إذا خلوت بريبة في ظلمة *** والنفس داعية إلى الطغيان فاستحي من نظر الإله وقل *** لها ان الذي خلق ...

إذا خلوت بريبة في ظلمة *** والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل *** لها ان الذي خلق الظلام يراني..

{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا} • وعن أسباب هذا الهوان والذل والاستضعاف، يطول الكلام وتكثر ...

{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا}

• وعن أسباب هذا الهوان والذل والاستضعاف، يطول الكلام وتكثر زواياه، لكننا نتناوله اليوم من زاوية أخرى، فنقول إن الهوان والذل الذي أصاب المسلمين سببه هجرهم مصدر عزتهم وهدايتهم، هجرهم كتاب ربهم، ليس هجر قراءته والترنم به وحفظه وتدشين الحلقات لذلك، بل هجر العمل به وتطبيقه، هجر اليقين بوعده وما جاء به، هجر نقله من السطور والصدور إلى أرض الواقع، ومن ذلك قوله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}، فهو سبحانه لم يقل: هادنوهم! ولم يقل: سالموهم! بل قال: {قَاتِلُوهُمْ}، وعاتب الله المسلمين كثيرا بقوله: {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، وساءلهم أكثر من مرة: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا}، وتوعدهم لما تقاعسوا عن ذلك بقوله: {إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وبين لهم أنه غني عنهم وإنما يعود النفع عليهم لا عليه جل جلاله فقال: {وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}، وأخبرهم سبحانه بأنه قادر على إنزال النصر بدون جهاد فقال: {ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ}، وإنما شرع سبحانه الجهاد اختبارا وتمحيصا للعباد فقال: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}، ودلّهم على أن خيري الدنيا والآخرة في الجهاد وإن كرهته النفوس فقال: {وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، قال ابن كثير: "لأن القتال يعقبه النصر والظفر على الأعداء، والاستيلاء على بلادهم، وأموالهم، وذراريهم، وأولادهم، وهذا عام في الأمور كلها، قد يحب المرء شيئا، وليس له فيه خيرة ولا مصلحة، ومن ذلك القعود عن القتال، قد يعقبه استيلاء العدو على البلاد والحكم".

فبعد كل هذه الآيات الربانية التي دلت على طريق الخلاص؛ {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ}؟، ألم يأن للذين آمنوا أن يستشعروا خطاب الله لهم في تلك الآيات؟ ألم يأن لهم أن تتحرك نفوسهم لرد عادية الكفر والظلم، ألم يأن لهم أن يهاجروا ويجاهدوا وينصروا إخوانهم؟ ألم يأن لهم أن يعلموا كم خسروا بتفريطهم في الجهاد؟

ثم ألم يأنِ للذين آمنوا أن يعرفوا أن ضريبة الجهاد أخف من ضريبة تعطيله وهجره، فلا يوجد أدنى مجال للمقارنة بين من سقطوا قتلى - مثلا - في معركة شقحب ضد التتار، ومن أخذهم سيل التتار الجارف حتى وصل إلى الشام! وكيف يقاس ما قدمه المسلمون في حطين مع ما قدموه للصليبيين في حملاتهم إلى بيت المقدس؛ لا لن نقيس، ولن نقارن فلا وجه للمقارنة بحال بين الطاعة والمعصية، بين العزة والمذلة، فالمكاسب أعز وأوفر من ذلك، بل على العكس تماما سنعمد للمقارنة والتذكير بما جرته علينا السلامة والموادعة اللتان أدتا لسقوط الأندلس وسفك الد,ماء وانتهاك الأعراض المسلمة، فذلك قد كان أضعافا مضاعفة عما أوصلنا له الإقدام والجهاد في فتحها يوم كانت تعلوها راية الإسلام.

ألم يأن للذين آمنوا أن يدركوا كل ذلك، فيخلعوا هوان القعود وضعف الفرقة، ويكسبوا عز الجهاد وقوة الجماعة، أيحتاج الأمر مزيدا من الجراحات والمجازر، أم طال العهد فقست القلوب وتحجرت؟!

هكذا دلنا الله تعالى في كتابه على طريق النجاة والخروج من نفق الذل والتيه الذي يعيشه أكثر أهل القبلة اليوم، وليس هناك طرق أخرى، فإما أن تبادر وتمتثل الأمر الإلهي بالجهاد والنفير لتقلب الطاولة على رؤوس الطواغيت وتقلب الواقع رأسا على عقب، أو تقعد وتجبن وتتثاقل وتتخلف عن قافلة الجهاد فتنال بذلك خسارة الدنيا والآخرة، أو تسلك طريق نبيك وصحابته فتفوز كما فازوا وتعز كما عزوا، والجزاء من جنس العمل.

• المصدر: مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ الأسبوعية العدد "460"
...المزيد

أخرج أبو داود والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ...

أخرج أبو داود والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال : " لا إله إلا أنت سبحانك اللهم إني أستغفرك لذنبي وأسألك رحمتك ، اللهم زدني علما ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب " . ...المزيد

. . .وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي ...


.
.
.وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91)
مطلب أكثر الموت من الأكل والشرب والحر والقر ومحبة الذكر الحسن:
ذلك لأن أكثر أسباب المرض وإن كانت في الحقيقة من الله، إلا أنها تحدث من التفريط في الأكل والشرب وعدم الوقاية من الحر والبرد، وفيه قيل:
فان الداء أكثر ما تراه ... يكون من الطعام أو الشراب
وقال بعض الحكماء لو قيل لأكثر الموتى ما سبب آجالكم، لقالوا من التخم، وكثير من الناس لا يرون المرض إلا مرض الموت ويكون أيضا ممّا ذكر إلا القتل أو التردي أو التسمم والحرق والغرق وشبهه، وكل ذلك بتقدير الله تعالى وإرادته ليقع قضاؤه حيث قدره، وقد راعى عليه السّلام حسن الأدب بهذا وبغيره، حتى أنه لم يقل أمرضني، ولا آدب من الأنبياء، لأن الذي نبأهم هذّبهم «فَهُوَ يَشْفِينِ» 80 لأن الشفاء نعمة منه والمنعم بكل النعم هو الله وحده، وهكذا الخلص ينسبون الخير الى الله والشرّ لأنفسهم، قال الخضر عليه السّلام (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها) وقال (فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما الآيتين) 80 و 81 من سورة الكهف في ج 2 ولهذا البحث صلة في تفسير الآية 78 من سورة النساء في ج 3 وكذلك مؤمنو الجن راعوا الأدب مع ربهم، راجع الآية 10 من سورة الجن المارة فما بعدها «وَالَّذِي يُمِيتُنِي» بانقضاء أجلي في الدنيا، ولا يرد إسناد الموت لله على ما قلنا، لأن الفرق ظاهر ولأن الموت قضاء محتم لا بد منه «ثُمَّ يُحْيِينِ» 81 في الآخرة وهذا تعليم لهم بالاعتراف بالبعث بعد الموت
«وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي» هي قوله لقومه حين أرادوه أن يذهب معهم الى بيت الأوثان (إِنِّي سَقِيمٌ) الآية 90 من الصافات في ج 2 وقوله حينما سألوه عمن كسر أصنامهم (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا) الآية 62 من الأنبياء في ج 2 وقوله للجبار حين سأله عن سارة (قال أختي) وأراد أخته في الدين وإلا فهي زوجته، وقد عدها خطايا بالنسبة لمقامه الشريف وقربه من ربه، وإلا فليست بخطايا وانما هي من معاريض الكلام لدى غير الأنبياء، وقد يعدها العارفون الكاملون خطايا أيضا بالنسبة لمقامهم، لأنهم على قدم الأنبياء، وعلى حد حسنات الأبرار سيئات المقربين، وهؤلاء يسمون أمثالها خطايا تواضعا لربهم وتعظيما

.
.
.
.
.
.
.

.، وَأَمَّا الذَّنْبُ الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْعِبَادِ، فَمَا لَمْ تُرْضِهِمْ لَا تَنْفَعْكَ التَّوْبَةُ حَتَّى يُحَلِّلُوكَ.
* وَرُوِيَ عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْمُذْنِبَ يُذْنِبُ فَلَا يَزَالُ نَادِمًا مُسْتَغْفِرًا حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ الشَّيْطَانُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوقِعْهُ فِيهِ.
*وَذُكِرَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْوَاسِطِيِّ أَنَّهُ قَالَ: التَّأَنِّي فِي كُلِّ شَيْءٍ حَسَنٌ إِلَّا فِي ثَلَاثِ خِصَالٍ: عِنْدَ وَقْتِ الصَّلَاةِ، وَعِنْدَ دَفْنِ الْمَيِّتِ، وَالتَّوْبَةِ عَنِ الْمَعْصِيَةِ.
*وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ إِنَّمَا تُعْرَفُ تَوْبَةُ الرَّجُلِ فِي أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ: أَحَدُهَا أَنْ يُمْسِكَ لِسَانَهُ مِنَ الْفُضُولِ وَالْغِيبَةِ وَالْكَذِبِ.
وَالثَّانِي أَنْ لَا يَرَى لِأَحَدٍ فِي قَلْبِهِ حَسَدًا وَلَا عَدَاوَةً.
وَالثَّالِثُ: أَنْ يُفَارِقَ أَصْحَابَ السُّوءِ.
وَالرَّابِعُ: أَنْ يَكُونَ مُسْتَعِدًّا لِلْمَوْتِ نَادِمًا مُسْتَغْفِرًا لِمَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ مُجْتَهِدًا عَلَى طَاعَةِ رَبِّهِ.
*وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ هَلْ لِلتَّائِبِ مِنْ عَلَامَةٍ يَعْرِفُ أَنَّهُ قُبِلَتْ تَوْبَتُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ عَلَامَتُهُ أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ: أَوَّلُهَا أَنْ يَنْقَطِعَ عَنْ أَصْحَابِ السُّوءِ وَيُرِيهِمْ هَيْبَةً مِنْ نَفْسِهِ، وَيُخَالِطَ الصَّالِحِينَ، وَالثَّانِي أَنْ يَكُونَ مُنْقَطِعًا عَنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَمُقْبِلًا عَلَى جَمِيعِ الطَّاعَاتِ.
وَالثَّالِثُ أَنْ يَذْهَبَ فَرَجُ الدُّنْيَا كُلِّهَا مِنْ قَلْبِهِ، وَيَرَى حُزْنَ الْآخِرَةِ كُلَّهَا دَائِمًا فِي قَلْبِهِ.
وَالرَّابِعُ أَنْ يَرَى نَفْسَهُ فَارِغًا عَمَّا ضَمِنَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ مِنَ الرِّزْقِ، مُشْتَغِلًا بِمَا أُمِرَ بِهِ، فَإِذَا وَجَدْتَ فِيهِ هَذِهِ الْعَلَامَاتِ فَهُوَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي حَقِّهِمْ: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222] ، وَوَجَبَ لَهُ عَلَى النَّاسِ أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ: أَوَّلُهَا أَنْ يُحِبُّوهُ.
فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَحَبَّهُ.
وَالثَّانِي أَنْ يَحْفَظُوهُ بِالدُّعَاءِ، عَلَى أَنْ يُثَبِّتَهُ اللَّهُ عَلَى التَّوْبَةِ.
وَالثَّالِثُ أَنْ لَا يُعِيرُوهُ بِمَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ.
وَالرَّابِعُ أَنْ يُجَالِسُوهُ وَيُذَاكِرُوهُ وَيُعِينُوهُ.
وَيُكْرِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِأَرْبَعِ كَرَامَاتٍ؛ أَحَدُهَا أَنْ يُخْرِجَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الذُّنُوبِ كَأَنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ قَطُّ.
وَالثَّانِي أَنْ يُحِبَّهُ اللَّهُ تَعَالَى.
وَالثَّالِثُ أَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ وَيَحْفَظَهُ مِنْهُ.
وَالرَّابِعُ أَنْ يُؤَمِّنَهُ مِنَ الْخَوْفِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا، لِأَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30] .
*وَرُوِيَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا دَخَلَ التَّوَّابُونَ الْجَنَّةَ قَالُوا أَلَمْ يَعِدْنَا رَبُّنَا أَنْ نَرِدَ النَّارَ قَبْلَ أَنْ نَدْخُلَ الْجَنَّةَ.
قِيلَ لَهُمْ إِنَّكُمْ مَرَرْتُمْ بِهَا وَهِيَ خَامِدَةٌ.
...المزيد

يا حيّ يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تَكِلْنِي إلى نفسي طرفة عين»، و « اللهم إني ...

يا حيّ يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تَكِلْنِي إلى نفسي طرفة عين»، و « اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي».
هذا الدعاء يمحي الكثير من الذنؤب ويجعلك اقرب الي الله لا تنساه وادعي به عن كل سجده وكل صلاه تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال. ...المزيد

اللهم يامالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء تعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك ...

اللهم يامالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء تعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شي قدير
تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي
وترزق من تشاء بغير حساب رحمن الدنيا والاخره ورحيمهما اللهم ارحمني رحمة تغنيني بها رحمة عمن سواك
...المزيد

أسأل الله ان يجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم و يعينكم على دوام الاستمرار في خدمة هذا الدين واهله

أسأل الله ان يجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم و يعينكم على دوام الاستمرار في خدمة هذا الدين واهله

{كيف أنجب إبليس ذريته؟} *الذرية في اللغة:- أصلها ذريئة فخففت الهمزة وتعني النسل وهي تنسب إلي الذر ...

{كيف أنجب إبليس ذريته؟}
*الذرية في اللغة:- أصلها ذريئة فخففت الهمزة وتعني النسل وهي تنسب إلي الذر وهو صغار النمل أو تنسب إلي الذرء بمعني الخلق قال تعالي (وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنْ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً) سورة الأنعام. وهذا معناها اللغوي وقد خلق الله إبليس بغير زوجة ثم كانت له ذرية فقد قال الله عز وجل (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً (50) سورة الكهف. فكيف أنجب إبليس ؟ ومن هي زوجته التي أنجب منها تلك الذرية التي صارت (ذكورا وإناثا)؟ فعن أَنَسً رصي الله عنه قُالُ كَانَ النَّبِي صلي الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلاَءَ قَالَ «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ» رواه الجماعة وصححه الألباني. وفي السنة أيضا عَنْ أَبَي هُرَيْرَةَ عن النَّبِي صلي الله عليه وسلم قال «إِنَّمَا ذَلِكَ مَثَلُ شَيْطَانَةٍ لَقِيَتْ شَيْطَانًا فِي السِّكَّةِ فَقَضَي مِنْهَا حَاجَتَهُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ» رواه أبو داوود وصححه الألباني. وقد اختلف العلماء قديما وحديثا في كيفية إنجاب إبليس لذريته ولم تحسم القضية حتي الآن ولكنني سأسوق أدلتي لحسمها إن شاء الله والله الموفق.
(أقوال العلماء في كيفية إنجاب الشيطان)
*القول الأول:- الشيطان ينكح نفسه فينجب وقد جعل الله له ذكرا في فخذه الأيمن وفرجا في فخذه الأيسر فينكح نفسه وتحمل فخذه ثم يلد. ولا دليل علي ذلك وهذا الأمر لا نعلمه إلا بوحي أو بالمشاهدة فأما الوحي فلا يوجد ما يحتج به أصحاب هذا القول وأما المشاهدة فمستحيل لقوله تعالي (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (27) سورة الأعراف.
*القول الثاني:- أنه يبيض ودليل ذلك عندهم حديث عن سلمان عن النبي صلي الله عليه وسلم قال (لا تكن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها فيها باض الشيطان وفرخ) وهو حديث صحح إسناده القرطبي وذكره الشيخ الشنقيطي في أضواء البيان مرجحا صحته وقد أبطل الاحتجاج به قائلا (هذا كان مثل تعرفه العرب) أي قبل ميلاد النبي صلي الله عليه وسلم. ويقال هذا المثل لمن طال مكثه في مكان ما وقد استدل به العلماء علي سبيل الاحتمال واستدلالهم هذا خطأ لأن القاعدة تقول (الدليل إذا تطرق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال) وهذه القاعدة معروفة.
*القول الثالث:- أن له زوجة لأن الذرية لا تكون إلا بزوجة كما قال الإمام الشعبي رحمه الله عندما سأله سائل فقال له هل للشيطان زوجة فرد عليه قائلا ذاك عرس لم أحضره ثم قال رحمه الله ولكني تذكرت قول الله (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدوا) فقلت نعم له زوجة. وأصحاب هذا القول لم يوضحوا متي كانت الزوجة وهل كانت معه في الجنة قبل المعصية وهل عصت كزوجها وهل طردت من الجنة وهل وهل؟ كل هذه أسئلة لم يجيب عنها أصحاب هذا القول وعلي هذا فلا يعد قولا أصلا لأن الأصل أن له زوجة وهم لم يقدموا جديدا فلا حاجة لنا بقولهم.
*القول الرابع:- يقولون الله أعلم فهذا علم لا ينفع وجهل لا يضر ونسكت عنه أسلم لنا. وهؤلاء لا يستطيعون أن يردوا علي الملحدين أو الطاعنين في الدين فلا داعي لذكر قولهم أصلا لأنهم اتبعوا منهج التفويض في كل شيء وهم بذلك أسوء من الجهلة فإن ضرهم أكثر من نفعهم. وبما أنني جعلت منهجي (القرآن تبيان لكل شيء) فكان لزاما علي أن أبحث في هذا الأمر والله الموفق.
(القول الخامس وهو بحثي أنا أقول وبالله التوفيق)
إن الله خلق الشيطان وحده بلا زوجة وهذا ما دلت عليه النصوص من القرآن والسنة ثم أذن الله له بمشاركة البشر فقال له (وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَولادِ) أي البشر. فشاركهم في طعامهم وقد ورد هذا عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِي صلي الله عليه وسلم يَقُولُ «إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلاَ عَشَاءَ. وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ. وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ». رواه مسلم. وهذا الحديث يوضح المشاركة في الطعام والمبيت , والمشاركه في الشراب ورد في الحديث عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال «خَمِّرُوا الآنِيَةَ ، وَأَوْكُوا الأَسْقِيَةَ ، وَأَجِيفُوا الأَبْوَابَ ، وَاكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ الْعِشَاءِ ، فَإِنَّ لِلْجِنِّ انْتِشَارًا وَخَطْفَةً ، وَأَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ عِنْدَ الرُّقَادِ ، فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ رُبَّمَا اجْتَرَّتِ الْفَتِيلَةَ فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ» رواه البخاري ومسلم. وهذين الحديثين يوضحان كم أن النبي صلي الله عليه وسلم لا يريد للشيطان أن ينتفع من المسلمين بشيء فأوضح مشاركة الشياطين في الطعام والشراب والمبيت بل وعلي الفرش أيضا فقد ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم قَالَ «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ عَنْ فِرَاشِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنِفَةِ إِزَارِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ بَعْدَهُ فَإِذَا اضْطَجَعَ فَلْيَقُلْ بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ...» متفق عليه. ولنعلم من الذي قد يخلف الإنسان في فراشه سيوضحه هذا الحديث عَنْ أَبِي الأَزْهَرِ الأَنْمَارِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ «بِسْمِ اللَّهِ وَضَعْتُ جَنْبِي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي وَأَخْسِئْ شَيْطَانِي وَفُكَّ رِهَانِي وَاجْعَلْنِي فِي النَّدِي الأَعْلَي». رواه أبو داوود وصححه الألباني. ولنعلم سبب ذكر الشيطان فقد ورد في حديث أبي هريرة توضيح أكثر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ ، فَأَتَانِي آتٍ ، فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ ، فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لأَرْفَعَنَّكَ إِلَي رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وفيه أن الشيطان قال له (إِذَا أَوَيْتَ إِلَي فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِي لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ ، وَلاَ يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّي تُصْبِحَ. فَقَالَ النَّبِي صلي الله عليه وسلم «صَدَقَكَ وَهْوَ كَذُوبٌ، ذَاكَ شَيْطَانٌ». رواه البخاري. وهذا الحديث قد أوضح لنا أن الشيطان يقرب الإنسان عند النوم والسؤال هنا لماذا يقربه مع أنه نائم يعني لا سبيل لجره إلي معصية غالبا في هذا الوضع؟ الإجابة:- أنه قد يجامع نساء الإنس وتجامع نساء الشياطين رجال الإنس من أجل المتعة أو أن ينجبوا منهم ذرية لهم ولهذا أمرنا النبي صلي الله عليه وسلم أن نسمي ونقول هذا الدعاء عند الجماع فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أن النَّبِي صلي الله عليه وسلم قَالَ «لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَي أَهْلَهُ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا . فَقُضِي بَيْنَهُمَا وَلَدٌ ، لَمْ يَضُرَّهُ» متفق عليه. وهنا سؤال لماذا يأمرنا النبي صلي الله عليه وسلم أن نقول هذا الدعاء عند الجماع خاصة؟ الإجابة المتوقعة هي لأن الشيطان قد يوسوس للرجل أن يأتي زوجته وهي حائض أو في دبرها وهذا صحيح ولكن قد يكون ثم أمر آخر وهو أنه قد يجامع مع الرجل زوجته وهذا سبب قول النبي (اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا) فمعناها أن الشيطان سيقترب منا ومما رزقنا الله وهن نسائنا أي بالجماع كما روي عن قتاده قال (إن الشيطان ينطوي في إحليل الرجل فيجامع مع الرجل زوجته) وهذا أمر معروف وملموس ومنتشر أعاذنا الله وإياكم والمسلمين وهو ما يسمي بحالات (العشق) فإن نساء الشياطين تعشق ذكور الأنس والعكس ويتم الجماع وهذا ما فعله الشيطان الأول فعندما فعل الشيطان الأول ذلك كثرت ذريته وهذا مما أذن الله له به فقال تعالي (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) سورة الأنعام. ومن هذه الآية يتضح الآتي.
1- هذا الأمر عند الحشر وهو يوم القيامة وكلمة (جميعا) تدل علي أن الكلام موجه إلي جميع أهل الجن وجميع أهل الإنس وليس للعصاة فقط كما تقول التفاسير فكلمة (معشر) أي من كانت بينهما معاشرة.
2- في هذه الآية نداء لمعشر الجن وليس للشياطين وهذا يدل علي أن الكلام للجنس وليس لنوع بعينه فإن الجن أنواع مثل الشياطين والعفاريت والمردة وكلهم ذكروا في القرآن.
3- هذه الآية توضح كيفية تكاثر الجن في قوله تعالي (قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ) أي كثركم الله منهم فأصبحتم كثيرين ولم يقل هذا في الأنس لأنهم يستكثرون من أنفسهم كما ورد قوله تعالي (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (72) سورة النحل. وهذا يدل علي أن الأنس فقط أزواجهم من أنفسهم أما الجن أزواجهم من أنفسهم ومن غير أنفسهم والأنس والجن هم أهل التكليف وهذا يؤيد ما ذكرناه سلفا من الأحاديث ووضح لنا لماذا أمرنا النبي صلي الله عليه وسلم بهذه الأدعية عند النوم خاصة لكي لا تأتي ذكور الشياطين النساء والعكس فتكثر ذريتهم من المسلمين.
4- (الواو) في قوله تعالي (وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ) ليست ردا علي الكلام بل استئناف لكلام آخر ولهذا لم يقل ربنا (فقال) لتدل علي التعقيب ولم يقل (قال) لتدل علي إجابة السؤال فتبين أن (الواو) استئنافية وليست عطفا والكلام ليس لكل الأنس بل لطائفة منهم هم من قالوا ذلك فليس كل الأنس أولياء للجن وهذا مستحيل لوجود رسل وصالحين من الأنس بل القائل هم الطائفة من الأنس التي اتخذت الجن أولياء أي أن الكلام بدأ عاما ثم خصص في طائفة معينة وهم العصاة من الأنس قد يكونوا أمثال السحرة فالموالاة هي الطاعة المطلقة وهي خدمة الشياطين للسحرة والمشعوذين فيكون المعني عطف الخاص علي العام في سياق الكلام.
5- ومن كل هذا يتبين لنا أن الجن شارك الأنس في الزوجات وفي الأولاد وفي المأكل والمشرب والفراش وهذه هي الحكمة من أمر النبي صلي الله عليه وسلم لنا بكل ما سبق من أحاديث.
6- الاستكثار في قوله تعالي (قد استكثرتم) بمعني الكثرة مثل قوله تعالي (وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (86) سورة الأعراف.
7- إن الله جمع زواج نوعين من الرجال من الإنس والجن بنكاح نوع واحد في الجنة وهن الحور العين التي ستكون للجن والأنس الطائعين أزواجا أعني نفس النوع قال تعالي (ِفيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (56) سورة الرحمن. والطمث هو فض غشاء البكارة وفي هذه الآية دليل علي أن الجني يطمث كما يطمث الإنسي كما قال الزجاج وقال قتادة في هذه الآية (إذا جامع الرجل ولم يسم الله انطوي الجان علي إحليل الرجل فجامع معه ) وقال القرطبي (وجائز أن تطأ الجن بنات آدم) وقال أيضا (وقد يعلمك أن نساء الآدميات قد يطمثهن الجان) وبعد هذا كله تبين أن الجن قد يجامع نساء البشر وينجب منهن ويكون المولود يحمل صفات الجن ولهذا كان الكلام موجه للجن في قوله (قد استكثرتم من الإنس) ولم يقل ذلك للإنس لأن الأنس يكثر بعضهم من بعض كما بينا قبل ذلك ومن هذا علمنا أن الشيطان عندما فعل ذلك يعني شارك الرجال في الأولاد بالإنجاب من نسائهم واستكثر من الإنس أصبح له ذكورا وإناثا فُعن أَنَسً قُالُ كَانَ النَّبِي صلي الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلاَءَ قَالَ «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ» متفق عليه. فالخبث بمعني ذكور الشياطين والخبائث بمعني نسائهم كما قال العلماء وعن أَسْمَاءُ بِنْتُ يَزِيدَ عِنَْ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم َقَالَ «لَعَلَّ رَجُلاً يَقُولُ مَا يَفْعَلُ بِأَهْلِهِ وَلَعَلَّ امْرَأَةً تُخْبِرُ بِمَا فَعَلَتْ مَعَ زَوْجِهَا». فَأَرَمَّ الْقَوْمُ فَقُلْتُ إِي وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُنَّ لَيَقُلْنَ وَإِنَّهُمْ لَيَفْعَلُونَ. قَالَ «فَلاَ تَفْعَلُوا فَإِنَّمَا مِثْلُ ذَلِكَ مِثْلُ الشَّيْطَانِ لَقِي شَيْطَانَةً فِي طَرِيقٍ فَغَشِيَهَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ». رواه أحمد وصححه الألباني. فهذين الحديثين يوضحان أنه يوجد شياطين ذكور وشياطين إناث فتزاوجا وأنجبا ذرية فكانت ذرية الشيطان علي أربعة أنواع (الأول) من كان أبواه شياطين و(الثاني) من كان أباه شيطان وأمه من الإنس و(الثالث) من كان أباه من الإنس وأمه من الجن و(الرابع) مختلف فهو شيطان ولكن من شياطين الإنس أبواه إنسيان وهو شيطان قال تعالي (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَي بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ . . . (112) سورة الأنعام. ومن هذا كله تبين أن كل من لم يسم الله ويدعو الدعاء كما أمر النبي صلي الله عليه وسلم قد يشاركه الشيطان أهله وقد يقول قائل فكيف مشاركة المال أقول ألم يخبر النبي صلي الله عليه وسلم أن الشيطان يأكل معنا إذا لم نسم الله وأخبرنا أن الشيطان يسرق أموالنا قال تعالي (قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) سورة النمل. إذا لماذا قال (أمين)؟ ليطمئن سليمان عليه السلام أنه لن يسرق منه شيء ولن يدع الجن يسرقون منه شيء فهو (قوي أمين) وقد ذكرنا الحديث الذي ذكر فيه سرقة الشيطان من أموال زكاة رمضان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ . َقَالَ النَّبِي صلي الله عليه وسلم «صَدَقَكَ وَهْوَ كَذُوبٌ ، ذَاكَ شَيْطَانٌ» رواه البخاري. فهذه هي المشاركة في المال والله أعلم.
8- قد أوضحنا والحمد لله مشاركة الشيطان لنا في الطعام والشراب والأولاد والبيوت والمنامات فلا يستنكر علي أحد بحثي هذا في المشاركة في النساء كما بينت ومن أراد أن يرد علي بحثي فاليأتي بالبديل ويكون بالدليل كما فعلت أنا والله الموفق.
9- بعد أن شارك الشيطان في الجماع وأنجب واستكثر من الأنس أصبح له ذرية قال تعالي (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً (50) سورة الكهف. وبهذا قد علمنا كيف كانت ذريته ليس عن طريق نكاح نفسه ولا عن طريق بيضه وغير ذلك والله أعلم.
10- قول النبي صلي الله عليه وسلم عن الجن أنهم إخواننا صراحة فعَنْ ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَفَقَدْنَاهُ فَالْتَمَسْنَاهُ فِي الأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ فَقُلْنَا اسْتُطِيرَ أَوِ اغْتِيلَ قَالَ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا هُوَ جَاءٍ مِنْ قِبَلِ حِرَاءٍ قَالَ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَدْنَاكَ فَطَلَبْنَاكَ فَلَمْ نَجِدْكَ فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ. فَقَالَ «أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ». قَالَ فَانْطَلَقَ بِنَا فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ وَسَأَلُوهُ الزَّادَ فَقَالَ «لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا وَكُلُّ بَعَرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ». فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم «فَلاَ تَسْتَنْجُوا بِهِمَا فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُمْ». رواه مسلم. وفي رواية الترمذي وأحمد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم «لاَ تَسْتَنْجُوا بِالرَّوْثِ وَلاَ بِالْعِظَامِ فَإِنَّهُ زَادُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ». وهذا الحديث صريح في أنهم إخواننا في النسب لأن أمهاتهم من البشر والعكس كما أوضحنا قبل ذلك ولا يقول قائل أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يقصد أنهم إخواننا في الإسلام فقط. أقول له يا أخي وهل الطعام الذي ذكره النبي صلي الله عليه وسلم من العظام للجن المسلمين منهم فقط أم أنه طعام لكل الجن؟ أكيد طبعا كل الجن وليس للمسلمين فقط. بمعني أنه لو وجد أحد الجن الكفار طعام من عظم فهل سيتركه ويقول هذا للمسلمين فقط؟ أكيد لا بل سيأكل وسيسمي الله عليه أيضا. إذا فكل الجن إخواننا كما صرح الحديث وبهذا اتضح الأمر والحمد لله والله أعلي وأعلم.
11- وبهذا اتضح قول الله بعد هذه الآيات (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ...) سورة الأنعام. والمعني هو أن الجن أصلهم متصل بالبشر كما أوضحنا فكل الرسل من الإنس والجن تبع للإنس في التكاثر فكانت الرسل منهم جميعا وبهذا حل الإشكال وضيق الخلاف والله أعلم.
12- وهنا لفته بسيطة وهي أني أعتبر تفسير حديث بن عباس رضي الله عنه «كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم علي شريعة من الحق فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين». رواه البخاري. كانوا علي الإسلام لأن الشيطان لم يكثر بعد ولم ينتشر لانعدام ذريته أو لقلتهم بسبب إيمان الناس الذي كان سببا في ذلك فكان إيمان الناس سببا في قلة الشياطين وكانت قلة الشياطين سببا في إيمان الناس ويزداد الأمر وضوحا عندما يزداد الناس طاعة في رمضان بسبب تصفيد الشياطين فيظهر عليهم الإيمان ويكون إيمانهم سببا في تصفيد الشياطين ويكون تصفيد الشياطين سببا في إيمانهم فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم «... وَتُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ فَلاَ يَخْلُصُوا فِيهِ إِلَي مَا كَانُوا يَخْلُصُونَ إِلَيْهِ فِي غَيْرِهِ وَيُغْفَرُ لَهُمْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَهِي لَيْلَةُ الْقَدْرِ قَالَ «لاَ وَلَكِنَّ الْعَامِلَ إِنَّمَا يُوَفَّي أَجْرَهُ إِذَا قَضَي عَمَلَهُ». رواه أحمد وصححه الألباني. وبهذا فض الخلاف بالدليل من القران والسنة والحمد لله.
وأخيرا الشيطان من المنظرين وحده وهو المستثني من الجن وأما غيره فيموتون بآجالهم. والله أعلي وأعلم.
*ملحوظة مهمة :- أعرف أن قولي هذا لا يروق لهؤلاء الذين يميلون إلي المادة والحواس فأقول لهم إذا أجيبونا أنتم علي هذا السؤال كيف أنجب إبليس ذريته؟ ولا نترك المجال للملاحدة فيعبثون في قلوب المؤمنين بقولهم ألم يقل قرآنكم أنه تبيان لكل شيء فكيف لم يبين ما فيه؟ وهكذا فإن قرآنكم علي خطأ فهو ليس تبيان لأي شيء. وأنا أطالب الذين يعترضون علي نتائج أبحاثي أن يجيبوا علي سؤال الملاحدة الذي ذكرته سلفا فقد قرأته والله في بعض طعنهم وهذا ما جعلني أبحث في كل مسائل القرآن المبهمة لأجد لها أجوبة في تبيان القرآن وقد أعانني الله ووفقني ووجدت ما أبحث عنه والحمد لله وسيظهر ذلك خلا قراءة الكتاب إن شاء الله. وأذكر القاريء الكريم أن كل ما تعترض عليه من بحثي فعليك أن توجد أنت له حلا والله الموفق وأنا في النهاية بشر أخطيء وأصيب والقرآن أكبر من فهمي وأعظم فلا يلوم علي أحد إذا ظهر خطأ في بعض أبحاثي فالكمال لله وحده وكلنا بعد ذلك مجتهدون.
...المزيد

ازرعْ جميلاً ولو فِي غَيرِ مَوضِعهِ فَــلا يَضيـعُ جَميــلٌ أينَمــا زُرِعــا إنَّ الجَميـلَ ...

ازرعْ جميلاً ولو فِي غَيرِ مَوضِعهِ
فَــلا يَضيـعُ جَميــلٌ أينَمــا زُرِعــا

إنَّ الجَميـلَ وإنْ طالَ الزَّمانُ بِـهِ
فليــسَ يَحصـدُهُ إلَّا الَّـذي زَرَعـا🌸

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على اشرف المرسلين وخاتم النبيين ورحمه ...

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على اشرف المرسلين وخاتم النبيين ورحمه الله للعالمين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .
اما بعد : فان الله تبارك وتعالى امر عباده بعبادته وحده لا شريك له قال الله في كتابه ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56-58]
والله امرنا بعبادته ولا يُعبد الله الا بما شرع فعبادته واجبه على عباده فلابد للانسان ان يعرف كيف يعبد الله تبارك وتعالى وامرنا بأوامر ونواهي فمن أوامره تعالي أن نعتزل عن مجامعه النساء في المحيض قال الله (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (البقرة)222
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث عن النساء:
304 حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَامُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي زَيْدٌ - هُوَ ابْنُ أَسْلَمَ - عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ : " يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ ؛ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ ". فَقُلْنَ : وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ ". قُلْنَ : وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ ؟ ". قُلْنَ : بَلَى. قَالَ : " فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ، وَلَمْ تَصُمْ ؟ " قُلْنَ : بَلَى. قَالَ : " فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا ".
وفي هذا الحديث بين النبي صلى الله عليه وسلم
(أن نقصان دينها؛ فلأنها في حال الحيض والنفاس تدع الصلاة وتدع الصوم ولا تقضي الصلاة، فهذا من نقصان الدين، ولكن هذا النقص ليست مؤاخذة عليه، وإنما هو نقص حاصل بشرع الله ، هو الذي شرعه  رفقا بها وتيسيرا عليها لأنها إذا صامت مع وجود الحيض والنفاس يضرها ذلك، فمن رحمة الله شرع لها ترك الصيام وقت الحيض والنفاس والقضاء بعد ذلك.
وأما الصلاة فإنها حال الحيض قد وجد منها ما يمنع الطهارة، فمن رحمة الله جل وعلا أن شرع لها ترك الصلاة، وهكذا في النفاس، ثم شرع لها أنها لا تقضي؛ لأن في القضاء مشقة كبيرة؛ لأن الصلاة تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات، والحيض قد تكثر أيامه، فتبلغ سبعة أيام أو ثمانية أيام أو أكثر، والنفاس قد يبلغ أربعين يوما، فكان من رحمة الله لها وإحسانه إليها أن أسقط عنها الصلاة أداء وقضاء، ولا يلزم من هذا أن يكون نقص عقلها في كل شيء، ونقص دينها في كل شيء.)
ان المراه لم تصلي وهي حائض فالحيض يمنع النساء من الصلاه في مده حيضتها وقد بين علمائنا مده الحيض واحكامه وهذا بفضل الله تبارك وتعالى ما سنتكلم عليه إن شاء الله ويسر لنا ذلك والله من وراء القصد

اولاُ الحيض
الحيض في اللغه :سيلان شيء وجعاني جاء في المجموعه الجزء الثاني عن صاحب الحاوي قال للحيض قد ورد الشرع للحيض بستة أسماء، بعضها في اللسان مذكور، وبعضها في اللغة مشهور، وهي على النحو التالي:
1 - الحيض: هو المشهور، ومنه قوله تعالى: "ويسألونك عن المحيض"، أي دم الحيض. وقول الرسول – صلى الله عليه وسلم – بعد قول عائشة – رضي الله عنها - "إني حائض": "إن حيضتك ليست في يدك".
2 - الطمث: والمرأة طامث، والطمث الدم، ومنه قوله تعالى: "فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولاجان"، يقال: إذا افتض الرجل البكر قد طمثها، أي أدماها. وقال الفرزدق:
دُفعن إليّ لم يُطْمَثهن قبلي وهن أصح من بيض النعام
3 - العرك: والمرأة عارك، والنساء عوارك، ويروى في الحديث "إذا عركت المرأة فلا يحل أن ينظر إلى شيء منها إلا وجهها وكفيها". وقالت الخنساء:
أفي السلم أعيارُ أجفاء وغلظة وفي الحرب أشباه النساء العوارك.
4 - الضحك: والمرأة ضاحك، ومنه قوله تعالى: "وامرأته قائمة فضحكت"( ). أي حاضت( ). ومنه قول الشاعر:
وضحك الأرانب فوق الصفا كمثل دم الحرق يوم اللقا.
5 - الاكبار: والمرأة مكبر، ومنه قوله تعالى: "فلما رأينه أكبرنه"، قال ابن عباس: معناه حضن عند رؤيته.
قال الشاعر :
نأتي النساء على أطهارهن ولا نأتي النساء إذا أكبرن إكبارا
6 - الاعصار: والمرأة معصر، ومنه قول الشاعر:
جارية قد أعصرت أو قد دنا إعصارها
هذه ستة أسماء للحيض، وزاد بعضهم أربعة نظمها بقوله:
أسامي المحيض العشر إن رمت حفظها مفصلة
حيض نفاس وإكبار وطمث وطمس ثم ضحك وبعدها عراك فراك والدراس وإعصار
*
فائدة : ذكر الجاحظ في كتاب "الحيوان" أنّ الذي يحيض غير المرأة من الحيوان ثلاثة: الضبع والأرنب والخنافس. وزاد عليه غيره أربعة أخرى وهي: الناقة والكلبة والوزغة والحجر (وهي الأنثى من الخيل قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله و هو دم طبيعي وليس له سبب من مرض او حتى جرحني وسقوط اوولاده وبما انه دم طبيعي فانه يختلف بحسب حال المكان والبيئه .

الحيض شرعًا :

دمُ طبيعةٍ يَخرج من قَعر الرحم، يصيب المرأةَ في أيامٍ معلوماتٍ إذا بلغَت.
...المزيد

<a href="https://zadeliman.surge.sh">زاد الإيمان: منصة شاملة للاختبارات ...

زاد الإيمان: منصة شاملة للاختبارات الإسلامية


https://zadeliman.surge.sh

في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبح من السهل الوصول إلى المعلومات والمعرفة من خلال الإنترنت. ومن بين المواقع التي تبرز في هذا المجال هو موقع "زاد الإيمان"، الذي يهدف إلى تعزيز الفهم الإسلامي من خلال تقديم مجموعة متنوعة من الاختبارات الإسلامية.



### ما هو زاد الإيمان؟



زاد الإيمان هو موقع إلكتروني مخصص لتقديم اختبارات إسلامية شاملة، حيث يحتوي على أكثر من 4000 سؤال تغطي مختلف جوانب الدين الإسلامي. يهدف الموقع إلى دعم المسلمين في جميع أنحاء العالم، حيث يتوفر بالعديد من اللغات، مما يجعله متاحًا للجميع بغض النظر عن خلفيتهم اللغوية.



### محتوى الموقع



يتميز زاد الإيمان بتنوع محتواه، حيث يتضمن أسئلة في مجالات متعددة مثل:



1. القرآن الكريم: أسئلة تتعلق بالآيات، السور، والتفسير.
2. السنة النبوية: أسئلة حول الأحاديث النبوية وأحكامها.
3. الفقه: أسئلة تتعلق بالأحكام الشرعية في مختلف المذاهب.
4. التاريخ الإسلامي: أسئلة عن الشخصيات التاريخية والأحداث المهمة في تاريخ الإسلام.
5. العقيدة: أسئلة تتعلق بمفاهيم الإيمان وأركانه.

### فوائد استخدام زاد الإيمان




1. تعزيز المعرفة: يساعد الموقع المستخدمين على تعزيز معرفتهم بالدين الإسلامي من خلال الاختبارات التفاعلية.
2. تعدد اللغات: بفضل دعمه للعديد من اللغات، يمكن للناس من مختلف الثقافات والجنسيات الاستفادة من المحتوى.
3. تجربة تعليمية ممتعة: يقدم الموقع تجربة تعليمية ممتعة من خلال الاختبارات، مما يجعل التعلم أكثر تفاعلية.
4. تقييم الذات: يمكن للمستخدمين تقييم مستواهم في المعرفة الإسلامية ومعرفة المجالات التي يحتاجون إلى تحسينها.


### كيفية استخدام الموقع



استخدام زاد الإيمان سهل ومباشر. يمكن للمستخدمين زيارة الموقع، اختيار اللغة المفضلة، ثم البدء في الاختبارات. يتم تصنيف الأسئلة حسب الموضوعات، مما يسهل على المستخدمين اختيار ما يناسبهم.



### المجتمع والتفاعل


يعتبر زاد الإيمان أكثر من مجرد موقع للاختبارات؛ إنه مجتمع يتيح للمستخدمين التفاعل مع بعضهم البعض. يمكن للمستخدمين مشاركة نتائجهم، مناقشة الأسئلة، وتبادل المعرفة. هذا التفاعل يعزز من روح التعاون والتعلم بين المسلمين.


### الخاتمة



زاد الإيمان هو منصة فريدة من نوعها تهدف إلى تعزيز الفهم الإسلامي من خلال الاختبارات. بفضل محتواه المتنوع ودعمه للعديد من اللغات، أصبح الموقع وجهة مفضلة للعديد من المسلمين حول العالم. إذا كنت تبحث عن وسيلة لتعزيز معرفتك بالدين الإسلامي، فإن زاد الإيمان هو الخيار المثالي لك.
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
11 جمادى الأولى 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً