العلامة المحدث السلفي محمد نذير حسين الدهلوي شيخ الكل. هو محمد نذير حسين بن جواد علي بن عظمة الله ...

العلامة المحدث السلفي محمد نذير حسين الدهلوي شيخ الكل.
هو محمد نذير حسين بن جواد علي بن عظمة الله بن إله بخش بن محمد الرضوي الحسيني البِهاري ثم الدِّهْلَوي، وبين المترجَم وبين الحسين بن علي رضي الله عنهما ثلاثون أباً، وكذلك العدد من جهة أمه، كما ساقه تلميذُه فضل حسين في كتابه "الحياة بعد الممات".

وُلد رحمه الله في سورج كره بولاية بِهار شرقي الهند سنة 1220 على الصحيح

لازَمَ محدِّثَ عصره الشاه محمد إسحاق الدهلوي السلفي ملازمة تامة ثلاثة عشر عاماً، قرأ عليه أمَّات كتب الحديث كاملةً قراءةَ رواية ودراية وضبط وتحقيق، كالكتب الستة، والموطأ، والمشكاة، وغيرها كثير، كالجامع الصغير، وكنز العمال، وتفسير البيضاوي، وتفسير الجلالين، والأَمَم للكُوراني، وبعض رسائل الشاه ولي الله، كالمسلسلات وغيرها.
وأجازه غير مرة،
وأعاد كتابة الإجازة له، ولُقِّب نذير حسين بميان صاحب، وهو لقب علماء أسرة الشاه ولي الله الدهلوي.


ذكر تلميذُه العلامة الخانفوري في ثبته "الجوائز والصلات" (مخطوط) أن شيخه يروي عن ثمانية شيوخ بالإجازة الخاصة، وأربعة بالعامة لأهل العصر، ويهمنا القسم الأول، وهم:
1- الشاه محمد إسحاق، بروايته عن جده - والشيخ محمد إسحاق أخذ بالقراءة والسماع والإجازة عن جده لأمه الشاه عبد العزيز الدهلوي، وهو كذلك عن أبيه الشاه ولي الله الدهلوي صاحب "حجة الله البالغة"، وأسانيده مشهورة مبسوطة.
-، وعن عمر بن عبد الكريم العطار المكي.
2- شير محمد القندهاري، عن عبد القادر الدهلوي، عن أبيه ولي الله.
3- محمد بخش.
4- كرامت علي الإسرائيلي، كلاهما عن محمد رفيع الدين، عن ولي الله الدهلوي.
5- عبد الخالق الدهلوي، عن محمد إسحاق.
6- جلال الدين الهراني.
7- عبد القادر الرامفوري، ولم يذكر شيوخهما.
8- محمد إسماعيل الشهيد، عن أبيه عبد الغني، وعمه عبد العزيز كلاهما عن أبيهما ولي الله.

وقد كان المترجَم غالبا ما يقتصر في إجازته على عمدته الشاه محمد إسحاق لإكثاره عنه قراءة وسماعاً، واستغنائه به عن غيره.

ونظراً لكثرة تلاميذه، وطول مدة تدريسه لُقِّب بشيخ الكل في الكل، أي: شيخ كل العلماء في كل العلوم.
وعبد الله الغزنوي، وأبناؤه محمد وعبد الجبار وعبد الواحد وعبد الله، ومحمد بشير السهسواني، وعبد المنان الوزير آبادي، ومحمد حسين البتالوي، وعبد الله الغازيفوري، وشمس الحق العظيم آبادي، وعبد الرحمن المباركفوري، وأحمد الله البرتابكرهي ثم الدهلوي، وعبد السلام المباركفوري، وأبو المكارم محمد علي المووي، وأحمد بن حسام الدين المووي، وأبو القاسم البنارسي، وثناء الله الأمرتسري، ومحمد نعمان الأعظمي، ويوسف الخانفوري - وهو أحد من نشر علم الحديث في العراق - وأبو سعيد شرف الدين البنجابي.

ومن بلاد العرب: إسحاق بن عبد الرحمن آل الشيخ، وسعد بن حمد بن عتيق، وعلي بن ناصر أبو وادي، وفوزان السابق، وأبو بكر خوقير، وعبد الله بن إدريس السنوسي المغربي، وغيرهم كثير.

وقد سرد تلميذه فضل حسين آخرَ كتابه "الحياة بعد الممات" أسامي خمس مئة عالم من تلامذته.ضم نظماً شعرياً لعلم المواريث ،

(إجازة الشيخ سعد بن عتيق للشيخ عبد الله العَنْقَري بتحقيقي ص74، ومثله في إجازته للشيخ محمد بن عبد اللطيف ص33، وعنه: إتحاف النُّبلاء بالرواية عن الأعلام الفضلاء ص5).
وقال العلاَّمة المحدِّث الشيخ عبد الرحمن المُبارَكْفُوري في مقدمة "تحفة الأحوذي"
الجوائز والصِّلات في أسانيد الكتب والأثبات
ثَبْت الأثبات
وقال شيخُنا العلاَّمة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عَقيل حفظه الله تعالى: ((الشيخ نَذير حسين إليه المنتهى والمرجع في وقته في الحديث، ونروي عنه من جانبين، من جانب شيخنا أبو وادي، ومن جانب شيخ القرعاوي: أحمد الله)).
وقال لي أيضاً: ((كان شيخنا علي أبو وادي يعظم شيخه نذير حسين كثيراً، ويثني عليه، ولا سيما في الحديث)).عاش رحمه الله مئة سنة، حتى ألحق الأحفاد بالأجداد، وكان ارتحالُه من الدنيا يوم الإثنين لعشر ليال مضين من رجب سنة 1320 في دهلي، رحمه الله - تعالى - وجزاه عن السنّة وأهلها خيراً[4].
جعله الله متفرداً بعلو اتصال أمَّات كتب السنّة بالسماع في عصره وبعده، فمن أراد سماعَها بعلوٍّ فلا بد أن يرويَها من طريقه، وبفضل الله تعالى فقد اتصلت لي الأَّمات عنه سماعاً بواسطتين - وهو أعلى ما يكون - فأكثر، وكل ذلك من طريق مدرسته من أهل الحديث السلفيين، وإنما أردفت هذا بترجمته لأتمثَّل بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية في حق شيخه القدوة الفخر علي بن أحمد المقدسي المعروف بابن البخاري، إذ قال: ينشرح صدري إذا أدخلتُه بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.فأخبرنا بالصحيح من أولِه إلى آخره الشيخان المسندان: الحافظُ ثناء الله بن عيسى خان المدني، وعبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي، بقراءتي مع غيري عليهما معاً في الجامع الكبير بالكويت.

قال الأول: أخبرنا شيخنا الحافظ عبد الله الرُّوبْري قراءة عليه لجميعه غير مرة، أخبرنا عبد الجبار بن عبد الله الغزنوي. (ح)
وقال الثاني: أخبرنا بجميعه والدي غير مرة، قال: أخبرنا جماعة، منهم محمد حسين البتالوي قراءة عليه لجميعه. (ح)
وقرأت قطعة من أوله على شيخي الفقيه عبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم في أبها والرياض وما حولهما، وأجازني، قال: أخبرنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز قراءة عليه لجميعه غير مرة، أخبرنا عبد الحق بن عبد الواحد الهاشمي قراءة عليه لبعضه وإجازة. (ح)
وقرأته عالياً من أوله إلى آخره على شيخي العلامة عبد القيوم بن زين الله الرحماني في الهند، وبقراءتي عليه لأوله وثلاثياته مرة أخرى في منزل شيخنا عبد الله بن عقيل قرب المسجد الحرام بمكة المكرمة، قال: أخبرنا بجميعه أحمد الله المحدّث الدهلوي في المدرسة الرحمانية بدهلي. (ح)
وأخبرنا بقطعة صالحة من أوله مع ثلاثياته شيخي العلامة الجليل عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل في منزله بالرياض وأجازني سائره، قال: قرأته كله على شيخنا الضرير عبد الله بن محمد المطرودي - قال: وكان يحفظ البخاري سنداً ومتناً كالفاتحة - قال: أخبرنا علي بن ناصر أبو وادي قراءة عليه.
قال شيخنا ابن عقيل: وقرأت قطعة من أوله عالياً على شيخنا المعمر علي بن ناصر أبو وادي في مسجده بعُنيزة، وأجازني سائره، وناولنيه. (ح)
وأخبرنا بقطعة من أوله مع ثلاثياته كذلك الشيخ المعمر محمد بن عبد الرحمن آل الشيخ في الرياض، وأجاز سائره، قال: قرأت ثلثيه على الشيخ سعد بن حمد بن عتيق وأجازني. (ح)
قال خمستهم: أخبرنا السيد نذير حسين الدهلوي قراءة لجميعه في دهلي، أخبرنا الشاه محمد إسحاق الدهلوي قراءة لجميعه، أخبرنا جدي الشاه عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي قراءة لجميعه.

وباقي السند السماعي حرّرتُه في كتابي "فتح الجليل"، فلا أطيل به.







العلامة المحدث السلفي محمد نذير حسين الدهلوي شيخ الكل.
هو محمد نذير حسين بن جواد علي بن عظمة الله بن إله بخش بن محمد الرضوي الحسيني البِهاري ثم الدِّهْلَوي، وبين المترجَم وبين الحسين بن علي رضي الله عنهما ثلاثون أباً، وكذلك العدد من جهة أمه، كما ساقه تلميذُه فضل حسين في كتابه "الحياة بعد الممات".

وُلد رحمه الله في سورج كره بولاية بِهار شرقي الهند سنة 1220 على الصحيح

لازَمَ محدِّثَ عصره الشاه محمد إسحاق الدهلوي السلفي ملازمة تامة ثلاثة عشر عاماً، قرأ عليه أمَّات كتب الحديث كاملةً قراءةَ رواية ودراية وضبط وتحقيق، كالكتب الستة، والموطأ، والمشكاة، وغيرها كثير، كالجامع الصغير، وكنز العمال، وتفسير البيضاوي، وتفسير الجلالين، والأَمَم للكُوراني، وبعض رسائل الشاه ولي الله، كالمسلسلات وغيرها.
وأجازه غير مرة،
وأعاد كتابة الإجازة له، ولُقِّب نذير حسين بميان صاحب، وهو لقب علماء أسرة الشاه ولي الله الدهلوي.


ذكر تلميذُه العلامة الخانفوري في ثبته "الجوائز والصلات" (مخطوط) أن شيخه يروي عن ثمانية شيوخ بالإجازة الخاصة، وأربعة بالعامة لأهل العصر، ويهمنا القسم الأول، وهم:
1- الشاه محمد إسحاق، بروايته عن جده - والشيخ محمد إسحاق أخذ بالقراءة والسماع والإجازة عن جده لأمه الشاه عبد العزيز الدهلوي، وهو كذلك عن أبيه الشاه ولي الله الدهلوي صاحب "حجة الله البالغة"، وأسانيده مشهورة مبسوطة.
-، وعن عمر بن عبد الكريم العطار المكي.
2- شير محمد القندهاري، عن عبد القادر الدهلوي، عن أبيه ولي الله.
3- محمد بخش.
4- كرامت علي الإسرائيلي، كلاهما عن محمد رفيع الدين، عن ولي الله الدهلوي.
5- عبد الخالق الدهلوي، عن محمد إسحاق.
6- جلال الدين الهراني.
7- عبد القادر الرامفوري، ولم يذكر شيوخهما.
8- محمد إسماعيل الشهيد، عن أبيه عبد الغني، وعمه عبد العزيز كلاهما عن أبيهما ولي الله.

وقد كان المترجَم غالبا ما يقتصر في إجازته على عمدته الشاه محمد إسحاق لإكثاره عنه قراءة وسماعاً، واستغنائه به عن غيره.

ونظراً لكثرة تلاميذه، وطول مدة تدريسه لُقِّب بشيخ الكل في الكل، أي: شيخ كل العلماء في كل العلوم.
وعبد الله الغزنوي، وأبناؤه محمد وعبد الجبار وعبد الواحد وعبد الله، ومحمد بشير السهسواني، وعبد المنان الوزير آبادي، ومحمد حسين البتالوي، وعبد الله الغازيفوري، وشمس الحق العظيم آبادي، وعبد الرحمن المباركفوري، وأحمد الله البرتابكرهي ثم الدهلوي، وعبد السلام المباركفوري، وأبو المكارم محمد علي المووي، وأحمد بن حسام الدين المووي، وأبو القاسم البنارسي، وثناء الله الأمرتسري، ومحمد نعمان الأعظمي، ويوسف الخانفوري - وهو أحد من نشر علم الحديث في العراق - وأبو سعيد شرف الدين البنجابي.

ومن بلاد العرب: إسحاق بن عبد الرحمن آل الشيخ، وسعد بن حمد بن عتيق، وعلي بن ناصر أبو وادي، وفوزان السابق، وأبو بكر خوقير، وعبد الله بن إدريس السنوسي المغربي، وغيرهم كثير.

وقد سرد تلميذه فضل حسين آخرَ كتابه "الحياة بعد الممات" أسامي خمس مئة عالم من تلامذته.ضم نظماً شعرياً لعلم المواريث ،

(إجازة الشيخ سعد بن عتيق للشيخ عبد الله العَنْقَري بتحقيقي ص74، ومثله في إجازته للشيخ محمد بن عبد اللطيف ص33، وعنه: إتحاف النُّبلاء بالرواية عن الأعلام الفضلاء ص5).
وقال العلاَّمة المحدِّث الشيخ عبد الرحمن المُبارَكْفُوري في مقدمة "تحفة الأحوذي"
الجوائز والصِّلات في أسانيد الكتب والأثبات
ثَبْت الأثبات
وقال شيخُنا العلاَّمة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عَقيل حفظه الله تعالى: ((الشيخ نَذير حسين إليه المنتهى والمرجع في وقته في الحديث، ونروي عنه من جانبين، من جانب شيخنا أبو وادي، ومن جانب شيخ القرعاوي: أحمد الله)).
وقال لي أيضاً: ((كان شيخنا علي أبو وادي يعظم شيخه نذير حسين كثيراً، ويثني عليه، ولا سيما في الحديث)).عاش رحمه الله مئة سنة، حتى ألحق الأحفاد بالأجداد، وكان ارتحالُه من الدنيا يوم الإثنين لعشر ليال مضين من رجب سنة 1320 في دهلي، رحمه الله - تعالى - وجزاه عن السنّة وأهلها خيراً[4].
جعله الله متفرداً بعلو اتصال أمَّات كتب السنّة بالسماع في عصره وبعده، فمن أراد سماعَها بعلوٍّ فلا بد أن يرويَها من طريقه، وبفضل الله تعالى فقد اتصلت لي الأَّمات عنه سماعاً بواسطتين - وهو أعلى ما يكون - فأكثر، وكل ذلك من طريق مدرسته من أهل الحديث السلفيين، وإنما أردفت هذا بترجمته لأتمثَّل بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية في حق شيخه القدوة الفخر علي بن أحمد المقدسي المعروف بابن البخاري، إذ قال: ينشرح صدري إذا أدخلتُه بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.فأخبرنا بالصحيح من أولِه إلى آخره الشيخان المسندان: الحافظُ ثناء الله بن عيسى خان المدني، وعبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي، بقراءتي مع غيري عليهما معاً في الجامع الكبير بالكويت.

قال الأول: أخبرنا شيخنا الحافظ عبد الله الرُّوبْري قراءة عليه لجميعه غير مرة، أخبرنا عبد الجبار بن عبد الله الغزنوي. (ح)
وقال الثاني: أخبرنا بجميعه والدي غير مرة، قال: أخبرنا جماعة، منهم محمد حسين البتالوي قراءة عليه لجميعه. (ح)
وقرأت قطعة من أوله على شيخي الفقيه عبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم في أبها والرياض وما حولهما، وأجازني، قال: أخبرنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز قراءة عليه لجميعه غير مرة، أخبرنا عبد الحق بن عبد الواحد الهاشمي قراءة عليه لبعضه وإجازة. (ح)
وقرأته عالياً من أوله إلى آخره على شيخي العلامة عبد القيوم بن زين الله الرحماني في الهند، وبقراءتي عليه لأوله وثلاثياته مرة أخرى في منزل شيخنا عبد الله بن عقيل قرب المسجد الحرام بمكة المكرمة، قال: أخبرنا بجميعه أحمد الله المحدّث الدهلوي في المدرسة الرحمانية بدهلي. (ح)
وأخبرنا بقطعة صالحة من أوله مع ثلاثياته شيخي العلامة الجليل عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل في منزله بالرياض وأجازني سائره، قال: قرأته كله على شيخنا الضرير عبد الله بن محمد المطرودي - قال: وكان يحفظ البخاري سنداً ومتناً كالفاتحة - قال: أخبرنا علي بن ناصر أبو وادي قراءة عليه.
قال شيخنا ابن عقيل: وقرأت قطعة من أوله عالياً على شيخنا المعمر علي بن ناصر أبو وادي في مسجده بعُنيزة، وأجازني سائره، وناولنيه. (ح)
وأخبرنا بقطعة من أوله مع ثلاثياته كذلك الشيخ المعمر محمد بن عبد الرحمن آل الشيخ في الرياض، وأجاز سائره، قال: قرأت ثلثيه على الشيخ سعد بن حمد بن عتيق وأجازني. (ح)
قال خمستهم: أخبرنا السيد نذير حسين الدهلوي قراءة لجميعه في دهلي، أخبرنا الشاه محمد إسحاق الدهلوي قراءة لجميعه، أخبرنا جدي الشاه عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي قراءة لجميعه.

وباقي السند السماعي حرّرتُه في كتابي "فتح الجليل"، فلا أطيل به.







📜قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: ( عامة الفتن التي وقعت من أعظم أسبابها قلة الصبر إذ الفتنة لها سببان إما ضعف العلم،وإما ضعف الصبر .
📔 المستدرك على المجموع127/5
...المزيد

💚أعيذك يا قلب..💚 أُعيذك بربِّ الناس والفلق والإخلاص من أن تمرَّ على الذكر الحكيم دون قلبٍ ...

💚أعيذك يا قلب..💚


أُعيذك بربِّ الناس والفلق والإخلاص من أن تمرَّ على الذكر الحكيم دون قلبٍ نابض وعقل واعٍ، وفكر حاضرٍ، وفؤاد متدبِّر.

أعيذك من أن يتمزَّق شغاف قلبك من ضربة قهرٍ وطول سفرٍ وقِصَر نظرٍ، وطول سهرٍ، وأنت تقرأ: ﴿ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾ [الإخلاص: 2]، ثم لا تصمد إليه، ولا تنطرح بين يديه، ولا تتَّكل عليه، ولا ترفع حاجتك إليه، ولا تشكو وتتململ بين يديه، تستعد لتشكو حاجتك ساعاتٍ بأكملها لمخلوق مثلك، وتتباطأ من أن تُظهر له في لحظات السحر مسغبتك التي حطَّمت فِقار ظهرك، وأنينك المنطوي في خلجات صدرك، وما يَخفى مِن عظيمِ أمرك.

الصمد يا صاحبي هو مَن يقضي الحاجات ويجمع الشتات، ويمحو السيئات، ويرفع الدرجات، ويُبهج النفوس المطمئنات، ويشفي غليل النفوس العليلات، ويرسل غيث رحمته صيِّبًا نافعًا على المشاعر الراضيات، ويكحل بنعيم الشوق وبرد القرب العيونَ الساهرات.

أعيذك من أن تقرأ كتب التاريخ وتنسى: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 4]، تَنبهر بالمعمار، وتثني على العظماء وتمدح الكبار، وتنسى سطرين تعادل ثلث القرآن.

تقرأ الكتب الكبار والمطولات، والجرائد والمجلات، والأسفار والمجلدات، وتسهر على النقاط بين ثنايا السطور، وتقرأ للقصاص، وتُعرض عن الدر المنثور في سورة الإخلاص.

تطالع عجائب الدنيا وتُهرَع إلى كلِّ خبر جديد، وتُعلق على كل حدث نزل، وبين يديك ما هو أغلى وأحلى وأجمل من صفائح الذهب المسبوك، وتيجان الدر المحبوك، ألا وهي صفات ملك الملوك.

كن وحيدَ دهرك، واصنَع من نفسك أمةً، ولا تركن إلى المخاليق، فكلهم إما حاسد لا يبوح بما في صدره، أو شامت حروفه نفاثات من شره، ولربما تجد أخًا صادقًا وخِلًّا وفيًّا، وهو أندر مما تتخيل.

أزحِ العُقَد التي تقف في طريقك، فإنها ستُعرقل مسيرك وتقف سدًّا منيعًا دون الوصول.

أُعيذك من أن تعيش حالة الهروب من روضة الأنس العامرة التي انفلق صباحها بالرضا والمسرة، وأن تطلب القرب من شرِّ الخلق، وتتدثر بالغاسق المظلم، فتهرب حينها من جحيم إلى جحيم.

أعيذك من أن تستعيذ: ﴿ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ [الفلق: 5]، ثم يطول نظرك ويمرض قلبُك، وتشتعل نارُ الحسد في جوفك إن رأيتَ سيارة فارهة أو قصرًا جميلًا، أو تجارة نامية مباركة.

الحسد حسَكٌ مَن تعلَّق به هلك، ونار من لمسها أحرقتْه، يموت الحاسد في اليوم ألف مرة، لا يدري أن صاحب التجارة ربما حُرِم لذائذَ العيش بسبب أمراض القلب والكبد والكُلى والطحال، وأن صاحب القصر حرِم نعمة الأمن بظلمهِ للرجال، وأن صاحب السيارة حرِم نعمة الولد وضحكات الأطفال.

ربك حكيم يوزِّع الأرزاق، ومن الأرزاق ما تجده من السعادة الغامرة التي حُرِمها فئامٌ من البشر، ومنها ذِكرُك لربك وقُربك منه، ومناجاتك له في السحر، ومنها نعمة الدين والسكينة والطمأنينة، والرضا والأنس، وهي نعمٌ لا تُعادلها نعمُ الأموال والقصور والمراكب، حتى وإن أوصلتْهم لُججَ البحار وسطح القمر.

ملك الناس يا صاحبي هو الذي يملك المالكين وما ملَكوا، مَن هم أحياء ومن هلكوا، وهو الذي يصرِّف الحياة، ويقدِّر الأقدار، ويُسيِّر سفينة الكون، ويُحيطك برعايته وحفظه وكلئِه منذ أن كنتَ بين الأحشاء، وإلى أن صرتَ تدب بين الأحياء، مالك زمام أمرك المطلع على جهرك وسرِّك.

و﴿ مَلِكِ النَّاسِ ﴾ [الناس: 2]: هو مالك الملك وصاحب الملكوت الأعظم، ملكه لا يُحَدُّ وصفاته فوق العد، له ما في السموات وما في الأرض، وما بينهما، وما تحت الثرى من الفرش إلى العرش، ومن التراب إلى السحاب، ومن الحبة إلى القبة، ومن الذرَّة إلى المجرَّة، أفتبكي وتذرف الدمع الغزير على وسادتك، وتبخل أن تذرف دمعةً واحدة على سجادتك؛ إنك إذًا لبخيلٌ!

عليم بنبض قلبك وآمال درْبك وشوقك وحبِّك، بُثَّه شكواك وبكاك ونجواك؛ لأنه ربك وخالقك، وسيدك ومولاك.

أعيذك من أن تتعوذ: ﴿ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴾ [الناس: 4]، الذي يوسوس في الصدور، ثم تفتح له صدرك وتجري مع وساوسه، وتنسى أنك واقفٌ بين يدي ربِّك، تطلب اللجأ إلى رحابه هاربًا من الشيطان وحِرابه، مستعيذًا من شرِّه.

أعيذك من أن تقرأ: ﴿ مَلِكِ النَّاسِ ﴾، بقلب مكلوم وفؤاد موجوعٍ مِن طول غربةٍ ونكدٍ وشتات، وتنسى أن تطلبَ مِن فضله وهو ملك الملوك.

أعيذك من شر ﴿ الجِنَّةِ ﴾ الذين يجرون منك مَجرى الدم، ويتسلطون عليك لضَعفك وبُعدك عن خالقك، ومن أصدقاء السوء الذين يهجمون عليك وجهًا لوجه، فيُزينون لك الشر، فيجعلونه بحُسن وصفهم خيرًا، يهدونك السمَّ في العسل، يمدون لك شراعًا يُغرقك، وحبلًا يلتوي على رقبتك، كالحية ملمسُها ناعم وفي فمها السمُّ الزعاف، يصنعون لك فلكًا لتمخر به العباب، فإذا به مِن ورقٍ يُحرِّقه عودُ الثقاب!

فتِّش في قلبك المجروح، وقل له: كيف جُرِحتَ؟
داوِه بلُطف قبل أن يهترئ، وأمسِك عليه بكفيك، واتلُ عليه أوراد الحياة؛ ليُحلق عاليًا نحو العرش.
قلبك، قلبك، إن مَرِضَ، فعوِّذه قبل أن يتمزَّق.
*عامر الخميسي*
...المزيد

قال شيخنا ابي اسحاق الحويني شفاه الله وعافاه إنَّ المسلم الحق لا تزيده الغربة إلا صمودًا إنما ...

قال شيخنا ابي اسحاق الحويني شفاه الله وعافاه
إنَّ المسلم الحق لا تزيده الغربة إلا صمودًا
إنما تُضعف الغربة أهل الهوان
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
29 ذو الحجة 1445
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً