المزيد

إنهم في هجومٍ دائم، فكُن يقِظًا ! بهجومهم المُتكرر يومياً؛ يحاولون اختراق الجِدار الديني، ليوهِنوا ...

إنهم في هجومٍ دائم، فكُن يقِظًا !
بهجومهم المُتكرر يومياً؛ يحاولون اختراق الجِدار الديني، ليوهِنوا تلك الحاسة الأصيلة في ضمير المؤمن؛ الرادعة لكُلِّ شُبهة الدافعة لكُلِّ معصية. فإياك والارتخاء، دافع عن حِصنك بثلاث: العِلم النافع، وعبادة الخفاء، وصادِق الدُّعاء. ...المزيد

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَقيتُ إبراهيمَ ليلةَ أُسْريَ بي فقالَ: يا محمَّدُ، أقرئ ...

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَقيتُ إبراهيمَ ليلةَ أُسْريَ بي فقالَ: يا محمَّدُ، أقرئ أمَّتَكَ منِّي السَّلامَ وأخبِرْهُم أنَّ الجنَّةَ طيِّبةُ التُّربةِ عذبةُ الماءِ، وأنَّها قيعانٌ، وأنَّ غِراسَها سُبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أكْبرُ»
(صحيح الترميذي:[3462] بإسناد حسن).
😍😍
...المزيد

. : روي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أنه قال: بينما عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا عليهما السلام، ...

.
: روي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أنه قال: بينما عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا عليهما السلام، سائران إذ رأيا شاة وحشية ماخضا، فقال عيسى ليحيى: قل تلك الكلمات: حنة ولدت يحيى، ومريم ولدت عيسى، الأرض تدعوك يا ولد، أخرج يا ولد.
قال حماد بن زيد: فما يكون في الحي امرأة ماخض، فيقال هذا عندها فلا تبرح حتى تضع بإذن الله تعالى. ويحيى أول من آمن بعيسى وصدقه وكانا ابني خالة، وكان يحيى أكبر من عيسى بستة أشهر ثم قتل يحيى قبل رفع عيسى عليه السلام.
..
.
قال بعض الحكماء: من خصائص الزبد البحري، أنه إذا علق على ذات طلق، سهل الله عليها الولادة. وكذلك قشر البيض إذا سحق ناعما، وشرب بماء فإنه يسهل الولادة، وقد جرب مرارا عديدة فصح.
...المزيد

{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ...

{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} إنها الرحمة التي تسع كل معصية مهما كانت، إنها دعوة العصاة المبعدين في تيه الضلال إلى الأمل والثقة بعفو الله، فإذا ما تسلطت عليه لحظة يأس وقنوط، سمع هذا النداء الندي اللطيف، الذي يعلن أنه ليس بين المسرف على نفسه إلا الدخول في هذا الباب الذي ليس عليه بواب يمنع، ولا يحتاج من يلج فيه إلى استئذان. [في ظلال القرآن] ...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
25 ذو الحجة 1445
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً