فهذا توحيد الحاكمية" الحكم والتشريع" داخلٌ في توحيد الربوبية من حيث أن صفة الحكم والتشريع من ...

فهذا توحيد الحاكمية" الحكم والتشريع"
داخلٌ في توحيد الربوبية من حيث أن صفة الحكم والتشريع من خصائص الله تبارك وتعالى .

وداخل في توحيد الألوهية من حيث انفراد الله تبارك الله وتعالى و تلازمهِ مع توحيد العبادة الذَيْن هما أصل توحيد الألوهية " لا إله إلا الله "

﴿ إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾ [يوسف: ٤٠]

فتوحيد الحكم وتوحيد العبادة متلازمان لا ينفكان عن بعضهما البعض وبهما تُحقق "لا إله إلا الله"

فالشر..ك بالله في حكمه ، كالشر..ك به في عبادته ؛ والأمران سواء وكلاهما الشر..ك الأكبر المخرج عن الملة إن أشرك في أي واحدٍ منهما .

- قال جل وعلا في الحكم : ﴿ قُل إِنّي عَلى بَيِّنَةٍ مِن رَبّي وَكَذَّبتُم بِهِ ما عِندي ما تَستَعجِلونَ بِهِ إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلَّهِ يَقُصُّ الحَقَّ وَهُوَ خَيرُ الفاصِلينَ ﴾

- و قال تعالى : ﴿ ثُمَّ رُدّوا إِلَى اللَّهِ مَولاهُمُ الحَقِّ أَلا لَهُ الحُكمُ وَهُوَ أَسرَعُ الحاسِبينَ ﴾

- وقال تعالى : ﴿ ما تَعبُدونَ مِن دونِهِ إِلّا أَسماءً سَمَّيتُموها أَنتُم وَآباؤُكُم ما أَنزَلَ اللَّهُ بِها مِن سُلطانٍ إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ ﴾

- وقال تعالى : ﴿ وَقالَ يا بَنِيَّ لا تَدخُلوا مِن بابٍ واحِدٍ وَادخُلوا مِن أَبوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَما أُغني عَنكُم مِنَ اللَّهِ مِن شَيءٍ إِنِ الحُكمُ إِلّا لِلَّهِ عَلَيهِ تَوَكَّلتُ وَعَلَيهِ فَليَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلونَ ﴾

- وقال تعالى : ﴿ وَلا تَدعُ مَعَ اللَّهِ إِلهًا آخَرَ لا إِلهَ إِلّا هُوَ كُلُّ شَيءٍ هالِكٌ إِلّا وَجهَهُ لَهُ الحُكمُ وَإِلَيهِ تُرجَعونَ ﴾

- وقال تعالى: ﴿ وَلا تَدعُ مَعَ اللَّهِ إِلهًا آخَرَ لا إِلهَ إِلّا هُوَ كُلُّ شَيءٍ هالِكٌ إِلّا وَجهَهُ لَهُ الحُكمُ وَإِلَيهِ تُرجَعونَ ﴾

فمَن ينازع الله في حكمه و تشريعه فهو طـ..اغوت و أن من يتحاكم إليه فهو كا..فر مشر..ك و لا يتحقق له أصل التوحيد = أصل الدين ؛ إذ أن التوحيد قائم بركنَيه الكفر بالـ..ـطاغوت والإيمان بالله .

- و قال تعالى : ﴿ أَم لَهُم شُرَكاءُ شَرَعوا لَهُم مِنَ الدّينِ ما لَم يَأذَن بِهِ اللَّهُ وَلَولا كَلِمَةُ الفَصلِ لَقُضِيَ بَينَهُم وَإِنَّ الظّالِمينَ لَهُم عَذابٌ أَليمٌ ﴾

﴿ أَلَم تَرَ إِلَى الَّذينَ يَزعُمونَ أَنَّهُم آمَنوا بِما أُنزِلَ إِلَيكَ وَما أُنزِلَ مِن قَبلِكَ يُريدونَ أَن يَتَحاكَموا إِلَى الطّاغوتِ وَقَد أُمِروا أَن يَكفُروا بِهِ وَيُريدُ الشَّيطانُ أَن يُضِلَّهُم ضَلالًا بَعيدًا ﴾

- وقال تعالى : ﴿ أَلَم تَرَ إِلَى الَّذينَ أوتوا نَصيبًا مِنَ الكِتابِ يُؤمِنونَ بِالجِبتِ وَالطّاغوتِ وَيَقولونَ لِلَّذينَ كَفَروا هؤُلاءِ أَهدى مِنَ الَّذينَ آمَنوا سَبيلًا ﴾

و الله أمرنا باجتناب الــطـ..اغوت والكفر به و تــ..ـكفير أهله والبراءة منه و التمسك بالعروة الوثقى التي هي كلمة التوحيد
"لا إله إلا الله"

- قال تعالى : ﴿ وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ فَمِنهُم مَن هَدَى اللَّهُ وَمِنهُم مَن حَقَّت عَلَيهِ الضَّلالَةُ فَسيروا فِي الأَرضِ فَانظُروا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُكَذِّبينَ ﴾

- وقال تعالى : ﴿ وَالَّذينَ اجتَنَبُوا الطّاغوتَ أَن يَعبُدوها وَأَنابوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ البُشرى فَبَشِّر عِبادِ ﴾

- وقال تعالى : ﴿ لا إِكراهَ فِي الدّينِ قَد تَبَيَّنَ الرُّشدُ مِنَ الغَيِّ فَمَن يَكفُر بِالطّاغوتِ وَيُؤمِن بِاللَّهِ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقى لَا انفِصامَ لَها وَاللَّهُ سَميعٌ عَليمٌ ﴾


قال العلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى:

وتسمية أولئك الحكام بأقبح الأسماء واسمجها ، فسماهم «طـ..واغيت» «شركاء» ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ﴾ [ الشورى : ٢١ ] ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [ المائدة : ٤٤ ] ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا ﴾ [ النساء : ٥١ ]

وقال رحمه الله تعالى :
ومن حكم بغير ما أنزل الله كمن يحكم بسوالف الآباء ، وقوانين الجاهلية ، بل جميع من يحكم بغير ما أنزل الله - سواء بالقوانين ، أو بشيء مخترع وهو ليس الشرع ، أو بالخوض في الحكم - فهذا الذي يحكم به طـ..اغوت من أكبر الـ..ــطـ..واغيت


https://t.me/+ErMSclg1tY81OTJl


اشترك
...المزيد

في زمن المجزرة • تشتعل النفوس وتلتهب المشاعر مع كل مجزرة يهودية في فلسطين، دون ترجمة هذه المشاعر ...

في زمن المجزرة

• تشتعل النفوس وتلتهب المشاعر مع كل مجزرة يهودية في فلسطين، دون ترجمة هذه المشاعر إلى أفعال أو مواقف على الأرض، بل تبقى حبيسة الصدور أو السطور بينما تتوالى المجازر والمواجع، وتتوالى معها الصيحات والدمامع ثم تخبو تلك المشاعر تدريجيا وهكذا حلقة مفرغة من التيه والعجز والقعود في زمن المهاجم والمضاحج هذا توصيف الواقع بعيدا عن الإفراط والتفريط لكن السؤال الذي ينبغي أن يُطرح: ما هو الحل لدفع هذه المجازر؟ وما الدروس المستفادة منها؟

في زمن المجزرة سقطت كل دعاوى "السلام" وابنته "السلمية"! فالأولى كانت وسيلة العلمانيين، والثانية كانت بدعة "الإسلاميين"، وكما فشل خيار "السلام"، فشلت "السلمية" بكل صورها في دفع أي خطر عن الأمة أو حقن قطرة دم واحدة من دماء المسلمين خلافا للوهم الذي كان يسيطر على أربابها وأتباعها بوصفها حكمة وحكنة ومفقذة وإنما حلّت السلمية حلّت المذبحة! بل كانت أشد فشلاً من خيار "السلام"! ولذلك هجر الناس "السلمية" وخياراتها، فهي من المجازر الفكرية التي طرأت ولم تعرفها العصور السابقة.

• مقتطف من افتتاحية النبأ العدد 456
الخميس 11 صفر 1446 هـ
(في زمن المجزرة)
...المزيد

بنغلاديش وحكم الشريعة • منهجيا، يوجد فرق كبير وبون شاسع بين الأساليب "الثورية" ومشتقاتها، في ...

بنغلاديش وحكم الشريعة

• منهجيا، يوجد فرق كبير وبون شاسع بين الأساليب "الثورية" ومشتقاتها، في تغيير الواقع، وبين سبيل الجهاد؛ ذلك أن الجهاد يغيّر الواقع من جذوره، ويقتلع الباطل من أصله ويجتثه من عروقه، من أصغر جندي في منظومة الطاغوت إلى رأس الهرم فيه، ولا يداهنه أو يحاصصه أو يلتقي معه في منتصف الطريق!، فيثمر الجهاد تغييرا حقيقيا جوهريا لا صوريا، كما هو حال "الثورات" التي يخرج فيه حكم الطاغوت من الشباك ويدخل من النافذة!، وهذا من بركات وثمار التمسك بالسبيل الرباني والتزام الوحي الإلهي، فالله تعالى أعلم بما يُصلح الخلق، ولو كان غير الجهاد سبيلا لدلنا عليه سبحانه، ولسلكه نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- وصحابته رضوان الله عليهم.

إن سبب فشل هذه "الثورات" المتلاحقة في بنغلاديش وغيرها من بلاد المسلمين، يكمن في بطلان المنطلقات التي انطلقوا منها، فالشباب الذي أطاح بزعيمة بنغلاديش وقبلها بزعماء مصر وتونس واليمن وليبيا، لم ينطلقوا من منطلقات شرعية، ولم يخرجوا ضد الحكام لأنهم يحكمون بغير ما أنزل الله، ولم تكن غايتهم تطبيق شريعة الله، ولم تكن وسيلتهم الجهاد في سبيل الله، ذلك أنهم نتاج ضخّ عقدي وإعلامي لنفس منظومة الطاغوت الذي ثاروا ضده، فهم حصاد مر لسنوات من الجاهلية التي روجت للسلمية سبيلا للحل، والديمقراطية غايةً في الحكم، وهي كارثة عقدية كبيرة لم تحلّ بشباب بنغلاديش وحدهم، بل ما زالت تعيث فسادا في كل بلدان المسلمين، رغم كل ما أنتجته وأفرزته من ضياع الدين والدنيا.

ومن أسباب هذه الكارثة في بنغلاديش، تضييع الولاء والبراء عند كثير من المنتسبين للإسلام، إلى الحد الذي ترى البوذيين الذين قتلوا وهجّروا مئات آلاف المسلمين من ميانمار المجاورة، والهندوس الذين بلغ إجرامهم بحق المسلمين الآفاق؛ يعيشون آمنين مطمئنين بين "الغالبية المسلمة" في بنغلاديش! دون أن تراق دماؤهم ويُثأر منهم للمسلمين، وهذا مثال واحد من أمثلة إفساد عقائد المسلمين، الذين يجمعهم -في الأصل- دين واحد، ومن ذلك أيضا، أنك تجد الناس يخرجون في بنغلاديش دعما لأهل غزة وسخطا على اليهود؛ في الوقت الذي يتركون فيه ويوادعون الهندوس الداعمين بقوة لليهود، في تناقض فجّ لا يفسره إلا فساد العقيدة وانحرافها.

هذه الاضطرابات العقدية والمنهجية الخطيرة، لا بد لشباب بنغلاديش أن يسعوا لإصلاحها ويعطوا لذلك الأولوية القصوى في حياتهم، قبل أي تحرك ميداني على الأرض، فيحرصوا على تصحيح العقيدة أولا، ويكفروا بالطاغوت أيا كان عنوانه وصفته، جاهلا كان أم من حملة "الشهادات"، عسكريا أو مدنيا، مدفوعا من الشرق أو مدعوما من الغرب، فكل حكم بغير ما أنزل الله العظيم كفر، وكل حاكم بالقوانين الوضعية أيا كان مصدرها ومرجعها ومشرّعها هو كافر بالله، ثم بعد ذلك، نوصيهم باستغلال كل ثغرة تنتج عن هذه الفوضى للإعداد وجمع السلاح والموارد اللازمة لإحياء فريضة الجهاد على منهاج النبوة، وعدم تضييع الفرصة كما ضيعها غيرهم، فإن دول النظام الجاهلي العالمي لن تدع بلاد البنغال دون طاغوت من ثوبها وعلى شاكلتها في الكفر والظلم، ولن تدع المسلمين يحكمون بشريعة ربهم إلا إن انتزعوا منهم الأرض بالحديد والنار، وذلك لا يكون بغير الجهاد في سبيل الله.

وبالجملة، فالواجب على المسلمين في بنغلاديش وكل مكان، أن يصححوا المسار في مواجهة الحكومات المرتدة، فلا يزهقوا أنفسهم في سبيل تغيير شكل الطاغوت، من عسكري إلى مدني أكاديمي، ومن سارق عديم الخبرة إلى سارق محترف، ومن مدمّر للبلاد ناهب لثرواتها إلى معمر لها وبانٍ لاقتصادها، فلا تعمر الأرض بغير شريعة الرحمن، ولو صارت مروجا وقصورا، فالشريعة هي البداية وبغيرها لا سيادة ولا سعادة، ودونها وفي سبيلها تسفك الدماء، هذا هو ديننا الذي ارتضاه لنا ربنا سبحانه، ومن استبطأ النصر واستعظمه، أو أكبر الثمن واستغلاه فلن يصل لمراده، فالغايات العظيمة لا بد لها من بذلٍ عظيم، {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.


• المصدر: افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 461
الخميس 16 ربيع الأول 1446 هـ
...المزيد

"جهاد" الإخوان والسرورية في سبيل الديموقراطية إن أغلب الفصائل المسلحة الموجودة في ساحة الشام ...

"جهاد" الإخوان والسرورية في سبيل الديموقراطية

إن أغلب الفصائل المسلحة الموجودة في ساحة الشام اليوم، ومثلها ما كان موجودا في ساحة العراق سابقا إنما تستقي فكرها ومنهجها بطريقة أو بأخرى من حركة "الإخوان المسلمين"، أو من تيار "السرو٫رية" بوصفه النسخة السعودية المعدلة من الحركة، مهما حاولت هذه الفصائل أن تزعم الابتعاد عنها، وقامت بانتقاد منهجها.

وبالرجوع إلى فكر تلك الحركة المنحرفة ومعرفة منهجها، يمكننا تفسير الانحرافات في مناهج الكثير من الفصائل، والتي يعجز حتى أنصارها عن فهم سبب انتكاساتها المفاجئة بالنسبة لهم، ولعل في الانحرافات التي ظهرت من الفصائل خلال "مؤتمر الرياض" وعلى رأسها إقرارهم بالديمو٫قراطية، والدولة المدنية، وغيرها من الكفريات، بعد سنوات من الزعم بأن غاية "جهادهم" هو تطبيق الشريعة الإسلامية مثالًا مناسبًا للبحث.

"منهج (حسن البنا) و(سعيد حوى) لا منهج الرسول صلى الله عليه وسلم"

يعتبر (سعيد حوى) واحدا من رموز "الإخوان المسلمين" في العالم كله، لا لكونه كان "المراقب العام للإخوان في سوريا" فحسب، بل لكونه أهم منظريهم خلال ربع القرن الماضي، وواضعا لبعض المناهج التي تدرس في حلقاتهم وأُسرهم على مستوى العالم، ومن خلال كتاباته يمكننا استخلاص البعض من أهم أسس النظرية السياسية عند "الإخوان المسلمين"، وهذه الأسس هي:

1- الديموقراطية:

موضحا أن الديموقراطية هي الأساس الذي ينبغي أن يقوم عليه نشاطهم، يقول (سعيد حوى) "إننا نحذر أنفسنا وإخواننا من محاربة الديموقراطية العملية، بل نرى أن المطالبة بمزيد من الديموقراطية هو الطريق العملي لانتصار الإسلام على أرض الإسلام، وقد فطن أعداؤنا لهذا فاغتالوا الديموقراطية وأوجدوا ديكتاتوريات وبدائل، وغفل الكثيرون من أبناء الإسلام عن الإيجابيات التي تقدمها لنا الديمو٫قراطية، ونظروا إلى المسألة في إطارها النظري العقدي، ولم ينظروا في إطار الواقع الذي يقول إنه حيثما كانت الأكثرية فهي التي تحكم، ومبادئها هي التي تسود" [جند الله - تخطيطا، ص 83]، فالطريق إلى "انتصار الإسلام" وفق المنهج الإخواني المنحرف هو المطالبة بالمزيد من الديموقراطية، بغض النظر عندهم عن الجانب العقدي المتمثل في كونها أحد صور الشرك بالله، وأن من يمارس هذا الشرك أو يعين عليه أو يدعو إليه أو يرضى به يكون مشركا بالله تعالى، فالمهم عندهم ما يظنونه من "منافع" هذه الوسيلة الشركية من أنها ستؤدي إلى انتصار حركتهم الذي يسميه هذا الضال المضل "انتصار الإسلام"، بناء على أن المسلمين هم الأكثرية في "البلدان الإسلامية" وبالتالي إذا جرت انتخابات فإن هؤلاء "المسلمين" سينجحون في إيصال من يريدون لتحقيق الأغلبية في البرلمانات، وعن طريق هذه "الأغلبية البرلمانية" يمكن فرض تطبيق الشريعة، وهذه النظرية السياسية الفاشلة هي التي تحكم كل تحركات الإخوان في كل مكان منذ تأسيس حركتهم، ومنذ أيام مؤسسها (حسن البنا)، الذي رشح نفسه لانتخابات "المجلس النيابي" مرتين، انسحب من الأولى بسبب ترهيبه أو ترغيبه من قبل رئيس الحكومة (النحاس باشا)، فيما خسر في الثانية، متّهماً الإنكليز ورئيس الحكومة (أحمد ماهر) بتزوير الانتخابات.

وبناء على هذا الأساس نفهم طبيعة صراع "الإخوان المسلمين" في مصر اليوم مع الطاغوت (عبد الفتاح السيسي)، حيث فقد الآلاف من أنصارهم حيواتهم، وغيب منهم عشرات الألوف في السجون، وهم ليس عندهم إلا المطالبة بعودة الديموقراطية، وإزالة "حكم العسكر"، وغيرها من الشعارات التي ليس فيها ذكر لشريعة أو دين.

▫ المصدر:
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 11
...المزيد

العلم والهداية إلى الحق فضيلة العلم مقرونة بالهداية مفتقرة إليها، ورُب مسلم أمّي لا يقرأ ولا يكتب، ...

العلم والهداية إلى الحق فضيلة العلم مقرونة بالهداية مفتقرة إليها، ورُب مسلم أمّي لا يقرأ ولا يكتب، اهتدى بيسير علم وعاه قلبه فعمل به أحبّ إلى الله من "شيخ" يشار إليه بالبنان يتفيهق ويتعاظم على الخلق بما حمله من علم لم يستخدمه إلا سلاحا لنصرة هواه وتمجيد نفسه، أو نصرة طاغوت يحارب دين الله وينشر في الناس الكفر والفسق والفجور، فتجد هذا "الشيخ" يحرّف لأجله معاني النصوص ويبثُّ بين الناس الشبه ويطوّع له رقابا منهم ليكونوا له جندا محضرين، فيسوقهم إلى خسارة دينهم وآخرتهم، وهؤلاء هم الذين قال فيهم النبي ﷺ: ( دُعاة على أبواب جَهَنَّمَ مَن أَجَابَهُم إِليها قذَفُوه فيها ) [ البخاري ].


[ إفتتاحية النبأ - بين الهداية والعلم - العدد: 441 ]
...المزيد

دلالة صدق المجاهد مع ربه إن إمضاء الجهاد بعد الحذر ورغم مخاوف القتل والأسر والكسر والبتر، دلالة ...

دلالة صدق المجاهد مع ربه

إن إمضاء الجهاد بعد الحذر ورغم مخاوف القتل والأسر والكسر والبتر، دلالة على صدق العبد مع ربه، ورغبته فيما عنده حقا، وقد حضت آيات الله تعالى في كتابه أهل الإيمان على أن يغلّبوا خوف ربهم على خوف أعدائه، فقال سبحانه: {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، وبيّن أن الخوف المانع من الجهاد هو تخويف من الشيطان فقال تعالى: {إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ}، فالجهاد عبادة بين خوفين، خوف من تبعاتها وخوف من ترك أمر الله بالامتثال لها، والصادق من يغلّب خوف الله تعالى على خوف الناس.

افتتاحية النبأ "بين الخوف والحذر" 449
...المزيد

توكلوا على الله لا على فصل الشتاء • قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، ...

توكلوا على الله لا على فصل الشتاء

• قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، والشرك بالله تعالى يدبّ إلى هذه القلوب كدبيب النمل، لذا كان على العبد المسلم وخصوصا المجاهد في سبيل الله أن يكثر من الاستعاذة بالله من الوقوع في شرك يعلمه والاستغفار مما لا يعلمه، كما أنّ على المجاهد في سبيل الله أن يعلم أن كل ما في هذا الكون هو جند من جنود الله تعالى التي قد يسخرها الله تعالى لنصرة المجاهد، فتسخيرها بأمر الله إنْ عمل هذا المجاهد بأسباب النصر التي أمر الله تعالى عباده المجاهدين بالأخذ بها، وأهمها التوكل على الله تعالى وحده والبعد عن الذنوب والمعاصي والحذر من ظلم الناس دونما تجاهل لإعداد العدة التي أمر الله تعالى بها في قوله: ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِّنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) ) [الأنفال].

فقدوم الشتاء لا يأتي بالنصر وإن كان الشتاء جنديا من جنود الله تعالى، فلا تعتمد على هذا الجندي بل اعتمد وتوكل على ربّه، فهذا إبراهيم عليه السلام لما ألقي في النار قال: "حسبي الله ونعم الوكيل"، كما روى البخاريّ عن ابن عبّاس، وذكر بعض السّلف أنّه عرض له جبريل وهو في الهواء، فقال: ألك حاجة؟ فقال: أمّا إليك فلا، هذا مع أن جبريل عليه السلام جندي من جنود الله وقد أرسله الله تعالى لنصرة إبراهيم، لكن إبراهيم عليه السلام معلم الناس التوحيد أبى بث شكواه إلى جبريل وأبى الاعتماد عليه وتوكل على الله تعالى، ويوم الأحزاب لم تكن الريح سبب هزيمة المشركين بل كانت جنديا سخره الله تعالى لنصرة المؤمنين بعد أن كان منهم ذلك الموقف العظيم قال تعالى: ( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22) )، فيا جنود دولة الإسلام الحذر الحذر من الركون إلى هذه الظواهر أو الاعتماد عليها، وتوكلوا على الله حقّ التوكل.

ففي رمضان الماضي - على سبيل المثال - حدّثني عدد من الإخوة عن ترقّبهم وانتظارهم لنصر عظيم يحلّ عليهم إذا ما جاء شهر رمضان، وكأن النصر لجند الله متعلق بحلول هذا الشهر مع العلم أن الفتح العظيم لمدينة الموصل كان في شهر شعبان من سنة 1435 ه، والفتح الثاني لسهل نينوى وما بعده كان في شهر شوال من السنة ذاتها، ولم يكونا في رمضان، فلا تنتظر النصر والفتح إلا إذا أخذت بأسبابه، فقد نُصر المسلمون يوم بدر مع قلة عددهم بفضل الله تعالى، وهُزموا أول الأمر يوم حنين مع كثرة عددهم بسبب اغترارهم بهذه الكثرة وهُزموا يوم أحد، لا لكثرة أعدائهم بل لمعصيتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أمرهم بلزوم الجبل، فالنصر من عند الله وحده، فإذا نصرت الله نصرك الله في حر الصيف أو في برد الشتاء بعدد قليل أو كثير، سواء كان من يعاديك فصيلا مرتدا واحدا أو العالم كله. فيا جند دولة الإسلام توكلوا على الله لا على فصل الشتاء، والحذر الحذر من الظلم، فالظلم جرم قد يؤخر النصر.

فهذه رسالة لولاة أمر المسلمين أن ينظروا في مظالم الرعية بأنفسهم ولا يكتفوا بإيكال هذا الأمر إلى هيئة أو قاض، فهذا القبطي قد جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاصدا إياه من أرض مصر فقضى أمير المؤمنين له أمره وأنصفه ولم يقل له ارجع إلى قاضي بلدك أو ارجع إلى واليك، وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيضاً يعزل الصحابي المبشّر بالجنة سعد بن أبي وقاص لشكوى رجل من أرض الكوفة عليه.

• المصدر: صحيفة النبأ العدد (2)
السنة السابعة - السبت 10 محرم 1437 هـ
...المزيد

مثل الذين اتخذوا من دون الله(ست سنوات 1/2/3/ ) اولياء كمثل عنكبوت اتخذت بيتا

مثل الذين اتخذوا من دون الله(ست سنوات 1/2/3/ ) اولياء كمثل عنكبوت اتخذت بيتا
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
15 ربيع الآخر 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً