طريق الوصول • لقد علم جنود الخلافة أن طريق الرسول - ﷺ - وصحبه هي طريق الوصول، وفيها القتل ...

طريق الوصول

• لقد علم جنود الخلافة أن طريق الرسول - ﷺ - وصحبه هي طريق الوصول، وفيها القتل والجراح والبأساء والضراء كما أخبر ربنا سبحانه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا..}، ولكن بدونها لا نصر ولا ظفر، ولا مكة ولا قدس، ولا شريعة ولا سيادة، فهي الطريق الوحيدة للنصر والتمكين، ورغم ما أصابهم فيها لم يتولوا أو يتراجعوا، ولم يولّوا وجوههم قبَل الشرق أو الغرب، ولم يركنوا إلى الذين ظلموا، فلم يتقربوا لطاغوت أو يتزلفوا لمرتد، وحاشاهم، ولم يسمحوا لأنفسهم تحت ضغط الواقع والشدة أن يبدّلوا أو يغيّروا، كما لم يسمحوا لأنفسهم في الرخاء أن يفرّطوا أو يتهاونوا، فلازموا التوحيد في الشدة والرخاء ومضوا على الجهاد في العسر واليسر، فثبتوا بذلك على الطريقة المحمدية توحيدا وجهادا، صبرا ومصابرة ومرابطة.

افتتاحية النبأ يريدون وجهه 467
...المزيد

اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ • قال الشيخ سليمان بن ...

اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ

• قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في كتابه (تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد) في باب (ومن أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرمه الله فقد اتخذهم أربابا من دون الله):

لما كانت الطاعة من أنواع العبادة بل هي العبادة، فإنها طاعة الله بامتثال ما أمر به على ألسنة رسله عليهم السلام، وأنه لا يطاع أحد من الخلق إلا حيث كانت طاعته مندرجة تحت طاعة الله، وإلا فلا تجب طاعة أحد من الخلق استقلالاـ
والمقصود هنا الطاعة الخاصة في تحريم الحلال أو تحليل الحرام، فمن أطاع مخلوقا في ذلك غير الرسول، صلى الله عليه وسلم، فإنه لا ينطق عن الهوى، فهو مشرك، كما بيَّنه الله -تعالى- في قوله: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ} أي: علماءهم، {وَرُهْبَانَهُمْ} أي: عبادهم {أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة: 31]، وفسرها النبي -صلى الله عليه وسلم- بطاعتهم في تحريم الحلال، وتحليل الحرام كما سيأتي في حديث عَدي.
فإن قيل قد قال الله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] قيل: هم العلماء، وقيل هم الأمراء، وهما روايتان عن أحمد، قال ابن القيم: "والتحقيق أن الآية تعم الطائفتين"، قيل إنما تجب طاعتهم اذا أمروا بطاعة الله وطاعة رسوله، فكان العلماء مُبلِّغين لأمر الله وأمر رسوله، والأمراء منفِّذين له، فحينئذ تجب طاعتهم تَبعا لطاعة الله ورسوله، كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا طاعة في معصية، إنما الطاعة في المعروف) [ رواه البخاري ومسلم]، وقال: (على المرء السمع والطاعة ما لم يُؤمر بالمعصية، فإذا أُمِر بمعصية فلا سمع ولا طاعة) حديثان صحيحان، فليس في هذه الآية ما يخالف آية براءة.

وقال ابن عباس: "يوشك أن تَنزل عليكم حجارةٌ من السماء، أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون: قال أبو بكر وعمر؟".
قوله: "يوشك" بضم أوله وكسر الشين المعجمة، قال أبو السعادات: "أي يقرب ويدنو ويسرع".

وهذا الكلام قاله ابن عباس لمن ناظره في مُتعة الحج، وكان ابن عباس يأمر بها، فاحتج عليه المناظِر بنهي أبي بكر وعمر عنها، أي: وهما أعلم منك وأحق بالاتباع، فقال هذا الكلام الصادر عن محض الإيمان وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، وإن خالفه من خالفه، كائنا من كان، كما قال الشافعي: "أجمع العلماء على أنَّ من استبانت له سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن له أن يدعها لقول أحد" [مدارج السالكين].

فإذا كان هذا كلام ابن عباس لمن عارضه بأبي بكر وعمر وهما هما، فماذا تظنه يقول لمن يعارض سنن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بإمامه وصاحب مذهبه الذي ينتسب إليه؟! ويجعلُ قوله عيارا على الكتاب والسنة، فما وافقه قبِله وما خالفه ردَّه أو تأوَّله، فالله المستعان.

وما أحسن ما قال بعض المتأخرين:
فإن جاءهم فيه الدليل موافقا
لما كان للآبا إليه ذهاب
رضوه وإلا قيل هذا مؤول
ويركب للتأويل فيه صعاب

ولا ريب أن هذا داخل في قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} الآية [التوبة: 31].

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "وقال أحمد بن حنبل: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون الى رأي سفيان، والله -تعالى- يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} [النور: 63]، أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك". هذا الكلام من أحمد رواه عنه الفضل بن زياد وأبو طالب.

قال الفضل عن أحمد: "نظرت في المصحف فوجدت طاعة الرسول في ثلاثة وثلاثين موضعا، ثم جعل يتلو: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} الآية [النور: 63]، وجعل يكررها ويقول: وما الفتنة إلا الشرك، لعلَّه إذا أراد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيزيغ قلبُه، فيُهلِكه وجعل يتلو هذه الآية: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُم} [النساء: 65]".

قال أبو طالب عن أحمد -وقيل له: إن قوما يدَعون الحديث ويذهبون إلى رأي سفيان- فقال: "أعجب لقوم سمعوا الحديث وعرفوا الإسناد وصحته يدعونه ويذهبون إلى رأي سفيان وغيره، قال الله: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَة أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63] وتدري ما الفتنة؟ الكفر، قال الله تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: 217] فيدعون الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتغلبهم أهواؤهم إلى الرأي" ذكر ذلك شيخ الإسلام.
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 73 الافتتاحية: ربيع الخلافة.. وخريف الثورات الجاهلية ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 73
الافتتاحية:

ربيع الخلافة.. وخريف الثورات الجاهلية

لا يكتفي أهل الباطل بالاقتصار على ما يقترفون، وإنما يسعون -غالبا- إلى تصوير باطلهم حقا، لينجوا من العقوبة والملامة، بل إنهم في كثير من الأحيان يُجهدون أنفسهم ليُسبغوا على هذا الباطل من الأوصاف الشرعية ما يجعله في أذهانهم من فضائل الأعمال.

ولما كان الجهاد ذروة سنام الإسلام، ومبعث فخر للمسلمين، فإنه قد انتسب إليه كثير من الأدعياء، وجرَّأهم على ذلك علماء السوء الأشقياء، مستندين في ذلك على المتشابهات، نابذين وراء ظهورهم القاطعات المحكمات، وخاصة في السنوات الأخيرة التي هاجت فيها الدنيا وماجت، في ظِل ما يحلو للبعض تسميته بـ "ثورات الربيع العربي".

فلا خلاف في أن الخروج على الحاكم الكافر وقتالَه بالسيف من أعظم القربات، وأفضل الأعمال، وأبرك الجهاد، بل ولا شك في أن أمرَ الحاكم المسلم بالمعروف إن تركه، ونهيَه باللسان عن المنكر إن ركبه، هو من الأعمال الصالحات، ولكن أن يَنسب كلُّ خارجٍ على حاكمٍ فِعْلَه للجهاد في سبيل الله، مهما كانت صفة هذا الحاكم، ومهما كانت غاية الخروج وصفته، فإن هذا من أعظم الكذب على الله سبحانه.

فالخروج على الحاكم الكافر يكون جهادا في سبيل الله إذا كانت الغاية من قتاله أن تكون كلمة الله هي العليا، كما قال عليه الصلاة والسلام: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) [متفق عليه]، أما إن كان الخروج لاستبدال كفر بكفر، فهو كفر، ولا يختلف حكم فاعله عن حكم الطاغوت الذي خرج عليه وقاتَلَه، إذ كلاهما يرفع راية كفرية، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: 76].

وهكذا كان حال الكثيرين ممَّن خرجوا على الطواغيت الحاكمين لبلاد المسلمين، إذ لم يلبثوا أن أظهروا الموافقة على الكفر، بل ومطالبتهم به، من خلال رفعهم شعارات الديموقراطية التي لا تعني إلا منازعة الله في حكمه، ومطالبتهم بالدولة المدنية التي تُنحى فيها الشريعة، وتعلوها القوانين الوضعية الطاغوتية، ويستوي فيها المؤمنون والكافرون، والموحدون والمشركون، وذلك استرضاء للمشركين في الدول الصليبية، ومداهنة لهم، وخوفا من إغضابهم.

وبالتالي فإن الغايات الظاهرة المعلنة لكثير ممن خرج على الطواغيت كانت استبدال حكمهم الاستبدادي العسكري، بحكم لا يقل عنه كفرا، بل يزيد عليه ضررا بالتباس أمره على الناس، وعِظم فتنتِه عليهم، وهو الحكم الديموقراطي المدني، فوقع هؤلاء "الثوار" المطالبون بالديموقراطية في الكفر والشرك، رغم زعمهم في بداية الأمر أنهم ما خرجوا في المظاهرات، وعرَّضوا أنفسهم للقتل والأسر والتعذيب، ولا حملوا السلاح وقاتلوا جنود الطواغيت إلا ليقيموا بعد إسقاط الحكام الكافرين حكما إسلاميا على منهاج النبوة.

ولم تدَّخر الدولة الإسلامية جهدا منذ الأيام الأولى للمظاهرات التي خرجت ضد الطواغيت في دعوة الناس إلى أن يكون خروجهم في سبيل الله، صافي الراية، واضح الغاية، لإقامة دين الله في الأرض، لا منافسةً على ملك، أو نصرةً لعصبية، فضلا عن أن يكون لإقامة طاغوت مكان طاغوت، وإحلال شرك مكان شرك، وحذَّرتهم من أن يضيعوا جهودهم ويستنزفوا طاقاتهم في سلوك مناهج بدعية ضالة، أو ركوب مشاريع حمقاء مهلكة، كالسلميّة، واستجداء العون من المشركين.

وأتبعت القول بالعمل، فأظهرت للعالم كله -بفضل الله- كيف تُنكَّس راية الكفار، وتُسحق جيوش الطواغيت، ويقام دين رب العالمين، دون مداهنة للمشركين، أو استجداء للصليبيين، بل بتجريد التوحيد، وإبطال الشرك والتنديد، وموالاة المؤمنين، وفلق رؤوس الظالمين، فرزقها الله من بعد الوابل الصيّب ربيعا أزهر بإعادة الخلافة، وتحكيم الشريعة، وتوحيد الجماعة.

وعلى منهاجها فليسر كل باغ للوصول، وبجماعتها فليعتصم كلُّ حريص على السلامة، وبهدي النبوة الذي عملت به فليعمل كل من يروم ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة.

وأما من خالف الحق الذي سارت عليه واتبع سبيل الضالين المضلين، فلم يجن من ثوراته الجاهلية إلا غضب الرحمن، وتسلط أهل الأوثان، فلا هو نال دنيا يرومها، ولا هو أبقى دينا ينجو به في آخرته، ثم لن تكون عاقبتهم إلا أن يلعنوا ثوراتهم التي قدَّسوها، ويعودوا ليركنوا من جديد إلى الطواغيت، والله لا يهدي القوم الظالمين.


* المصدر:
صحيفة النبأ العدد 73

للمزيد من المقالات النافعة.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

#خطب_مكتوبة #أهم_سؤال_يجب_أن_تسأل_به_نفسك 🎤 #خـطبة_جمعـة 28 ذو الحجة/1442هـ: 👤للشيخ/عبدالله ...

#خطب_مكتوبة

#أهم_سؤال_يجب_أن_تسأل_به_نفسك
🎤 #خـطبة_جمعـة 28 ذو الحجة/1442هـ:
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ أما بعد عباد الله سؤال عظيم جليل كبير، عنوان لحياتنا، يجب أن نخلده في أذهاننا، وأن نسائل به أنفسنا، وأن نعيه جيدا، وأن يبقى متداولا على السنتنا، وعلى واقعنا العملي الفعلي أيضا.

- سؤال ليس في نهاية كل عام، بل في نهاية كل يوم، لابد ان نسائل أنفسنا به لننطلق للحياة بجد وعزم، ولنعرف هل حياتنا تستحق البقاء هل دفعنا الثمن، هل سددنا الفواتير، ما الذي قدمناه؟.

- هذا هو السؤال: ما الذي قدمناه لديننا، لأمتنا، لوطننا (أقصد وطننا الضيق، وطننا الواسع الأمة)، لمجتمعاتنا، لأسرنا، لأنفسنا أقل شيء…!

ما الذي قدمناه؟
هل زدنا شيئًا أم نقصنا، أم الاستقرار الدائم بلا شيء، كما يسميه السويدان السيد عادي الذي لا يزد شيئا إن لم ينقص، ما الذي قدمناه، ما الذي فعلنا في يومنا، في أسبوعنا، في شهرنا، في سنتنا، في عمرنا السابق، ما الذي قدمناه، ما الجديد، ليدون الإنسان هذا جيدا، كمشروع حياة إذا اراد النجاح، ما الذي قدم في حياته، ما الذي يمكن أن يقابل الله به يوم القيامة، أكثر من ثلاث مئة وخمسين يوما مرت، سنة كاملة وها نحن الآن قادمون على سنة هجرية جديدة، مودعون لها، والطلاب أيضاً أنتم كطلاب جامعات قادمون على سنة دراسية جديدة، ما الذي فعلنا، ما الذي صنعناه، ما الذي قدمناه من أكبر إلى أقل من أمة إلى نفس هل زدنا شيئًا أم كما يقال انت زائد على الدنيا او كما سماه الله زبدا، والنبي ﷺ غثاء: ﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذهَبُ جُفاءً﴾[الرعد: ١٧]، لا فائدة منه، لا خير فيه: ﴿ وَأَمّا ما يَنفَعُ النّاسَ فَيَمكُثُ فِي الأَرضِ ﴾[الرعد: ١٧].

- هل تستحق المكث في الأرض بافعالك بما قدمته لأمتك، ما الذي صنعت، ما هو الشيء الذي يمكن أن تقول لربك الآن قبل يوم القيامة بهذا الهي أقابلك، بهذا الأمر الفلاني أنا ارجو جنة ربي، به أستحق أن أدخل الجنة بعد رحمة الله، كما قال النبي صلّى الله عليه وسلم لبلال: (أني سمعت خشخشة نعليك يعني وقع نعليك فوقي في الجنة)، يعني فوق النبي ﷺ، والنبي ﷺ تحت النبي ﷺ وتمامه قال النبي ﷺ لبلال عند صلاة الفجر: (يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة)؟ قال: ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي) متفق عليه، رواية مسلم " خشف "، وعند أحمد والترمذي وغيرهما " خشخشة "، أي حركة يسيرة قبلي فما تصنع قال لا شيء إلا أني…

- وأين ذلك الشيء الذي أني، أين هو وأعني كل واحد منا، أما بلال رضي اللّه عنه فواضح لكن أين ذلك الشيء مني ومنك وفلان وفلان، من الذي يمكن أن يقول هذا الذي أرجو به جنة ربي، هذا الذي يمكن أن يباعدني من النار، ويدخلني جنة الأبرار، ما هو ذلك الأمر… اجب عن نفسك، ودون ذلك فهو خير، فإن وجدت امورا جيدة فالحمد لله زد منها، وزد من أمثال أمثالها، وطور، وحسّن، وحدّث للأفضل، وإن وجدت أن لا شيء، أو ضعيفة بسيطة دنيئة لا تستحق الذكر تستحي أن تذكرها فابدأ الآن، ابدأ انفع امتك، انفع وطنك، انفع اسرتك مجتمعك نفسك من حولك، لا تبق صامتا، لا تبق ساكتا، لا تبقىة نائما لا تبقى بلا شيء لم تفعل جديدا ...

- لتكن هذه الحياة التي اودعنا الله جل جلاله هي ثمن لبقائنا: ﴿وَهُم يَصطَرِخونَ فيها رَبَّنا أَخرِجنا نَعمَل صالِحًا غَيرَ الَّذي كُنّا نَعمَلُ أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذيرُ فَذوقوا فَما لِلظّالِمينَ مِن نَصيرٍ﴾[فاطر: ٣٧]، قال الله لهم:﴿ أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذيرُ فَذوقوا فَما لِلظّالِمينَ مِن نَصيرٍ﴾[فاطر: ٣٧]، اجابة كافية شافية لمن كان له عقل وكلهم لهم عقول في ذلك اليوم؛ إذ انهم قالوا: ﴿وَقالوا لَو كُنّا نَسمَعُ أَو نَعقِلُ ما كُنّا في أَصحابِ السَّعيرِ﴾[الملك: ١٠]، قالوا في الدنيا كنا مجانين، يعني انهم عقلوا صحوا قاموا من الخدرة إلى الصحوة، قاموا منها: ﴿ أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذيرُ فَذوقوا فَما لِلظّالِمينَ مِن نَصيرٍ﴾[فاطر: ٣٧]، والنذير على قول الجمهور ليس المراد به النبي وفقط بل النذير هو الشيب، النذير هو كل شيء انذرك عن الله، وذكرك به ولقائه، فاليوم الذي أتى الآن هذا نذير، والجمعة مرت هذا نذير، أو جاءت هذا نذير، الوقت نذير، بقاؤنا في الحياة الدنيا هذا نذير وحده، فهل نستحق البقاء الله اعطانا منحة منّة أن تبقى فهل نستحق، لنسائل انفسنا هذا، وليبق هذا السؤال خالدا في اذهاننا، وللعلم فهذا السؤال يشغلني لسنوات طويلة، ما الذي قدمناه، ما الذي فعلناه، ما الذي انتجناه، ما الذي صنعناه يمكن أن يبيض وجوهنا أمام ربنا، ولو قلنا فرضا دعك من الخلق، دعك من الأسرة، دعك من هذا وذاك، إذا ابيّض وجهك أمام الله فكل شيء هين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخـطبــة الثانــية:

ـ الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾[الحديد: ٢٨].

- إذا كان أعداء الأمة يسائلون أنفسهم وبجد، وينفقون أموالا طائلة، ويصرفون أوقاتا كبيرة، وجليلة لأجل هدم الدين، والمسلمين، ولأجل أن لا تبقى، ولأجل إضعاف دينك، وعقيدتك، وهويتك، ومقدساتك، ويشتغلون الليل والنهار لأجل ذلك بكامل قوتهم، وإمكانياتهم فما الذي قدمناه نحن وما الذي عملناه: ﴿وَالَّذينَ كَفَروا بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ إِلّا تَفعَلوهُ تَكُن فِتنَةٌ فِي الأَرضِ وَفَسادٌ كَبيرٌ﴾[الأنفال: ٧٣]، ومع هذا ليس لهم إلا الحسرة غير أن واجبنا الأخذ بالأسباب: ﴿إِنَّ الَّذينَ كَفَروا يُنفِقونَ أَموالَهُم لِيَصُدّوا عَن سَبيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقونَها ثُمَّ تَكونُ عَلَيهِم حَسرَةً ثُمَّ يُغلَبونَ وَالَّذينَ كَفَروا إِلى جَهَنَّمَ يُحشَرونَ﴾[الأنفال: ٣٦].

- وهنا أذكر نموذجا فقد قرأت مرة لأحد الكتاب أنه كان في فندق في دولة من الدول الأجنبية وذكر أن في الفنادق هناك في تلك الدولة سماها يوجد في كل باب في الفندق أشبه بكاميرا تكشف من باب الباب فقال دقت علي امرأة وانا داخل الغرفة الذي انا مستأجرها فتكلمني تتحدث افتح فقال انا خفت على نفسي فأنا في بلد غريب، يمكن أن تدخل وتنحرني او من هذا القبيل، او تدينني بأعمال، او يدنوني بأمر لاعلاقة لي به، هذا في امر دنيوي، قال ويمكن أمر ديني ايضا ان تدخل فتريد به الفاحشة فقرر تجاهلها لا داعي لهذه المرأة، قال فبعد مدة من بقائها تطرق علي، الباب اقتربت من الباب فسمعتها بلغتها تتحدث ويفهمها قالت انا امرأة من الديانة الفلانية، ادعوك للدخول في ديني، وهي من من جماعة لا إله ولا كتاب، ولا أصل، ولا نبي لها، ولا نعرفها، وليست لهذه الديانة الا سنوات منذ نشأت، ومع هذا اصبح لهذا الباطل دعاة، وهمة جبارة لهذا الباطل، وامرأة، وتدعو غريبا عنها، وحتى في الفنادق، وتلح، وتكرر، وتصر… ثم في الأخير يقول وضعت لي كتبا، ومطويات واشياء من اوراق تعرفني عن دينها عند الباب وانصرفت، هذه امرأة تدعو لباطل بهذه الهمة، وكم من رجال في امتنا بل ملايين ربما غثاء كغثاء السيل، ما الذي فعلوه، ما الذي صنعوه لدينهم، هذه المرأة دينها دين باطل، ولا صحة له، ولا أصل له، وديننا دين حق وخير ورشد ورحمة للأمة بل للعالمين الإنس والجن ما الذي قد تمناه؟ وما الذي صنعناه؟ وما الذي فعلناه من اجله، وأي تـضحية؟.

الأعداء يشتغلون ونحن نائمون، ونريد النصر، والعزة، والتقدم، وهذا يتأوه من الوضع، وذاك يشكو لكن لم يفعل شيئا كالعجائز، إنها سنن الله، والله لا يحابي احدا ابدا؛ فهذا آدم نبيه عليه السلام لما اذنب ذنبا واحدا اخرجه من الجنة، ونحن إن فعلنا شيئًا اخرجنا، واصبح ديننا لا شيء، فلنتق الله، ولنسائل انفسنا السؤال الذي بدأت به خطبتي، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾[الأحزاب: ٥٦].
┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
...المزيد

إِمَاءُ اللهِ فِي بُيُوتِ اللهِ أَحْكَامٌ وآدَابٌ [1/3] إن كثيرا من المسلمات اليوم يحفظن ...

إِمَاءُ اللهِ فِي بُيُوتِ اللهِ

أَحْكَامٌ وآدَابٌ
[1/3]
إن كثيرا من المسلمات اليوم يحفظن حديث: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله) الذي رواه الشيخان، ولكنَّ قليلات منهن من يفقهن أحكام المساجد وضوابط الخروج إليها والصلاة فيها، فإن كنت يا مسلمة خارجة إلى المسجد ولا بد، فإليك هذي السطور، علها تنفعك وتنأين بها عن المحظور.

الأصل في المرأة القرار في البيت:

اعلمي أختي المسلمة -وفقك الله لكل خير- أن الأصل في المرأة القرار في البيت، وأن صلاتك في بيتك أفضل من صلاتك في المسجد.

كما أن المتأمل في حديث نبينا، صلى الله عليه وسلم: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله) يلحظ أنه -صلى الله عليه وسلم- عند نهيه عن منع النساء لم يرغّب في صلاة الجماعة لهن، ولم يذكر أفضالها كما كان شأنه مع الرجال وهو يرغبهم في الجماعة، بل نجده في حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- يردف النهي عن المنع بقوله: (وبيوتُهن خير لهن)، بل إن صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في مسجد النبي، صلى الله عليه وسلم؛ فعن أم حميد الساعدية أنها جاءت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك. قال: (قد علمتُ، وصلاتُك في بيتك خيرٌ لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجد الجماعة) [رواه أحمد].

ضوابط الخروج من البيت:

وإن على المرأة قبل خروجها من بيتها تريد المسجد أن تستأذن زوجها، ويحرُم على المرأة الذهاب إلى المسجد متعطِّرة متزيِّنة؛ فعن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليَخرجن وهن تَفِلات) [رواه أبو داود]، ومعنى تَفِلات أي غير متعطِّرات، وأخرج الإمام مسلم -رحمه الله- من حديث زينب امرأة عبد الله بن مسعود -رضي الله عنهما- قالت: قال لنا رسول الله، صلى اللّه عليه وسلم: (إذا شهِدَت إحداكن المسجد، فلا تمس طيباً).

وعن موسى بن يسار، قال: مرَّت بأبي هريرة امرأةٌ، وريحها تعصف، فقال لها: أين تريدين يا أَمة الجبار؟ قالت: إلى المسجد، قال: وتَطَيَّبْتِ؟ قالت: نعم، قال: فارجعي فاغتسلي، فإني سمعت النبي -صلي الله عليه وسلم- يقول: (لا يقبل الله من امرأة صلاة خرجت إلى المسجد وريحها تعصف، حتى ترجع فتغتسل) [أخرجه ابن خزيمة في صحيحه والبيهقي في الآداب]، هذا وتعطُّر المرأة عموما عند خروجها من بيتها حرام سواء كانت تريد المسجد أم غيره، ولا يجوز للمسلمة أن يجد ريحَها إلا زوجها ومحارمها.

وفي طريقها إلى المسجد تجتنب المرأة وسط الطريق وتلزم جوانبه؛ فعن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري، عن أبيه، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للنساء: (استأخرن، فإنه ليس لكن أن تَحْقُقنَ الطريق، عليكن بحافات الطريق)، فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به. [أخرجه أبو داود والطبراني].


* المصدر:
صحيفة النبأ العدد 73

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 491 انفوغرافيك العدد: عمليات جنود الخلافة بولاية ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 491
انفوغرافيك العدد:
عمليات جنود الخلافة بولاية الصومال

• خلال 52 يوما
من 16 شعبان 1446 هـ حتى 10 شوال 1446 هـ

• 55 عملية
38 عبوة ناسفة
10 صولات واشتباكات
7 قصف بالقذائف الصاروخية والهاون

• 318 قتيلا وجريحا
بينهم عدد من الضباط والقادة

• تدمير وإعطاب 26 آلية متنوعة

◾ أبرز العمليات

▪ (٢١/ شعبان)

اشتبك المجاهدون مع قوات العدو قرب قرية (دندمنلي)، استمرت عدة ساعات أسفرت عن مقتل تسعة عناصر وإصابة نحو ١٣ آخرين.

▪ (٣/ رمضان)

اشتبك المجاهدون مع قوات العدو قرب قرية (جيس قبد)، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ثلاثة عناصر وإصابة نحو ١٦ آخرين.

▪ (١٠/ رمضان)

سلسلة تفجيرات ضربت دوريات العدو في قرى (ترمسالي، شيباب، طادار، قرع)، أدت لمقتل وإصابة ٢١ عنصرا وتدمير وإعطاب ٥ آليات.

▪ (١٥/ رمضان)

قصف تجمعات العدو في قرية (جيس قبد) بالقذائف، والاشتباك معهم أربع ساعات، ما أسفر عن مقتل ستة عناصر وإصابة نحو ٢٧ آخرين.

▪ (١٧/ رمضان)

اشتبك المجاهدون مع أعداد كبيرة من قوات العدو قرب (وادي ميرالي)، لسبع ساعات متواصلة، أسفرت عن مقتل ١٢ عنصرا وإصابة نحو ٢٥ آخرين.

* المصدر:
صحيفة النبأ العدد 491
السنة السادسة عشرة - الخميس 19 شوال 1446 هـ

للإطلاع على الصحيفة.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 491 انفوغرافيك العدد: عمليات جنود الخلافة بولاية ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 491
انفوغرافيك العدد:
عمليات جنود الخلافة بولاية الصومال

• خلال 52 يوما
من 16 شعبان 1446 هـ حتى 10 شوال 1446 هـ

• 55 عملية
38 عبوة ناسفة
10 صولات واشتباكات
7 قصف بالقذائف الصاروخية والهاون

• 318 قتيلا وجريحا
بينهم عدد من الضباط والقادة

• تدمير وإعطاب 26 آلية متنوعة

◾ أبرز العمليات

▪ (٢١/ شعبان)

اشتبك المجاهدون مع قوات العدو قرب قرية (دندمنلي)، استمرت عدة ساعات أسفرت عن مقتل تسعة عناصر وإصابة نحو ١٣ آخرين.

▪ (٣/ رمضان)

اشتبك المجاهدون مع قوات العدو قرب قرية (جيس قبد)، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ثلاثة عناصر وإصابة نحو ١٦ آخرين.

▪ (١٠/ رمضان)

سلسلة تفجيرات ضربت دوريات العدو في قرى (ترمسالي، شيباب، طادار، قرع)، أدت لمقتل وإصابة ٢١ عنصرا وتدمير وإعطاب ٥ آليات.

▪ (١٥/ رمضان)

قصف تجمعات العدو في قرية (جيس قبد) بالقذائف، والاشتباك معهم أربع ساعات، ما أسفر عن مقتل ستة عناصر وإصابة نحو ٢٧ آخرين.

▪ (١٧/ رمضان)

اشتبك المجاهدون مع أعداد كبيرة من قوات العدو قرب (وادي ميرالي)، لسبع ساعات متواصلة، أسفرت عن مقتل ١٢ عنصرا وإصابة نحو ٢٥ آخرين.

* المصدر:
صحيفة النبأ العدد 491
السنة السادسة عشرة - الخميس 19 شوال 1446 هـ

للإطلاع على الصحيفة.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 491 المقال الافتتاحي: معركة الجمارك الأمريكية [2/2] إن ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 491
المقال الافتتاحي:
معركة الجمارك الأمريكية

[2/2]
إن الكساد الذي يهدد الاقتصاد العالمي الربوي، لن يقتصر على أمريكا أو أوروبا، بل سيطال جميع الأنظمة والحكومات الطفيلية التي ربطت مصيرها بأمريكا وحلفها ودولارها، بل ستكون أزمتها أكبر من أزمة دولة الدولار نفسها! وستغدو عملة الدولار التي استخدمتها أمريكا في إخضاع وابتزاز الشركاء والأعداء، ستغدو أيقونة الأزمة الاقتصادية، وستنقلب لعنة ووبالا على عبادها البائعين أنفسهم بها.

لكن هذا لا يعني أن يتّكل المسلمون على ذلك، فليس بالضرورة أن يسقط هذا النظام الجاهلي غدا أو بعد غد، فقد تطول أو تقصر مدة بقائه وتربُّعه على عرش الحرب على الإسلام، وقد يسقط وينشأ بعده نظام أكثر حرابة.

وإنما المطلوب من المسلمين شرعا وواقعا، أن يعززوا نظام اقتصادهم بالصدقات كي لا يكون المال دولة بين الأغنياء منهم، والمطلوب الاعتماد على الذهب قدر المستطاع، وهجر البنوك الربوية ومعاملاتها التي تفشّت في المجتمعات الجاهلية، كما عليهم وجوبًا مناصرة المجاهدين ومؤازرتهم والالتحاق بهم، لأنهم الطائفة التي سيجري الله على أيديها أقداره بهزيمة الكافرين وتدمير عروشهم.

لقد بات ثابتًا أنّ الاقتصاد الأمريكي وتبعًا له العالمي، يعيش أزمة مزمنة، كلما وضعوا خطة لعلاجه، انتكست حالته مجددا فعادوا من حيث بدأوا، فهم في الحقيقة من أزمة إلى أخرى، لأن الأساس الذي بنوا عليه اقتصادهم؛ أساس متصدع متداع يتضمن كل أسباب السقوط والانهيار، {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ}.

ختاما، زعم الأهوج "ترامب" مرارا أنه انتصر في محاربة الجهاد، وبينما هو الآن منهمك في محاربة السيارات الألمانية والبضائع الصينية! ومقبل على المزيد من هذه المعارك التجارية؛ يبقى الجهاد المستفيد الأكبر من هذه المعارك التي اندلعت بين هذه الدول الكافرة، لأن جميعها عدو للجهاد الذي هو قدر الطائفة المنصورة إلى يوم الدين.


* المصدر:
صحيفة النبأ العدد 491
السنة السادسة عشرة - الخميس 19 شوال 1446 هـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

عش ما شئت فإنك ميت واحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزى به واعلم أن شرف المؤمن قيامه ...

عش ما شئت فإنك ميت واحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزى به واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس

صحيفة النبأ - العدد 72 مقال: ما لا يسع الحائض والنُّفَساء جهله لما كان الحيض أمرا قد كتبه ...

صحيفة النبأ - العدد 72
مقال:

ما لا يسع الحائض والنُّفَساء جهله

لما كان الحيض أمرا قد كتبه الله -عز وجل- على بنات آدم، كان كتاب الحيض من أهم المسائل الفقهية وأدقِّها، لتعلقه بالعبادات من صلاة وصيام وغيرها، وتعلقه كذلك بالمعاملات التي يدخل فيها فقه الأسرة، ومنه النكاح والطلاق وغير ذلك، وهو الذي قال فيه الإمام أحمد، رحمه الله تعالى: "مكثت في الحيض تسع سنين حتى علمته"، فكان حرياً بكل مسلمة أن تتفقَّه فيه، وتعرف ما لها وما عليها أثناء حيضها ونفاسها، وتكون معنية بأمر دينها، تسأل دون حرج من تثق في علمهم، لا المتعالمين والمتعالمات، المتجرِّئين على الفتيا والمتجرّئات، كيلا تقع في محظور شرعي، ولا تأتي بقول أو فعل بدعي، ورضي الله عن الصدِّيقة عائشة إذ تقول: "نِعم النساء نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين" [رواه البخاري].

الحيض والنفاس يشتركان في الأحكام:

ابتداءً، لتعلم المسلمة أنه لا فرق بين الحيض والنفاس من حيث الأحكام، وقد بوَّب الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه: [باب من سمَّى النفاس حيضا، والحيض نفاسا]، جاء فيه: "عن أبي سلمة أن زينب بنت أم سلمة، حدثته أن أم سلمة حدثتها قالت: بينا أنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- مضطجعة في خميصة، إذ حضت، فانسللت، فأخذت ثياب حيضتي، قال: (أنَفِستِ؟) قلت: نعم، فدعاني، فاضطجعتُ معه في الخميلة".
غير أن الحيض دم ينزل من رحم المرأة بعد بلوغها في أوقات معتادة من الشهر، أقلُّ مدته ساعة، وأكثرُ مدته خمسة عشر يوماً على أرجح الأقوال، وما زاد على ذلك عدَّہ العلماء استحاضة.

وأما النِّفاس فهو الدم الذي ينزل من المرأة بعد الولادة أو عند السقط، وأحيانا يسبق موعد الولادة بيوم أو يومين أو ثلاثة مع الطَّلق، لأنه علامة الولادة أو قربها ويخرج بسبب ترخية الرحم، فمن تكون قد أوشكت على الولادة ورأت دما فإنه دم نفاس وعلامة مخاض، والله أعلم.

- الفرق بين الحائض والمستحاضة:

الاستحاضة نزول الدم على المرأة في غير أوقاته المعتادة من عرق يسمى العاذل، أو استمرار نزول الدم عليها بعد انتهاء أيام حيضها المعتادة، وهنا تجدر الإشارة إلى نقطتين مهمتين ينبغي على الأخت المسلمة التفطن والاحتراز منهما، أولاها: أن تحسن المرأة حساب تاريخ حيضتها وعدد أيامها، حتى إذا ما نزل الدم في غير وقته المعتاد، أو زادت أيام فترة الحيض، علمت المرأة أن ذلك دم استحاضة، فعن عائشة أنها قالت: قالت فاطمة بنت أبي حُبيش لرسول الله، صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إني لا أطهر أفأدَعُ الصلاة، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إنما ذلك عِرقٌ وليس بالحيضة، فإذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلاة، فإذا ذهب قدْرُها، فاغسِلي عنك الدم وصلي) [رواه البخاري].

وثانيها: أن تُحسن التمييز بين دم الحيض ودم الاستحاضة، فلكليهما صفة تختلف عن الأخرى، كما ينبغي للمسلمة أن تميِّز علامة طهرها ونقائها، وللطهر علامتان؛ إما قَصة بيضاء وإما جُفوف، فأما القَصة فهي عبارة عن ماء أبيض يدفعه الرحم عند انتهاء الدم، كما في حديث الفقيهة العالمة أم المؤمنين عائشة، رضي الله عنها وعن أبيها، فعن علقمة بن أبي علقمة، عن أمِّه، مولاة عائشة أم المؤمنين أنها قالت: كان النساء يبعثن إلى عائشة بالدرجة فيها الكُرسُف، فيه الصفرة من دم الحيضة، يسألنها عن الصلاة. فتقول لهن: (لا تعجلن حتى ترين القَصَّة البيضاء. تريد بذلك الطُّهر من الحيضة) [رواه مالك]، وأما الجفوف فهو لمن لا ترى القَصَّة فتدخل خرقة فتخرجها جافة.

- أحكام الحيض والنفاس:

كما أشرنا آنفا فإن للحيض والنفاس أحكاما تتعلق بالعبادات والمعاملات، أولها أن المرأة إذا حاضت أو وضعت مولودا ورأت دما تنقطع عن الصلاة والصوم، وهذا هو نقصان الدين الذي وصف به النبي -صلى الله عليه وسلم- النساءَ، إذ جاء في الحديث عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله قال: (ما رأيت مِن ناقصات عقل ولا دين أغلب لذي لُبٍّ منكن). قالت: "وما نقصان العقل والدين؟". قال: (أما نُقصان العقل فشهادة امرأتين شهادة رجل، وأما نقصان الدين فإن إحداكن تُفطر رمضان وتقيم أياما لا تصلي) [رواه أبو داود ورواه الشيخان مطوّلا].

وعند انتهاء المرأة من حيضتها أو خروجها من النفاس تغتسل غسل رفع الحدث الأكبر ولا تقضي تلك الصلوات التي تركتها، على خلاف الصوم فإن المرأة إذا حاضت أو نفست في رمضان، وجب عليها قضاء الأيام التي أفطرتها، فعن معاذة، أن امرأة قالت لعائشة: "أتجزي إحدانا صلاتها إذا طهرت؟"، فقالت: "أحرورية أنت؟ كنا نحيض مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يأمرنا به"، أو قالت: "فلا نفعله" [رواه البخاري]. وقد نقلَ الإجماع بوجوب قضاء الصوم طائفةٌ من أهل العلم، رحمهم الله.
...المزيد

إقامة الدولة الإسلامية.. بين منهاج النبوة وسبل أهل الضلالة (4) الرافضة الاثنا عشرية من إمامة ...

إقامة الدولة الإسلامية.. بين منهاج النبوة وسبل أهل الضلالة (4)
الرافضة الاثنا عشرية
من إمامة المعدوم.. إلى ولاية الطواغيت
[1/4]

أوردنا في الحلقة الماضية من هذه السلسلة لمحات عن تاريخ نشوء دين الرافضة على أساس نظرية (الإمامة الإلهية) الباطلة، وما اشتُق منها من نظريات (الوصية) و(النص)، و(التقية) و(البداء)، و(الغيبة) و(الرجعة)، وغيرها من البدع المكفرة والخرافات.

وسنحاول في هذه الحلقة بإذن الله أن نبين كيف اضطر الروافض إلى التلاعب بنظرية (الإمامة الإلهية) التي اشترطوها لإقامة الدولة الإسلامية، وكيف أضافوا التعديل تلو التعديل عليها حتى وصلوا إلى نظرية (ولاية الفقيه) التي تنقض أصول نظريتهم الأولى، وتقوم عليها دولة إيران الشركية اليوم، وتسعى لتعميمها على بلاد المسلمين كافة.

فبخلاف ما يزعمه الرافضة من أن دينهم وحي من السماء على رسول الله محمد، صلى الله عليه وسلم، وأنه وصل إليهم مسلسلا منه عبر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وأبنائه، حتى دوَّنوه في القراطيس ونشروه بين الناس، فإن أكثر الباحثين المحقِّقين يجزمون بأن هذا الدين كتبه علماء الرافضة بعد موت كل من يزعمون له الإمامة والعصمة من أبناء علي، رضي الله عنه، ودخولهم في ما يسمّونه (عصر الغيبة) أي غيبة إمامهم الثاني عشر الذي اختلقوه من العدم، ليرقّعوا به ثوبهم المزِق، ويعززوا به بنيانهم الهدِم.

فلم يكتفِ الرافضة باشتراط العصمة والنص لمنصب الإمامة، ليدعوا بذلك نقض شرعية كل خلفاء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من لدن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، ويبرروا الخروج عليهم، وتكفيرهم، بل توجهوا إلى عامة المسلمين ليشترطوا عليهم في دينهم أمورا تُلزمهم ببيعة أئمتهم والدخول في دين الرفض ليكونوا مسلمين.
فكان أهم ما بدؤوا به هو موضوع الإمامة، فجعلوا منها أصلا من أصول الدين، ومن لم يعرف إمام زمانه، ويبايعه فلا إيمان له، ولذلك وقع عندهم الخلاف في إيمان بعض من كبار أصحاب أئمتهم لما ماتوا في فترات الاختلاف على تحديد الإمام.
وليضيِّقوا على أتباع دينهم أكثر، فقد قالوا بتوقيف كل ما يتعلق بمنصب الإمامة من أحكام كالقضاء وإقامة الحدود والحسبة والجهاد والجمعة، وغيرها، فلا يصح أن يقوم بها إلا من يزعمون إمامته أو من ينصِّبه الإمام لذلك، وحرَّموا عليهم أن يتقاضوا إلى من يسمونهم بـ "أئمة الجور"، أو يقاتلوا من ورائهم، أو يصلوا الجمعة خلفهم، أو يؤدوا إليهم زكاتهم.

بل وامتد تحريفهم إلى التشريع في الدين، فمنعوا أتباعهم من الأخذ من كتاب الله، أو سنة رسوله -عليه الصلاة والسلام- مباشرة، وألزموهم بأن يأخذوا الأحكام عن طريق "الأئمة" فحسب، وزعموا أن كلام أئمتهم هو القرآن الناطق، مقابل ما سموه "القرآن الصامت" الذي في مصاحف المسلمين وصدورهم، ثم تعدوا الأمر لينكروا توقف التشريع في الدين بموت النبي، صلى الله عليه وسلم، زاعمين أنه اختص آل بيته بالكثير من الأحكام التي لم تحدث الحاجة لإظهارها في حياته، وأن كل ما ينسبونه لأئمتهم من أقوال وأفعال، إنما هو مما ورثوه من علم النبوة، بل شطُّوا بعد ذلك بعيدا ليزعموا أن أئمتهم يوحى إليهم من الله تعالى، لتكون أقوالهم وحيا يوحى، ويجعلوها ضمن ما يسمونه "السنة" في باب أصول الفقه، فمنعوا الاجتهاد في الدين، وعدُّوا من يتصدى للفتيا من غير الأئمة بمثابة الطواغيت المشرِّعين، الحاكمين بغير ما أنزل الله.

ولم يقتصروا على حصرهم تفسير الكتاب والسنة بما ينسبونه لأئمتهم من أقوال، وتأويلهم نصوص الوحيين بتأويلات باطنية كاذبة، بل امتدت ألسنتهم الآثمة إلى تلك النصوص بالتكذيب والتحريف، فلا صحيح من السنة إلا ما وافق مذهبهم، بناء على القول المكذوب على جعفر (الصادق): "ما خالف العامة فهو الرشاد"، ويعنون بالعامة أهل السنة والجماعة، بل وكذّبوا حتى بصحة القرآن الكريم، زاعمين أن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حرّفوا آياته، وحذفوا منها ما كان فيها من نص واضح على إمامة علي -رضي الله عنه- وآل بيته، وأزالوا ما فيه من لعن لأبي بكر وعمر وبني أمية، وكل من ليس على مذهبهم الباطل وملتهم الكافرة بزعمهم، ونسبوا إلى أئمتهم مصحفا غير الذي في أيدي الناس، وبالتالي فقد ادعوا احتكار الوحيين أيضا بعد أن احتكروا تأويلهما، وبيان الأحكام النازلة فيهما.

وزادوا على حصرهم دين الناس بأئمتهم، بأن ربطوا دنياهم بهم أيضا عن طريق إشاعة شرك العبودية بين أتباعهم، وحثهم على الاستغاثة بأئمتهم ودعائهم، والتقرب إليهم بالذبح والنذور، والتبرك بقبورهم، وما ينسبونه إلى آثارهم، ليرزقوهم الأموال والأولاد، أو يشفوهم من الأمراض، زعموا، وكل ذلك في إطار عملية شاملة لحشد الناس إلى حزبهم، وربطهم بمذهبهم.

وفيما ذكرنا من أخبار بنائهم دينهم كله على أصل الإمامة غنى عن إيراد المزيد من الأمثلة لتوضيح المراد، رغم أن دينهم الخرافي الوضعي مليء بأمثال هذه الغرائب.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 72
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
28 شوال 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً